قصة أحداث الميرم الدامية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-30-2024, 04:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-30-2008, 07:43 AM

kabashi
<akabashi
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصة أحداث الميرم الدامية

    كتب الأستاذ عبد الرسول النور مقالا في (4) حلقات في صحيفة أخبار اليوم السودانية حول أحداث الميرم الدامية ،راينا نقله لكم للأطلاع عليه .
    كباشي

    قصة أحداث الميرم الدامية
    بتاريخ 4-1-1429 هـ
    عبدالرسول النور
    دبابات الجيش الشعبي وراجماته تحصد أرواح الرعاة المسيرية ومواشيهم (1 - 4)
    الأحداث المؤسفة الدامية التي اندلعت في إدارية الميرم بولاية جنوب كردفان وراحت أرواح عزيزة عديدة وسالت دماء الجرحي في القردود والأودية والبطاح حمراء قانية بسببها، كما شردت مئات الأسر من أرامل ويتامي وممن فقدوا ممتلكاتهم ومأواهم وضاعت الاف الأبقار جراء القصف المدفعي العنيف الذي قامت به قوات الجيش الشعبي، لم تكن تلك الأحداث بالمفاجئة أو المستغربة، فالحركة الشعبية قد حققت من خلال اتفاقيات السلام ما عجزت عن تحقيقه طيلة أيام الحرب الأهلية الطويلة فدخلت قوات الجيش الشعبي كل المدن القصية التي لم يستطع الجيش الشعبي حتي الاقتراب منها ناهيك عن الحلم بالاستيلاء عليها مثل مدن جوبا وملكال وواو وأويل وتوريت وكبويتا والرنك وأبيي وحتي الخرطوم نفسها، لقد دخل الجيش الشعبي والحركة الشعبية لكل هذه المدن وغيرها ببطاقة السلام الخضراء وتولوا الأمور كافة بها وفق اتفاق مشهود، ولكن الحركة الشعبية سرعان ما بدأت تمارس سياسة الزحف شمالا والسعي الي تغيير الحدود التي قامت عليها مفاوضات السلام وفق إعلان مباديء الإيقاد المعروف بـ D.O.P والذي ينص صراحة علي ان حدود الجنوب والشمال هي الحدود بين المديريات الجنوبية والشمالية صبيحة الأول من يناير 1956م واعلان مباديء الايقاد موقع عليه من الطرفين الشريكين الحركة الشعبية وحكومة السودان انذاك وشركاء الإيقاد والمجتمع الدولي ثم اكد بروتوكول ميشاكوس الإطاري الموقع في كينيا علي ذلك .
    ولكن بالرغم من كل ذلك بالاضافة الي تكوين لجنة الحدود التي حددت مهمتها بترسيم حدود المديريات الجنوبية والشمالية فجر الإستقلال في الأول من يناير 56 ، الا أن الحركة الشعبية والجيش الشعبي يحاولان باستمرار الزحف شمالاً توسيعاً لحدود الجنوب علي حساب الشمال، ولعل القراء الكرام يذكرون زحف الجيش الشعبي شمالا نحو ولاية النيل الأبيض، وتخطوا الحدود الي مناطق تقرب من جودة ومشاريع الكويك والنعيم وأم جلاله وغيرها، ولم يرجعوا الي قواعدهم الا بعد جهود جبارة لقد فعلوا الشئ نفسه في مناطق عديدة، ولكن في ولاية جنوب كردفان ودار المسيرية علي وجه التحديد قد تخطوا كل الموانع والخطوط الحمراء واصبحوا قاب قوسين أو أدني من أعماق دار المسيرية، ولعلهم أرادوا ان يأخذوا القانون بأيديهم القوية وينفذوا