حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-17-2024, 09:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-26-2007, 11:01 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49071

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي (Re: أبوتقى)



    قرأت حوارا مع كاتب المقال د. محمد وقيع الله هنا:
    http://meshkat.net/new/contents.php?catid=12&artid=12046
    سأثبته في هذا البوست لأنه يعطي فكرة جيدة عنه، وسأكتفي بوضع خطوط تحت العبارات التي أود أن ألفت إليها النظر بصورة خاصة وسيدرك القارئ مدى التناقض والإرتباك فيها:

    Quote: حوار مع الدكتور محمد وقيع الله أحمد حول السلفية والغرب والسودان والمستقبل(1)
    2007-09-01

    جلسنا إلى الدكتور محمد وقيع الله، الأكاديمي السوداني والأستاذ بالجامعات الأمريكية، لنحاوره في مجموعة قضايا تتعلق بالعمل الإسلامي في السودان والغرب والفكر الإسلامي المعاصر، فالدكتور محمد وقيع الله، يجمع بين المعاصرة الطويلة لعملية الدعوة الإسلام البصيرة الهادئة في الغرب، ومراقبة تطورها بعين ناقدة ، وقد أهلته إحدى دراساته في هذا المجال للفوز بالجائزة المرموقة جائزة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، وكان عنوان دراسته (الإسلام في المناهج الدراسية الغربية: عرض ونقد) وقد قرر فيها أن الإسلام يحقق تقدما مطردا يوما بعد يوم في الأقطار الغربية.

    في مجالات الفكر الإسلامي انتج وقيع الله عشرات البحوث والكتب ونشرت المئات من المقالات في أكبر المجلات العربية والأجنبية، ولعله من أكثر السودانيين إنتاجاً، وفوق ذلك فهو صاحب رؤية متوازنة ونفس تعادلت أطرافها.

    نال الدكتور محمد وقيع الله درجة البكلاريوس في العلوم السياسية من جامعة أم درمان الإسلامية، ثم نال درجة الماجستير في السياسة المقارنة من جامعة أوهايو، والدكتوراه من جامعة المسسيبي متخصصا في العلاقات الدولية، وكان تركيزه في دراساته العليا على الشؤون الصينية.

    وقد دار هذا اللقاء في داره بضاحية (الصحافة) بالخرطوم.


    * *: تضم الحركة الاسلامية السودانية اليوم الكثير من الأكاديميين والمهنيين أصحاب التخصاصات الرفيعة، إلا إن المفكرين فيها ما زالوا قليلين، فما الباعث على توجهك الفكري والي اي شيء يرجع اهتمامك بالفكر؟


    أشكر الاخوة في هذه المؤسسة الإعلامية الرائدة التي نعول على عطائها الكثير على هذه السانحة الطيبة التي اتاحتها لي، وأبدأ فأقول حقاً إن الحركة الاسلامية عامة، والحركة الاسلامية السودانية بخاصة، لا تعتني بالفكر العناية اللازمة. والسبب في ذلك، ودعني أركز على الحركة الاسلامية السودانية خاصة، انها حركة عملية " براغماتية " أكثر منها نظرية، وكانت حققت بعض أهدافها الكبيرة اعتباطاً بدون عناية تذكر بالفكر والدراسة ورأت بعد ذلك أنه لا داعي للفكر والدراسة. ثم تبين فيما بعد أن القيادة السياسية للحركة الإسلامية السودانية كانت تخشى من تشجيع حركة الفكر لأنها كانت تحذر قيام تشققات واتجاهات متمردة ومتعارضة داخل الحركة؛ فغلبت هدف الوحدة السياسية على البعد الفكري والنظري.

    بالنسبة لي ولأفراد من أصدقائي الخلص كانت البيئة التي عشنا فيها ذاخرة بالكتب وكان الأخوة الكرام الذين هم أكبر منا سناً يتعهدونا بالتوجيه والرعاية، وقد نشأنا زمرة من الشباب المسلم في المدرسة المتوسطة والثانوية، وكنا نتعهد بعضنا ونتخير أطايب الكتب لبعضنا البعض، ونتناقش حول محتوياتها بحرية وأريحية بلا تزمت تنظيمي حزبي، كنا نعيش مع بعضنا البعض بل كنا ندرس في فصل دراسي واحد. هذه الصحبة في تلك السن الغضة جعلت حياتنا تأملية الطابع وجعلت لقاءاتنا أشبه بالمنتدى الفكري. لعل هذا هو السبب الاساسي في اتجاهنا لحياة العلم والفكر.


    * *: ألا ترى في ترجيح قادة الحركة الإسلامية السودانية للوحدة السياسية والتنظيمية على حساب البناء الفكري ، خطأ فكرياً جسيما ؟


    صحيح هو خطأ. ولكن لعل المقصود كان أيضا هدفاً سامياً ، ودعنا نفترض حسن النية في أمر القائمين على الحركة الإسلامية السودانية. إن الشخص الذي كان قائماعلى قيادة الحركة كان سياسياً كبيراً ماهراً وكان عمله منصباً حول قيام الدولة الاسلامية، ولم يكن مشغولاً حتى بما يتبع ذلك من أمر تسيير الدولة الإسلامية، إنما كان مشغولا بأمر انشائها وحمايتها فقط، و لم يكن يريد لأتباعه وأنصاره أن ينشغلوا بالفكر أو بالمسائل العقدية كما في الحركات الأخرى التي لاتنشغل بالواقع ولا بالعمل البناء، بل بالتنظير الفكري والتنظير الفكري فقط. وهكذا فكأنما هناك إفراط عند أؤلئك في التنظير و كان هنا إفراط في اهماله واستغراق مطلق في العمل السياسي اليومي.



