شباب المنبر دعوة للحوار: كيف ترون مستفبل بلدكم السياسى وبأى طريقة تريدون ان تدار؟

Quote: الشباب واتفاقية السلام الشامل دور غائب ومهام مؤجلة Youth & Comprehensive Peace Agreement Absentee Role & Deferrer missions إعداد: محمد أحمد محمود نوفمبر 2006 مقدمة: جدير بنا أن نبدأ مقدمة هذه الورقة بفقرة واردة في استهلال اتفاقية السلام الشامل وهي ستحكم رؤيتنا لهذه الاتفاقية وتصلح أن تكون مدخلا مناسبا. " أن التنفيذ الناجح لاتفاق السلام الشامل سوف يقدم نموذجا للحكم الراشد في السودان مما يساعد على إقامة أساس راسخ للحفاظ على السلم وجعل الوحدة أمرا جاذبا وعلى ذلك يتعهدان بالتمسك بصورة كاملة بنص وروح اتفاقية السلام الشامل ضمانا للسلام الدائم والأمن للجميع والعدالة والمساواة في السودان". كما نقرأ في ترتيبات وقف إطلاق النار النصوص العامة والأساسية:- " يوافق الطرفان على أن الشمول هو جوهر هذه الاتفاقية وإشراك المجموعات المسلحة والقوي السياسية الأخرى لتصبح جزء من عملية السلام ولتقوم بدورها فيها وتساهم في صون هذه الاتفاقية". مما تقدم و لكي يكون السلام دائما وعادلا يتوجب أن توطد دعائمه الرغبة الجماعية والالتزام الجماعي، ومن هذه الحقيقية ننفذ إلي أنه ثمة أدوار عديدة تلعبها كل فعاليات المجتمع السوداني سيما المجتمع المدني بكل مؤسساته لمنح هذه الاتفاقية قوة دفع الالتزام الجماعي. ولأن السلام والتنمية والتحول الديمقراطي هي معركة الجميع والنصر وبلوغ الغايات فيها موسوم ومعقود بمشاركة الجميع. في هذه الورقة نركز على دور الشباب الغائب حتى الآن في التصدي لهذه المهمة التاريخية. ومعلوم أن الشباب قطاع اجتماعي عريض وفي السودان على وجه الخصوص حيث يعتبر السودان من الدول ذات التركيبية السكانية الشابة أن صح التعبير حيث تقسم المجموعات العمرية للسكان على النحو التالي: 46% من السكان تحت أقل من 15 سنة 51% من الفئة العمرية بين 15-64 سنة 3% من الفئة العمرية أكبر من 65 سنة ومعلوم وضع الشباب في دولة كالسودان وهو من الدول الأكثر فقرا في العالم بكل مشاكلها المزمنة في التنمية إضافة إلي مشكل السودان الخاص في عدم الاستقرار السياسي وما أفرزته الحرب من عدم استقرار الاجتماعي ومازال السودان مواجه في تضعضع وجوده كدولة موحدة فما أن كادت الحرب في الجنوب تضع أوزارها حتى اشتعلت في دار فور والشرق. وذلك لو أحسنا القراءة عبء جديد على عاتق كل الآمال المرجوة من اتفاقية السلام باعتبارها – رغم بعض التحفظات – تشكل مؤشرا في الاتجاه الصحيح لسودان ينعم بالاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي هذه المهام على ضخامتها ليست بالمستحيلة خصوصا أن رشحنا مفهوم المشاركة والالتزام الجماعي والذي يشكل فيه قطاع الشباب رأس الرمح في إحداث هذه النقلة من شعب ودولة مهددة بالتقسيم إلى دولة موحدة ديمقراطية ورفاه اجتماعي عميم وعادل. وحتى يتزلف لنا إستكناه هذا الدور وتلكم المهام سنقسم هذه الورقة . المحور الأول: الشباب تعريفات عامة. وضع الشباب في السودان وتجذير مفاهيم المشاركة والفعالية والكفاءة. المحور الثاني: مراحل اتفاقية السلام. أ‌. المرحلة الأولي: التفاوض- الاتفاقية كاملة والتوقيع عليها ب‌. المرحلة الثانية:التنفيذ - الثغرات وعقبات التنفيذ. المحور