يا اخي شجعتنا بشهادتك لي في الاهتمام بالموسيقي؛ عشان كده قررت اهديك حاجة من الفن البرتغالي المعروف باسم الفادو؛ الفادوم تعني بالبرتغالية المصير او بالسوداني (القسمة والنصيب) .. وهي اغاني شعبية او من اصول شعبية يختلط فيها الحب بالحزن؛ وذات طبيعة موالية وجذور اندلسية وعربية وبربرية وافريقية؛ ومتأثرة لدرجة كبيرة باغاني البحارة؛ وكانت لوقت قريب تعتبر من الفن الفلكلوري؛ الا ان اتيحت لها فنانات وفنانين خالدين مثل اماليا رودريغيز نقلوه من مصاف المحلية الى العالمية؛ ويمكن بدون مبالغة القول ان الفادو المنتج الثقافي البرتغالي الاكثر انتشارا ومعرفة في العالم؛ وخاصة في زمن انفجار ثورة المولتميديا .
انا تعرفت على الفادو قبل اعوام حينما كنت ابحث عما يتعلق باسم اماليا؛ ووجدت اشهر اماليا في العالم وقتها اماليا رودريغز؛ وعن طريقها دخلت عالم الفادو؛ ورغم تعرفي عليه بالصدفة الا اني احببته جدا؛ واتيحت لي فرصة ان احضر بعض حفلات مغنيات الفادو الاقل شهرة في بولندا في مهرجان مدينة سوبوت السنوي وبعض المهرجانات الفلكلورية الاخرى .
العارفون يقسمون موسيقى الفادو الى نوعين او اتجاهين: فادو لشبونه ( وخصوصا من مناطقها الفاما وموراريا) وهذه تغنيه النساء كما الرجال؛ وفادو كويمبري؛ وهذا يغنيه الرجال حصرا ؛ وهناك من يقول بوةجود فادو بورتو ؛ وهي المدينة المشهورة بلنبيذها الذي يحمل نفس الاسم؛ ولكن المحافظين يقولون ان فادو بورتو هو نفسه فادو برشلونة.. وفي الحقيقة رغم ان الفادو بدأ كفن رجالي واغاني للبحارة؛ الا ان انتشاره يرجع للمغنيات النساء؛ ومن بينهن اماليا رودريغز ودولسى بونتيس وماريزا وميزيا الخ ..
من المهم هنا الاشارة الى تعبير او قل مفهوم يكاد يطغي على موسيقي الفادو؛ وهو مفهوم ال Saudade ؛ وهي كلمة من الصعب ترجمتها للغات الاخرى؛ فالبعض يترجمها بالوحدة واخرين بالحنين وبعض ثالث بالفقد؛ وهي عموما تعني شعور بالحزن على ما فات؛ على الماضي الجميل .. واحساس بان الجمال والحب دائما ضائعان ومهزومان .. هو شعور لا يمكن تحديده ولا لمسه ولكنه موجود؛ وقد انعكس التعبير الذي صكه احد ملوك البرتغال على كامل الادب والفن البرتغالي؛ ووجحد تعبيره الاكبر في الفادو.
الاغنية العايز اهديها ليك للفنانة ماريزا؛ وهي ملكة من ملكات الفادو حاليا؛ ويعتبرها الكثيرون وارثة عرش اماليا رودريغيز؛ وهي قد نقلت الفادو الى افاق جديدة؛ فمن ناحية الكلمات تغنت بقصائد لأبرز شعراء البرتغال وفي مجال الالحان فقد لحن لها مجموعة من افضل ملحني البرتغال المتخصصين في الفادو؛ وادائها الحي يعبر فعلا عن موسيقي الفادو؛< حيث تنتقل تعابير وجهها من الابتسام الى الحزن الى الفرح الطفولي الخ؛ وتتميز شكلا بلبساتها الكلاسيكية وشعرها القصير المصبوغ للاشقر؛ وهو ما لا يشبه البرتغاليات ولكنه يعطيها تميزها.