    * *: هل أنت من الذين يقولون أن الحركة الاسلامية السودانية اختزلت المشروع الإسلامي من مشروع حضاري شامل إلى مجرد مشروع سياسي لحركة هدفها الوصول للسلطة والاستحواذ عليها؟


    لا لست ممن يقول بذاك، كنت أتحدث فيما مضى عن توجهات الحركة الإسلامية حسب رؤية قائدها السابق. والآن أعتقد أن الحركة الإسلامية التي تقودها الدولة الانقاذية في السودان هي حركة واسعة المدى وحركة تحول اجتماعي بمعناه الواسع، وهي الان تؤسس مجتمعا إسلامياً من كافة النواحي ثقافةً وأدباً وسلوكاً، وتبذل محاولات جادة تشمل تأسيس اقتصاد إسلامي وبنوك إسلامية، وتجري محاولات لا بأس بها لأسلمة المناهج التربوية والإعلامية. وعموما أعتقد أن المشروع الانقاذي الإسلامي مشروع قوي وناجح وفاعل .


    * *: في إجابتك نرى بعض التداخل والتضارب. فمن يقود الآخر: الحركة الإسلامية تقود الإنقاذ أم العكس؟!


    الذي يدرك دواخل الأمور يعرف لا محالة أن الدولة الإنقاذية تقود الحركة الإسلامية. فهي أقوى من الحركة الإسلامية، وهي تؤدي من وظائف الحركة الإسلامية حتى على المستوى التربوي أكثر مما تؤديه الحركة. الإسلامية ومن ناحية عامة يمكن أن أقول باطمئنان إن الحركة الإسلامية لا سلطان لها على الإنقاذ، ولا يوجد لديها خيار إلا أن تقوم بدعم الإنقاذ. هذا هو خيارها الوحيد ولذا فإن على منظري الحركة الإسلامية الصغار أن يكفوا عن لغوهم ومزاعمهم أن الحكومة والمؤتمر الوطني قد سلباها القياد، وعليهم أن يدركوا أن الحركة الإسلامية الحقيقية هي الحكومة وجيشها وقوات أمنها لا هم.


    * *: كثير من الإسلامييين المعاصرين يقول إن الحركة الاسلامية نتيجة لضعفها في التأسيس النظري لم تنجح في توظيف القبول الجماهيري أول عهدها ولم تتمكن من أن تدفع به في العمل من أجل مشروع اسلامي ناضج مؤسس على رؤى وأفكار متجددة وقادر على العطاء؟


    صحيح إن الهدف المثالي لم يتحقق ولن يتحقق بكامله كما نريد ويريد الناس، ومن المحقق أن أكثر أحلامنا لن تحقق كما نروم، ولكن ما تحقق منها كان كثيرا بفضل الله ،من ناحيتي أحاول أن أكون واقعيا دائما وأحاول أن أتفاءل وأنظر إلى الجانب المليء من الكوب بأكثر مما أنظرالى الجانب الفارغ منه لأن هذا الجانب كان فارغا من قديم، وكان فارغا في الحقيقة منذ قرون فهيهات ان يمتلئ بين غمضة عين وانتباهها. هذا النظر الواقعي المتفائل الذي أقوِّم به اداء الإسلاميين في السودان، أتعامل به مع أداء الحركات الاسلامية الأخرى في العالم، وارى أن جميع الحركات الإسلامية العالمية ما عدا تلك المتطرفة والموتورة تحقق انجازات جيدة في خدمة المسلمين وتكفكف من نزعة تعاليها عليهم.


    * *: ماهو تعريفك للحركة الإسلامية؟!



    أي عمل إسلامي إصلاحي سلمي منظم يرمي إلى تحديث العالم الإسلامي وإلحاقه بالعصر الحديث من دون ما استسلام لمقولاته المنافية للإسلام.


    * *: فيما يتعلق بما ذكرته آنفا من حديث عن الضعف الفكري في الحركة الإسلامية، هل تستطيع أن ترصد لنا تجليات هذا الضعف فيما أسست الحركة لاحقا من دولة ومشروع؟


