|
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
المرايا المكسورة
يزعم الإسلام أنه في يوم الحساب الذي لا ينفع معه رجاء، سيبعث كل مذنب على هيئة كائن حي من الموت مع أعماله، وأنه سوف يؤمر بإعادتهم إلى الحياة، وأنه سيفشل، وسوف يُلْقى بصحبتهم في نيران العقاب. حين كنت طفلاً، كنت أشعر أمام المرايا الكبيرة بنفس ذلك الرعب الذي أشعر به من التطابق أو التعدد الشبحي للوجود الحقيقي. حركتهم المستمرّة المعصومة من الخطأ.. مطاردتهم لحركاتي.. إيماءاتهم الهائلة.. والتي كانت غامضة مريعة في حينها، خصوصاً حين يبدأ الظلام بالحلول. كانت إحدى صلواتي التي لا تتغير للرب ولملاكي الحارس هي أن لا أحلم بالمرايا. أعرف أني كنت أراقبها يملؤني الشك. كنت أخاف أن ينحرفوا عن الواقع، وفي أحيان أخرى كنت أخاف أن أرى فيها وجهي مشوّهاً بفعل نكبات غريبة. عرفت بعد ذلك أن هذه المخاوف شائعة بشكل هائل في كل العالم. القصة بالفعل بسيطة، وسمجة. قابلت حوالي سنة 1927 فتاة متجهّمة، على الهاتف في البداية (كانت جوليا في البداية صوتاً فقط، بدون اسم، أو وجه)، ثم.. في زاوية قرب المساء. كانت تملك عينان واسعتان بشكل مثير، شعر أسود ناعم، وجسم أهيف. كان جدها وجدها الأكبر فيدراليين، أمّا أجدادي أنا بالمقابل فقد كانوا موحدين، وذلك التنافر القديم في النسب كان بالنسبة لنا رباطاً، استحواذ تام لأرض الأجداد. كانت تعيش مع أهلها في منزل قديم متهالك ذي أسقف عالية جداً، في تفاهة وحقد كما هو الحال مع الإملاق المتعالي. كنا -في العصاري- وفي بعض الأحايين النادرة في المساء، نتجول في الحي الذي تسكن فيه، بالفانيرا. كنا نسير بمحاذاة جدار السكة الحديد السميك، ومرة مشينا في السارمينتو حتى وصلنا إلى نهاية البارك سنتيناريو. لم يكن ما بيننا حباً، ولا حتى التظاهر بالحب، كنت أحس أن فيها سّورة كانت غريبة حقاً تجاه الشهوة الجنسية، وكنت أخافها. ليس غريباً أن تقيم علاقات مع النساء، بدافع الحاجة إلى الحميمية، سواء كانت تلك حالة حقيقية أو أبوكريفاوية (7) في صبا الواحد منا. لا بد أني كنت قد حكيت لها عن المرايا، وبذلك كنت قد لقنتها هذيانا في سنة 1928 أزهر في سنة 1931. الآن فقط عرفت أنها فقدت عقلها، وأن المرايا في غرفتها كسرت لأنها ترى فيها انعكاسي، محتلاً انعكاسها، وأنها ترتعش وتطرق وتقول أني أضطهدها عن طريق السحر. يالها من وضاعة مريرة، تلك التي يملكها وجهي، تلك التي يملكها أحد وجوهي السابقة. هذه النهاية الكريهة التي ادخرت لملامحي كان لا بد أن تجعلني -بحكم الظروف- كريهاً أيضاً، لكني لم أعد أهتم.
بورخيس
شمس الله عبد الدين : إنتَ شربوت العيد لسع ما كمِل ، وللا شنو ؟!!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | عادل عبدالرحمن | 01-01-08, 07:46 AM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | الجندرية | 01-01-08, 08:29 AM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | عادل عبدالرحمن | 01-01-08, 10:13 AM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | adel alsaed | 01-01-08, 09:37 AM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | Ishraga Mustafa | 01-01-08, 10:02 AM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | عادل عبدالرحمن | 01-01-08, 11:04 AM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | عادل عبدالرحمن | 01-01-08, 10:37 AM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | Ishraga Mustafa | 01-01-08, 11:05 AM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | خالد العبيد | 01-01-08, 11:34 AM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | Adil Osman | 01-01-08, 11:40 AM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | عبدالله شمس الدين مصطفى | 01-01-08, 12:46 PM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | HAYDER GASIM | 01-01-08, 01:13 PM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | عبدالله شمس الدين مصطفى | 01-01-08, 03:13 PM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | tayseer alnworani | 01-01-08, 06:31 PM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | عادل عبدالرحمن | 01-01-08, 07:48 PM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | munswor almophtah | 01-01-08, 08:48 PM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | رقية وراق | 01-01-08, 08:54 PM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | Safa Fagiri | 01-01-08, 09:11 PM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | عادل عبدالرحمن | 01-02-08, 00:09 AM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | Osman Musa | 01-02-08, 02:47 AM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | عادل عبدالرحمن | 01-11-08, 00:43 AM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | Ishraga Mustafa | 01-11-08, 00:56 AM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | عبدالله شمس الدين مصطفى | 01-11-08, 11:50 AM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | عادل عبدالرحمن | 01-11-08, 02:18 PM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | عبدالله شمس الدين مصطفى | 01-11-08, 02:37 PM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | عادل عبدالرحمن | 01-11-08, 01:27 PM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | عبدالله شمس الدين مصطفى | 01-11-08, 01:41 PM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | عادل عبدالرحمن | 01-11-08, 02:33 PM |
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل | عبدالله شمس الدين مصطفى | 01-11-08, 03:18 PM |
|
|
|