اغنية المطر او Chuva هي من اكثر الاغاني التي احبها من اعمال هذه الفنانة؛ وفي النت هناك عدة تنويعات من هذه الاغنية؛ انا حانشر هنا واحدة مع الجيتارات فقط؛ يظهر فيها صوت ماريزا بكل قوته التعبيرية؛ وبعدين بديك رابط لنفس الاغنية مع الاوركسترا؛ في اداء تظهر فيه الموسيقى كاروع ما تكون؛ وتلعب فيه ماريزا بالاغنية وصوتها ما شائت لها حنجرتها اللعب؛ ولكن كونك تحب الجيتارات ستكون النسخة الاولى بالجيتار اقرب اليك ؛ وبالمناسبة الاغنية تتحدث عن انطفاء نار الحب تحت المطر ؛ وفيها شيء يذكر بيا مطر عز الحريق ؛ رغم اختلاف اللونين والكلمات؛ ولكنه توارد الخواطر الابدي
فالى الاغنية :
01-27-2008, 01:39 AM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
The ordinary events in our lives Do not fill us with sorrow (saudades) ; Not so those memories that hurt Or those that bloom into a smile.
Some people are our history, The history of our lives; There are others whose name We do not recall ever hearing.
Such are the feelings That keep alive my sorrow (saudades) , The feelings we shared And withered in the end.
There are days that scar One's soul and life, This is why I cannot forget The day you left me.
The rain drenched My cold and tired face In the streets of a city I had aimlessly walked.
Ah! ...Like a girl gone astray My cry rang across the city: How quick does the fire of love Dies in the rain!
The rain heard me and kept To herself my secret in that city Where she taps on the window, Filling me with sorrow (saudades
============ المطر
الاحداث الفجة في حياتنا لا تملأنا بالحزن والحنين مثلما تفعل الذكريات المؤلمة او تلك التي جعلتنا نبتسم ..
بعض الناس هم تاريخنا ؛ تاريخ حياتنا .. بعض الناس الآخرين لا نذكر اسمائهم حتى لو سمعناها تردد امامنا.
هكذا؛ كانت تلك الاحاسيس التي تحفظ حزني حيا دائما.. تلك الاحاسيس التي اشتركنا فيها معا والتي فقدتها الى غير رجعة.
هناك ايام تطبع بميسمها على روحنا وحياتنا .. لهذا لا استطيع ان انسى اليوم الذي تركتني فيه ..
المطر يرمي بنفسه على وجهي البارد والمتعب؛ في شوارع المدينة التي اجوبها بغير هدى ..
آه .. مثل فتاة ضائعة أصرخ في وجه المدينة: كيف ماتت نار الحرب بهذه العجلة؛ تحت قطرات المطر ؟؟
سمعني المطر وظل صامتا محتفظا بالسر لنفسه؛ مخفيه عن المدينة وواصل طرقه لزجاج النوافذ مالئا قلبي؛ حتى الثمالة؛ بالحزن..
(( الترجمة أنجزتها من نصين انجليزيين بعد مقارنتهما مع الاصل البرتغالي؛ وهي ترجحمة غير حرفية؛ حيث حاولت الامساك بلفكرة وروح القصيدة؛ اكثر من التعلق بالمعاني الحرفية ))
للبرتغال و"بورتو" بالتحديد مكانة خاصة في قلبي (ما تسألني هسع ليه ).. من سنتين تقريبا بديت اتابع كل ما يتعلق بالبرتغال.. حتى لغتها البتحتوي على كلمات عربية بنفس المعنى تراثهم وأكلهم (البحري) والسمك المحفوظ وزيت الزيتون وأغانيهم..
سعدت شديد بهديتك لثروت والآخرين.. وما إتخيلت أبدا في يوم زول في سودانيز يكتب عن البرتغال (غير ناس الكورة) شكرا كتير لتثبيت فكرة أن آفاق سودانيز وكتًابها ممكن ينقلوا ليك العالم لغاااية عندك..
وتسلم للإختيار الحلو..
ودي العميق ليك ولثروت وللآخرين
* إنت اليومين دي في فيروس حايم ..؟
01-27-2008, 03:00 AM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
حقيقة ستستغربي كيف تعرفت على البرتغال والثقافة البرتغالية .. عن طريق صديقي خوسيه الانغولي .. سمعت منه كمية من مكانين اللغة البرتغالية في دارجيتها وفحشها حتى حسبت اني سانمسخ صعلوكا برتغاليا - او انغوليا - وشربت معه كميات من البرتو كادت تشتبه لنا بانهار الجنة المليئة بالنبيذ الذي لا يسكر ولا يصدع الناس من بعده ؛ ولكننا سكرنا وصدعنا وما همانا .. حتى كدنا نسقط في Saudade
البرتغال تجلس هناك على حافة اوروبا وتمارس اشيائها الخاصة .. تخرج قليلا قليلا من عقلية الطرف وبساطة المزارعين وروح الحزن الدائم؛ لتقدم للعالم امة حديثة تبحث عن مكان جديد لنفسها؛ بعيدا عن اللبن المسكوب مع الاحلام الاستعمكارية والفتوحات التاريخية؛ وكونها قد عصت على الفاتحين حين تهاوت اختها الكبيرة اسبانيا تحت ضربات البرابرة .
سعيد انا باهتمامك بالبرتغال وثقافتها وفضولي شديد لمعرفة حبك لي " بورتو " او يمكن ال"بورتو"؟؟
01-28-2008, 03:36 AM
Zakaria Joseph
Zakaria Joseph
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 9005
Adel Beautiful brother,and by the way I like both Porto(s), the city and the other. The other or o vino, you know, I prefer it with Sprite and ice after a long day of work and this particular vino puts you into the bed and you fall asleep like a baby.
I'm a fan of Roberto Carlos. Caution: Roberto Carlos is too romantic.
01-27-2008, 02:07 AM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
يا زول انت من محبي بورتو والبورتو ؟؟ وانا كل الوقت قايلك من محبي cuba libre او ال Mojito على الاقل .. والروم يا عزيزي بتكون شربت منه حتى الثمالة وفي تنويعاته المختلفة ؛ اسكتو وفي درينكات.. نحن كنا محكومين بما صنع للتصدير من البيكاردي وما ادراك ما صنع للتصدير؛ لا يشبه ما يصنع محليا مما يكون لاسع المذاق مرتبطا بالارض والناس.
انا ايضا احب روبرتو كارلوس؛ وان كنت لا اعلم الكثير عن رومانسيته
مدهش تعدد أوجهك يا عادل .. و بديع صوت هذه الزولة و تنغيمات الجيتار المحزون ده .
... الصوت الإنساني فيك لمّاس يا عادل ياخي .. غنيان بروح كبيرة و شبعانة جمال . ( أكتر من " النهِر " السياسي و الجكة الما بتخلص القديتونا بيها )
و صدقني يا صاحبي , مافي شي ح يشاركوك الناس فيهو و يشركوك و يقربوك منهم .. إلا تنقّر باب روحهم كده .. نقر خفيف و إنساني .. بعدها تدخل إنت و " حمولاتك " جُملة , حباً و كرامة .
.... ياخي المواطنة دي غناها بديع و حزين كيف !! و ساهرت بي عليم الله .. لا حولاااا .. خليني أقول ليك زي ما بيقول شيخنا ود الرضي لما كان الطرب يهز سنينو التمانينية : الله الله .. عقّب .. عقّب .
01-27-2008, 03:38 AM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
كيفك وليك وحشة .. واهو الايام دي قاعدين نطلع من نهر السياسة الضيق الزي العطبراوي لمحيط الانسانية الهادي والحافل بمختلف الكائنات والالوان والموجات ..
ماريزا صاحبة صوت خرافي ؛ ولو تابعت حفلة لها في لندن هناك بعض التسجيلات لها في اليوتوب؛ حاجة آسرة بالجد ؛ بس اجمل شي تزوغ من الكومبيوتر وتشغل ليها سي دي باغانيها وتفتح الصوت لآخر مداهو؛ وتطفي الانوار وتسمع !!..
لك اماليا رودريغز مخصوص في اغنية من كلاسيكيات الفادو :
Com que voz chorarei meu triste fado, que em tão dura paixão me sepultou. Que mor não seja a dor que me deixou o tempo, de meu bem desenganado.
Mas chorar não estima neste estado aonde suspirar nunca aproveitou. Triste quero viver, poi se mudou em tisteza a alegria do passado.
Assim a vida passo descontente, ao som nesta prisão do grilhão duro que lastima ao pé que a sofre e sente.
De tanto mal, a causa é amor puro, devido a quem de mim tenho ausente, por quem a vida e bens dele aventuro
عادل ع العاطى !! العاطى ، الاخذ، الوهاب ،الكريم ،المعطى ، الجواد ، ال ....