تقرير خبراء أبيي المختلف حوله والمرفوض تماماً في المنطقة لأنه جاء خارج التفويض الممنوح للمفوضية، ولأن الخبراء قدموا التقرير الذي كتبوه زورا وبهتاناً وتزييفا للحقائق باسم المفوضية دون علمها اراد الجيش الشعبي ان يطبق تقرير الخبراء ذاك علي الارض ويفرض الأمر الواقع وهي حالة تشبه السياسة الاسرائيلية : الارض اولا : إحتل وافرض الواقع ثم فاوض واقتل كل من تعتقده خطرا عليك ثم اعتذر وابحث عن تسوية عادلة. ان الجيش الشعبي يعلم تماما اين تقع حدود عام 1956م بين شمال بحر الغزال وجنوب كردفان، فالرعاة يعلمون مواقع الحدود تماما، وكذلك الصيادون، فالأمر واضح جلي، قوات الجيش الشعبي كانت طيلة سنوات الحرب جنوب خط الحدود بمسافات طويلة، ولكن التساهل والعمل علي أمل ان تكون الوحدة جاذبة من طرف واحد أغري قوات الحركة بالزحف شمالاً واقامت معسكرات لها علي الضفة الجنوبية لبحر العرب (الجرف) في المرمومة ومحطة بحر العرب ومناطق اخري، وهذه المناطق المذكورة تقع شمال خط الحدود للأول من يناير 56 بمتوسط خمسين كيلومترا مما اعتبره المسيرية وخاصة اصحاب المواشي والرعاة اعتداءً صارخاً عليهم إذ يحولون بذلك بين المواشي وفلواتها (مراعيها) ومشارع مياه الشرب، وبما ان الأبقار معتادة علي رحلتي الصيف والخريف فانها تتحرك نحو مراعيها تلقائيا لا تلوي علي شيء، وفي هذا العام علي غير العادة منذ مئات السنين وجدت القناصة من الجيش الشعبي يتربصون ويصطادونها للأكل والأستفزاز والإنذار الشيء الذي اثار حفيظة اصحابها فهي تمثل لهم كل شيء، جرت محاولات جادة للحوار والتفاهم مع المحتلين الجدد ولكنه كان مثل حوار الطرشان، قال الجيش الشعبي انه لن يسمح بالدخول لأي راعي يحمل سلاحه ولا اعتراض لديهم بعد ذلك علي دخول الأبقار، باءت كل محاولات الحوار بالفشل واصطدمت بعقبة كأداء تقول بأنهم هنا بأمر من جوبا ولا يرجعون ولا يراجعون قراراتهم الا بأوامر صريحة من جوبا. لقد ضربوا باتفاقيات السلام القبلية والتي قامت بموجبها أسواق للسلام في زمن الحرب كانت عبارة عن واحات للسلام وتبادل المنافع عرض الحائط، كما استهانوا بأوامر القيادات السياسية والعسكرية للحركة الشعبية، لقد أعجبتهم كثرتهم وغرتهم آلتهم الحربية الضخمة من دبابات وراجمات ومنصات لاطلاق الصواريخ والغام وغيرها من وسائل الردع والحسم، اسلحة لم يرها الرعاة من قبل أو حتي يسمعوا بها، لقد حالوا لأول مرة دون وصول المواشي الي بحر العرب منذ مئات السنين واحرقوا المراعي عمداً جهاراً نهاراً ليقطعوا أي أمل للرعاة، كل هذه الاستفزازات تجرعها الرعاة بصبر وضبط أعصاب أملا في انفراج قريب، ولكن هيهات، فقد داهمتهم دوريات الجيش الشعبي المدججة بالسلام في فرقانهم شمال بحر العرب بما يزيد علي عشرين كيلومترا اي في منطقة القردود الواقعة جنوب الميرم في مناطق أم شعراية والدوم والحلوف وغيرها، وعندما بلغ السيل الزبي دافع الرعاة صغار السن عن ارضهم وعرضهم، وتلك قصة سنرويها.