الثالث: حول الأدوار التي يلعبها الشباب لترسيخ السلام الشامل والدفع بالتحول الديمقراطي ومهام بناء السلام وتكريس استحقاقات الوحدة والتنمية المستدامة والعادلة. أخيرا: تنتج الورقة إن خرجت بأن غياب النظرة الإستراتيجية لاتفاقية السلام ، ينسحب عليه غياب قطاعات كبيرة من الشعب السوداني في صون هذه الاتفاقية التي ورد في قلب نصوصها أن الملكية القومية والشمول هما جوهر هذه الاتفاقية بدونها حقيقة تصبح حبرا على ورق وفاقدة للروح. المحور الأول : (أ‌) الشباب تعريفات عامة:- أصبح العمل مع الشباب على أساس تخصصي، واحد من الاتجاهات الرئيسية التي بدأت تشق طريقها في غالبية البلدان والمجتمعات والتي تستهدف صقل الشخصية الشبابية وإكسابها المهارات والخبرات العلمية والعملية. وتأهيله التأهيل السليم والمطلوب لضمان تكيفه مع المستجدات بفعالية وإيجابية وتدريب القادة الشباب في مختلف الميادين المجتمعية. وخلال العقدين الأخريين وبسبب التطورات العليمة والتقنية الهائلة وثورة الاتصالات ودخول العالم في مرحلة العولمة كمنظومة ثقافية سياسية اجتماعية كونية ومتقربة. تفاقمت أزمات الشباب أكثر فأكثر من البلدان الفقيرة. حيث يعاني الشباب من أزمة مزدوجة متولدة عن الأزمات المتوارثة والمركبة القائمة أصلا ، وأخري قادمة عبر التأثيرات الجديدة بفعل الحراك الثقافي الاجتماعي المعولم. كل ذلك بالضرورة يشترط ويلزم تعميق مفاهيم المشاركة والانتماء والعمل بفعالية لدرء حالة التشظي القائمة وسط هذا القطاع العريض. تعريف الشباب:- لا يوجد تعريف واحد للشباب ، وهناك صعوبة في إيجاد تحديد واضح لهذا المفهوم . وعدم الاتفاق على تعريف موحد شامل يعود لأسباب كثيرة أهمها اختلاف الأهداف المنشودة في وضع التعريف وتباين المفاهيم. لذلك فإن مفهوم الشباب يتسع للعديد من الاتجاهات التالية: 1- الاتجاه البيولوجي : وهذا الاتجاه يؤكد الحتمية البيولوجية باعتبارها مرحلة عمرية أو طور من أطوار نمو الإنسان. الذي فيه يكتمل نضجه العضوي الفيزيقي، وكذلك نضجه العقلي والنفسي الذي يبدأ 15-30 سنة. 2- الاتجاه السايكوسيسيولجي: يرى هذا الاتجاه إن الشباب حالة عمرية تخضع لنمو بيولوجي من جهة ولثقافة المجتمع من جهة أخري حيث تكون قد اكتملت علميات التطبيع الاجتماعي، هذا التعريف يحاول الدمج بين الاشتراطات العمرية والثقافة المكتسبة من المجتمع ( الثابت والمتغير) .إذ يمكن أن نعرف الشباب على انه حقيقة اجتماعية وليست ظاهرة بيولوجية فقط. الخصائص والسمات العامة الشباب : 1. الشباب طاقة للتغير والتشكيل. 2. طاقة إنسانية تتميز بالحماسة، الحساسية، الجرأة والاستقلالية. 3. بروز معالم استقلالية الشخصية، والنزوع نحو تأكيد الذات وامتلاك العقلية الناقدة. 4. درجة عالية من الديناميكية والحيوية والمرونة. 