ألـحـقـوا الشمالية ......قبل قــــوات الاوان .
ألحقوا الشماليه... قبل فوات الاوان حملت الانباء في الاسبوع الماضي خبر مظاهرات خرجت في دنقلا عاصمة الولايه الشماليه رافضه لقرار تنحية والي الولايه الذي اصدره السيد رئيس الجمهوريه. ويبدوا أن الصراع الذي سبق وان اشار اليه الكثيرون قبل اكثر من عامين عند تعيين حكومات الولايات بعد توقيع اتفاقيات السلام قد اكتملت فترة اختماره ولم يعد من الممكن ابقاؤوه تحت السيطره. تتعدد اسباب الصراع الذي يجري الان ويبدوا واضحا أنه في طريقه للتصاعد كما سيرد؛ نسبة لتوفر اسباب تصاعده... إلا ان السبب الرئيسي للصراع الذي يتمظهر في اشكال عده هو ممارسات إدارة سد مروي التي تصر علي فرض مصالح مجموعه جهويه، قبلية /عنصرية معينه علي حساب بقية السكان من مختلف القبائل الاخري حتي لو ادي ذلك لاستغلال سلطة الدوله الي حد القتل في سبيل تحقيق تلك المصالح القبليه. كان اخطر نلك القرارت التي اتخذتها إدارة سد مروي هو القرار الخاص بنزع جميع أراضي الولايه الصالحه للزراعه وتحويل ملكيتها لصالح وحدة تنفيذ السدود . ومما هو متوفر من معلومات شحيحه يبدوا أن إدارة السد ان التي تبنت القرار واخرجته ، كانت قد رتبت بصوره او باخري علي إبقاء اراضي المحافظات الجنوبيه للولايه خارج نطاق القرار وذلك إما بعدم تضمينها في قرار النزع بحجة الملكيه الخاصه او بتسريب المعلومات لابناء تلك المناطق لشراء الاراضي كملكيه خاصه قبل اصدار قرار النزع الذي كانت إدارة السد تعلم مسبقا بزمن صدوره.... ويبدوا مما هو متوفر من معلومات ان القرار قد تم تاخيره الي حين اكتمال اجراءات ملكية الارض لملاكها الجدد بصوره او بأخري حتي لا يشملها القرار.. لذلك فجاءه اكتشف ابناء المحافظات الشماليه من الولايه ان جميع اراضيهم واراضي اجدادهم اصبحت منزوعه وانهم اصبحوا اجراء فوق اراضيهم.... ومما يزيد الطين بله أن إدارة السد لا تزال تتكتم علي تفاصيل ذلك القرار الغريب وترفض نشرها للناس لمعرفتها.... لذلك تدور الكثير من الفرضيات بأن المواطنيين من حلفا شمالا وحتي منطقة العفاط جنوبا اصبحوا بدون اراض ...، ويوقول بعض العالمون بقوانيين الاراضي في السودان إن ألامر اصبح مسالة وقت حتي يتم اخراج اهالي تلك المناطق الي اي مكان اخر تحت مبررات تمسي مجازا بمشروعات الخزانات. اما السبب الثاني للاحتقان الذي اصاب الولايه فيعود ايضا لممارسة إدراة السد فيما تسميه بالمشروعات المصاحبه للسد.... ولكن قبل النظر في هذه المشروعات التي انحصرت في محلية واحده بل في مدينه واحده... فمن الضروري الاشاره لورقة عبد الرحيم حمدي التي نشرها قبل فتره وعرفت فيما بعد بـ ( مثلث حمدي).... ومالم يقله حمدي في ورقته هو ( إن نقطة ارتكاز ذلك المثلث هي قرية مروي . اي انها العاصمه القادمه لما سيعرف لاحقا بدولة شمال السودان...) لذلك يصبح الان من السهل معرفة لماذا تو ويتم تركيز ما يعرف بالمشروعات المصاحبه في ضاحية صغيره لا يتعدي سكانها حوالي ال الخمسه الف نسمه تعيش اغلبيتهم الكاسحه علي زراعة الجروف والحياض بالبرسيم بجانب بعض اشجار النخيل.... ولكن رغم ذلك يتم فيها بناء اكبر مطار في السودان واكبر واحدث مستشفي وترصف طرقها الداخليه وتقام فيها جامعه وتشيد الكباري وتأسس فيها قيادة كامله للجيش وتنعقد المؤتمرات العالميه .. الخ و يتم كل هذا تحت مسمي المشروعات المصاحبه للسد وتقول التقديرات ( المتحفظه) ان ما تم صرفه لتأهيل ضاحية مروي لتكون العاصمه القادمه للشمال فاق حتي الان السبعمائة مليون دولار وماتزال هنالك اموال اخري في الطريق تحت بند المشروعات المصاحبه.... يتم كل ذلك والمتاثرون بالمشروع يظل اكثر من 80% منهم بلا تعويض ويساقون قسرا للصحاري إما عن طريق اسكات بعض القيادات المحليه او تحت تهديد السلاح الذي وصل حد القتل كما حدث في امري. وليس مستغربا عند تفكيك طلاسم هذا التخطيط الجهوي ىوالعنصرى والقبلى الذي يرمي الي ان تكون مروي عاصمه لدولة الشمال ان يتم اهمال دنقلا والدامر تماما، فمن الواضح ان ما تم استثماره وصرفه في مروي لن يكون بمقدور دنقلا او الدامر