    عندما بدأت رحلة الصيف المعروفة هذا العام نحو بحر العرب حيث المصايف للعوائل وعبور القطعان ورعاتها جنوباً مثلما إعتادوا منذ مئات السنين وفي كل الأحوال سلماً أو حرباً وجد الرعاة جديداً يتربص بهم هذا العام . وجدوا معسكرات للجيش الشعبي قد أقيمت علي عجل علي الضفة الغربية لبحر العرب كما شاهدوا وربما لأول مرة دبابات وراجمات وأسلحة أخري فتاكة في أعماق أرضهم بما يزيد علي الخمسين كيلومتراً شمال خط الحدود الذي قامت الإتفاقيات علي أساسه وهو حدود 1956م المعروفة تماماً لكل أهل المنطقة من دينكا ملوال والمسيرية . ثم بدأت هذه المعسكرات في إرسال دوريات الي شمال بحر العرب لمطاردة الرعاة ونهب واصطياد الأبقار من أجل الأكل والاستفزاز وربما حاولت بعض هذه الدوريات تجريد بعض الرعاة من أسلحتهم الشخصية الخفيفة . وكانوا يقولون لكل من يقابلونه أنهم سوف يزحفون الي شمال الميرم بإعتبار أن تقرير الخواجات قد أعطاهم هذه الأرض وأنهم يعتبرون كل المنطقة جزءا من الجنوب وأنهم لا تعنيهم الحدود القديمة في 1956م . كان الرعاة يعانون من نارين نار هذه المعسكرات الطارئة المدججة بالسلاح والرابضة علي ضفة بحر العرب الجنوبية ونيران مدافعها موجهة الي صدورهم والي مواشيهم . والنار الاخري هي معاناة أبقارهم من العطش والجوع وهي تحن الي مراتعها ومواردها . ضبط الرعاة أعصابهم وصبروا صبراً جميلاً إنتظارا للفرج القريب فأصحاب المواشي ورعاتها لا يريدون الحرب أصلاً لأن لديهم ما يخافون عليه وأنهم مشغولون برعاية مواشيهم ولا وقت لهم يضيعونه في النزاعات ولكنهم في نهاية المطاف وقعوا فيما ليس منه بد فالدفاع عن الأرض والعرض والمال تجعله كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية فرض عين علي كل من تعرض لعدوان سافر او مستتر . كان الصدام الأول مفروضاً علي المسيرية . إذ تجمع الروايات بأنه في عصر يوم 19/12/2007م توغلت دورية من الجيش الشعبي شمال بحر العرب حتي وصلت الي منطقة أم شعراية شمال بحر العرب بحوالي عشرين كيلومترا وتحرشوا بأحد رعاة الضأن وهو من قبيلة الدينكا وأوسعوه ضرباً وشتماً واخذوه معهم مكتوفاً وساقوا قطيع الضأن معهم وهنا جاء الفزع وهم حوالي سبعة شبان إشتبكوا مع الدورية المعتدية وهي تفوقهم عدة وعتاداً أضعافاً مضاعفة كانت حصيلة المعركة غير المتكافئة أن سقط السبعة من رعاة المسيرية بين قتيل وجريح وحرصاً علي الدقة فقد استشهد ثلاثة منهم وجرح أربعة بعد ان ألحقوا بالدورية المعتدية من خسائر لم تكن في حسبانهم . في اليوم التالي 22/12/2007م تجمع عدد من الرعاة معظمهم عزل من السلاح الناري واقتفوا آثار الجناة وفي الضفة الجنوبية لبحر العرب وجدوا المعسكر الذي أوي إليه الجناة وبعد معركة غير متكافئة استطاعت الفئة القليلة المظلومة أن تقتحم المعسكر الحصين وتستولي عليه بما فيه ويستشهد ثمانية شبان ويجرح سبعة عشر آخرين لم تستطع الدبابات ولا الراجمات ولا المدافع الضخمة منع الرعاة من إقتحام المعسكر وتفريق شمل من فيه . كانت الخسائر علي الجانب الآخر موجعة . عاد الرعاة بعد المعركة بموتاهم وجرحاهم الي الميرم . في الخرطوم إجتمع المجلس الأعلي للمسيرية مع أمين عام الحركة باقان أموم ودينق ألور وزير خارجية السودان في مقر الحركة الشعبية وتداولوا معهم سير الأحداث ، وإتفق الطرفان بعد أن ابدي السيد باقان أموم أمين عام الحركة أسفه لما جري علي التهدئة وسحب قوات الجيش الشعبي الي جنوب