يا عدولة انت ما بتعرف تسمع ساى ياخى ؟؟؟ الا تنجض الغنا واسيادو لى جدهم السبعتاشر ؟ وتجيب تاريخهم كله وتفتش ود عم حمارتهم ؟ .. اسمع ساى ياخ اسمع !
غنى جميييل والجابك لى ذاتو جميل ،،،
ـــــــــــــــــــــ عادل حزار ان تفعل معنا فعايل السياسيين ! تفكو فينا وانت تكون ما سمعتو ولا ناوى اسمع ياخ اسممممع .. طرق اضانك فكنا من الدراب داك شوووووية ، حيدر مساءك ورد
01-27-2008, 01:22 PM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
والله يا دينا عندك حق؛ لمن اسمع غنية تعجبني بكون داير اعرف تفاصيلها؛ واقرأ نصها واحاول افهمه او اترجمه؛ وامشي اسمع للفنان حاجات تانية؛ واسمع غنا من بلدو؛ واكون عايز اعرف تاريخو؛ فالاغنية عندي تعبير عن روح شعب وثقافة؛ وانا اريد ان ادخل تلك الروح لاستمتع بالاغنية اكتر.
فعايل السياسيين ما بعرفا .. انتا يا دينا زولة لماحة؛ صدقتي اني سياسي ؟؟ يا زولة انا عندي طبزات لا يعرفها السياسيون .. انا ناشط وضد السياسة التقليدية؛ ولو لقيت كربيزة السياسة لقلبتها راسا على عقب؛ عسى ان نصل لسياسة جديدة؛ او لا تكون هناك سياسة اصلا ..
واخبار ديلون الصغير كيف ؟؟
01-27-2008, 01:07 PM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
والله الفادو حاجة جميلة؛ فيها ايقاعات افريقية ومواويل اندلسية وجيتارات ما عادية ..
طبعا درب نشر الغنا في المنبر فتحو لي ثروت سوار الدهب؛ ما كنتت قايلو مهتم؛ لمن عرفت اقترب لقلبي اكثر واهديته موقع اغاني سودانية بنهاية السنة الفاتت؛ خليهو يدلك عليك ؛ فيهو كل المعتق والجديد.
دينا استدعيها فحضورها دائما وهاج ؛ وهي بنت لطيفة فعلا ..
01-27-2008, 09:57 PM
Raja
Raja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054
ألتقيت بأروع أصدقاء من البرتغال: بيرتا، إميلكا، باولو وميجيل. العزيز شديد هو الساكن في "بورتو" .. حاولنا تعلم لغاتنا. الغريبة إنه علموني الشتيمة وعرفنا أكل ومطابخ بعض.. وعجبهم أكلنا (ما التقلية طبعا لأني ما بعرف اعملها ). وعلموني رقصهم.. واستمتعت بمزيكتهم.. ولازلنا نتواصل واتفقنا إننا نتقابل سنة 2010. هسع أي واحد فينا في قارة: باولو في كولومبيا، وإميلكا في أفغانستان، وبيرتا في جنيفا، وميجيل في الكونغو الديموقراطية. وأنا هنا..
وشكرا لأنك جلبت ذكراهم الحلوة..
01-28-2008, 02:09 AM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
ولما أرى براحاتك الإنسانية تتمدد إلى خارج نطاقاتها التقليدية وتحل بنا على قاطرة الترحال الإنساني المبين.
لكن ماذا تراني فاعل ... فما أزال أعشق الكسرة أكثر من أي رغيف إيطالي, وما أزال أرى ملاح الويكة أحلى من كل الدسوم والمنوعات الأول عالمية, وما أزال أستمتع بالحقيبقة لامن أقول لألفس برس وآل جاكسون وأليشا كيز ... إنتو شنو؟
أضحكني تعليق دينا ... حين قالت:
Quote: يا عدولة انت ما بتعرف تسمع ساى ياخى ؟؟؟ الا تنجض الغنا واسيادو لى جدهم السبعتاشر ؟ وتجيب تاريخهم كله وتفتش ود عم حمارتهم ؟ .. اسمع ساى ياخ اسمع !
غنى جميييل والجابك لى ذاتو جميل ،،،
... وووين المنديل
أبقوا طيبين
01-30-2008, 01:41 AM
ثروت سوار الدهب
ثروت سوار الدهب
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 7533
ديوجين أحد فلاسفة الإغريق ، وصاحب المصباح الشهير الذي كان يحمله في وضح النهار يفتش عن إنسان ؟! وكان معاصراً لأفلاطون والاسكندر الأكبر ، ولم يهتم – كفلاسفة ذلك العصر – بدراسة الميتافيزيقا أو ما وراء الطبيعة ، ولا بما فيها من أفلاك ونجوم ، فكان إذا سمع رجلاً يتكلم عن الأفلاك يقوله له : متى كان نزولك من السماء ، ثم يلتفت إلى من حوله ، ويقول : إن هؤلاء يتكلمون عن الكواكب ، وهم لا يعرفون حقيقة ما تحت أقدامهم ، ولا ينتبهون إلى ما هم فيه من الفقر وضيق الحال . بهذه الكلمات يمكن تلخيص فلسفة ديوجين ؛ بأن الإنسان هو الذي يعمل ويجد ليحقق الحرية ، ويحسن مستوى الحياة ، وأن من أهمل هذا الواجب فلا ينبغي أن يعد من البشر . ولذا كان يحمل مصباحه في رابعة النهار يفتش عن "إنسان" ، وكان يقول : أسوأ الأشياء الشيخوخة مع الفقر ، وأحسنها الحرية ، وكان يسخر من الاثينين لأنهم يبنون الهياكل الضخمة للآلهة ، وبينهم آلاف الفقراء بلا مأوى ، وكان يقصد الهياكل ليأكل فيها ، ويصيح آه ما أحسن الاثينين أسسوا لي هذا الهيكل لآكل فيه ، ، يريد بقوله هذا إن السبيل إلى "الإله" أن تنفق هذه الأموال لسد عوز المعوزين ، وحاجة المحتاجين ، لا لتشييد البنيان ، وزخرفة الجدران . كان ينعى على تقاليد قومه ، وينكر عاداتهم ، ويسخر من الذين يقدمون القرابين للآلهة ، ويتطيرون من الأحلام ، وينسون ما يعانونه من آلام اليقظة . خرج ديوجين على تقاليد عصره ، ولكنه لم يحمل سيفاً ولا قلماً ، بل كان يسير في الأسواق والشوارع ، ويدخل المعابد والمجتمعات يوجّه الناس إلى الطريق الأفضل ، إلى تغيير الأساليب التي اعتادوها وألِفوها ، مبيناً أن التغيير سهل يسير ، ويأتي بأفعال تدل على السخرية والاستخفاف بعرفهم وطريقتهم ، فإذا وضعوا العطر على رؤوسهم وضعه ديوجين في قدميه ، وسئل عن السبب ، فقال : إذا وضع في القدم صعدت الرائحة إلى الأنف ، يريد بهذه السخرية أن يرشد الناس إلى أن المهم أن ينظر الإنسان إلى الأرض التي يعيش فيها ، كما ينظر إلى السماء ، ورأى رجلاً يلبسه خادمه النعل ، فقال له : لم يبق إلاّ أن يطعمك ، فما منفعة يديك ؟ ورأى قضاة يحكمون على سارق ، فقال : لصوص كبار يحكمون على لص صغير . ورأى رجلاً يرمي غرضاً ، ولا يحسن الرمي ، فأسرع ديوجين ووضع رأسه مكان الغرض ، وقال : خفت أن يصيبني ما دمت بعيداً عن الغرض الذي يرميه ، وهو يهدف إلى أن السلامة والرشد في مخالفة من يخطئون ، ويقولون ما لا يعملون . وألح عليه أحد الملوك ليعيش معه في قصره ، فقال ديوجين : الخبز اليابس خير من العيش في ظل قصورك . وأحب الاسكندر أن يرى ديوجين ، فذهب إليه ، وهو جالس في الشمس ، فلم يتحرك ديوجين من مكانه ، ولم يلتفت إليه ، فقال له الاسكندر : أنا الملك اسكندر الأكبر ، فقال له ديوجين : وأنا الكلب ديوجين ، فقال له الاسكندر : أراك بحاجة لأشياء كثيرة ، فسلني ما تريد ، فقال له : حاجتي إليك أن تتحوّل من هنا ، فقد منعت عني ضوء الشمس ، وقطعت لذتي بها ، فعجب رجال الاسكندر من جرأة ديوجين على مليكهم ، فالتفت الاسكندر إليهم ، وقال : لو لم أكن الملك الاسكندر لأحببت أن أكون ديوجين . كان ديوجين لا يملك سوى عصا وخِرْج وقدح من خشب وبرميل ينام فيه ، وكان يمشي حافياً في الصيف والشتاء ، ومع فقره هذا كان في نفسه أكبر من الملوك والحكّام الذين يثيرون الحروب ، ويريقون الدماء ، وينشرون الرعب في القلوب ، ويتنافسون على السلطان وابتزاز الأموال ، وكان يهزأ بكل إنسان يهتم بأشياء تذهله عن نفسه ومتاعبه ، ولا تجديه فتيلا . بحث أفلاطون وأرسطو عن أسباب الكون وحقيقته ، وهل هو حادث أو قديم ؟ وانصرف ديوجين إلى النظر في حياة الإنسان وشؤونه ، واكتفى باليسير من العيش ليحيا مناضلاً ، في سبيل الحرية ، مجاهداً ضد الظلم والاستبداد . لقد مضى على وفاة ديوجين الحكيم أكثر من ألفي سنة ، ولا زالت فلسفته حيّة نامية نابضة تؤمن وتعمل بها الشعوب في كل زمان ومكان . وإن لم تسمع باسم ديوجين ، وتعرف عنه شيئاً ، فذلك لأن فلسفته هذه هي فلسفة الحياة التي تقوم على الإيمان العميق والراسخ في نفس كل من يشعر بحقّه وكرامته .
02-05-2008, 11:10 AM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
العزيز حيدر سلامات وشكرا على الاختفاء بالبوست المتواضع
Quote: ولما أرى براحاتك الإنسانية تتمدد إلى خارج نطاقاتها التقليدية وتحل بنا على قاطرة الترحال الإنساني المبين.
لكن ماذا تراني فاعل ... فما أزال أعشق الكسرة أكثر من أي رغيف إيطالي, وما أزال أرى ملاح الويكة أحلى من كل الدسوم والمنوعات الأول عالمية, وما أزال أستمتع بالحقيبقة لامن أقول لألفس برس وآل جاكسون وأليشا كيز ... إنتو شنو؟
يا سيدي الكسرة ما بناباها .. لكين الفيك اتعرفت الكسرة من اكلاتي المفضلة؛ والويكة المجيهة بي القراصة حاجة ما تخلص؛ لكن لا ازعم ان اغاني الحقيبة هي من مفضلاتي ؛ ففي الغنا السوداني انزع لكل ما فيه صفة الجديد والمغايرة؛ واعتبر ان الحقيبة وان كانت غنية بكلماتها؛ الا ان موسيقاها لا تشبعني اليوم ..
الموسيقى الحقيقية عموما يا سيدي ليس لها وطن ؛ والفن الجميل يجذب اينما كان ؛ فقط مرات نحتاج ان نعطى اذننا الفرصة للسماع ..
لك ودي
02-01-2008, 11:35 PM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
دعهم يا سيدي .. فهم في الملكوت يسبّحون والتسبيح استقامة ... و حدثني عرّابي المحب يوما بأن الاستقامة هي ما يربط بين القلب و العقل بخيط من نور ... وكما تعلم، النور خط لا يحيد و إن حاد، عاد ليسيّرنا لذات الدرب الموقوت ...
النور يا ثروت .. النور هو كل ما نحتاجه في سجود تهجد متواصل قد تقطعه معجزة أخرى تستحق السجود من جديد ... لنسمو في صلاة كونية لم تنقطع منذ جِئنا – أو قل هبطنا من حيث بعثنا أول مرة!
يا عادل .. لا تأسى لا تحزن لا تندم تمتع بالمطر و أضرب في بعصاك و ارتحل وأوصيك بزادين .. سكينة وبعض خشوع .. و سلّم طريقك لقلبك و سلّم قلبك لعقلك وباقي أمورك لخير
و احتفاءً بالصلاة، حيّ على صلاة الحب ، صلاة لا نصب فيها و لا تعب! سموتُ كأنما أمضي إلى ربٍّ يناديني فلا قلبي من الأرض ولا جسدي من الطين!
صلاة الحب – إبراهيم ناجي
02-05-2008, 00:39 AM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
Quote: يا عادل .. لا تأسى لا تحزن لا تندم تمتع بالمطر و أضرب في بعصاك و ارتحل وأوصيك بزادين .. سكينة وبعض خشوع .. و سلّم طريقك لقلبك و سلّم قلبك لعقلك وباقي أمورك لخير
و احتفاءً بالصلاة، حيّ على صلاة الحب ، صلاة لا نصب فيها و لا تعب!