5. قدرة على الاستجابة للمتغيرات من حوله وسرعة استيعابها وتقبل الجديد المستحدث وتبنيه والدفاع عنه . وهذه السمات تعكس قناعة الشباب ورغبته في تغيير الواقع الذي وجد فيه وإن لم يشارك في صنعه. واقع الشباب في السودان : يمكن اعتبار المرحلة الراهنة من تاريخ السودان هي الأسوأ من حيث حال وواقع الشباب في السودان فالظروف الاقتصادية السياسية غير المواتية أفرزت واقعا اجتماعيا صعبا وقاتما ، جعلت قطاع كبير كقطاع الشباب يرزح تحت حالة من التوهان وانعدام الثقة والتشوش الفكري وعدم الثقة في المستقبل مما أبعد الشباب عن الهم العام وكرس وجمل وهم الحلول الفردية لمشكلاتهم. لواقع الحال هذا عوامل ذاتية تتعلق بالخصائص والسمات المميزة للشباب أنفسهم وعوامل موضوعية تخص الدولة ومؤسساتها وصانعي القرار فيها. وبالرغم من تقاطع هذه العوامل الذاتية والموضوعية إلا أننا يمكن أن نقول أن عزوف الكثير من الشباب عن الشأن العام والسلبية تجاه القضايا العامة مرده لانعدام ثقة في المؤسسات القائمة وفقر المعرفة وضعف التربية السياسية هذا من جهة. ومن جهة أخرى الدولة تفتقر لأي نظرة إستراتيجية لإشراك الشباب في اتخاذ القرار على الأقل- فيما يمسهم بشكل مباشر- كما أن حالة عدم الشفافية والمحسوبية والكبت السائدة ، وعدم منح الأولوية تجاه القضايا الأساسية للشباب على مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية والثقافية أشاع جوا من عدم الثقة. كما أن لا اتفاقية السلام الشامل ولا الدستور الانتقالي ولا حتى السياسات الكلية أولت الاهتمام بالقطاع الشبابي والذي هو أكثر المتضررين من واقع الحرب وإفرازاتها السالبة و الشباب هم من وقع عليهم العبء البدني والنفسي والأخلاقي في هذه الحرب الدموية الطويلة. في إطار المحاولة لتقسيم الشباب كخطوة أولى تفيد في صياغة خطط وبرامج هدفها التعامل مع الشباب ككيان حقيقي يمكن الاستفادة من طاقاته الضخمة في العمل والتغير هذه التقسيمات بالضرورة غير قطعية فهي متداخلة فيما بينها ويوجد داخل كل فئة تمايزات، كما انه يمكن أن توجد تقسيمات على أسس أخرى ، أيضا نشير في هذا الجانب إلى عدم وجود إحصاءات دقيقة. يمكن تقسيم الشباب في السودان على أساس المهنة أو العمل إلى : 1. فئة الطلاب: وتشمل هذه الفئة طلاب الثانوية والمعاهد المتوسطة والعليا وطلاب الجامعات. وهذه الفئة قائدة بحكم موقعها وامتلاكها الثقافة والتعليم. وفي وجود أخرهي حزبية ونقابية فإنها تتسم بالديناميكية والنشاط ولديها استعداد عالي للانخراط في النشاط السياسي والاجتماعي العام. 2. فئة العمال: وهذه تعتبر من الفئات الواسعة في المجتمع. ويمكنها أن تلعب دورا في حال تنظيم فعلها وتنويره من خلال النقابات والمؤسسات. 3. فئة الموظفين وهي فئة غير متجانسة من حيث الاهتمامات ومستوي المعيشة ومستوي التعليم. 4. فئة العاطلين عن العمل ، غالبيتهم من خريجي الجامعات والعمال وهذه الفئة هي الأسواء من حيث الواقع المعيشي ، والاستقرار النفسي وخياراتها واهتماماتها يشوبها التشويش والضبابية بسبب وضعها الاقتصادي غير المستقر وهي فئة كبيرة نسبيا في السودان. هذه التقسيمات تتوزع جغرافيا بحسب نسب توزيع السكان في السودان على النحو التالي*:- 68 % في مناطق ريفية أو شبه ريفية 21% سكان المدن الأصليين ( ويبلغ معدل نمو المدن 6% سنويا. 