    من جوانب النقد التي قد تكون مصيبة وعادلة عندما توجه إلى الحركة الاسلامية السودانية والمشروع الإنقاذي الذي تبلور عنها؛ انها لم تعط الجانب الثقافي حظه من الاهتمام والرعاية، وهي ما تزال كذلك في إهمالها لهذا الجانب. ومن خلال حواري مع بعض المسئوليين الذين التقيتهم – وهم قلائل - تبين لي إنهم يكّنون نوعا من الاحتقار للعمل الدراسي الفكري، ويعتقدون انهم قادرون على تحقيق أهدافهم بغير تحصيل كبير في العلم وبدون الاستعانة بمراكز ابحاث متخصصة. وقد حاولت أن أتكلم مع بعض هؤلاء حول ضرورة الاهتمام بانتاج الكتاب وتوزيعه ومكأفاة المؤلفين والعلماء وإنشاء المكتبات العامة وغير ذلك من الجوانب المهمة والضرورية للنهضة، ولكن عندما كنت أتكلم مع هؤلاء كانوا لا يكادون ينصتون لما أقول وكأن هذه الاشياء هامشية وغير مهمة! وذلك رغم أن الدعوة الاسلامية قائمة كلهاعلى الكلمة والفكرة والمحتوى القيمي والفكري. هذا جانب ضعف كبير في تجربة الإسلاميين في السودان وسنظل نتكلم عنه مهما تضايقوا منا أو ضايقونا بالمكائد الحزبية الوضيعة التي برع فيها بعضهم بدون مبرر. وفي العموم فما لم تنتج الساحة الفكرية السودانية أعمالا فكرية حقيقية ويتم نشر هذه الأعمال فستكون هنالك فجوة كبيرة في العمل الإسلامي في السودان.


    * *: هل يمكن أن ترصد لنا تجليات هذا الضعف في مجال التربية والتعليم؟!


    نعم. وأظنها تجليات خطيرة لابد من تداركها عاجلاً. إن تربية النشء تربية إسلامية علمية نظامية ينبغي أن تكون إحدى الأولويات المقدمة في دولة الإنقاذ. ولكن من واقع النظر إلى البند المخصص من ميزانية الدولة للتعليم يتضح أن الدولة لا تضع التعليم العام ضمن أولوياتها الأولى. فما يصرف على التعليم لا يزيد على 3% من ميزانية الدولة. وهذه مسألة لا تشرف حكومة الإنقاذ لأنها من أقل النسب في العالم إن لم أقلها على الإطلاق!


    * *: بعد هذا التوصيف هل نستطيع أن نقول إن هذه الحركة كانت حركة إسلامية متكاملة أم كانت مجرد حزب سياسي صرف مثله مثل الأحزاب الأخرى ؟!


    لا أريد أن أبالغ في الحديث عن الجانب الفكري النظري ولا عن الجوانب السلبية بما يغض بقدر الإنجازات الإيجابية الضخمة التي حققتها الحركة الإسلامية السودانية. لقد كانت هذه الحركة حركة إسلامية متكاملة الي حد مقبول. وكانت تنشد بمجاهداتها إقامة دولة إسلامية صحيحة، وكان شبابها الورع الماجد يجاهد عن وعي وبصيرة وإخلاص. وأعتقد أن الله جلَّ شأنه قد بوأهم نصراً عزيزاً كريماً أكثر مما أسبغ على بقية من الحركات الاسلامية الأخرى في العالم، وذلك لما اشتملوا عليه من دأب لا يفتر ومن تحرر من لوثات الحزبية والطائفية وتقديس القيادات مهما كان وزنها. وهكذا فعلى قدر جهدهم واخلاصهم وتحررهم من الطائفية قد أسبغ الله تعالى عليهم حمايته ونجاهم من بطش القوى الخارجية وتآمر القوى الداخلية ، ونسأل الله تعالى العافية للجميع.

    * *: بالنسبة لك أنت شخصياً ماذا أخذت من الحركة الإسلامية وماذا تعطيها؟


    لقد أخذت من الحركة الإسلامية ما يكفيني ويزيد، اخذت منها الهداية، والتهذيب، والثقافة، وصحبة الأخيار من زبدة البشر الموجودين على سطح الأرض، ولا أريد أن أخذ منها شيئاً اكثر من هذه النعم الطيبات المسداة، وأرجو ان أكون من الآن والى حين الممات في طور العطاء لا أخذ المزيد.


    * *: يقول البعض إنك غبت عن الوطن أكثر مما ينبغي وأنك أضعت عمرك في أمريكا سدى. كيف ترد على هذا القول إن لم يكن صحيحاً؟!


    الحمد لله لم أضع أيامي في أمريكا سدى فقد قرأت وكتبت الشيئ الكثير ولي من المؤلفات الجديدة ما لا أرضى أن يكون لي بها حمر النعم، ولله المنة والحمد.


    * *: كيف رأيت الخريطة الدعوية في السودان بعد قدومك إليه؟!


    معلوماتي لا تزال قليلة. وعندما كنت في أمريكا كنت قلقاً من احتمالات انفجار التيار السلفي او جزء منه في شكل حركات متطرفة متمردة، ولكني رأيت الوضع في السودان كما بدا لمراقب عادي مثلي مطمئنا. وكأنما بدا لي سلفيو السودان في صورة أعقل من رصفائهم في أرجاء الدنيا الأخرى، فقد كفوا إلا قليلا منهم عن مناوشة الصوفية وعن التركيز المفرط على قضايا الخلاف القديم. وتغاضى الصوفية العقلاء بدورهم عن إثارة المعارك الكلامية اللاهبة مع السلفيين وتسامحوا معهم الى حد طيب. وكمثال لذلك قد رأيت في المسجد القريب من دارنا بالصحافة مسجدا للطريقة التيجانية معلقة عليه اعلانات متعددة لنشاطات دعوية سلفية، فهذا مما لم يكن يحدث في الماضي وكان دونه خرط القتاد، ولعله يصلح الآن أن يكون مؤشرا لنضج دعاة الإسلام من مختلف المشارب والمنطلقات. وإلا يكن مؤشرا للنضج فعسى أن يكون داعيا ومرشدا إليه ومعيناً على تحقيقه.



    * *: في حوار أجري معك من قبل قلت في إجابة عن سؤال يتعلق بموقفك التنظيمي من الطرفين اللذان انشقت عنهما الحركة الإسلامية إنك لست طرفا في الصراع الذي يدور بين هذين الشقين، وإنك لست بمنتم أصلاً لأي منهما. هل هذا الموقف قائم على رؤية محددة للواقع أم هو موقف احتجاجي مما كان من الشطط والاسفاف؟


    لا هذا ولا ذاك ، فأنا كنت بعيدا عن الوطن طوال عهد الإنقاذ. ولم تكن للحركة الاسلامية السودانية فروع أو منظمات في أمريكا ، بالاضافة إلى أنني كنت أقيم في ولاية أمريكية قصية بعيدة عن العاصمة قبل انتقالي للعاصمة مؤخرا، ولأسباب عملية لم يكن لي دور في العمل السياسي التنظميى. وبُعدي عن العمل الإسلامي في السودان هو تقصير وليس تعالياً على العمل الإسلامي ولا ينطوي على موقف احتجاج أو إدانة للحركة الإسلامية كما يفعل بعض المقصرين الذين يحلو لهم أن يغطوا على تقصيرهم بذم الحركة وانتقاصها. ومن ناحية أخرى أحب أن يكون دوري دوما في الجانب الثقافي وحده بعيدا عن أي ارتباط تنظيمي وقد ظللت على ذلك منذ أن كنت في الحادية عشر من العمر.


    * *:هل تعتقد الآن أن المشروع الإسلامي في السودان مازال قائما أم أنه وصل إلي طريق مسدود ويحتاج إلى إعادة نظر بأمل أن يعاد إنتاج هذا المشروع مرة أخرى؟


    أعتقد أن المشروع في السودان لم يصل الي طريق مسدود، وإنما انفتح أمامه الطريق حتى نهاية بعيدة أرجو أن يصل إليها بسلام، وأعتقد أن ولاة الأمور في السودان واعين جداً بأدوارهم ويؤدون معظمها عن نضج وبصيرة ويحققون نجاحات كبيرة لا سيما على الصعيد الاقتصادي وصعيد ضبط الشارع والسلوك العام بقيم الإسلام، وأعتقد أن الاخلاق مستواها ارتفع جدا في السودان، ولا أتفق مع الذين يقول أن الاخلاق انهارت، أو أن التعليم انهار، وأن كل شيئ ينهار، بالعكس أرى أن كل شيء يمضي نحو الأفضل. ومن ينظر إلى الشارع السوداني الآن لا يرى مناظر التسكع ومناظر السكارى ومناظر الذين يعاكسون البنات وهي مناظر كانت سائدة في الماضي. وقد ازداد إقبال الناس على الصلاة في المساجد، وأصبحت الصلاة سنية صحيحة خالية من البدع التي كانت تشوبها في الماضي، واصبح القرآن يقرأ بالتجويد باصوات شجية ما كنا نسمع مثلها بالأمس، وكثر عدد من يحفظون القرآن وغدا خطباء الجمعة يقدمون دروساً مفيدة للسامعين، والكثير منهم علماء شرعيون لا مجرد أئمة موظفين يقرأون من الورق التالف، إن الحكام قد أفلحوا دون أدنى شك في تمهيد جو إسلامي معافى في السودان، وحموا مجهودات الدعوة الإسلامية من أن يتطاول عليه العلمانيون المفسدون. والأمر يتطلب سنوات طويلة حتى يتحقق أكثر المأمول ، خلاصة القول إن المشروع الإنقاذي في السودان لم يصل الي طريق مسدود ولكنه يطرق أبواب الخير والصلاح وهي تنفتح أمامه تباعاً بحمد الله.






    Quote: تأملات في (أفندية) الأفندي عبد الوهاب الأفندي
    جلاوزة الانقاذ السابقون: مالكم كيف تحكمون؟! (3)

