|
Re: ينشر بالتزامن مع جريدة السوداني ... (عزيزي عثمان .... إنه حزب قوي جداً) (Re: Motaz Ahmed)
|
عزيزي عثمان ..... إنه حزب .... قوي جداً كتب الأستاذ عثمان ميرغني مقالاً في عموده الأشهر حديث المدينة – يوم الجمعة الأول من فبراير 2008- بعنوان (حزب سري جداً). إنتقد فيه عقد مؤتمر الحزب الشيوعي في العاصمة بشكل (سري). وبنى على ذلك خلاصات كثيرة. وليأذن لنا الأستاذ في بعض نقاط للتفاكر معه فيما كتب :
بدءاً نقول إن الحزب الشيوعي الآن ليس حزباً سرياً. فكما ذكرت أنت فإن له مركزه العام الذي يضج بالنشاط , وله صحيفته, وله حضوره اليومي في العمل السياسي. ولمنطقة الخرطوم - التي عقدت مؤتمرها مثار الحديث - دارها بأمدرمان, لا تنقطع فيه الحركة ليلاً ونهاراً, وترقبه أجهزة الأمن ليلاً ونهاراً. ولم يمنع ذلك شيوعيي الخرطوم وأصدقاءهم من النشاط اليومي بالدار, بمختلف أشكاله, من الإجتماعات الحزبية, إلى الندوات والليالي الثقافية. وللحزب دور مختلفة بالخرطوم وبحري وأمبدة والحاج يوسف. كيف يكون بعد هذا حزباً سرياً ؟
المؤتمر الخاص بمنطقة الخرطوم تم الترتيب له بشكل علني, حيث نشرت صحيفة الميدان في أكثر من عدد, أن كل مؤتمرات المناطق الحزبية قد إكتملت, وأن المتبقي هو مؤتمر منطقة الخرطوم, ودونك إستشهاد مباشر من صحيفة الميدان, العدد 2059, بتاريخ 22-1-2008 (تعكف لجنة مديرية الخرطوم على التحضير لمؤتمر المديرية ........ وسوف ترفع مشاريع قراراتها ومقترحاتها لمؤتمر المديرية الذي من المتوقع أن يعقد يناير الحالي) !! . عقدت جلسة المؤتمر الختامية بشكل سري لضمان عدم التشويش و(التطفل) عليها من قبل رجال الأمن أو مجموعات الهوس الديني أو أي نوع آخر من (المتطفلين) الذين قد تدفعهم السلطة (وأنت بهم عليم). عقد المؤتمر سرياً لينجز أعماله في هدوء, وهذا ما تم رغم أنف أجهزة الأمن. لم يعلم به جهازالأمن (ومن شايعه) إلا بعد إعلانه مساء السبت وصباح الأحد بصحف الخرطوم.
أما الإستشهاد بتجربة المؤتمر الشعبي. فنحن أيضاً نستشهد بها. نستشهد بمؤتمرهم بمنطقة بورتسودان, الذي تدخلت السلطة ومنعت إنعقاده. وهم يشكون لطوب الأرض من فض ندواتهم, الإعتراض على نشاطهم, وإعتقال عضويتهم. لماذا لا يرى الأستاذ إلا جزءاً صغيراً من الصورة. ولأن الإستشهاد بالمؤتمر الشعبي يثير حساسية بعض الزملاء (وأنا منهم), فدعنا نستشهد بتجربة الأستاذ عثمان ميرغني في منبره. وما تعرض له من حظر للنشاط العام والجماهيري, وما تعرض له نشاطه (السلمي) الأولي من مطاردة, وإعتقال, وضرب وإساءات. أو, دعنا نستشهد بمقال كتبه جارك زهير السراج في الفترة الماضية, عن شاب إسمه جيفارا, لم يتمكن من العمل في هذه البلاد بسبب إسمه, حتى إضطر لتغييره, ويا ليته إستطاع !! هي سلطة تتدخل في خياراتك الشخصية, في إسمك ...... عزيزي عثمان !! هذه سلطة تحاكم من وزع بياناً بإسم الحزب الشيوعي (عطبرة, الحاج يوسف), فما بالك بمن عقد مؤتمراً!! نعلم جميعاً أن اللجوء للعمل السري أو الإختفاء والعمل تحت الأرض ليس الخيار المفضل لأي حزب سياسي. وقد تختلف تقديراتنا داخل المؤسسة الحزبية نفسها عن جدوى (او عدم جدوى) العمل السري في الظرف السياسي المحدد. لكن, مما لا شك فيه, أن نظرة المجموع لا تحبذ السرية , ودونك تصريحات الزميل نقد عن أننا لن نختفي بعد اليوم (مهما حدث). هذا الحزب يسير في طريق التخلص من إرثه السالب والبناء على إرثه الإيجابي في كافة النواحي, بعملية (ديالكتيكية) فيها خطوات للأمام, وخطوتان للوراء. ولكننا, لا شك, واصلون !!
