|
نعم عثمان ميرغنى كل الأحزاب سرية حتى تعدل قواننين جهاز الأمن
|
حينما تكون يد جهاز الأمن مطلقة والقوانين المقيدة للحريات لم تعدل بعد فهل من عبقرية تخرج الوطن من هذه الحالة الاستثنائية؟ حديث المدينة حزب سري (جدا)..!!
عثمان ميرغني كُتب في: 2008-02-01 [email protected]
الحزب الشيوعي السوداني.. عقد مؤتمر (المديرية).. قبل حوالى أربعة أيام.. في يومي 25 و26 يناير 2008.. و(المديرية) مقصود بها ولاية الخرطوم على الاسم القديم لمديرية الخرطوم.. المؤتمر عقد بمنتهى (السرية!).. وانتخب فيه قيادة جديدة وأيضا بمنتهى (السرية!). بالله، هل يمكن أن يحدث مثل هذا في غير هذا البلد المسمى السودان؟ حزب سياسي.. وافق على العمل السياسي المفتوح.. ولديه مقر مركزي في الخرطوم.. وعدة مقار فرعية في الخرطوم وخارجها.. ولديه أعضاء في البرلمان.. ولديه صحيفة مرخص لها رسميا.. وتباع في الهواء الطلق في كل المكتبات.. بعد كل هذا يعقد مؤتمرا (سريا).. وينتخب قيادة (سرية! حتى اشعار آخر).. ليس هذا فحسب.. بل يصرح أحد قياداته بأن المؤتمر (السري!) ناقش قضايا التحول الديموقراطي!!.. كيف يكون (التحول الديموقراطي) بكل هذه السرية؟؟.. سؤال مباشر أرجو أن تجيب عليه قيادة الحزب الشيوعي.. هل هو حزب سياسي، أم منظمة سرية؟؟ وللمساعدة في وضع الإجابة أشرح لهم الفرق بين الحزب السياسي والمنظمة السرية.. الحزب السياسي هو منبر Platform للممارسة السياسية لا يحتاج من ينتمي اليه مراسم (تعميد).. وإجراءات خلع ديانة للدخول في ديانة أخرى.. ويباشر كل نشاطه في الهواء الطلق.. لأن نشاطه أصلا ملك عام للجمهور.. أما المنظمة السرية فهي التي تتكتم في نشاطها.. خاصة اعلان قياداتها ورموزها الأساسية.. ومن ينتمي اليها لا بد أن يمر على إجراءات فحص و(فيش وتشبيه).. ويتطلب شعائر أقرب لاعتناق دين جديد.. يتطهر من كل فكر الا (الفكر!) الجديد الذي سيتدين به.. الذي ينظر لنشاط الحزب الشيوعي الآن.. يحتار.. هل توقفت عقارب الساعة في دماغ هذا الحزب، هناك في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.. عهود العمل السري التي كان يبرع فيها الحزب الشيوعي.. ولبس فيها (طاقية الإخفاء).. واحتكر قياداته (باطن الأرض)؟؟.. فالسرية التي يعمل بها الحزب الآن تبدو كما لو أنها ارث تاريخي يعز على قياداته أن تتخلص منه.. نوع من الذكرى والحنين والاعتزاز بالماضي وخبراته.. أكثر منه وضع عملي يتطلبه العمل السياسي الآن.. سيقول قائل من الحزب الشيوعي: السرية تفرضها ضرورات الرهبة من الحكام وبطشهم.. لكن الأوجب هنا أن نسأل نحن: وهل نفعت الحزب الشيوعي (السرية) في الماضي؟.. الضربات الموجعة التي تلقاها ألم تكن كلها في عهود سريته؟؟ بل وفي مجد السرية التي أوجبت أن يقوم بانقلاب عسكري وينجح في القبض على زمام السلطة لمدة ثلاثة أيام.. في عز هذه السرية فقد معظم قياداته الذين توزعوا بين حبال المشانق.. و(دروة) الإعدام بالرصاص.. وفريق ثالث اختفى تحت الأرض لأكثر من (14) عاما. هذا الحزب في حاجة ماسة لعلاج نفسي يخرجه من حالة الماضي التي يكابدها الى حاضر اليوم وإطلالة المستقبل.. علاج يجعل تحدي الممارسة عند الحزب الشيوعي أن يحقق أهدافه في عز النهار.. وأمام الجميع.. حتى لو طال قياداته الاعتقال والتنكيل فهي ضريبة (عادية جدا) في العمل السياسي.. لا يجوز الوقاية منها بالاختفاء او السرية.. حزب المؤتمر الشعبي.. عقد مؤتمره العام في منتزه المقرن.. ودعا الصحافة والإعلام ليس لحضور مؤتمر صحفي لإعلان البيان الختامي.. بل لمراقبة كل جلساته ومداولاته.. وانتخب قيادته امام الصحافيين وكاميرا الفضائيات.. لو ثابر الحزب الشيوعي على هذا المنهج.. فسيختفي الحزب نفسه.. تحت الأرض!!.
|
|
|
|
|
|