    محمد وقيع الله

    وعدنا القارئ بأن نحدثه جهاد الافندي، الذي تبجح بجهاده في الحركة الإسلامية السودانية، وزعم أنه هو الذي أوصل حكام الانقاذ الى السلطة، وقال إنه لو لا جهاده لما بلغوا هم تلك الدرجة العلية:" إذ لوجلس البشير ونافع وعلي عثمان في بيوت آبائهم، أو تدثروا بعصبياتهم القبلية أو العسكرية، أو ببطانتهم من المنافقين الذين يتقوون بهم اليوم، لما تمكنوا من تولي رئاسة مجلس بلدي في مناطقهم، فضلاً أن يضعوا أنفسهم حكاماً يتحدثون باسم الأمة" فما هو جهاد الافندي هذا الجهاد الكبير الذي لا يعلمه الناس والذي تمكن من خلاله من إيصال البشير وعلي عثمان إلى سدة السلطة؟!
    سنعطي القارئ معلومات تنشر لأول مرة عن بعض فصول هذا الجهاد المزعوم..
    الارتكاس الأول:
    إن جهاد الافندي المزعوم في الحركة الإسلامية السودانية إنما هو سلسلة من الارتكاسات والخيانات لا غير. وقد بدأت ارتكاسات الافندي وخياناته للدعوة منذ يفاعته عندما كان يرأس تنظيم الإخوان المسلمين بمدرسة بربر الثانوية العليا في أواسط سبعينيات القرن الماضي، وحينذاك كانت الحركة الطالبية السودانية بقيادة الإتجاه الإسلامي تخوض أعنف مجابهاتها مع الطغمة المايوية الفاسدة، وتضرب للناس الامثال بتقديم التضحيات.
    وتبعا لذلك فقد كان المرجو من (القيادي) الصغير الافندي ان يخوض غمار تلك المجابهات اللافحات، ويقود زملاءه في الحركة الإسلامية والطالبية بتلك المدرسة في خط المواجهة الوطنية الشاملة التي انتظمت القطر بكامله، وشارك فيها حتى طلاب المدارس الابتدائية، ولكن الافندي تخاذل تخاذلا مشينا، وانتكس وارتكس، وأسس السنة التي ما زال يسير عليها حتى الآن في التكسب والارتزاق!
    لماذا فصل الافندي من التنظيم؟
    لقد انتكس الافندي انتكاسة شائنة في ذلك الوقت الحرج ( وقت الحارة!). ولم يحد عن خط النضال الإسلامي الطلابي وحسب، وانما خان الدعوة والحركة الإسلامية والطالبية. فقد غلبته أطماعه المادية الخاصة بإزاء فرصة سانحة وجدها أمامه للارتزاق من صحافة مايو المؤممة، تلك الصحافة التي كان تأنف من الكتابة فيها كل الأقلام السودانية الشريفة. وهكذا بدأ الناس يقرأون مقالات الافندي في صحيفة (الصحافة) المؤممة التي كان يرأس تحريرها شخص له به صلة يدعى محمد الحسن أحمد.
    ولما رأى الطلاب الإخوان بمدرسة بربر الثانوية ان رئيسهم الافندي قد خذلهم وخانهم وشوه سمعتهم فقد واجهوه وجابهوه بما اقترف من الإثم وطلبوا مه أن يكف عن الكتابة في صحيفة مؤممة لا هم لها إلا الدفاع عن النظام المايوي الباغي والهجوم على الحركة الإسلامية والحركة الطالبية الماجدة.
    وهنالك وازن الافندي (وهذه ستصبح عادته الدائبة) موازنة دقيقة بين مصالحه الخاصة، ومصالح الحركة الإسلامية العامة، وانتهى إلى أن مصالحه الخاصة أولى بالتحقيق من مصالح الحركة الإسلامية والطلابية الملحة في ذلك الحين، ولذلك أبى ان يستجيب لأمر التنظم له بالتخلى عن الكتابة بتلك الصحيفة. وكيف يتخلى الافندي عن مصالحه الشخصية ومصدر الرزق المادي في سبيل تحقيق مثاليات الحركة الإسلامية التي بدت له في حينها – ولا تزال تبدو له – عصية على التحقيق. ومن ثم اتخذ قراره بمواصلة الارتزاق من صحيفة (الصحافة) المؤممة، واتخ الطلاب الاخوان بمدرسة بربر الثانوية قراراهم الصائب بعزله عن رئاسة التنظيم وفصله من عضويته فصلا تماما.
    وظل الافندي مفصولا من التنظيم إلى أن دخل جامعة الخرطوم، فنظر الإخوان هنالك في أمره من جديد، والذي دعاهم لإعادة النظر في أمره ثلاثة أسباب، أولها: اتقاء شره العميم ، وثانيها: تأليف قلبه الأثيم ، وثالثها: مجاملة أخ له كريم، لا يزال إلى اليوم مستقيما على عهد الدعوة على عهد الدعوة العظيم. وبتقليب إخوان الجامعة لجوانب الامر قرروا إعطاء الافندي فرصة أخرى لمراجعة نفسه، وأعفوه من عملية النقد الذاتي، ولكن وضعوه تحت المراقبة لعدة أشهر، حتى تتضح استقامته ويتبين صلاحه. وبظهور بعض أمارات (الصلاح) و(الاستقامة) الخارجية على سلوك الافندي أعادوه إلى التنظيم، ولكنهم أبقوه مع ذلك على هامش الدعوة والعمل الإسلامي، إلا من تكليف له لبضعة أشهر بالعمل محررا بصحيفة (آخر لحظة) الحائطية.
    كان ذلك في أوائل عام 1975م . ثم مرت برهة قليلة احتدمت بعدها ظروف النضال الذي كانت تخوضه الحركة الوطنية السودانية ضد نظام مايو وتمخضت عن احداث جسام دفعت ضريبتها الحركة الإسلامية الطالبية خاصة في اوساط جامعة الخرطوم، وذلك بعد انقلاب حسن حسين في عام 1975م. وعقب ذلك الانقلاب الفاشل اعتقل الطلاب بالمئات وأودعوا السجون، وبدت ظروف الدراسة بالجامعة عسيرة وذات خطر بالغ لا يحتمل أدناه أمثال الافندي الذي لا يفكر إلا في مصالحه الذاتية الضيقة، فأعاد الافندي مراجعة حساباته وموازناته الدقيقة كعادته، وآثر أن يفر بجلده لا من جامعة الخرطوم وحسب، وانما من القطر بأسره، ففر إلى بريطانيا ليدرس في أحد معاهدها فنون الطيران الزراعي !!
    الافندي ورش الحشرات:
    وقد استغرب الناس حينها ولا زال بعضهم مستغربا حتى اليوم، ما الذي دفع بمثقف نابه ( ومشروع مفكر مقتدر ) كالأفندي لكي يدرس الطيران الزراعي الموكل برش الحشرات، ولكن من كانوا على علم أكيد بخلفية هذا الافندي في انتهاز فرص الارتزاق من أي مصدر جاءت، ادركوا انه قد حصل على فرصة وقتية جيدة أراد ان يهتبلها لـ (كسب العيش) والارتزاق .
    وهكذا ذهب الافندي لدراسة الطيران الزراعي، و لكنه لم يعد ليعمل في رش الحشرات التي وكل بإبادتها ، لأنه قام بإعادة حساباته وموازناته الدقيقة مرة أخرى، وذلك على ضوء متغير جديد، هو ابرام عقد المصالحة الوطنية بين الصادق والنميري في عام 1977م، فقرر الافندي على إثر ذلك أن يعود إلى جامعة الخرطوم التي كانت أجواؤها قد هدأت واستقرت فأكمل دراسته بها.
    وفي السنوات التي قضاها لإكمال دراسته بالجامعة لم تكن له من صلة من أي نوع بأي فعالية من فعاليات العمل الإسلامي الجاد، وكان من يراه يتهادى في شوارع الجامعة وممراتها لا يخامره أدنى شك في أن هذا الفتى المتزيي بزي الهيبز إما أنه واحد من قطيعهم أو أنه يتشبه بهم أو أنه شخص لا علاقه له من قريب أو بعيد بالإلتزام النضالي الإسلامي.
    التقرب إلى الإسلاميين في بريطانيا:
    وما انقضت سنوات الجامعة حتى قرر الافندي أن يرجع إلى بريطانيا حيث عمل بشتى انواع الصحافة العربية المهاجرة إلى لندن وباريس. وفي ذلك الحين أعاد حساباته وموازناته الدقيقة من جديد، فقد استبان له أن مصالحه المادية قد تتحسن أكثر إذا ما تظاهر بالانتماء إلى الإسلاميين السودانيين، الذين كانت لهم سمعة طيبة في الاوساط الحركية العالمية. ولذلك أخذ يتودد إليهم ويتقرب منهم بكل سبيل، ولكنهم صدوه عنهم وأوصدوا من دونه الباب ولم يقبلوه بينهم بسبب سوابقه الرديئة معهم، وظل امر الافندي كذلك حتى توسط حسن الترابي لصالحه، فقبلوه على مضض. وهذا أمر حدثني عنه حسن الترابي شخصيا ولا أظنه سينكره الآن!
    كيف ركل الافندي مثالياته الزائفة؟
    واحتفظ الافندي بعلاقاته المنفعية بالحركة الإسلامية السودانية حتى جاءت الإنقاذ فرأى ان تلكم هي فرصته الكبرى لكي يغترف من عطاء الدولة بلا حساب، فهرع إلى خدمة الانقلابيين الانقاديين بلا تردد، وتنكر لكل مثالياته التي كان ينعق بتردادها والتودد بها الى الغربين. ففي لحظة الطمع الجارف التي اجتاحته نسي كل غرامه وولهه (الزائف) بالديمقراطية التي كان يتغنى بمآثرها ويمجدها يدعو إليها، وجاء ليؤيد نظاما عسكريا انقلب لتوه على حكم منتخب عن طريق ديمقراطيا. وزاد على ذلك بقيامه بتزيين سواءات النظام والتحريض على معارضيه وتقديم شهادات الزور عليهم.
    ولم يكن عجيبا أن يتصرف الافندي بهذا الشكل الانتهازي المرذول، فقد كانت تلك هي لحظة التوتر العظيم التي يختبر بها الناس وينسى فيها ارباب الطمع من أمثال الافندي جميع أنواع الفضائل، حتى يعودوا للتغني بها بعد أن تنجاب غشيات الطمع التي تعمي البصائر والقلوب.
    رأي (المايكرو- تنظيم) في الافندي:
    ولقد كانت أطماع الافندي عظيمة هائلة بحق، فقد كان يرنو أن يلحق نفسه بزمرة الحاكمين في حلقاتهم العليا، لاسيما في تلك الحلقة التي غدا يسميها الآن بـ (السوبر- تنظيم)، وهو التنظيم الذي أخبرناه في مقال سابق أنه يسميه تسمية خاطئة، حيث الأحرى أن يسمى مثل هذا التنظيم بـ(المايكرو- تنظيم). وهو التنظيم الذي اجتمع أفراد منه بعد قليل من نجاح الانقلاب لمناقشة امر الاستفادة من مواهب الافندي وخبراته وصلاته، وتقطعوا أمرهم بينهم زبرا، فقال فريق منهم إن هذا الشخص المدعو بالافندي شخص انتهازي قديم جربناه من قبل فلماذا نجربه مجددا وما وجدنا منه على طول التجربة إلا الخذلان بعد الخذلان؟!
    وقال فريق ثان إن الظروف العامة قد تغيرت الآن وإن الدولة اصبحت في أمس الحاجة إلى أمثال الافندي من المثقفين النابهين اللوذعيين، ونحن (كدولة) سنكون اقوى منه بكثير، ونستطيع لا محالة أن نطوعه لخدمتنا، ولا نحذر من أن يغدر بنا مرة أخرى، بل لعله لا يغدر ثانية بعد أن اتعظ بتاريخه في هذا السبيل.
    وقال فريق ثالث- وهم أصحاب الرأي المصيب البصير – إن هذا الافندي شخص ليس له من شيئ ثابت يسمى بالأجندة أو الهموم العامة، وجميع أجندته وهمومه لا تتعدى نطاقه مصالحه الشخصية الضيقة، هذا مع ملاحظة أن هذا الافندي الذي عرفناه قديما وحديثا هو على استعداد تام للتجاوب والتعاون مع الاجندة والهموم العامة متى ما التقت باجندته وهمومه الشخصية. ولذلك فيمكننا أن نتعامل معه ونستخدمه للدعاية للإنقاذ، ولكن على شرط ألا نأمن بوائقه ومكره وغدره ونكوصه، إذ ما أسرع أن يعود لخدمة مصالحه الخاصة وحدها ولو على حسابنا متى ما بدأ التناقض بين اجندتنا العامة وأجندته الخاصة.
    وهذا الذي قاله الفريق الثالث هو الذي ساد في النهاية، وبمتقضاه تم استخدام الافندي واستغلاله للدعاية للدولة الإنقاذية الوليدة ولتسفيه معارضيها وتكذيب أقوالهم. وأما المحاذير التي نبه إليها أصحاب الفريق الثالث فقد تحققت أيضا، إذ سرعان ما انحاز الافندي إلى صفوف خصوم الحركة الإسلامية والانقاذ حالما انتهت مدة خدمته بلندن وحالما اوقفت وزارة الإعلام السودانية مرتبه وألغت رتبته وأرسلت شخصا بديلا عنه اختير من الصدق والسابقة في فحل محله وأصبح خير خلف لشر سلف!
    الافندي لم يكن موظفا بوزارة الخارجية:
    وبهذه المناسبة أود أن أقول أمرا جديدا للقراء، وهو أن الافندي لم يكن قط موظفا بوزارة الخارجية، وإنما كان موظفا بوزارة الإعلام. وهذه الحقيقة تتاقض مع افادات الافندي الاخيرة التي صاغها في شكل بيان هدد به من عناهم بالتهديد، وجعل لب بيانه هذا في ايضاح موقفه من وزارة الخارجية السودانية، وأنواع مصادر الرزق التي غرف ويغرف منها حتى الآن.
    وفي ذلك البيان الدفاعي زعم الافندي انه لم يفصل قط من وزارة الخارجية السودانية، وان الوزارة لم تستغن عنه، ولا كان في نيتها ان تستغني عنه، وأنه ما كان بامكانها ان تستغني عنه، وانه اكبر من الوظيفة الدبلوماسية، وانه هو الذي استغنى عن العمل بوزارة الخارجية وقدم استقالته من العمل بها.
    وهذا كله كذب محض خالص لا تشوبه شائبة واحدة من صدق. وإنما شاد الافندي هذا الصرح من الأكاذيب على مجرد خطأ او سهو وقع مني بغفلة وبحسن نية، ورأى هو أن يستثمره ويستمرئه ويطوره بسوء نية الى آخر المدى.
    وحقيقة امر وظيفة الافندي في الدفاع عن الانقاذ وتزيين أخطائها هي التي أقولها الآن. وخلاصتها ان هذا الشخص المدعو بالافندي لم يكن في يوم من الايام موظفا بوزارة الخارجية السودانية، وانما كان موظفا بوزارة الاعلام السودانية، حيث كان الملحقون الإعلاميون وما زالوا يتبعون لوزارة الإعلام، مثلما يتبع الملحقون الثقافيون لوزارة التربية والتعليم. فملفات الافندي الوظيفية موجودة بلا ريب بوزارة الاعلام لا بالخارجية، فهو قد عمل صحفيا بوزارة الإعلام لا دبلوماسيا بوزارة الخارجية.
    و قد كذب الافندي كذبا منكرا (بوغي وتعمد) حين قال في بيانه ذاك إنه كان:" موظفاً دائماً في سلك الخارجية السودانية". وهو كذب سيئ خبيث يوهم بأن الافندي كان دبلوماسيا محترفا Career diplomat دخل وزارة الخارجية من عهد قديم، وبطريق طبيعي، غير طريق التوظيف السياسي، الذي أشرف عليه ما يسميه اليوم بفجوره وتبجحه اليوم الـ (سوبر- تنظيم)!!
    لقد دخل الافندي في وظيفته الإعلامية لخدمة الانقاذ برتبة (صحفي مستأجر) مهمته مدح النظام الانقاذي وهجو خصومه ومعارضيه. فتلكم الوظيفة التي حازها الافندي هي على حد تعبير الدكتور العلامة عبد الله الطيب هي وظيفة (شاعر) السلاطين في العهود الخالية، فالافندي إذن كان ( شاعرا) مثل شعراء البلاط الأموي، يمدح الخلفاء ويهجو الخوارج والمخالفين، ويشتط في كلتا الحالتين، ويتكسب كما يتكسب الشاعر الاموي الملحق بالبلاط، وذلك مع فارق جوهري وهو أن شعراء بني أمية كانوا (مخلصين) لسادتهم ولم ينقلبوا عليهم كما انقلب الافندي على سادته.
    وقد كنا إلى امد طويل نظن ان هذا الفارق الأخير الذي أشرنا إليه إنما تولد عن طبع انتهازي قديم مركوز في الافندي، ولكن الافندي عاد فأخبرناعن مصدر آخر استلهمه وتعلم منه فنون الغدر، وهو الشاعر الشيعي المتطرف دِعَبْل الخزاعي، الذي مدح الخليفة العباسي الرشيد واكل كثيرا من عطاياه ثم هجاه بعد أن مات!!
    هل يعطى الافندي من سهم الزكاة؟!
    وأهل (المايكرو- تنظيم) الذين وظفوا الافندي قديما أصبحوا جميعا على دراية كافية بهذا الطبع القديم الذي يطبع هذا الافندي، ولذا لا يمكن ان يأمنوه مجددا فيلدغوا من جحره مرتين. فقد بان شره وضرره الوخيم على نفسه وعلى الانقاذ، ولكن هذا لا يمنع بالطبع من ان يستخدموه مجددا ويعطوه وظيفة في خدمة النظام.
    وفي هذا المدى فقد نصدق زعم الافندي ان الدكتور مصطفى اسماعيل قد دعاه لكي يصبح سفيرا للسودان في دولة من دول الدنيا, وإن صدقنا الافندي في هذا - وقلما نصدق مثله ممن جربنا عليهم الكذب الأبلق!- فإن الامر لا يعدو ان يكون سعيا اجتهاديا فاضلا مقدرا من هذا الوزير النبيل في مجال تأليف القلوب.
    ومثل الافندي يستحق استحقاقا تاما أن يسعى المسؤولون الانقاذيون لتأليف قلبه بالمال، جريا على سابقة الطلاب الإسلاميين من قبل في تأليف قلب الافندي بإعادته الى التنظيم في السبعينيات. ولا شك ان حاجة الإسلاميين اليوم إلى تأليف قلوب أمثال الافندي أشد من ذي قبل، ولذلك فلا استبعد ان يكون بعض مسؤولي الانقاذ قد وجدوا فقها سائغا يبرر إعطاء الافندي من سهم معروف من أسهم الزكاة. وإذا لم تنجح محاولة الوزير اسماعيل التي حدثنا عنها الافندي، فإني لا استبعد ان تنجح محاولات لغيره من مسؤولي الانقاذ في المستقبل، فيعطى الافندي حينها نصيبه المستحق من سهم المؤلفة قلوبهم، فقد علمتنا ملاحظة السياسة ودراستها ان ليس فيها مفاجآت ولا استحالات!
    (وفي المقالة القادمة نواصل تشريح استاذ الانتهازية الأول وسط الإسلاميين.. فإلى لقاء)..
                  

