ملاحظات وهوامش حول الجهود الوطنية والدولية لمعالجة مأساة غوانتانمو

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-11-2024, 05:08 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-07-2008, 00:13 AM

Muhammad Elamin
<aMuhammad Elamin
تاريخ التسجيل: 09-21-2007
مجموع المشاركات: 901

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ملاحظات وهوامش حول الجهود الوطنية والدولية لمعالجة مأساة غوانتانمو

    بسم الله الرحمن الرحيم

    قضية غوانتانمو بين المعالجات الجذرية وصخب الإعلام
    ملاحظات وهوامش حول الجهود الوطنية والدولية لمعالجة مأساة غوانتانمو

    بيانان هامان (مدهامان) وردا الي بريدي الالكتروني من تلقاء الاخوة الاعزاء في منظمة العون المدني العالمي التي يرأس مجلس ادارتها الاخ الدكتور سراج الدين عبد الغفار ويتولي ادارتها التنفيذية الاخ الاستاذ حسن سعيد المجمر المحامي. يتحدث البيان الاول الصادر بتاريخ 25 نوفمير 2007عن تطورات جديدة وهامة حصلت عليها المنظمة صبيحة اليوم نفسه وتتمثل في أن المعتقل عادل حسن حمد 49 عاماً قد أطلق سراحه من معتقل غوانتنامو الذي قضى به ما يزيد عن خمسة سنوات دون أن توجه له تهماً محددة أو يقدم الي محاكمة عادلة. ويمضي ذات البيان في إسداء النصح عبر مناشدة المنظمة للحكومة السودانية على وجه الخصوص ووزارتي العدل والخارجية بتوقيع الإتفاقية الأمريكية الخاصة المتعلقة بضمانات تسليم جميع المعتقلين السودانيين دون إبطاء أو تأخير، مثلما فعلت دول عديدة من حولنا!!. وما يسترعي الانتباه هنا ان الاخوة القائمين علي امر البيان المذكور رغم حفزهم لحكومة السودان علي التوقيع علي (الإتفاقية الأمريكية الخاصة المتعلقة بضمانات تسليم جميع المعتقلين السودانيين) دون إبطاء أو تأخير الا انهم لم يكلفوا انفسهم عناء استعراض بنود الاتفاقية المذكورة او تبيان المحاسن التي تنطوي عليها لجمهرة الراي العام وكافة المشتغلين بحقوق الانسان .

    أما الرسالة الثانية او البيان الهام الثاني الذي وردني من تلقاء العون المدني ، تحت عنوان ( منظمة العون المدني العالمي تنجح في عقد جلسة خاصة للبرلمان السوداني بالتعاون مع لجنة حقوق الإنسان لمناقشة قضية المعتقلين السودانيين بغوانتنامو) فيقول بان ساحة صحن المجلس الوطني بأم درمان شهدت اهتماما زائدا بقضية المعتقلين السودانيين بغوانتنامو حيث أشعل الكثيرون من أعضاء المجلس الشموع من أجل إطلاق سراح سبعة شباب سودانيين لا زالوا رهن الاحتجاز بسجن غوانتنامو سيئ الصيت!!؟. ويمضي البيان قائلاً (وفي القاعة الخضراء بالمجلس ترأس الأستاذ حمتو مختار رئيس لجنة حقوق الإنسان الجلسة الخاصة التي خاطبها المدير التنفيذي لمنظمة العون المدني العالمي الأستاذ حسن سعيد المجمر والذي أكد سعادته التامة باهتمام البرلمان بقضية معتقل غوانتنامو مشيرا إلا أن هذه الجلسة تعتبر فريدة من نوعها من واقع أنها الأولى التي يعقدها برلمان بالمنطقة يناقش قضية رعايا الوطن المسجونين لسنوات دون محاكمة عادلة من قبل الإدارة الأمريكية . الأستاذ حمتو مختار رئيس لجنة حقوق الإنسان تحدث عن جهود المجلس الوطني لحل قضية المعتقلين السودانيين في غوانتنامو، مشيدا بدور منظمة العون المدني العالمي وتعاونها المستمر مع جميع الجهات المختصة حتى (نجحت) في استقبال معتقلين اثنين مؤكدا أن ذات الاهتمام والعمل المشترك سيستمر حتى يتم إطلاق سراح السبعة الآخرين.

    لقد كان لامر بيانات العون المدني العالمي ان تمضي هكذا .. أي الاجتهاد في حفز حكومة السودان علي السير في الاتجاه الخاطئ ، او الحديث عن نجاحات تتمثل في (استقبال) معتقلين اثنين كما ورد في بيان المنظمة ..لقد كان مقدرا لهذا المنهج الدعائي ( PROPAGANDA ) ان يمضي هكذا ، كما تمضي كثير من الاشياء تحت اسماعنا وابصارنا في هذه الايام، لولا اعلان المنظمة عن تنظيم (مؤتمر دولي حول معتقل غوانتانمو تحت شعار: قوة القانون لا قانون القوة) ، مما يحفزنا للتعاطي مع الوابل الاعلامي الكثيف.

    وبلا أدني شك ان تنظيم مؤتمر كهذا حول معتقل غوانتانمو ، بغض النظر عن رؤيتنا المتواضعة لمحاور المؤتمر وموقع انعقاده، يحتم علينا التعاطي مع المنهجية الكلية التي تعتمدها الجهة المنظمة، ،اي العون المدني، وغيرها من المؤسسات الوطنية في التعامل مع هذه القضية برمتها علي المستوي الوطني والدولي لعل محاولتنا المتواضعة هذه تشكل مساهمة، ولو يسيرة، في إثراء وتعزيز التعامل الرسمي والطوعي بوجه عام والعون المدني بوجه خاص فيما يلي ملف معتقلي غوانتنمو بالغ الحساسية والتعقيد.

    ودعونا نبدأ من بيان العون المدني الهام الاول ، فليس بخاف أن بيان المنظمة الذي اقتطفنا اجزاء منه في صدر المقال يحمل إشارة نقدية ضمنية مفادها ان الحكومة السودانية، خلافاً لمواقف دول عديدة من حولنا، تتسبب عن طريق منهجها المتباطئ هذا في تعطيل اطلاق سراح الاخوة السودانيين الذين ما زالوا رهن الاعتقال في غوانتانمو، او تساهم علي اقل تقدير في اطالة محنة اعتقالهم!!؟. (راجع بيان المنظمة علي صفحات الانترنت). وفي واقع الأمر أنه إذا قدر للمرء ان يختلف مع النظام الراهن او الحكومة الحالية في كل شيئ - وهناك الكثير من المواقف والآراء التي يمكن ان يقع الاختلاف حولها- فإنه لا يمكن لعاقل ان يختلف مع حكومة السودان في موقفها المتمثل في عدم الاذعان للاتفاقيات الأمريكية الخاصة المتعلقة بضمانات تسليم معتقلي غوانتانمو الي بلدانهم ، دعك من ان يدعو الحكومة الي ان تعدل من موقفها هذا بلا ابطاء او تاخير!!. ويمكن تعليل ذلك في ان استجابة الحكومة للاتفاقية الامريكية، التي تحوي العديد من الشروط التعسفية، يجعل من الافراج عن المعتقلين من غوانتانمو حدثاً لا معني له ذلك أنه يستبدل سجن غوانتانمو بسجون أخر في إطار الدول المعنية بحيث يضحي السجين السابق الذي اطلق سراحه من غوانتانمو سجينا مقيدا بسلسلة من التدابير والاجراءات والاشتراطات التعسفية اللتي تلاحقه مدي الحياة مما لا يترك مجالاً للحديث عن حرية متحققة في واقع الامر. وقد كنت اخشى ان يقع السيد وزير العدل مولانا محمد علي المرضي في حبائل النصيحة او المناشدة التي تقدمت بها العون المدني ، أي التوقيع علي الاتفاقية الامريكية لاطلاق سراح معتقلي غوانتانمو، في ثنايا بيانها المذكور الا ان موقف السيد وزير العدل يدعو الي الاطمئنان فهو يبدو متنبها الي خطورة الشروط الامريكية مما دعاه في افادات منشورة الي اعلان تحفظة وبوضوح علي جملة من هذه الشروط في سياق التعامل مع الموقف الامريكي!؟. ونحن إذ نثمن موقف وزير العدل ومن خلفه حكومة السودان في الموقف الرافض للانصياع للاشتراطات الامريكية حول قضية معتقلي غوانتانمو نأمل أن يتفضل السيد المرضي بنشر بنود الاتفاقية الامريكية علي الراي العام السوداني إعمالا لمبدأ الشفافية علي تصبح الامة علي بينة من امرها، كما نتقدم ، في ذات الوقت، بالنصح ،خلافا للعون المدني، لحكومة السودان بالتمسك بموقفها هذا وعدم تقديم اي تنازلات فيه ، فقد علمتنا الكثير من التجارب والمواقف في التعامل مع العالم الخارجي بان الحكومة تعمد بادئ ذي بدئ الي تبني مواقف صريحة تتسم بالعزة ، وتقسم باغلظ الايمان علي انها لن تحيد عنها ولكن سرعان ما تنازل الحكومة عن مواقفها هذه، مع تكاثف الضغوط الدولية، لتتبني مواقف تجعل من عزة الوطن وكرامته في اسفل سافلين!!.

    ثم ان هنالك مسألة جوهرية ينبغي ان لا تغيب عن فطنة العون المدني سيما وهي تضع نصب عينيها قضية غوانتانمو وهي ان اطلاق سراح الاخوة عادل حسن حمد وسالم محمود آدم لم يتم تحت مظلة اي اتفاقية ثنائية مع الحكومة الامريكية، مهما كان نوعها، وانما جاء اطلاق سراحهم بقرار ، وان جاء متاخرا، من القضاء العسكري الامريكي الذي اصدر اوامره بالافراج عنهم وبلا ادني شروط بعد ان ثبتت له براءتهم ، وهي خطوة تستحق الاشادة باعتبار انها تحمل في طياتها قدرا ولو يسيرا من الامل في عدالة بعض اركان النظام الامريكي الذي لا يمكن وصفه بالجور والظلم جملة وتفصيلا ففي امريكا حركة نشطة للتدافع بين الناس والمؤسسات والحكومات والمعارضات وهي حركة يمكن ان تفضي الي تصويب العديد من القرارات الجائرة والسياسات التعسفية.. وفي نهاية المطاف فان ما يجري في امريكا ذاتها لا يخرج عن السنن الالهية التي تقضي بالتدافع بين الناس {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج40. إذن فان اطلاق سراح اخوتنا السودانيين لم يات عن طريق اتفاقيات ثنائية مع امريكا، وما ينعمون به من حريات ويتفيئون من ظلال في ديارهم لم يأت اعتباطا وانما اتي نتيجة لعدم خضوعهم لاية اشتراطات او قيود تحد من حركتهم في مستقبل الايام والا لصارت حريتهم مكبلة وحركتهم مقيدة كما يجري في دول عديدة من حولنا ، كما جاء في بيان العون المدني نفسها !!؟، فلماذا يا تري تجهد العون المدني ، كان الله في عونها، في حض حكومة السودان علي الخضوع لاشتراطات تعسفية غير مبررة؟، ولماذا تسعي تلك المنظمة الي استبدال القيود الامريكية بقيود سودانية الامر الذي يضع اغلالاً جديدة علي المفرج عنهم مما ينتقص من حرياتهم التي نالوها بعد طول حرمان. وتبقي الرسالة التي نتوجه بها الي السادة المؤتمرين في مؤتمر غوانتانمو هي عدم إذعان الدول التي ما زال مواطنوها يقبعون في غياهب سجون غوانتانمو الي اي نوع من الاشتراطات التي تمليها الادارة الامريكية؟، ولا نقول الشعب الامريكي، ثمنا لقاء الافراج عنهم ، كما اننا ندعو الدول التي سبق لها التوقيع علي اتفاقيات كهذه الي التحلل من هذا النوع من الاتفاقيات ومن ثم التخفيف بالتالي عن كافة أشكال القيود المفروضة علي حرية المعتقلين السابقين في غوانتانمو وكفالة امنهم وتعزيز كرامتهم الانسانية.

    ثم دعونا ننتقل الي البيان الهام الثاني من سلسلة بيانات العون المدني العالمي ، فالبيان يتحدث عن (نجاح المنظمة في عقد جلسة خاصة للبرلمان السوداني بالتعاون مع لجنة حقوق الإنسان لمناقشة قضية المعتقلين السودانيين بغوانتنامو) كما ورد ذكره .

    وبادئ ذي بدئ نقول بان الاعلام الذكي ، ونحن ما زلنا نفترض الذكاء في رئيس مجلس ادارة العون المدني ومديرها ومنسوبيها واعلامها، نقول بان الاعلام الذكي لا يهرع ابتداء الي اطلاق احكام تقويمية علي شاكلة (النجاح) علي انجازات المؤسسة موضع الحديث وانما يعمد الاعلام الذكي الي الحديث بهدوء عن الانشطة المعنية باسطا جرعة مناسبة من التفاصيل تاركا التقويم النهائي للمتلقي أو المستفيد من خدمة المنظمة والذي يمكنه بالتاكيد ان يفضي الي حكم قيمي نهائي علي طبيعة النشاط المحرزمن حيث النجاح او الفشل ، اما ان يهرع اعلام المنظمة الي التاكيد علي نجاحها ومن عنوان البيان الصحفي الهام (والخطاب يعرف من عنوانه كما يقول المثل الشائع) فان دلالة ذلك لا تخرج في تقديري المتواضع عن أمور ثلاث : اما ان تكون المنظمة غير واثقة من حكم الجمهور علي أنشطتها ولذلك تأخذ بيد المتلقي قسراً لكي تدله علي نجاحها في هذا المنشط وبهذه الكيفية التي لا تحتاج الي توصيف!!؟، وإما أن تكون المنظمة في سباق محموم مع الزمن لكي تحقق انجازاً يحسب لها في خانة النجاح ، وإما أن تكون المنظمة جاهدة لكي تبرهن لجهات ما في الداخل او الخارج بانها انما تاتي بما لم يستطعه الاوائل عبر انجازات ونجاحات غير مسبوقة في المنطقة العربية والاسلامية مما يمنحها مزيداً من التفويض للمضي في هذا الخط ؟ وايا كان التقدير، فان تقديري المتواضع يتجه ، وارجو ان اكون مخطئاً، الي ان اي خطاب اعلامي علي هذه الشاكلة سوف يقود الي عكس ما يشتهي صاحبه ذلك انه يقود الي تطوير احساس مضاد بازاء صورة المنظمة حتي لو كانت صورتها فائقة الجمال.

    ويحضرني في هذا المقام واقعة ارجو مخلصا ان لا تكرس قناعة بدات تترسخ لدي البعض بان نهج الدعاية الاعلامي صار امرا اثيرا لدي العون العالمي، فما كادت المنظمة تسمع تصريحات بعض المسئولين السودانيين التي تشير الي ان الافراج عن الاخ سامي الحاج بات وشيكا الا وسارعت صبيحة اليوم الثاني في تسيير تظاهرة الي السفارة الامريكية للمطالبة بالافراج عن سامي الحاج!!؟. وسرعان ما جاء الرد من القائم بالاعمال الامريكي مكذبا التوصل لاي تسوية مع حكومة السودان حول سامي الحاج نافياً ان يكون الافراج عنه بات امرا وشيكاً بأية حال من الاحوال .

    وننصح المنظمة مخلصين في خاتمة هذه النقطة ان تدع انشطتها ومنجزاتها تتحدث عن نفسها بلا ضوضاء او ضجيج اعلامي، ويمكن للمنظمة ان تفعل الكثير.. ويمكن لفعلها ان يقع من الجميع موقع التقدير.. اما الغلو في تضخيم المنجزات وبهذا الاسلوب الدعائي الذي لم يألفه الحقل الطوعي فهو لن يقود الي تحرير براءات النجاح ان لم يقد في الواقع الي ضياع الحسنات الذي يصبح محتوما عن طريق الاسراف في الدعاية وما يرتبط بها في العالب من صروف المن والاذي؟!.

    ثم اننا نقدر للعون المدني الاجتهاد في تنظيم منشط بالتنسيق مع لجنة حقوق الانسان بالمجلس الوطني في قاعته الخضراء، والاعلان عن ذلك المنشط في بيان صحفي نيابه عن الجهة الاصلية التي قامت به ، فعقد المجلس الوطني لجلسة خاصة لمناقشة اي شان من الشئون امر يخص المجلس الوطني ابتداء حتي لو جاءت المبادرة من جهة خارجه وبالتالي سوف يكون من الاليق ان نترك لاعلام المجلس الوطني ان يصف ما جري من وقائع وما تمخض عن جلسة المجلس الخاصة من مقررات حول غوانتانمو من خلال بيان صحفي معلوم يشكر فيه من حثه او ساهم معه في تطوير هذه المبادرة، ونحن نعتقد ان المجلس الوطني يملك من القدرات ما يمكنه من الاعلان عن انشطته ومداولاته التي يرجي ان يكون فيها نفع كبير لامة السودان مع اقتراب موعد الانتخابات وبقاء العديد من القوانين التي تتعارض مع الحريات والدستور عصية علي التغيير!!؟..اما ان تتخطف العون المدني مناشط المجلس الوطني لكي تتولي الاعلان عنها نيابة عنه او الي جانبه فلعمري ان هذا مما لا يحدث الا في السودان.

