|
تعالو الى النقاش..اين منى اركاوى..من هذا !!
|
تقرير: حنان بدوي بات الوضع فى دارفور اكثر خطورة بعد اعمال العنف التى دارت فى الإقليم خلال الأسبوع الماضى خاصة ولاية غرب دارفور التى حظيت بأكبر قدر من اعمال العنف، حيث شهدت مواجهات بين المتمردين من حركة العدل والمساواة التى تمكنت من قطع الطريق بين الجنينة وكلبس. على اثر ذلك قامت القوات المسلحة بإجراء عمليات تمشيط واسعة فى الولاية لاستعادة المناطق التى كانت سيطرت عليها حركة العدل والمساواة الشهر الماضى، حيث استطاعت فرض سيطرتها من جديد على منطقة سربا وأبو سروج وصليعة. وأشارت مصادر امنية بالولاية الى عدم وجود خسائر بعد فرار المتمردين الذين قاموا بعمليات نهب واسعة للمواطنين فى تلك المناطق. كما قامت القوات المسلحة بإجراء عمليات مماثلة فى منطقة جبل مون بولاية غرب دارفور وتمكنت من استردادها تماما بعد ان احتسبت (8) شهداء و(15) جريحا بعد اشتباك مع المتمردين لاستعادة المنطقة. وقال الناطق الرسمى باسم القوات المسلحة العميد د.عثمان محمد الأغبش ان عمليات التمشيط جاءت بعد قيام حركة العدل والمساواة مدعومة بآليات تشادية بقطع الطريق بين مدينتى الجنينة وكلبس، وأضاف ان حركة العدل تلقت دعما تشاديا آخر تمثل فى مضادات الطائرات الشئ الذى يجعل امداد المواطنين بالمواد الغذائية عبر الطائرات امرا صعبا. ونفت القوات المسلحة فى بيانها ما تطلقه الحركات بما يعرف بـ(المناطق المحررة)، مشيرا الى ان اي ارض تسمى محررة ستكون هدفا للقوات المسلحة، وقال د.الاغبش ان الجيش "لن يكون مكتوف الأيادي". وأوضح مفوض العون الإنسانى بولاية غرب دارفور فى تصريحات لـ(اس.ام.سي) ان وفدا برئاسة والي غرب دارفور ابو القاسم امام قدم مواد عينية تفوق قيمتها (200.000) الف دولار للمتأثرين الذين بلغ عددهم (30) الفا، وأضاف المفوض ان عدد المنازل التى تم تدميرها فى سربا بلغ (470) منزلا وبلغ عدد القلتى (40) فى سربا، فيما نزح حوالى (10) آلاف شخص عن قراهم. وكان المتمردون قد اتهموا الجيش بإحراق ثلاث قرى وقتل نحو (50) بينهم (7) نساء و(4) اطفال، وقال عبدالعزيز نور، القيادى بحركة العدل والمساواة، ان الجيش هاجم جبل مون على ثلاثة محاور واستخدم مروحيتين هجوميتين، مشيرا الى ان الذين اصيبوا اغلبهم من المدنيين، وقال ان (15) مدنيا قتلوا فى قصف شنته طائرات حكومية قرب الحدود مع تشاد، نافيا ان يكون الجيش قد احكم سيطرته نهائيا على منطقة جبل مون. ونتيجة لتطور اعمال العنف فى الإقليم وكأول رد فعل لذلك قامت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بسحب فريقها العامل فى مناطق غرب دارفور التى يدور فيها القتال بين المتمردين والقوات المسلحة. وقالت جينيفر باغونيس، المتحدثة باسم المفوضية، فى تصريحات صحفية بجنيف ان سحب الفريق العامل المكلف برعاية اللاجئين القادمين الى (بيراك شاد) على المناطق الحدودية تم بسبب الغارات الجوية طوال الليل والتى استمرت حتى الصباح فى غرب دارفور، مشيرة الى ان مخيم النازحين فى اروشا والذى يقع شمال جبل مون استهدف بالغارات، الا انها قالت ان الموظفين التابعين للمفوضية الذين تم اجلاؤهم الى مناطق آمنة وسيعودون لمواقعهم متى سمحت الظروف بذلك، وتوقعت باغونيس وصول المزيد من اللاجئين السودانيين الى شاد اضافة الى الـ(200) الف لاجئ الذين وصلوا من قبل. لكن الحكومة السودانية قللت من تأثير انسحاب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وقال د.