خط 1956م وان يجتمع واليا شمال بحرالغزال وجنوب كردفان بصورة عاجلة لمراقبة الموقف وعلاج ما يستجد من تطورات وأصدر السيد سلفاكير النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب وقائد الجيش الشعبي لتحرير السودان أمره بأن تفتح المسارات للرحل ومواشيهم ولكن كل هذه القرارات القوية والواضحة لم ينفذ منها شيئاً علي الأرض وظلت حالة التوتر والترقب والخوف سادت الموقف . في يوم 23/12/2007م قام وفد رفيع من المجلس الأعلي للمسيرية بزيارة الي المنطقة بقصد تقديم العزاء وتفقد الأحوال ميدانياً والعمل علي تهدئة النفوس الغاضبة وكان الوفد يتكون من الإخوة الحريكة عزالدين حميدة والفريق مهدي بابو نمر والفريق شرطة عبد الرحمن حسن عمر والاستاذ أحمد الصالح صلوحة والخير الفهيم المكي والطاهر الرقيق الحاج واللواء (م) آدم سعد آدم والأستاذ صافي الدين جلال الدين والأستاذ عبد الرحمن صالح الطاهر والأستاذ عادل البلالي الصحفي المعروف وشخصي الضعيف واللواء الركن (م) حسن محمد ضحوي والأستاذ علي نافع مصطفي .
    كانت مهمة الوفد ناجحة وتركت أثراً طيباً في نفوس الأهل هناك عاد الوفد في اليوم التالي وبدأت في العمل المنظم من أجل إحتواء الموقف بكل الوسائل واطمأن علي أحوال الجرحي في مستشفيات الخرطوم .
    والجدير بالذكر أن الأخوان د. أبو القاسم قور الأستاذ الجامعي الشهير والإخوة محمد عبد الله آدم عضو المجلس الوطني والاخ موسي حمدين سكرتير عام اتحاد المسيرية والأخ عثمان ابو القاسم طبيق وسعيد الخليل ومهدي حامد وغيرهم كانوا قد أشرفوا علي إخلاء الجرحي من مستشفيات المنطقة الي الخرطوم وسهروا علي راحتهم . أفضي التشاور بين الأطراف المختلفة المشاركة في الحكم ومواطني المنطقة المنكوبة الي قيام وفد رفيع المستوي برئاسة الأخوين باقان أموم وزير وزارة مجلس الوزراء وأمين عام الحركة الشعبية والفريق أول عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع الوطني وعضوية آخرين الي المنطقة لتقديم العزاء وتفقد أحوال المواطنين في كل من الميرم وأويل والمجلد وكانت زيارة الوفد موفقة ولكن تأتي الرياح بما لا يشتهي الملّاح فقد أغارت مجموعة من الجيش الشعبي التي لازالت متمترسة بالضفة الجنوبية لبحر العرب نهبت مئات الأبقار متوجهة بها نحو معسكرها فتابعها الفزع الذي تجمع علي عجل حتي المعسكر حيث دارت المعركة الثالثة بين الرعاة والجيش الشعبي قبل ان يغادر الوفد الرفيع المنطقة واستشهد من الرعاة إثنان وعشرون وجرح آخرون ولكن الرعاة تمكنوا من تدمير المعسكر تماماً وفرار من كان فيه جنوباً ولكنهم عادوا الآن مرة رابعة . إن وجود المعسكر المستحدث شمال حدود 1956م هو السبب الرئيسي للتوتر في المنطقة . وقد نتج عن هذا المرض عرضان لا يعالجان تماماً إلا بعلاج المرض نفسه وهو إعادة إنتشار قوات الجيش الشعبي جنوب خط حدود 1956م والعرضان اللذان سببا ضيقاً وعنتاً شديداً لمواطني كل المنطقة هما إغلاق طريق شريان الحياة الواصل من الميرم الي وار وار وأويل حتي واو إذ أدي إغلاق الطريق خوف الإحتكاك بقوات الجيش الشعبي المتربصة بالرعاة في المنطقة الي الغلاء الفاحش في أسعار السلع الاستهلاكية وربما أدي الي مجاعة طاحنة اذا لم تحل المشكلة عاجلاً من جذورها . كما ان الرعاة لازالوا شمال الميرم بالرغم من شح المياه وقلة الكلأ خوفاً من الإحتكاك ولكنهم قد لا يصبرون طويلاً وربما قاد ذلك الي إحتكاك جديد أوسع وأعنف.


