|
(الإشارة الأخيرة) قصيدة تنشر لأول مرة للشاعر بابكر الدقوني في رثاء صديقه مصطفي سيد احمد
|
الإشارة الأخيرة
بابكر الدقوني
لروح صديقي مصطفى سيد أحمد ولصوته عصير الأصوات.. دائماً.. وعسير التقليد..
*** الشعر بلا قهوة... ذكرٌ من أنثى.. لا شهوة.. بلا قهوة.. مجزرة بلا دم أسنان بلا فم.. حبر ناشف.. ضحك في شاشة تلفزيون أسود.. أبيض.. مصعد.. مهبط..
*** غررٌ تحتج على غرر استغراق النسمة بين الكوخ.. وشَعر بناء الكوخ.. بقصبة ريح الصبح.. يخفج هدب الليل.. طوى قفطان صباه وغادر في عرج كانت.. بسمتها منفاه الضيّق.. كانت شيقة كسترة برد وزي الورد..
***
أجلست هروبي في كنف حبيبي وذهبت.. إلى مطبخ روحي روحي.. جوعي لصديقي له فرحان.. له حزن واحد قلب منهمر في الآخر وكبيد.. جاء رصيد.. حبيبي في غربال.. وحبيبي ماء... ما... ما.. ما
***
السكر من قصب حبيبي.. النار بغابات حبيبي.. والبن حبيبي.. يرشفني خجلان.. الآن حبيبي.. يتهيأ.. ليلاقي الأحباب.. فيا أحباب ويا أحباب.. ويا .. أحباب أفتحوا سلفاب دمكم أدخلوا بالباب
***
الشوارع تنتظر هدمت مبانيها طوت دروب الناس والأشياء هشّمت ابريقها جعلت تحاور في الكناتين الحلاوة.. أطفال الخلاوى.. والرياض سمّدوا تلك الشوارع بالاشارة لوح يلوح.. وسندوتش لوح يلوح.. وسندوتش عندما ظمأ النساء الى خصوبتها تقطّع نهدهن طوى الفانوس.. بقبقة اللهب الشّعرُ.. الشّعرُ.. الشّعرُ.. نمو بصيص الحرقة مملوء التسريح.. الريح.. الريح.. الريح.. تعاونه في خرق النظرة بالنظرة نمولي حلفاه بخنجرة للعشق الرق.. الرق.. الرق ببلاد تنتظر مداخل سرقتها بمساقط عورتها وتذوب ملاحتها في الليل الممتد على السنوات في ذيل المحكي علي سهرات الدبّورة والكاب.. في نشوتها الصغرى تأتي وتلقح ملفحة النسيان الآن.. الآن.. الآن.. أثقلني كاهل تحمير الشعراء بجمر غياب الصمت المكنون نداءات الاصغاء.
الخرطوم 17/1/1996م
|
|
|
|
|
|
|
|
|