الاسبوع الذي جمع بين آخر يناير ومطلع فبراير الحالي كان اسبوعاً حزيناً بالنسبة للسودان، حيث تعرض إلى هزائم ثقيلة في شرق القارة الافريقية وفي غربها كذلك. ففي الشرق وتحديداً في اديس ابابا كانت قمة الاتحاد الافريقي وكان مؤمل ان يتقدم السودان لرئاسة دورة 8002م لأنه قد وعد بها من قبل كذا مرة ولكنه لم يتقدم لأن المسألة كانت واضحة، فالاصرار على عدم اعطاء السودان فرصته كان واضحا والحمد لله ان السودان لم يقم بأية «شوشرة» فذهبت الرئاسة إلى تنزانيا بكل هدوء. ولكن كان يمكن ان يطالب السودان بأن يعوض في المفوضيات، فالاتحاد الافريقي أعيدت هيكلته واصبحت له ثماني مفوضيات وقد ذهبت رئاسة المفوضيات الى الجابون حيث انتهت ولاية البروفيسور الفا عمر كوناري لذا اصبح وجهاً مألوفاً في السودان بسبب مسألة دارفور، ونائب رئيس المفوضية الجديد جاء من كينيا رغم أن كينيا في تلك الايام كانت اسوأ من السودان من حيث «شيل الحال» واعيدت مفوضية مجلس السلم والامن الافريقي الى الجزائر وهذه ايضا مفوضها اصبح من اصدقائنا «الطيبين» وهكذا وزعت كل المفوضيات وخرج السودان منها جميعا «بقد القفة» وإن جينا للحق السودان لم يرشح احدا لها وقيل لنا ان السبب في ذلك إنه في وقت الترشيح لم يكن السودان مسدداً لاشتراكاته ولديه ديون متراكمة للاتحاد وانه دفع نصف المطلوب حتى يشترك السيد رئيس الجمهورية في القمة. في نفس الاسبوع كان الفريق القومي السوداني لكرة القدم في غرب افريقيا وتحديدا في غانا واكثر تحديداً في مدينة كوماسي حيث كان اشتراكه في نهائيات كأس الامم الافريقية الدورة رقم «62» وكان السودان غائباً عنها لمدة «23» سنة اي منذ 6791م لم يصلها السودان وليته لم يشترك في هذا العام لانه تعرض لهزائم ثقيلة في ثلاث مباريات امام ثلاث دول وهي زامبيا ومصر والكاميرون وثلاثة اهداف في كل مباراة دون مقابل ليحتل السودان مرتبة «طيش الدورة» وصاحب اسوأ هجوم واسوأ دفاع. والاكثر ايلاماً في كل هذا أن الدكتور شداد المسئول الاول والجهاز الفني واللاعبين لم يظهر عليهم اي أثر من آثار الهزيمة فعادوا «وفرفشوا» وكأن شيئاً لم يكن. فالتطبع مع الهزيمة اسوأ من الهزيمة ذاتها فهذا الفريق لعب ثلاث مباريات تجريبية وثلاث مباريات تنافسية ودخلت مرماه قرابة الثلاثين اصابة وكل هذا قد مر وسيمر مرور الكرام لا أحد يسأل ولا أحد يستجوب ولا مسئول «يندب حظه ام آماله» انما الجمهور فقط هو الذي يبكي ويتحسر ويحس بالخجل والألم. إن كانت الدولة قد قصرت في شأن الاتحاد الافريقي ولم تدفع «الشيرنق» المطلوب منها إلا أن رحلة الفريق القومي تشهد لها بأنها لم تقصر معه فماذا يمكن أن تفعل اكثر من معسكر في أسبانيا، عليه فانه يتوجب على البرلمان أن يستدعي دكتور شداد ويستجوبه ويسمع منه فإن قدم دفوعات ومبررات مقنعة تقبل منه والا فليذهب وبأمر من الجمعية العمومية من الإتحاد، وأهم من كل هذا يجب أن يوضح شداد ما هي خطته لتلافي «المصيبة المثلثة» في المستقبل ويكون جميلاً لو استدعى وزير الخارجية في البرلمان ويستجوب في عدم احراز السودان لاية اصابة في اديس ابابا. وبيني وبينكم إن هذه من تلك فعندما تكون البلاد «مسجمة ومرمدة» لا يمكن أن تنصلح في مجال دون آخر، إنها مثل الشجرة لا يمكن أن يخضر فرع ويجف فرع آخر. ولا حول ولا قوة الا بالله..
المقال للدكتور عبد اللطيف البوني منشور بجريدة الرأي العام، السبت 9 فبراير 2008
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة