بيان هام من اللجنة التمهيدية لمقاومة سد دال.. لنقف جميعا ضد مؤامرة إغراق النوبة

Quote: ان مصر الآن تتأهب للأنقضاض على ما تبقى من أرضنا، وبضربة لازب تود ان تقضي على النوبيين وتأريخهم التليد لتنفرد بأهراماتها ومدافن ملوكها من الفراعنة ومن ثم القضاء على ما تبقى من النوبيين المصريين قضاء مبرما. وكل ذلك بمساعدة وتحريض من نظام البشير المجرم. ان العمل النوبي أصبح تعتوره ردود الأفعال السريعة التي تخبو بزوال التهديد الذي يطل علينا بين الفينة والأخرى. لا بد من عمل كبير ينطلق من الداخل والخارج، أولا لشرح مضار السدود وثانيا لتعبئة السكان وتبصيرهم بالكوارث التي تخبأها لهم الأنقاذ. ان العمل الذي يبدأ ثم يتوقف ثم يبدأ ليتوقف، لا يكون له مردود أيجابي على المدى الطويل لذلك أدعو كل السودانيين بمختلف أحزابهم السياسية أن يهبوا هذه المرة مستصحبين معهم تجربة أغراق وادي حلفا المريرة التي وقف حيالها كثير من الناس وهم يتفرجون (أرجع للمظاهرات التي هبت في الخرطوم ضد عبود وتندر الناس منها (كحلفا دغيم ولا باريس))! دعنا نزيل هذا النظام وكل نظام مجرم باطش لا يعرف تأريخه ولا يتطلع لمستقبل زاهر كبقية أنظمة الدنيا! ان التراث النوبي الذي تحفظه أرضنا تراث أنساني وعالمي يحق لنا كسودانيين ان نفاخر به الأمم. وبالتالي فان أغراق تلك الأرض التأريخية المقدسة انما هو اغراق لهويتنا وتأريخنا ومستقبلنا كشعب بنى امبراطورية في الأزل، تمكنت من غزو أمبراطوريات أخرى حتى فلسطين وأستطاعت أن تشيد حضارة أنسانية عميقة الجذور ونجحت في صهر الحديد وتصديره من مروي قبل أكثر من ثلاث ألف سنة قبل الميلاد! أنني استحضر افادة للدكتور حسن الترابي عام 1993 حينما حاورته صحيفة الراية القطرية. وفي معرض رده على سؤال يتعلق بأنتشار الدين الأسلامي بالسودان، أجاب عراب النظام بأن الأسلام في السودان تهديده يأتي من النوبيين في الشمال و (النقادة) في الوسط. ولعل هذا يبين لنا بجلاء كيف تفكر الأنقاذ في مصائرنا وكيف أنها أضمرت شرا بنا قبل ان يشتد ساعدها بالقمع والسحل وأقصاء الآخرين! أن المشهد النوبي اليوم قاتم ومظلم. فبناء جدار الفصل الذي قامت وتقوم به دولة أسرائيل أهون كثيرا من أغراق مناطقنا التي ولدنا بها وترعرعنا عليها وفيها مراقد ملوكنا الكوشيين والأباء والأمهات والأحباب. فأبناء فلسطين سيعودون الى ديارهم يوما ما وسيزال ذلك الجدار الفاصل، ولكن من يعيد لنا رفات أجدادنا وقامات نخيلنا وقبابنا ومساجدنا بعد أن يقع الفأس في الرأس ونزول ونذوب كما ذابت حلفا الجميلة في شربة ماء؟؟ أفيقوا أيها النوبيون من سباتكم العميق، أفيقوا أيها السودانيون وناصروا التأريخ والأرث الأنساني،، عودوا لرشدكم أيها النوبيون من أنصار هذا النظام القمىء، أفق يا عبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع لكي لا تغرق الدفوفتين وآثار كرمة البلد، أنهض يا بكري حسن صالح من كرسيك وقاتل لكي لا تغرق الحفير ومشو، أنفض يدك يا فتحي خليل عن البوسنة والهرسك وصدام حسين وعد لصوابك فما تفعله هو الجنون بعينه، قم أيها الفنان العملاق محمد عثمان حسن وردي فالوقت لا يسعفك وغني لشهداء كجبار وللتأريخ الزاهر ولتهارقا وبعنخي وأحفاد ملوك كوش، قم أيها الكوشي كالعنقاء من تحت الرماد كما تغنى منان، اذا قام كل منا بدوره الوطني المطلوب، فأن الأنقاذ لن تستطيع فعل شىء بالقوة الجبرية ولا بالدبابات والمدافع. اليوم قبل الغد، دعنا نردد سويا: لا لخزان كجبار المشئوم لا لخزان دال المشئوم لا للعملاء والمأجورين من النوبيين الذين يمجدون قيام تلك الخزانات لا لسلطة الأنقاذ القمعية والمجد للنوبة شعبا وأرضا والمجد للوطن السودان الواحد الأحد..