محمد احمد الأغبش، معتمد اللاجئين، ان سحب المفوضية لن يؤثر على ارض الواقع فيما يلى حركة اللجوء وإنما تتأثر المعسكرات ولكن ليس بالصورة التى تدعو للقلق، وكشف عن زيارة للمفوض العام لشؤون اللاجئين لمدينة الجنينة للوقوف على تطورات الأوضاع هناك، محذرا من تضرر (1600) مدنى جراء القتال. وعلى الصعيد العالمى عبر المجتمع الدولى عن قلقه لما يدور فى اقليم دارفور، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اطراف النزاع الى الإسراع للدخول فى العملية السلمية التى يقودها الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة، مشيرا الى ان هناك معلومات تفيد بوجود تجمعات حكومية ومليشيات حول جبل مون وقال انه لا يستبعد استمرار عمليات العنف. وأدانت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية باسكال اندريانى اعمال العنف وقالت انها ستفاقم من الأوضاع المتردية للمدنيين، مطالبة الحكومة باتخاذ تدابير ضرورية لحمايتهم وتأمين وصول العاملين فى المجال الإنسانى الى المناطق التى تدور فيها معارك. وفى الصين قال جيا تشاو، المتحدث باسم الخارجية الصينية، ان المبعوث الصينى الخاص بدارفور سيصل في زيارة الى السودان بين يوم 24-27 فبراير الجارى يزور خلالها دارفور. يشار الى انها تأتى فى اطار الضغوط الدولية على الصين للتأثير بدورها على الحكومة السودانية لإنهاء الحرب الدائرة فى الإقليم. ودعا الرئيس جورج بوش الى مضاعفة الجهود لوضع حد للمأساة الإنسانية فى دارفور، وأشار فى مؤتمر صحفى مع الرئيس الرواندى بول كاغامى الى التعاون القائم بين الولايات المتحدة ورواندا بشأن دارفور. وحول استمرار عمليات التمشيط التى تقوم بها القوات المسلحة فى ولاية غرب دارفور اوضح الصوارمى خالد سعد، مدير مكتب الناطق الرسمى، فى حديث لـ(السودانى) ان ما تقوم به القوات المسلحة الآن من عمليات عسكرية نتيجة لرد فعل معين مضاد وهو عمل عادى كثيرا ما تقوم به القوات المسلحة فى حالة وجود متمردين.. مع انه قد تكون هناك اضرار تقع على المدنيين لأن المتمردين "يندسون دائما وسط المدنيين"، نافيا قيام القوات المسلحة بذلك، وعن النتائج التى تحققت من جراء عمليات التمشيط اكد الصوارمى انها ادت الى هدوء الأحوال الأمنية فى مناطق سربا وصليعة وأبو سروح وجبل مون، مقللا من خطورة الموقف بقوله "هذه اعمال عادية". وبغض النظر عن ما يدور من احداث فى الإقليم فإن كل الشواهد الماثلة الآن تشير الى ان الموقف فى دارفور اصبح قابلا للانفجار فى اى لحظة بالرغم من وجود اليوناميد، التى قد لا تستطيع اداء مهامها بسبب عدم توفر الإمكانات اللوجستية لها، اذ ان العمليات العسكرية التى تنفذها القوات المسلحة من حين لآخر حسب الضرورة لا تمثل حلا وإنما تسكين للداء الذى اصاب الإقليم الأمر الذى يستوجب على الحكومة حسم ملف دارفور بأسرع ما تيسر لكى لا يكون هذا الملف عقبة امام الانتخابات القادمة التى يعول عليها الكثير لأن اقليم دارفور يمثل خمس السودان ولا يمكن تجاوزه.
© Copyright by SudaneseOnline.com
|
|
|
|
|
|