وهو كأمرك او طلبك او حديث قلبك فحين يكون الزاد هو الحب؛ لا يكون اي طريق طويلا ولا تكون الصلاة الا اتصالا ولا تكون النهاية الا بداية تتجدد كل يوم ..
يا ستي دعيني اهديك بعضا من كلمات شهيد الحب الاعظم عساي اثبت بها قدمي على نفس المحراب :
لقد صار قلبي قابلا كل صورة فمرعى لغزلان ودير لرهبان وبيت لاوثان وكعبة طائف والواح توراة ومصحف قرآن ادين بدين الحب انى توجهت ركائبه فالحب ديني وايماني
أما حديث العقل الذي يسوق القلب فأتركه الى حين ..
02-06-2008, 09:07 PM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
سلام اخى عادل .....زى ماانت عارف انا مابعرف اكتب كلام سمح زى كلام الناس الفوق ديل ....دة شعر ماعندنا لية خلال. لكن لمن تكتب بوست ظريف وحنين حتى انا افك الحروف .....وخليك حنين كما عهدناك وفك نفسك شوية من السياسة البقت علامة مميزة ليك ورينا عادل تانى رابط قلب ديك ....اهديك ما قالة الشاعر يوما
اشارت بطرف العين خفية اهلها اشارة محزون ولم تتكلم فايقنت ان الطرف قد قال مرحبا واهلا وسهلا بالحبيب المتيم
02-07-2008, 00:42 AM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
Quote: سلام اخى عادل .....زى ماانت عارف انا مابعرف اكتب كلام سمح زى كلام الناس الفوق ديل ....دة شعر ماعندنا لية خلال. لكن لمن تكتب بوست ظريف وحنين حتى انا افك الحروف .....وخليك حنين كما عهدناك وفك نفسك شوية من السياسة البقت علامة مميزة ليك
تسلم يا سيدي وانت سيد الكلام لكنك بخيل علينا؛ فلا تبخل يا زول .. وكلامك دا حنقرط عليهو بس انتا كمان ما تقصر ...
02-06-2008, 09:14 PM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
Quote: دعهم يا سيدي .. فهم في الملكوت يسبّحون والتسبيح استقامة ... و حدثني عرّابي المحب يوما بأن الاستقامة هي ما يربط بين القلب و العقل بخيط من نور ... وكما تعلم، النور خط لا يحيد و إن حاد، عاد ليسيّرنا لذات الدرب الموقوت ...
النور يا ثروت .. النور هو كل ما نحتاجه في سجود تهجد متواصل قد تقطعه معجزة أخرى تستحق السجود من جديد ... لنسمو في صلاة كونية لم تنقطع منذ جِئنا – أو قل هبطنا من حيث بعثنا أول مرة!
يا عادل .. لا تأسى لا تحزن لا تندم تمتع بالمطر و أضرب في بعصاك و ارتحل وأوصيك بزادين .. سكينة وبعض خشوع .. و سلّم طريقك لقلبك و سلّم قلبك لعقلك وباقي أمورك لخير
و احتفاءً بالصلاة، حيّ على صلاة الحب ، صلاة لا نصب فيها و لا تعب!
ولا الضالين آمــــــين
02-07-2008, 11:08 AM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
حالى و انت ادرى هنا صلاة ويحك ما في الجبة إلا جمال
حالى؟
هنا حالى سنرتب الفوضى على جنبات هذا الدهر. أو كما قالها الإمام:
Quote: النور يا ثروت .. النور هو كل ما نحتاجه في سجود تهجد متواصل قد تقطعه معجزة أخرى تستحق السجود من جديد ... لنسمو في صلاة كونية لم تنقطع منذ جِئنا – أو قل هبطنا من حيث بعثنا أول مرة!
سلامات يا صديق الدهر و إن لم يصف، و اراه مرغما.