11% رعاة. *التحفظ على هذه التركيبة يأتي من أن الحرب والمجاعات والجفاف والتصحر تلعب دورا بارزا وملحوظا في خلخلة هذه التركيبة لصالح المدن. المحور الثاني:- مراحل اتفاقية السلام مقدمة:- تطرح عملية السلام مجموعة متداخلة ومتشابكة من القضايا والموضوعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية بأشكالها وألوانها المختلفة والمعقدة في طبيعتها ومضامينها وأبعادها القطرية والإقليمية والدولية مما يتطلب قدرا عاليا من الإدراك والفهم السليم لهذه الخارطة واستكشاف مواطن الضعف والقوة والمهددات والفرص والأولويات وأسبقياتها وصياغة رؤى متكاملة ومنسجمة في عناصرها وآمادها وتفصيلها في برامج ذات أهداف محددة تأخذ في الاعتبار أولويات وحدة النسيج الاجتماعي بكل فئاته وبيئاته المختلفة والنهوض به نحو مراحل متقدمة من الاستقرار والنمو وبناء الثقة بين كافة عناصر المجتمع وفعاليته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية. المرحلة الأولي: تفاوض طويل وعر استمر فيه الحوار منذ مايو2002 وحتى ديسمبر 2004م بين حكومة السودان والحركة الشعبية/ الجيش الشعبي لتحرير السودان برعاية دولية مباشرة تحت مظلة الـ(إيقاد) هذا الطريق الطويل اعتورته الكثير من الصعوبات والعقبات والمتغيرات الداخلية والخارجية. كما أن صراع الأجندات ومحاولة كلا الطرفين الوصول لأكبر المكاسب. هدد بتوقف المفاوضات في أكثر من مناسبة إلا أن الإرادة الشعبية القوية في التوصل لاتفاق سلام ينهي حرب طويلة أنهكت الجميع. والدور الفاعل للمجتمع الدولي في الضغط على الطرفين لتجاوز العقبات وتقديم التنازلات هنا وهناك للوصول لاتفاق معني بالمصلحة الوطنية.معلوم أيضا أنه كانت هنالك رغبة قوية وعمل جاد من كافة القوي لتوسيع ماعون التفاوض الأمر الذي لم ينجح واقتصر التفاوض على حملة السلاح فقط وتشير كل الدلائل الآن أن ذلك أمرا كانت تنقصه الحكمة وبعد النظر. قضية السلام هي قضية كل الشعب السوداني بمختلف قطاعاته والشاهد أن الاتفاقية في عمومياتها ناقشت واجترحت حلول لمشاكل السودان بشكل عام. وتؤكد نصوص الاتفاقية بشكل عام في أكثر من موضع على هذا الفهم. يوافق الطرفان على أن الملكية القومية لعملية السلام والإدارة السياسية والحوار المستمر مقومات لا يمكن الاستفتاء عنها من أجل تحقيق سلام مستدام . المرحلة الثانية: تنفيذ الاتفاقية بعد مضى قرابة العامين على توقيع اتفاقية السلام الشامل ظلت عملية التنفيذ تمثل تحديا شاقا ومرت وتمر بمنعرجات جد خطيرة فبينما أنهي الاتفاق أطول الحروب الأهلية وأكثرها مأساوية في أفريقيا فإنه كان اتفاقا بين طرفين – هذه هي القاعدة التي صبغت أجندته ورسمت حدود منهجه التفاوضي – وكان من المؤمل أن تسيطر على مرحلة التنفيذ روح المشاركة لضمان النجاح ولكن حتى الآن هذه هي القيمة المفقودة في معادلة السلام المعقدة. نقرأ في الفصل الثاني في اتفاقية السلام – اقتسام السلطة الأتي:- وإذا يدركان أن التنفيذ السلس والنتائج لهذه الاتفاقية يتوقف-إلى حد كبير- على حشد أغلبية الشعب السوداني لدعمه. نعتقد أنه وبعد مرور قرابة العامين في عملية التنفيذ إلا أن هذا الإدراك من قبل طرفي الاتفاقية -واللذان يمكن الإشارة إليهما من خلال حكومة الوحدة الوطنية وهما يشكلان الأغلبية الساحقة فيها وذلك بنص الاتفاقية- هذا الإدراك بحشد الشعب السوداني كضمان لنجاح عملية التنفيذ لم يترجم على أرض الواقع فما زالت روح التفاوض تخيم على خطوات التنفيذ المختلفة كما اشرنا وتلك الروح بالضرورة تفترض أن ذلك شأن يخض الطرفين بينما ومنذ التوقيع على اتفاقية السلام تشكل واقع جديد باشتراطات جديدة تستوجب حشد الجميع وشراكة الجميع في مرحلة بناء السلام وإحداث التنمية وتحقيق التحول