    لقد فاض بحر العرب هذا العام بالماء والدماء
    كان ولا يزال اصحاب المواشي ورعاتها من احرص الناس علي تحقيق السلام والوئام والاخاء مع جيرانهم، وانهم في سبيل تحقيق ذلك يبذلون الغالي والنفيس دون من أو أذي، لان لهم ما يخافون عليه وما يشغلهم عن النزاع والصراع، ولكن أمر الله غالب. لم يكن يدور في خلد أي من هؤلاء الصغار أن آلة الحرب الرهيبة التي استفادت من اتفاقية السلام تمويلاً و تدريبا قد أعدت لصدورهم العارية إلا من الايمان وخشن الثياب، وأن أهل الميرم و المرحال الغربي من قبائل الفيارين وأولاد كامل ومن معهم من الأجناس كافة ما كانوا يصدقون ان ينالوا جزاء سنمار علي أيدي من شردتهم الحرب الظالمة فآووهم ونصروهم وحموهم من بني جلدتهم ومن الذئاب والجوع والمرض، وان أنسي لا أنسي جموع النازحين الزاحفة الي الميرم في عام 1988م طلبا للمأوي والمأكل والمأمن وكانت جيوش الذئاب تسير خلفهم وتعاف من مات حتف أنفه وتفضل ان تمارس هواية افتراس الأحياء، لقد تقدم المتطوعون من أبناء الميرم وشكلوا دوريات لحمايتهم من الذئاب وتحملوا أذي كثيراً في رعايتهم وتقديم كل ما يمكن ان يقدم إليهم من طعام وكساء، فقد جاء معظمهم كما ولدتهم أمهاتهم، وكنت قد أمرت بمنع التصوير حتي لا توثق حالتهم تلك، وكان ذلك قبل ان تسمع المنظمات الطوعية والخيرية وماهي بطوعية أو خيرية الا من رحم ربي، كانت الميرم والمجلد وبابنوسة والدبب وضيلم والمقدمة والتبونة ومعظم مدن جنوب كردفان قد استضافت مئات الألوف من النازحين دون من أو أذي أو مضايقة أو مزايدات سياسية، فقد كان مواطنو تلك المناطق عند حسن ظن النازحين بهم، فلو لم يكونوا أهلهم حقيقة لما نزحوا شمالاً لأن الانسان يتجه نحو الصديق ويهرب من العدو. لقد نال إقليم كردفان في تلك السنة 88 - 89 الميدالية الذهبية لخدمة النازحين، وعندما تحسنت أحوالهم لم يرجعوا الي حيث أتوا بل أصبحوا مواطنين صالحين في كل المناطق التي اختاروا الإقامة بها حتي فاق عدد السكان من الدينكا في الميرم جميع السكان الآخرين مجتمعين أضعافاً مضاعفة، لهذا لم يتوقع أهل الميرم والمرحال الغربي بوجه خاص والمسيرية بوجه عام اي غدر أو تربص يأتيهم من خلال حدودهم الجنوبية خاصة إذا أعدنا للذاكرة أن أول إتفاقية للتعايش السلمي بين القبائل المتجاورة عام 1990م والتي ترتبت عليها اقامة اسواق للسلام وتبادل المنافع في وار وار وبيكو وبندا وغيرها، فلولا تلك الأسواق وما يجلبه لها المواطنون من مناطق الميرم من سلع تموينية علي ظهور الحمير والثيران والجمال والدراجات الهوائية بالرغم من تشديد الرقابة والمساءلة بواسطة الأجهزة الأمنية، لولا تلك المؤن لما استطاعت قوات الحركة الشعبية من الصمود لأن خطوط امداداتها طويلة وبعيدة وخطرة، فكان بعض المواطنين يظنون أنهم قد احسنوا صنعاً وكانوا ينتظرون رد الجميل، ولكنهم فوجئوا بأن نزاعهم مع اولئك الذين احسنوا اليهم لم يكن نزاع حدود بل هو صراع وجود، وأنهم إنما يستعرضون عضلاتهم في وضح النهار ويتقدمون شمال حدود 1956م ليرتكزوا علي الضفة الجنوبية لبحر العرب والتي تبعد عن الحدود الجنوبية لجنوب كردفان بما يزيد علي الخمسين كيلومتراً، لقد كان الهدف الحيلولة بين الرحل وورود بحر العرب، وعندما ابتعد العرب عن بحرهم المقدس عندهم انتظاراً لما تسفر عنه المفاوضات بين الشريكين بدأت مجموعة دوريات من الجيش الشعبي تعبر البحر ـ الذي فاض هذا العام علي غير العادة ـ متجهة شمالاً حتي وصلت مناطق القردود في أم شعراية والدوم والحلوف والتي لا تبعد عن الميرم اكثر من خمسة عشر كيلومترا فقط، ويصطدمون بالرعاة الذين حاولوا حماية مواشيهم من السلب والنهب والقتل، الشهداء الذين ارتقوا الي عليائهم لم يكونوا من المجندين ابدا لا في القوات المسلحة او الدفاع الشعبي لأنهم ببساطة صغار في السن ومواشيهم تشغلهم عن اي إهتمامات أخري، وعلي سبيل المثال لا الحصر فآل كليب مشهورون بالثراء وكثرة المواشي ولهذا كانت مواشيهم الكثيرة تحتاج الي المياه والكلأ الوفير، هذه الاسرة الكريمة كان موقعها متقدما نحو بحر العرب فكانوا في فوهة المدفع، فسقط منها شهيد كلٌ من : أبو أحمد أبوه كليب وعثمان عبد الرحمن أبوه كليب ومحمد المهدي عيسي كليب وسقط آخرون جرحي، فأصبحت مواشيهم هائمة علي وجوهها بعد ان مات أو جرح رعاتها، ومقال آخر ال عفيريته وهي من أعرق الأسر في المنطقة، كان موقعهم متقدماً نحو بحر العرب فكانوا هدفاً اخر للالة الحربية للجيش الشعبي، فسقط منهم فتية في ريعان الشباب وهم للمثال لا للحصر ايضا : حماد محمود نعمان عفيريته - حميدان محمد احمد نعمان عفيريته - حسن محمود محمد أحمد عفيريته محمد حامد فضل الله جدته لأبيه بنت نعمان عفيريته وحماد صالح محمدالدود وجرح آخرون من ال عفيريته لا يقل عددهم علي الستة اشخاص، وكل هؤلاء الشهداء والجرحي لا يزيد عمر أكبرهم علي الخمسة وعشرين عاماً، لقد مات الرعاة أو جرحوا وأضحت المواشي صيداً وغنائم للمتربصين جنوب بحر العرب، فالمواشي تحن لمراعيها ومشارع مواردها والموت ينتظرها هناك.


