والله وعملوها الرجالة .. لكن كسفونا العنقالة !!!
.... والله وعملوها الرجالة ( صلاح شكوكو ) يحق لنا أن نهنيء المصريين على إنجازهم التاريخي الكبير وهم ينتزعون لقب القارة السمراء من بين براثن وفك الأسود والنمور والأفيال .. ولهم ألف حق أن يتغنوا كما يشاءون وأن يقولوا (( والله وعملوها الرجالة )) لكن الصورة دائما لا ينظر إليها إلا من الزاوية الأخرى . والزاوية الأخرى هنا هي إخفاقنا الكبير في وضع بصمة أو مجرد ذكرى عبر هذه المشاركة الخجولة بكل ما تحمله كلمة الخجل من معنى .. رغم أن بعض السطحيين يحاولون تبرير هذا الانهزام الكبير بقولهم إن المنتخبات التي لعبت المباراة الختامية هي منتخبات من مجموعتنا في إشارة الى أن مجموعتنا هي الأقوى . ولعلنا بهذا التبرير المخجل نقول بأننا كنا في الأساس ننوي أن نتوارى خلف الكبار لنلاقي الصغار .. أو أننا لا نريد ملاقاة الكبار لأننا لسنا كبارا .. ومهما حاول مروجو هذه التبريرات الواهية أن يستتروا بها فإنهم سيظلون يؤكدون أننا بالفعل صغارا ولا نقوى على مقارعة الفرق الكبيرة . لكن الحقيقة المرة أن منتخبنا ذهب الى غانا تحت إسم (( صقور الجديان )) وظللنا نهلل ونكبر له ليل نهار .. ظنا منا أن الصقور يمكن أن يفعلوا شيئا .. وعند وصولهم الى الغابة .. إكتشفوا أنها تحوي أسودا ونمورا وأفيالا .. وأن تكون (( صقرا )) فهذا يعني أن تكون متفرجا من بعيد .. أو جالسا على ربوة أو شجرة أو مكانا قصيا تترقب فتات ما يتبقى من فرائس تصطادها الحيوانات الكبيرة .. وليس المشهد ببعيد فكل الأفلام التي تبثها الفضائيات عن الافتراس تبين ذلك بجلاء . ولقد تأكد ذلك بجلاء في كل مبارياتنا التي خضناها .. إذ لم نستطيع أن نقارع الفرق الأخرى ولم نستطيع أن نلبي حجم الطموحات التي كنا نطمح إليها .. إلا في مباراة مصر ولمدة ثلث ساعة فقد بعدها أعيانا الإرهاق وفقدنا البوصلة وكسحتنا الكاسحات المصرية وهم يتغنون ومصر كلها تغني (( والله عملوها الرجالة )) . قد نجد عذرا لكل أفراد الشعب السوداني في تطلعاتهم تلك .. لكننا لا نفهم كيف أن جهازنا الفني لم تكن الصورة واضحة جلية أمامه .. والدليل على ذلك التصريح الغريب والعجيب الذي أدلى به المدرب (( مازدا )) والذي قال فيه بأنه ليس مهتما بالكأس ولا الدورة لكنه مهتم بهزيمة مصر .. بل يعتبر أن هزيمتها بطولة . صحيح أن الطموح شيء محمود .. ومشروع لكن ما الداعي لتصريح كهذا تعوزه الحكمة وحسن التدبر .. ولعله هذا التصريح يحمل في داخلة شيئا من الضغينة والحقد .. ألم يكن من الأجدر أن يصمت إن لم يستطيع أن يقول ذات المضمون بعبارات ودية أخرى ؟؟ ثم لماذا اعتذر (( مازدا )) عن حضور المؤتمر الصحفي الذي أعقب مباراة مصر ؟؟ ألم يكن المؤتمر فرصة للإعتذار ولو على محمل التهنئة ؟؟ ليترك إسماعيل عطا المنان (( يطربق )) بهذا الكلام الذي أجزم أنه هو شخصيا لم يفهم منه شيئا .. ناهيك إن يفهمه الأخوة المصريون . فإذا كان هذا هو حال جهازنا الفني وهذه هي طريقته ونظرته للأمور فماذا كنا ننتظر منه ليقدم لمنتخبنا ولاعبينا ؟؟ أهي هذه التمارين الإحمائية التي يستطيع (( شداد )) أن يقوم بها دون الاستعانة بأي شخص معه .. في تقديري الشخصي أن ما يميز (( مازدا )) شيء واحد وهو الذي أهله لأن يكون مديرا فنيا للمنتخب وهي إمكانيته في التحدث باللغة الإنجليزية في وقت لا نجد فيه من يتحدث حتى العربية ممن كانوا حوله .. لكن هذه الإمكانية لم تسعفه حينما استعدى المصريين دونما سبب واضح . صحيح أنني شخصيا كنت أتمنى أن نفوز على مصر .. وصحيح أن شعوره يمكن أن يكون شعور أي مواطن سوداني .. لكن لو كنا مكانه لما قلنا ذلك .. لأن الحكمة تسبق النوايا .. فليس بالضرورة أن ندلق كل ما لدينا من ماء في وعاء واحد .. ولو كنا قد فزنا عليها ما كنا سنحتاج الى قول كهذا . في تقديري الشخصي إن ما صرفناه من خزينة هذا الشعب لهذا المنتخب في مسكراته وجولاته وصولاته .. كان أحوج بها منه مراكز غسيل الكلى بالسودان .. وذلك حتى يرتقي الوعي لدينا لمرحلة كيف نستطيع أن ندير الكرة بمهنية عالية . ووقتها قد نصرف دم الشعب كله رخيصة للسودان واسمه وعلمه .. لكن ما يجرى الآن لا علاقة له بالسودان .. لأننا ما زلنا تائهين بعقلية أن المنتخبات هي الهلال والمريخ وأن الأقاليم عليها أن تنظف حواشاتها الزراعية وتشاهد الكرة التي تلعبها الخرطوم . أشيعوا الكرة في كل المستويات .. أعيدوا الرياضة الى مدارسنا .. أعيدوا الأشبال في الأندية .. وأعيدوا هيئة رعاية الناشئين .. ثم أتموا السلسلة بالمدارس السنية .. ثم أنشئوا هيئة فرعية تتولى تنظيم دوري للولايات ومن هذا التباري يمكن أن نختار فرقا قوميا بحق . لكننا لن نكن منصفين إن لم نعترف لمصر ومنتخبها بالريادة والقوة .. ولن نكون منصفين أن لم نفرح معهم وهم ينتزعون الفرح من كل الألوان .. وهم يرسمون لوحة مضيئة للفرح في كل مكان .. ولن يكون عيبا أو نقصا في الوطنية بعد أن أخفقنا نحن في إثبات وجودنا .. ناهيك عن استعداء المصريين .. ولن يكون عيبا أن نغني معهم (( والله وعملوها الرجالة )) .. طالما أنهم يركعون لله عند كل نصر يحققوه وكل هدف يحرزوه .. بل أنني أحترم (( أبو تريكة )) الذي اتصل بالمسؤولين بالقاهرة ليحضروا له والده في المطار ليقدمه لكل شبكات التلفزة المحلية والأجنبية ليقول لهم :- (( إنا ابن الراجل الفلاح دا .. اسألوه عنى .. أنا مش (ح ) أأول أي حاجة )) .. أخيرا فقد علمت أن المنتخب المصري كان يقيم كل الصلوات في المسجد القريب لمقر البعثة وبصورة جماعية .. وأنهم ذبحوا بقرتين للمساكين القاطنين في مدينة (( كوماسي )) في المرة الأولى ظن السكان وحتى المسلمين منهم أنها نوع من السحر (( الكجور )) فرفضوها لكنهم ذبحوا أخرى وطالوا من إمام المسجد الذي تخرج من الأزهر أن يوزعها للناس .. مما حدا بمنظمة (غاية) وهي إحدى مؤسسات حقوق الحيوان بمذكرة احتجاج إلى مجلس إدارة نادي أندرلخت البلجيكي وبعثت برسالة تحمل ذات المعنى إلى أحمد حسن كابتن منتخب مصر على خلفية ظهوره مع زملائه وهو يذبح بقرة. لعل هذه القرائن تكفي لأن نفرح لفرح مصر .. ونغني (( والله وعملوها الرجالة .. لكن كسفونا العنقالة )) . -------------- ملء السنابل تنحني بتواضع ....... والفارغات رؤوسن شوامخ ------------- صلاح محمد عبد الدائم (( شكوكو ) ...

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]