الحصول علي عشره... ومع قيام المطار الدولي ستكون مبررات بان تكون مروي العاصمه قد اكتملت وتصبح كل من دنقلا والدامر روافد صغيره تحكم من مروي ويعين حكامها بمزاج المجموعه الحاكمه في مروي دون اسستشاره لاهلها... كما اثبتت الاحداث التي اشرنا إليها في البدايه. المؤشر الثالث علي تفاقم الازمه وبداية انفجارها هو رفض ممثلي المؤتمر الوطني من محافظة مروي المشاركه في مؤتمر قيادات المؤتمر الوطني الذي انعقد بدنقلا قبل اسبوع من صدور قرار إقالة الوالي... وكان هذا الرفض بمثابة مؤشر واضح ان الوالي ( المقال) قد انتهت مدة صلاحيته... فما ترفضه مروي ترفضه الخرطوم... لذلك لم يستغرب المراقبون اقالة الوالي رغم مطالبة مجموعته التي تعتقد ان لها شيء من الامر... ولكنها اكتشفت اخيرا جدا... ان الطريق للخرطوم يمر بمروي... فما لا تقبله مروي لا تقبله الخرطوم... وبالرغم من ان الوالي المقال رضخ ل( راجع مقال صحيفة الايام 2008-8-12 الشماليه هل اصابها عدوي حريق الاطراف) وحاول تنفيذ شروطها اكثر من مره في امري حيث قتلت الشرطه ثلاثه وجرحت اكثر من اربعين، ثم في كجبار حيث عادت الشرطه وقتلت اربعه وجرحت العشرات .. إلا ان كل ذلك لم يكن ليرضي وحدة تنفيذ السدود التي كلفت بتنفيذ استراتيجية بناء العاصمه المرتقبه، وربما كانت إدارة السد تتوقع من الوالي لكي يستمر في منصبه ان يخوض في دماء مواطنيه رغم انف الجميع.... ظل المتأثرون بسد مروي يطالبون لقرابة السبعه اعوام بتمليكهم المعلومات والتفاصيل المتعلقه بالمشروع.... ولم يهتم الكثيرون بذلك ولم ينظروا في خطورة تداعيات ان يترك امر مشروع ضخم تفوق تكاليفه الثلاثه مليار دولار الي مجموعه قبليه واحده يفتقد الكادر التنفيذي الذي إختارته للمشروع لاي مؤهلات تؤهله لتنفيذ المشروع سوي انه ينحدر من تلك المجموعه القبليه... وكانت مطالب المتاثرين بالمشروع من شانها ان تكشف للناس عامة كيف يتم تخصيص المشاريع المصاحبه وكبف تتم الموافقه عليها...إذ أنه حتي الان لا احد يعرف كيف تمت الموافقه علي كل هذه المشروعات وما هي اسبقيتها القوميه ومتي تم دراستها ومن وافق عليها... وكما خدع ابناء المحافظات الشماليه من الولايه فيما يسمي بشريان الشمال الذي تم توصيله لمروي باموالهم ثم توقف، خدعوا ايضا فيما يسمي بالمشروعات المصاحبه إذ لم تنال المحافظات الشماليه للولايه اي مشروع من المشروعات المصاحبه للسد بل هجمت عليها وحدة تنفيذ السدود بمجموعه من مشروعات السدود الجديدة لتشريد اهلها دون تعويض بعض ان اصبحوا مواطنيين بلا ارض. اصبح في حكم المؤكد بعد ان افتضحت تفاصيل الخطه الجهويه لتنمية ضاحية مروي علي حساب مدينه عريقه كمدينة دنقلا، ان يتفاقم الامر في الشماليه وربما يجد الوالي الجديد الذي اختارته إدارة السد ووجد كل الترحيب من المحافظات الجنوبيه بينما رفضته المحافظات الشماليه أن ايام جلوسه علي كرسه الولايه ستكون صعبه للغايه خاصة وان مظاهر المعارضه لتعيينه قد بدات حتي قبل وصوله.... وقطعا لن تجدي محاولات مستشار الرئيس ورفاقه الذين رافقوا الوالي الي دنقلا شيئا خاصة وان هذه القيادات وغيرها من قيادت المؤتمر الوطني قد فقدت مصداقيتها عند الجماهير بالنظر لموقفها السلبي وصمتها المريب علي مجزرة كجبار.... إن ترك الامر علي ما هو عليه في الولايه الشماليه والتعامل معها كضيعه تابعه لودة تنفيذ السدود ، تعين فيها من تشاء وتطرد منها من تشاء من شانه ان يقود الي تعقيدات غاية فى الخطورة ، وقد يتطور الامر ويتفاقم خاصة وان لادارة سد مروي سجل حافل بتازيم القضايا وتعقيدها واتباع سياسة الفتنه والإيقاع بين المواطنيين كما حاولت ان تفعل وسط المناصير دوفشلت فى ذلك . إن الوضع المحتقن بالشماليه يحتاج الي معالجات عاجله تتمثل في تعيين والى جديد للولايه يقبله المواطنون ويثقون فيه اذ من غير المقبول ان تنفرد المحافظات الجنوبيه بالسلطه والثروه في الولايه وتظل المحافظات الشماليه خراب لا احد يهتم بها وتواجه وحدها مصير الاغراق الكامل من قبل وحدة تنفيذ السدود.

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]