    أحلام ابناء كوال أروب وراء زحف
    الجيش الشعبي الي أعماق جنوب كردفان
    لقد تأكد تماماً بأن الاقتتال الذي وقع بمنطقة بحر العرب شمال خط الحدود في 1/1/1956م لم يكن بين المسيرية والدينكا ولكنه كان بين اصحاب المواشي والرعاة من المسيرية والجيش الشعبي لتحرير السودان الذي اقام له معسكرات علي طول الضفة الجنوبية لبحر العرب متخطياً الحدود بما يزيد علي الخمسين كيلومترا شمالا، وهي معسكرات اقيمت حديثاً لم تكن موجودة من قبل. ان الجيش الشعبي اراد ان يبسط سيطرته علي منطقة لا تعطيه اتفاقيه السلام الحق في الاقتراب منها وهي منطقة مصايف الرحل المسيرية الدائمة منذ قرون. ان العلاقات الازلية بين المسيرية ودينكا ريك وملوال في قوقريال وأويل لهي علاقات قوية ومصانة من الجانبين، حتي في أيام الحرب الأهلية سعي المواطنون من الجانبين الي توقيع اتفاقيات سلام قبيلة منذ عام 1990م حافظت علي السلام القبلي والتواصل وتبادل المنافع بين الاطراف كافة واقاموا اسواقا للسلام في بيكو ووار وار وبندوا حتي كان المواطنون يسيرون امنين خلال سني الحرب، كما استقبل اهل الميرم ومناطق المسيرية عامة اخوانهم النازحين بسبب الحرب او المجاعة من الدينكا وقاسموهم كل شيء بما في ذلك المأوي والمأكل والمشرب، وعندما وقعت اتفاقية نيفاشا 2005م فرح الطرفان بها ايما فرح وشيد طريق شريان الحياة من الميرم الي اويل مرورا بوار وار وملوال كون انتهاء بواو املاً في ان يصل الطريق الي جوبا، واحس المواطنون في شمال بحر الغزال وجنوب كردفان ان عهود الشقاء والمعاناة قد ولت، ولكن هيهات فان اصحاب الاجندة السياسية الخفية سعوا لتسميم اجواء العلاقة الطيبة بين القبائل المجاورة. ان تمسك بعض ابناء دينكا نقوك بتقرير الخبراء المزور بخصوص ابيي وخاصة ابناء الناظر الراحل دينق مجوك وابناء عمومتهم الاقربين الذين ارادوا فرض الأمر الواقع علي الارض وحركوا الجيش الشعبي لتنفيذ تلك الاجندة فحاولوا ان يتخفوا وراء الجيش الشعبي ودفعه ليحارب نيابة عنهم تحت حجج وذرائع وهمية وواهية، وحتي لا نكون قد القينا الكلام علي عواهنه وقذفنا بالتهم جزافا نقول ان الكوماندور فيينق دينق مجوك وهو شقيق لكل من د. فرانسيس دينق ود. زكريا دينق كان القائد الميداني لجيش الحركة في شمال بحر الغزال والان مسئول عن الاستخبارات هو العقل المدبر للاختراقات والزحف شمالا وفق منهج مدروس، وابن عم الكوماندور فيينق هو الكوماندور كوال ديم كوال وهو المسئول عن التوجيه المعنوي في الجيش الشعبي.
    اما د. لوكا بيونق دينق مجوك فهو الوزير الأول في حكومة الجنوب اي وزير شئون الرئاسة وقد كان ابن عمه الآخر دينق الور كوال وزيرا أولا في حكومة الوحدة الوطنية فكان كل ما يخص الحكومتين من اسرار بين ايديهم وكان هذا قبل ان يتولي دينق الور وزارة الخارجية السودانية، أما إبن عمه الخامس هو دينق اروب كوال المستشار القانوني للحركة وهو ابن الروب المشهور عند المسيرية بالروب ابوفلج وقد كان رجلا وحدويا صادقا حاز علي إعجاب وتقدير كل من عرفه الي بالاضافة الي اخرين لا يقلون أهمية عن هؤلاء يلعبون ادوارا في الخفاء من وراء استار الجيش الشعبي والحركة الشعبية، انها شنشنة نعرفها من اخذم، ان ابناء كوال ومن ورائهم بعض المتحمسين من ابناء دينكا نقوك الذين يأملون في اقامة امبراطورية نقوك الكبري هم الذين دفعوا الوضع المتأزم لهذا كانت ثورة المسيرية عارمة عندما رأوا طلائع قوات الجيش الشعبي تزحف شمال حدود 1956م وتصل الي اعماق جنوب كردفان وبدأنا نسمع لغة جديدة وهي الكلام حول شمال وجنوب بحر العرب بدلا عن الكلام عن شمال وجنوب حدود 1956م. يوم الاربعاء الماضي كنت في معيه اللجنة المشتركة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية برئاسة الاستاذ احمد محمد هرون وزير الدولة للشئون الانسانية والسيد وزير الدولة للعدل وهو يمثل الحركة الشعبية، سمعنا تقريرا من حاكم ولاية شمال بحر الغزال في اويل وقد حصر الحديث حول انسحاب الجيش الشعبي من شمال بحر العرب الي جنوبه تنفيذا لأوامر السيد سلفاكير رئيس حكومة الجنوب والنائب الأول لرئيس الجمهورية وقائد الجيش الشعبي وانهم بذلك قد اكملوا الانسحاب. قلت ردا عليه في الاجتماع الحاشد في قاعة الاجتماعات بأويل بأنه لم تكن هنالك معسكرات للجيش الشعبي شمال بحر العرب علي الاطلاق وانما كانت المعسكرات جنوب البحر، وان هنالك دوريات تعبر البحر شمالا وتعتدي علي الرعاة ومواشيهم، واني لا اري اي جديد يخفف التوتر لأن السبب الرئيسي للتوتر وجود هذه القوات في عمق ولاية جنوب كردفان وانه ما لم يتم سحب هذه القوات الي مواقع جنوب خط الحدود 1956م فان التوتر سوف يظل قائما وسوف تتفاقم افرازاته ومضاعفاته الظاهرة الان في انقطاع طريق شريان الحياة الميرم اويل واو مما سبب الغلاء والندرة في السلع وصعوبة وصول المواشي الي مراتعها ومشارع مياهها ومصائفها عبر الاحتكاك والمواجهات، وهو ما لا يريده احد، وفي الميرم وجدت اللجنة المواطنين ينتظرون انفاذ القرارات التي سمعوا انها قد صدرت بانسحاب الجيش الشعبي الي ما وراء الحدود ولكنها بدلا عن ذلك اخذت في تعزيز مواقعها، وانهم قد طلبوا من اصحاب المواشي البقاء شمال الميرم حتي ينجلي الموقف. لقد وعدتهم اللجنة بانها سوف تسمعهم اخباراً طيبة ولكنهم الي الان لا يزالون ينتظرون.
                  