الديمقراطي 2-5 تعمل حكومة الوحدة الوطنية على تنفيذ حملة إعلامية في جميع أنحاء القطر وبجميع اللغات الوطنية في السودان بهدف نشر اتفاقية السلام والنهوض بالوحدة الوطنية والمصالحة والتفاهم المتبادل هذا النص في الاتفاقية مضلل ومعمم على نحو مُخل أن شأنه شأن كل النصوص تعالج قضايا كبري مثل المشاركة والتحول الديمقراطي وغيرها من القضايا الكلية التي تناولتها الاتفاقية بشيء من التبسيط والغموض والعمومية. ويمكن أن نلخص هذه المرحلة في فقرة وارده في التقرير الأخير الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة لمجلس الأمن في إطار المتابعة الدورية والذي جاء فيه (منذ التوقيع على الاتفاق الشامل في يناير 2005 اتخذ الطرفان عددا من الخطوات الهامة في عملية التنفيذ، غير أنه فيما تدخل عملية التنفيذ عامها الثاني أعتقد أن الوضع يبعث على الفلق. فالعملية لم تحقق النتائج المنتظرة على عدد من الجبهات ومما يثير القلق عل نحو خاص أن مؤسسات اتفاق السلام الشامل التي صممت كمنتدى سياسي للنظر في الخلافات المتعلقة بالتنفيذ وحلها لم يبدأ الطرفان استخدامها بعد على نحو فعال). لن يحتاج الأمر لعناء كبير لنصل لخلاصة مفادها أن السبب الرئيس في تعثر تنفيذ الاتفاقية هو الغياب الواضح للمشاركة الشعبية والتي هي الضمان الوحيد للنجاح التنفيذ وإدماج اتفاق السلام الشامل في الحياة العامة لشعب السودان وجعل قضايا السلام والديمقراطية والوحدة مطمحا وهدفا يسعى إليه الجميع ويساهم في تحقيقه . المحور الثالث: الشباب واتفاقية السلام الشامل في هذا المحور الثالث نحاول أن نضع مؤشرات عامه تؤكد دور الشباب كقطاع عريض في إنجاز السلام الشامل والتحول الديمقراطي والتنمية المستدامة وجعل الوحدة خياراً جاذباً تلك هي الخلاصات النهائية التي أكدتها اتفاقية السلام الشامل وذلك هو التحدي الأساسي أمام كل الشعب السوداني بكل قطاعاته سيما الشباب بما يتوفر لديهم من خصائص وسمات هامه ترشحهم للقيام بالدور الرئيسي لإنجاز هذا التغيير والتقدم إلى الأمام -1 بناء السلام: هي المهمة الأساسية والتي تتقاطع معها كل المهام وهي تبدأ بترسيخ اتفاقية السلام وتوطيد مفاهيم التعايش السلمي والعادل والشباب أكثر المعنيين بهذه المهمة باعتبار أن قطاع كبير منهم ولد وترعرع في ظل الحرب وثقافتها الشائهة. 1- التحول الديمقراطي: يعد التحول الديمقراطي شرطاً أساسياً لإنجاح التنفيذ فهو يشكل البيئة الوحيدة الصالحة لتعبر فيه كل قطاعات برأيها وتقوم بدورها بفاعلية وكفاءة وبدون أنجاز هذا التحول كاملاً سيفقد الاتفاق الإجماع المطلوب واللازم لكل المرحلة الأمر الذي يزيد من عزوف الشباب وموقفهم غير الإيجابي في دعم بناء السلام في ظل قوانين تقيد حريتهم وتنتهك حقوقهم الأساسية في التعبير وبالأخير تخلق بيئة غير محفزة للتفاعل والمشاركة. 2- التنمية المستدامة : إحدى المهام التي أكدت عليها اتفاقية السلام الشامل باعتبار أنها مرتبطة عضويا ببناء السلام والتحول الديمقراطي، والتنمية كعملية تتطلب المشاركة الفاعلة لكافة قطاعات المجتمع، والشباب يلعب الدور الحاسم لإحداث هذه التنمية في بيئة من السلام والديمقراطية. 