|
شارع باريس فى احدى الجامعات العريقه
|
هي نهر للعلوم والثقافة وذخر لتقدم الأمم ونهل المعرفة إتفق الجميع منذ القدم على أن يطلق عليها اسم الجامعة وذلك لأنها تجمع بين شتى ضروب العلم والمعرفة... فلماذا تغير الحال؟ وهل إنطبق هذا الحديث علي حال الجامعات في السودان؟وهل أصبح العلم ونيله هو الهدف الأساسي لدخول الجامعات؟ أم الهدف تغير .. وأصبحت الجامعات عبارة عن دور ونوادٍ لإستعراض الأزياء والالعاب في السودان.
ولتسليط الضوء قمنا بجولة في عدد من الجامعات والتقينا بعدد من الطالبات وتحدثنا معهن حول ما يدور بداخل الجامعات فالى مضابط الحوار:
في بداية جولتنا توجهنا الى جامعة عريقة تعتبر من أعرق الجامعات علي مستوى السودان ولفت نظرنا وجود حرس من النساء على بوابات الجامعات تتركز مهمتهم في إستلام بطاقات الدخول من الطالبات، وكذلك مراقبة ازيائهن ومقارنتها باللائحة والقوانين الخاصة بما ينطبق على شكل الزي الجامعي المنصوص عليه.. وعلى كل طالبة من طالبات الجامعة الالتزام به، وفي حالة مخالفة الزي الجامعي تحرم الطالبة من دخول الحرم الجامعي وحضور المحاضرات، وقد عبرت لي إحدى حارسات الجامعة عن مدى المعاناة التي يواجهنها من أجل تنفيذ هذه اللوائح، حيث أنه بات من الصعب جداً إقناع الطالبات بالالتزام بالزي المحتشم، خصوصاً طالبات السنة الأولى اللائي يطلق عليهن (البرالمة) حيث يعتبر الزي الجامعي لديهن مظهراً للاستعراض والظهور وتقديم آخر صيحات الموضة، خصوصاً طالبات الشهادة العربية والداخليات ..
وفي ذات السياق التقيت بالطالبة «ق.م» وهي في المستوى الثالث بكلية الهندسة حيث أوضحت لنا أن الجامعة أصبحت تجمع مختلف عروض الأزياء وأصبحت الطالبات مثل عارضات الأزياء، والأغرب من ذلك أن هناك مناطق داخل الحرم الجامعي أصبحت تشبه معارض الأزياء المختلفة في باريس وروما، وهناك شارع أطلق عليه شارع باريس لكثرة العارضات اللاتي يتواجدن بداخله.. ويلبسن ارقى وأجمل وأزهى الملابس والألوان حيث ذكرت لي «ق.م»: إن الطالبة عندما ترتدي ملابس أنيقة تقوم على الفور بالاتجاه الى شارع باريس لتنافس مع المتنافسات، وهذا الشارع أصبح له جمهور وقاعدة ثابتة من الطالبات والطلاب يأتون لمشاهدة الجديد من الأزياء وأحدث الصيحات.. وعندما سألتها عن دور الحرس الجامعي أجابت : إن الجامعة بها عدد من الاستراحات المخصصة للطالبات حيث تدخل الطالبات من بوابة الجامعة بزي معين أو عباءة سوداء ،بعد ذلك يغيرن ملابسهن ليرتدين شكلاً آخر وهن لا يواجهن بعد ذلك أية مشاكل في الخروج من بوابات الجامعة .
وفي إطار الحديث عن الأزياء توجهنا ايضاً الى احدى جامعات العاصمة المخصصة للطالبات حيث وجدنا الفرق واضحاً بينها وبين بقية الجامعات حيث اللبس أرقى وأجمل ما بين الطالبات فتوقفنا قليلاً مع مجموعة من الطالبات بالجامعة حيث اوضحن لي إن الجامعة بها ضرب من ضروب الحرية الشخصية في إرتداء الزي خاصة وان إدارة الجامعة غير متشددة في اللوائح المتعلقة بالزي بحجة أن الجامعة خاصة (بالبنات) . وان الزي في نظرهم مرتبط بالحرية والمزاج الشخصي للطالبات، وأنه لا يجب فرض زي معين لهن وإجبارهن على إرتدائه وقد أشادت هؤلاء الطالبات بما تقدمه إدارة الجامعة من تعاون في هذا الخصوص. أما جامعة أم درمان الإسلامية فلديها سياسة أخرى فيما يتعلق بالزي الجامعي حيث فرضت الجامعة زياً شبه موحد للطالبات وهو عباءة سوداء أو ملونة واسعة فضفاضة مع خمار أو طرحة غير شفافة تلف حول رأس وعنق الطالبة بطريقة معينة وفي حالة عدم التزام الطالبات بهذا الزي يقوم الحرس الجامعي بمنع الطالبة من الدخول .
العديد من الطالبات أعربن عن إرتياحهن لهذا النظام المطبق إذ إنه مريح ويخلق جواً من النظام داخل الجامعة.
|
|
|
|
|
|