02-10-2008, 04:04 PM
nadus2000
nadus2000
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4756
العزيز عادل التحيات الطيبات يا سلاااااام تناغم اللحن و الكلمات ينسيك انك ما فاهم و لا حرف هكذا تكون الموسيقي اللغة العالمية بلا منازع
و الله انا مازلت مأخوذة بروائع جيتار الصحراء لصديقي ثروت و اجي كل مرة اتاوق ليها و ارجع لكن كده شكلي حأسكن في سودانيز اونلاين دي طوالي
بالمناسبة انا كنت انوي انزال بوست لاغنية امازيغية اعجبتني للفنان الجزائري ايدير و هي من الان مهداة لك و لاخونا ثروت كن بخير و تحياتي للصغيرة اماليا ووالدتها
02-16-2008, 01:45 PM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
لك التحية. كان لي صديق من غينيا بيساو في القاهرة, كلما أزوره يكرمني بغنوة من مثل التي تعرضها علينا, وأنا أجفل منها وأنكر ويحثني على سماعها قائلا. أسمع الموسيقى بس حتى لو ما فاهم حاجة وأنا أرفض جملة وتفصيلا!!.
حتى قدمت لندن وفي حيCamden Town شمال لندن تحت الشقة التى يسكنها أخي دكان ومطعم وبار كبير للجماعة البرتغاليين يتسامرون ويسهرون ويتكلمون بصوت عال مثل الافارقة تماما ودائما يشغلون موسيقى خاصتهم بالإضافة إلى الدورى البرتغالى لكرة القدم.
ولم أعرهم إهتماما ولا أبه بهم, حتى ذهبت مقاطعة كليفلاند بشمال شرق إنغلاند, حيث جامعة قريبي بتيس سايد يونيفرسيتي بمدينة مدلسبرة, ويعمل بارت تايم بغسيل أواني بمطعم إيطالى فى المدينة.
دعوني بالدخول إلى غرفة الطبخ والشيف برتغالي, رحب بي وسلم علي بحرارة وترحاب وكثير كلام وهم يضحكون وأنا أضحك مرتبكا, قيل لى لاحقا إنه كان يشتمك بكل ما يخطر على بالك!!.
والعجب أنه أمي لا يعرف الكتابة ولا القرأة, وفجأة دخل مشرف المطعم وأنكر وجودي, ورفض البرتغالي قائلا أنني ضيفه الشخصي وخير المشرف بين تركى أو تخليه عن العمل والإنجليزى ابو مخ صعيدي قال له إمش!!!.
فمشينا, وأنا كسوف ملوم, ربت على كتفى قائلا إنهم سوف يندمون.
وفى اليوم التالي ذهبت الى الجامعة وصديقى بالمحاضرة وترك لى بطاقة العضوية للمكتبة حيث دخلت مكتبة الانترنت بينما أنا أتصفح موقع سودانيز اون لاين, جلست بجواري بنت سودانية الملامح خمرية اللون رقيقة التقاطيع وسيمة الطلعة كالبدر وجها, كلمتها بعربية غير متردد أو خائف?!!.
ردت قائلة; كانت وي اسبيك كومون لانقوج !!?. يو أر نوت إنقليش أر يو!!?. أى أم بورتقيس???!!.
هو فى إيه!!?. قلت. قالت; وا?!يعنى وات!?. يا زول الجنية طلعت بنت الطباخ!!?.
بإختصار: أخذت تلفون الطباخ ورجعت لندن ودخلت مطعم البرتغالي وكلمتهم عن ألبرتووصداقتي به ومواقفه وأنا له عن عمل!!. أخذ نينو الرقم وطلبه أمامى وكلمه غير قليل وابتسم قائلا إنه قادم إلينا بعد غد وشكرا لأنك شهم أيضا!!?.
وهو الآن يسكن بكامدن تاون ويعمل شيفا كبيرا وتعرف على أخى ويتزاورون بين الأسرتين حتى تعلمت بنت أخى البرتغالية!!.
أصبحت مغرما بموسيقاهم وأنا مدعو الصيف القادم بزيارة برتغال عسى الله يتحقق المنى.
وأسف إن خرجت عن السياق. مع الإحترام. قاسم
03-07-2008, 01:15 PM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
طبعا انت رأسك كان قوي وما جابك الا موقف التعاطف الانساني واظن اغلب من تعرف على الثقافة البرتغالية كان هذا مدخله؛ لانو رغم علاقتا بالثقافتين العربية والافريقية الا انها متميزة وثقيلة نواعا منا لمن لا يعرفها وخصوصا هذا الاسى والمالنخوليا الفيها
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة