|
بعد عام من الرحيل ...
|
Quote: بصمة لا يمكنها أن تتكرر
ليس من شخص يمكنه ان يتحث عن الموروث السودانى فى الثقافة والأدب الشعبى وأن يتجاوز هذه المحطة فى تاريخ الشعب السودانى، كيف يمكنه ذلك وكيف له ان يفعل...؟ أنه العلامة الطيب محمد الطيب....بصمة لا يمكنها أن تتكرر أفنى عمره بين السهول والوديان حفر بين الدروب والطرق أسماً تشهد به كل ذرة رمل وطأت وداست عليه قدماه وكل نقطة ماء شقتها فلوكة أو مركب أو معدية وهو يودع ضفة ليلاقى الأخرى ليمجد قيمة الموروث السودانى ويضفي عليه الصبغة البحثية الدقيقة المدققة. نذكره صغاراً يجلس بين مختلف السحن والوجوه وسرعان ما تتطابق معالمه معها ويختلط لسانه بهم وكأنه من ذات العرق واللون، يؤدون أمامه الرقصات ويقدمون أدبهم وشعرهم وتجده مناقش فى التفاصيل الدقيقة وكأنه هو الذى رسم لها الطريق وليس باحثاً عنها. أذكر تساؤلى لماذا ينطق عطبرة كما لا ننطقها نحن؟؟ عرفت لآحقاً أنك حين تؤمن بما تفعل عليك أن تجسد إيمانك إلى حقيقة تلمس. وقد كان كذلك وأكثر بكثير. وكم أذكر تلك الحلقة التى أتى ببعض مربى الزواحف والعقارب وأذكر ذلك الشخص الذى تلتف حوله تلك المخلوقات وتعجبت لما يمكن أن تقدم مثل هذه الحلقة!!!! أو ذلك الرجل الذى يحمل بأسنانه جوالاً مليئاً بالحبوب .... هل هذا من الموروث الشعبى وإحدى صوره ؟ نعم ،،، لقد جعل كل أهل السودان يرون بعينيه المعانى والقيم والمفاهيم المتجسدة فى روح ونفس وسلوك هذا الشعب الأمة وهضمها أبنائه وبناته وصاروا يضعون كل ذلك نصب أعينهم. لقد خلق هذا الرجل العبقرى تمازجاً زمانياً ومكانياً بين صقاع وشتات هذه البقاع التى جابها وخبر دروبها وأهلها . كنت أراه فى الطرقات يسير راجلاً وأذكر كم جال بخاطرى وأنا أراه أمام جامع فاروق بالخرطوم فى عز الصيف ومنتصف النهار يسير بقدميه.... هل هذا حال رجل أفنى عمره يستقصى موروث هذا الشعب وهل ستكون نهايته نسياً منسياً كما هو حاله الأن، وهل سيكون هذا حال كل ذاهد محب لهذا الوطن؟؟؟؟؟؟ *** مداخلة أخيرة تعددت النداءات لإعطاء الرجل حقه وأذكر كم حزنت وأنا أقراء مقال الكاتب المحترم د.مرتضى الغالى مؤخراً ، والحمد لله وإنا لله وإنا إليه راجعون
عمرو
|
نشرت عقب رحيل العلامة .. الطيب محمد الطيب فبراير 2007
|
|
|
|
|
|