3- تعزيز الوحدة: معلوم أنه عند نهاية الفترة الانتقالية والتي مدتها (6) سنوات يجري استفتاء عن طريق التصويت لاعتماد نظام الحكم الذي تم وضعه بموجب اتفاقية السلام أو التصويت للانفصال، هذا يعني أنه عندما اقر الطرفان حق تقرير المصير لجنوب السودان. أقرا ضمنا أن نجاح تنفيذ الاتفاقية يقرب خيار الوحدة وفشلها وبنفس القدر يجعل من الانفصال أمرا ممكن الحدوث. نقرأ في المبادئ المتفق عليها في بروتوكول مشاكوس 1-5-5 (تخطيط وتنفيذ اتفاقية السلام بغية جعل وحدة السودان خيارا جاذبا وبصفة خاصة لشعب جنوب السودان). لجعل الوحدة خيارا جاذبا ولتعزيزيها يستلزم ذلك تخطيطا وتنفيذا جماعيا وابتداع كافة الأشكال والأطر التي تمكن الجميع من المشاركة لتمتين الوحدة وإبعاد شبح الانفصال الذي يغذيه التنفيذ غير الخلاق لاتفاقية السلام وتلك هي المسؤولية التاريخية للجميع لأنه سيتقرر مصير الجميع. وليس أكثر أهمية للشباب من التصدي لهذه المهمة لأنها ستحدد معالم المستقبل لهذا البلد والذي هو بالضرورة مستقبلهم. الخلاصة: ج يعتبر الحق في المشاركة في الحياة العامة بكافة أشكالها ومجالاتها حق من حقوق الإنسان الأساسية كما جاء في الإعلان العالمي للحقوق الأساسية وهو أداة للتنمية الفاعلة وأسلوبا للممارسة السياسية والمسؤولية الاجتماعية والتربوية لأفراد المجتمع وهو يعطى الإنسان الحق في إخضاع كافة القضايا التي تؤثر عليه وعلى جماعته للمناقشة وإبداء الرأي وتنمى الشعور القومي لديه .والمشاركة مفهوم مرتبط بالمجتمع المفتوح والديمقراطي وهى مكون أساسي من مكونات التنمية البشرية كما يفهمها ويسعى من اجلها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، المشاركة تعنى أن يكون لنا دور 1. لمعرفة استعدادات الشباب وانخراطهم في العمل العام سواء كان نشاطا سياسيا أو اجتماعيات أو تنمويا ، فإن المطلوب معرفة احتياجات أساسية للشباب والعمل على تلبيتها وأخذها بعين الاعتبار لدي صياغة الخطط والبرامج. 2. إتاحة الفرص للشباب والدفع بهم لتولى القيادة على مستوى المؤسسات والنقابات مما يتيح الفرصة لتلاقى وحوار الأجيال على الصعيد العملي . 3. دعم المنظمات الشبابية دون تحيز أو تدخل في اللوائح وبرامج العمل المطروحة 4. الاهتمام بجانب بناء القدرات من خلال المؤسسات التعليمية ومؤسسات المجتمع المدني وخلافه ، من خلال توفير الفرص التعليمية والوظيفية العادلة والاهتمام بالتدريب كعملية مكملة وضرورية في بناء القدرات . 5. لابد من النظرة الشاملة لمفهوم التنمية البشرية وتوفير المدخلات المناسبة حتى يتثنى لنا الاستفادة من قدرات وطموحات الشباب ويتثنى لهم أن يصبحوا قوة فاعلة ومؤثرة وقائدة في عملية التغير المنشود . المراجع: 1. إشكاليات الاقتصاد والتنمية في السودان، د. قسوم خيري بلال. 2. دور الشباب في عملية التغيير المجتمعي – د.زياد عثمان. 3. نص اتفاقية السلام الشامل. 4. مجلة محاور – العدد العاشر / إلحادي عشر، مركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية. 5. مجلة أفاق سياسية – العدد الأول- مركز دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا. 6. إشكاليات التنمية لما بعد الحرب ومهام البناء الاقتصادي – وزارة المالية والاقتصاد الوطني- 2005م. 7. طرف من حديث تحديات البناء الوطني - مجموعة مقالات الأستاذ/ كمال الجزولي. 8. rethinking development economics- Ha- Joon Chang