العنوان الكاتب Date
حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي أبوتقى12-26-07, 10:01 AM
  Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي Yasir Elsharif12-26-07, 11:01 AM
    Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي jini12-26-07, 11:25 AM
  Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي Yasir Elsharif12-26-07, 11:49 AM
  Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي أبو ساندرا12-26-07, 12:05 PM
  أسئلة إلى الدكتور محمد وقيع الله.. Yasir Elsharif12-26-07, 01:44 PM
    Re: أسئلة إلى الدكتور محمد وقيع الله.. abdalla elshaikh12-28-07, 00:45 AM
      Re: أسئلة إلى الدكتور محمد وقيع الله.. kamalabas12-28-07, 01:21 AM
  Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي نصار12-28-07, 02:13 AM
    Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي Ahmed Abdallah12-28-07, 02:32 AM
  Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي omar ali12-28-07, 05:41 AM
  Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي omar ali12-28-07, 02:19 PM
  Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي omar ali12-29-07, 05:51 PM
    Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي أبوتقى01-02-08, 08:51 AM
  Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي omar ali01-06-08, 05:33 AM
    Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي tmbis01-06-08, 09:30 AM
  Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي omar ali01-06-08, 10:54 PM
  Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي أحمد الشايقي01-07-08, 00:24 AM
  Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي omar ali01-15-08, 06:56 PM
    Re: حكايات مثيرة في حق عبد الوهاب الافندي أبوتقى01-20-08, 07:41 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de