نلجأ للعمل السري (أحياناً) تفادياً لإعاقة عملنا ونشاطنا (الداخلي) الذي نرغب أن يكتمل. وحاشا أن يدخل حساب الإعتقال والتعذيب في هذا الخيار. فبالله عليك, ماذا ترك لنا الشيوعيون والديمقراطيون من إرث أكبر من إرث الصمود على الفكرة, في المحاكم والمعتقلات وبيوت الأشباح (التي تعرفها). أم نحتاج لأن نحيلك مرة أخرى إلى الميدان, وملف التعذيب فيها (الذي أوقفه جهاز الأمن أكثر من مرة), وكتاب الشهيد علي الماحي السخي (بيوت سيئة السمعة) وكتاب المرحوم القدال عن كوبر وكتيب مجازر الشجرة و...... و......و....... ما لا تعد ولا تحصي.
الحزب الشيوعي أول الأحزاب السودانية - بعد نيفاشا- الذي إنتظمت ندواته الجماهيرية الواسعة والمؤثرة مدن العاصمة وأطرافها ومدن السودان الأخرى. (ولك أن تسأل بعد ذلك – عزيزي عثمان – عن سبب عدم التصديق لأي ندوة للحزب الشيوعي بالعاصمة منذ ذلك الحين !!). وقيادات الحزب – وعضويته – تمشي بين الناس في الأسواق والحواري, وحزبنا – مع الآخرين – عمل بجد لتكوين الهيئة الشعبية للدفاع عن الحريات (لأنه حزب يعشق الحرية).
عزيزي عثمان, حرصاً على حوار بناء , سأتجاوز عما ورد في الفقرتين الأخيرتين من عمودك. بأمل أن تراجعهما, وتراجع موقفك من مؤتمرنا ولا أقول حزبنا. فمواقفك مع القوى الوطنية لا تحتاج لإستزادة. فقط, أرجو أن تستوعب أن عقد مؤتمر الحزب بالعاصمة (ولو بشكل سري) وإنتخاب قيادة له (ولو بشكل سري – إلى حين) هو نقلة هائلة لحزب لم يعقد مؤتمره العام منذ 41 عاماً, ولم تعقد قيادته بالعاصمة مؤتمراً منذ ما يقارب تلك الفترة. وأرجو أن تستوعب, أن هذا المؤتمر, يمثل قطيعة مع عقلية السرية (العدمية) التي تتهمنا بها. وأرجو أن تستوعب, أن هذا المؤتمر, له ما بعده, على مستويات العمل الجماهيري والسياسي, مما نأمل أن تقر به عينك, وأنت تبحث معنا عن ممارسة سياسية وتنظيمية, ديمقراطية , وتحقق مصالح هذا الشعب الصابر.
فقط, عزيزي عثمان, أرجو أن تطالب معنا, بحرية العمل (العلني), بحريتنا في إقامة ندواتنا الجماهيرية, وأن يخلوا بيننا وبين جماهيرنا. لنثبت لك, أنه حزب .... جماهيري جداً .... قوي جداً - ولو كره الكافرون.
معتز أحمد محمد أحمد عضو الحزب الشيوعي السوداني
| |
|
|
|
|