01-30-2008, 05:08 PM

احمد العمار

تاريخ التسجيل: 11-05-2006
مجموع المشاركات: 2035

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة أحداث الميرم الدامية (Re: kabashi)

    شكرا يا كباشى





    أحمد العمار

    (عدل بواسطة احمد العمار on 01-30-2008, 05:16 PM)

                  

01-30-2008, 09:25 PM

shahto
<ashahto
تاريخ التسجيل: 02-17-2006
مجموع المشاركات: 4394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة أحداث الميرم الدامية (Re: احمد العمار)

    شكرا ولدا ابا لسرد الطويل الذي به الكثر من الصد و تحديد مخاوف اهلن المسيرية و الديناكا معا

    واظنك تتفق معي لابد من ابعاد اصحاب الاجندة الشخصية من المسيرية القومين او الدينكا القومين هذا اذا جاز لي ان استخدم الوصف هذا

    و علينا ان حيد الحاقدين و المتعصبين و اننظر لخير اهل المنطقة التي اصبحت بدون اسياد ياتي الاخر الاف الاميال لستخدامنا لحرب الشمال ضد الجنوب و الجنوب ضد الشمال
    كفاية تبعية و خزلال لماذا لانكون نحن و حدنا متحكمون قي قرارتنا و ايجاد الحلول لاهنا وفق مصالحنا .... حاولنا ان نتفهم حتي مشاكل اهلنا و فشلنا و مازلنا نحاول ... اخي انت ادري بما يدور هناك من دوائر
    تعمل في الضوء و الخفاء ليس بها خير لنا ..... و الله وحدة الذي عدنا نرجوه كما كنا ان يخرج اهنا من هذه الورط العويصة

