|
مراسيمٌ أخيرةٌ لضوءٍ مُتكلِّسْ
|
مراسيمٌ أخيرةٌ لضوءٍ مُتكلِّسْ
إلى حنا حزبون قيدّ (طلاسم الرمل)...
أنجعُ من تدبيرٍ يحرسُ خيوطَهُ الليلُ. وأحدُّ من حنايا كنستْ طيبَها الرزايا. تتكاتفُ أصقاعُ الدُّنى بوجهٍ غدا كالفولاذِ، عافْهُ الدّمُ.. وتسمرتْ شفتاهُ بفريّةِ الندمْ.
من أيِّ سماءٍ يهبطُ، والويلُ أثخنَ ريقَهُ باليباسِ، والظُلمةُ استشرتْ بالخُطى، والرّوحِ، والبصرْ.
من أيِّ مساءٍ ينغرزُ في الصدى: صوتُهُ المكتومُ، جراء العتمةْ... والزهرَ الذي داستْهُ أقدامُ البؤسِ، وما تشبعتْ به الخلايا من صلفِ الإرثِ، وخلفْهُ في جسدِ النوايا بهيمُ الألمْ.
من أيِّ مدىً معشوشبِ السجايا، يمطرُ المرءُ أوراقَهُ بربيعٍ وارِفٍ، يغضُّ الأوجاعَ بين المرايا، يبثُّ في النفسِ العدمْ.
الحنينُ: بايعٌ لكُبسولاتِ الرّوحِ، ومِعبرٌ للتدفقِ بأورِدةِ الذاكِرةْ. الريقُ: استعدالٌ لسِحنةِ الكلامْ. الفولاذُ: ترقيقٌ للطريقِ ببصيصٍ من الضوءِ. الليلُ: وحشةٌ غضتْ أعينَ الجدرانْ. الرزايا: محاولاتٌ لتفتيتٍ أكملْ، واختبارٌ لتشوهاتِ الكائنْ. البصرُ: وغدٌ يتمادى في تنحيةِ الأُفقِ، وتفتقٌ نبيلٌ لمسافاتٍ شحيحةْ. الربيعُ: شهوةٌ مُحتملةٌ لزهوِ الزهرِ. الفراغُ: ورطةُ الرّوحِ في الانفضاضْ. الصمتُ: مقياسٌ دقيقٌ للمدى. النهارُ: وعدٌ مُنهارٌ للشمسِ. الجوعُ: سلامٌ تشتهيه الأحشاءُ. الفريّةُ: خباءٌ تتوارى بينه الحقيقةْ.
نابِها هذا الحنينُ، تُفرفرُ مذبوحةً تحت أنامِلِهِ: أوتارُ الناي.. يفردُّ الضوءُ خُصلاتَهُ للحريقِ، يتمطى برعونةِ الوقتِ المُنفلِّتْ، يبثُّ من جُحُورِهِ: ما يتجولّ في أرجاءِ الكونِ -من حدّةِ الوضوحِ- شروخاً في اليقينِ، وجروحاً في الصدى، وحنيناً باكياً للعابِرينْ. 1/1/2008م
|
|
|
|
|
|