    شكرا مرة اخري و حتما سينتصر الحق و هو في صف اهل المنطقة دينكا و مسيرية
    اي دنيكا طوال و القصار

    قضية ابيى وفرص الحل السياسي/ اتيم سايمون مبيور

    فظهور النفط بكميات غير قليلة التقدير بالمنطقة جعلت الافكار والحلول المطروحة تذهب بنظرتها النهائية إلى المورد وليس لانسان المنطقة


    فظهور النفط بكميات غير قليلة التقدير بالمنطقة جعلت الافكار والحلول المطروحة تذهب بنظرتها النهائية إلى المورد وليس لانسان المنطقة

    ساعود

    اخوك ولد ابوك الشحتو
                  

01-30-2008, 09:25 PM

shahto
<ashahto
تاريخ التسجيل: 02-17-2006
مجموع المشاركات: 4394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة أحداث الميرم الدامية (Re: احمد العمار)

    شكرا ولدا ابا لسرد الطويل الذي به الكثر من الصد و تحديد مخاوف اهلن المسيرية و الديناكا معا

    واظنك تتفق معي لابد من ابعاد اصحاب الاجندة الشخصية من المسيرية القومين او الدينكا القومين هذا اذا جاز لي ان استخدم الوصف هذا

    و علينا ان حيد الحاقدين و المتعصبين و اننظر لخير اهل المنطقة التي اصبحت بدون اسياد ياتي الاخر الاف الاميال لستخدامنا لحرب الشمال ضد الجنوب و الجنوب ضد الشمال
    كفاية تبعية و خزلال لماذا لانكون نحن و حدنا متحكمون قي قرارتنا و ايجاد الحلول لاهنا وفق مصالحنا .... حاولنا ان نتفهم حتي مشاكل اهلنا و فشلنا و مازلنا نحاول ... اخي انت ادري بما يدور هناك من دوائر
    تعمل في الضوء و الخفاء ليس بها خير لنا ..... و الله وحدة الذي عدنا نرجوه كما كنا ان يخرج اهنا من هذه الورط العويصة

    شكرا مرة اخري و حتما سينتصر الحق و هو في صف اهل المنطقة دينكا و مسيرية
    اي دنيكا طوال و القصار

    ساعود

    شحتو
                  

01-30-2008, 09:26 PM

shahto
<ashahto
تاريخ التسجيل: 02-17-2006
مجموع المشاركات: 4394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة أحداث الميرم الدامية (Re: احمد العمار)

    شكرا ولدا ابا لسرد الطويل الذي به الكثر من الصد و تحديد مخاوف اهلن المسيرية و الديناكا معا

    واظنك تتفق معي لابد من ابعاد اصحاب الاجندة الشخصية من المسيرية القومين او الدينكا القومين هذا اذا جاز لي ان استخدم الوصف هذا

    و علينا ان حيد الحاقدين و المتعصبين و اننظر لخير اهل المنطقة التي اصبحت بدون اسياد ياتي الاخر الاف الاميال لستخدامنا لحرب الشمال ضد الجنوب و الجنوب ضد الشمال
    كفاية تبعية و خزلال لماذا لانكون نحن و حدنا متحكمون قي قرارتنا و ايجاد الحلول لاهنا وفق مصالحنا .... حاولنا ان نتفهم حتي مشاكل اهلنا و فشلنا و مازلنا نحاول ... اخي انت ادري بما يدور هناك من دوائر
    تعمل في الضوء و الخفاء ليس بها خير لنا ..... و الله وحدة الذي عدنا نرجوه كما كنا ان يخرج اهنا من هذه الورط العويصة

    شكرا مرة اخري و حتما سينتصر الحق و هو في صف اهل المنطقة دينكا و مسيرية
    اي دنيكا طوال و القصار

    قضية ابيى وفرص الحل السياسي/ اتيم سايمون مبيور

    فظهور النفط بكميات غير قليلة التقدير بالمنطقة جعلت الافكار والحلول المطروحة تذهب بنظرتها النهائية إلى المورد وليس لانسان المنطقة


    فظهور النفط بكميات غير قليلة التقدير بالمنطقة جعلت الافكار والحلول المطروحة تذهب بنظرتها النهائية إلى المورد وليس لانسان المنطقة

    ساعود

    اخوك ولد ابوك الشحتو
                  

01-31-2008, 01:00 AM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة أحداث الميرم الدامية (Re: shahto)

    شكرا كباشي

    تنوير متكامل

    مع التحية



    أحمـد الشايقي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de