    واذا اعرضنا عن كل تلك المفارقات مقدرين طبيعة المنشط الذي تم انفاذه في القاعة الخضراء بالمجلس الوطني فنقول ، بلا تبخيس ، ان ما جري هناك لا يرقي الي مستوي جلسة عامة او حتي خاصة وانما هو مجرد ندوة اقيمت لمناقشة قضية غوانتانمو حيث افضت الي الاعلان عن حزمة من المناشدات والاماني لا تحمل اي قدر من الالزام للجهاز التنفيذي في الدولة لانفاذها والخضوع من ثم للمحاسبة بسبب النجاح او التقصير في ادائها.

    ولعل الاستاذ حمدتو ريئس لجنة حقوق الانسان بالمجلس الوطني يعلم تماما ما هو الفرق بين الجلسات العامة والخاصة للمجلس الوطني والندوات التي تقام فيه وما يترتب علي كل منشط تحتضنه جلسة عامة او خاصة او ندوة في اروقة المجلس ولكن من يترك الفرصة للاستاذ حمدتو لكي يعلن عن انشطته!!؟. ولمصلحة القارئ نقول ان جلسة المجلس العامة يراسها ريئس المجلس او نائبه ، كما يمكن للمجلس ان يلتئم في جلسة خاصة يراسها اي من رؤساء اللجان ويتاح للخبراء من غير اعضاء المجلس الحضور والمشاركة في النقاش والمداولات ، ويتمخض بالضرورة عن جلسات المجلس سواء كانت عامة أو خاصة اجازة مشروعات قوانين او صدور قرارات ملزمة لاجهزة الدولة وكل هذا او بعض من هذا لا ينسحب علي ما جري من منشط حول غوانتانمو في قاعة المجلس الخضراء ، وغاية ما حدث هناك هو مجرد ندوة مثلها مثل عشرات بل مئات الندوات التي احتضنتها القاعة الخضراء لمناقشة مختلف الشئون حيث اجتهد الاخوة اعضاء المجلس في التعبير عن تضامنهم مع معتقلي غوانتانمو بايقاد الشموع وهي علي كل حال بادرة يشكرون عليها، ولكن لو تمعن اعضاء المجلس الوطني في رمزية رفع الشموع فلربما ادركوا بانها عادة وثنية ولاستعاضوا عنها برفع اكف الضراعة الي المولي العلي القدير راجين ان يرفع البلاء عن اخوتهم المعتقلين في غوانتانمو، ثم ان تلك الندوة خلصت الي اصدار (توصيات) كما جاء في بيان العون المدني (راجع البيان علي موقع سودانيز اون لاين)، ومن المعلوم ان المجلس الوطني لا يصدر توصيات لكي ياخذها من ياخذها ويرفضها من يرفضها، وانما هو مؤسسة تشريعية تملك الحق والقدرة علي اتخاذ القرار، كما ان المجلس يملك القدرة علي الزام الجهاز التنفيذي للدولة بالنزول عند احكامه وقراراته وانفاذها كامة غير منقوصة..وهذا يقودنا الي بيت القصيد.

    وبيت القصيد الذي نعنيه هنا هو ان تاخذ الدولة بمستوياتها السيادية والتنفيذية والتشريعية قضية غوانتانمو ومعتقليها في الداخل والخارج ماخذ الجد بعيدا عن اي تقديرات سياسية مع الحكومة الامريكية باعتبار ان ما جري ويجري في غوانتانمو تعد الاسوا في سلسة الفظائع التي شهدها التاريخ في عهوده القديمة والحديثة.

    وإننا اذ نحتفي بالضيوف الذين قدموا للمشاركة في المؤتمر العالمي حول غوانتانمو نناشد السيد رئيس الجمهورية اولا باعتباره رئيسا لمجلس الوزراء بتشكيل فريق وزاري يضم الوزراء المعنيين، او فريق عمل رفيع المستوي لكي يعني بمتابعة كل ما يتعلق بقضية غوانتانمو من حيث الاشراف والمتابعة لمسارات القضية بمختلف ابعادها ..ونعني بذلك العناية بجوانب القانون الدولي العام ، والقانون الانساني الدولي، والشرائع والمعاهدات الدولية في مضمار حقوق الانسان وما لحق بها من انتهاكات جسيمة علي يد الادارة الامريكية، وان تتولي الدولة مسئولية تكليف المحامين المكلفين بالدفاع عن هؤلاء المعتقلين ويشمل ذلك الانفاق عليهم ولو عز الثمن، ومن ثم تولي مسئولية من يفرج عنه وتأهيله نفسياً واجتماعيا وضمان ادماجه من جديد في دورة الحياة المنتجة بعد طول حصار وانعزال، فضلا عن اسباغ كافة اشكال الرعاية الاجتماعية لاسر المعتقلين الذين لم يتم الافراج عنهم كفالة لاطفالهم وتامينا صحيا لاسرهم وضمانة لحق التعليم المجاني لابنائهم في كل المراحل التعليمية، وتوفيرا لسبل كسب العيش الشريف لاسرهم المتعففة .. وان تستمر هذه العناية الفائقة باسر معتقلي غوانتانمو طالما ظل اربابها في الاسر .. وان تمتد هذه الرعاية حتي يتم اطلاق سراح المعتقلين وصولا لمرحلة اعادة التاهيل الشامل والانخراط في دورة الحياة الطبيعية المنتجة مما يتيح لارباب الاسر المفرج عنهم التهيؤ من جديد لحمل مسئوليتهم الكاملة تجاه اسرهم وابنائهم.
                  

02-07-2008, 00:16 AM

Muhammad Elamin
<aMuhammad Elamin
تاريخ التسجيل: 09-21-2007
مجموع المشاركات: 901

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملاحظات وهوامش حول الجهود الوطنية والدولية لمعالجة مأساة غوانتانمو (Re: Muhammad Elamin)

    ***

    وفيما يلي مجلس الوزراء فإن إنشاء لجنة رفيعة كهذه، اذا ما قدر لها ان تنشأ وان تعمل وفق اطار اختصاص معلوم، سوف يترتب عليه ان تتقدم اللجنة بتقاريرها الدورية الي مجلس الوزراء الموقر لكي ينظر في كتاب اعمالها، ولن يلجأ المجلس الموقر الي هكذا حساب ما لم يرصد الموازنة اللازمة لعمل لجنة معتنقلي غوانتانمو، وما لم يوجه الوزراء المعنيين والمؤسسات المختصة بفعل كل ما يلزم في حدود اطار اختصاصها. ونأمل ان يجد اقتراح تشكيل لجنة وزارية رفيعة للعناية الشاملة بمعتقلي غوانتانمو اذنا صاغية لدي كافة الدول التي يعاني مواطنوها من ذات المشكلة وهي علي كل حال توصية متواضعة نتقدم بها الي المؤتمرين في مؤتمر غوانتانمو الدولي بالخرطوم.

    وفيما يلي المجلس الوطني فان لجنة كهذه ، اي لجنة غوانتانمو،سوف يكون محتما عليها الخضوع لاجراءات الاستجواب والتنوير من قبل المجلس في جلساته الرسمية، عامة كانت ام خاصة، وليس في ندوات القاعة الخضراء!!؟. وحينها يمكن للاستاذ احمد ابراهيم الطاهر رئيس المجلس، او لنائبه الاستاذ محمد الحسن الامين ، او لرئيس لجنة حقوق الانسان الاستاذ حمدتو مختار، او لرئيس لجنة الشئون الاجتماعية الاستاذة مريم جكنون .. حينها يمكن لهؤلاء ان يتحدثوا (بالفم المليان) عن منجزات لجنة غوانتانمو، اين اصابت وفيم اخفقت، وحينها يمكن لعضوية المجلس المحترمة النظر في احوال اسر معتقلي غوانتانمو ..هل بقي منهم مريض او جائع او محروم، وحينها يجوز للمجلس ان يتداول وان يقرر بحرية فيما هل يجوز التوقيع علي اي اتفاقية ثنائية مع الادارة الامريكية حول معتقلي غوانتانمو ام لا، ويجوز له النظر فيما اذا كانت مصلحة القضية والمعتقلين انفسهم تحتم التوقيع علي اتفاقيات تحمل في طياتها نذر الكثير من المخاطر والاشتراطات، ومهما كانت طبيعة القرار المتخذ حينذاك فسوف يكون القرار موضع احترام من قبل الامة السودانية لانه يأتي عبر منهج شوري ومن قبل المؤسسة المعنية، وحينها فقط يمكن للمجلس ان يصلي صلاة الشكر شاكرا انعم الله علي ما هداه الي سواء الصراط وهو يحمل امانة اشفقت من حملها السموات والارض والجبال وابين ان يحملنها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولاً !!؟.

    أما فيما يلي مؤسسات الدولة الفنية الاستشارية ولجانها العامة فنحن لا ندري علي وجه التحديد اية مبادرة انجزتها واية استشارة قدمتها فيما يلي قضية غوانتانمو ومعتقليها ، من اطلق سراحه ومن بقي قيد الاسر. وعندما نتحدث عن هذه المؤسسات واللجان فاننا نعني تحديداً اللجنة الوطنية للقانون الدولي الانساني والمجلس الاستشاري لحقوق الانسان ، ومن غريب الصدف ان المؤسسات المذكورتان تتشاطران ذات المكان وربما ذات المكاتب!؟؟. وغني عن القول ان ما يجري في غوانتانمو يشكل اكبر ضربة للقانون الانساني الدولي واتفاقيات جنيف مما كان يحتم علي اللجنة الوطنية للقانون الدولي الانساني ان تقوم بمبادرة ما في هذا الخصوص علي المستوي الوطني او الاقليمي او الدولي ولكننا نري هذه اللجنة تقبع في بيات شتوي مكتفية برفع لافتتها الزاهية في المبني المطل علي شارع البلدية ونرجو ان نكون في حكمنا من المخطئين..ذلك انه لا يعقل للجنة رفيعة كهذه ومشكلة بقرار سيادي او وزاري رفيع ان تظل جالسة هكذا بينما يثار موضوع غوانتانمو، ويخوض فيه الخائضون بالحق والباطل، وهي تنعم بالجلوس في مقرها ساكتة بغير حراك.

    ولا يعقل كذلك ان يضطهد الانسان السوداني في غوانتنمو بينما يظل المجلس الاستشاري لحقوق الانسان ، وهو الجهة الاستشارية المأذونة في الدولة في مجال حقوق الانسان، قابعاً في صومعته كأن الامر لا يعنيه من قريب او بعيد. ومع تقديرنا لمجهودات ومجاهدات المجلس الاستشاري ومقرره الاستاذ الدكتور عبد المنعم عثمان محمد طه الا ان وظيفة هذا المجلس واستشاراته لا يمكن حصرها في جنيف التي تحتضن مجلس حقوق الانسان ، ولا يمكن ان يظل المجلس مشغولا فقط بتقرير خبراء دارفور وسيما سمر المقرر الخاص لحالة حقوق الانسان في السودان. وفي واقع الامر فان المجلس مطالب بلعب ادوار اكثر فاعلية من خلال تقديم مبادرات جريئة واستشارات امينة لقيادة الدولة الامر الذي يؤدي الي احداث اختراق حقيقي في ملف حقوق الانسان بالسودان ويؤذن في نهاية العام بوضع حد لبقاء السودان تحت وصاية المقرر الخاص لحقوق الانسان. ومطلوب من المجلس ايضاً ان يسعي للتعجيل بقيام المؤسسة الوطنية لحقوق الانسان وان يعمل علي تكييف وضعيته في اطار اعمال المؤسسة الجديدة او بمعزل عنها مع الاخذ في الحسبان ان معظم الدول بما فيها مصر التي تجاورنا قد انجزت مؤسسة وطنية لحقوق الانسان.

    أما فيما يلى مؤسسات المجتمع المدني بعامة، ولا نقصد هنا مؤسسة العون المدني العالمي حصريا، فان المجتمع المدني من خلال منظماته وشبكاته ومنابره مطالب وقمين بان يلعب ادوارا حيوية وجادة تجاه ملف حقوق الانسان، وفيما يلي قضية غوانتانمو فاننا نثمن سعي (المجموعة الوطنية لحقوق الانسان) لاقامة منشط حول معتقل غوانتانمو بالتنسيق مع اتحاد الصحفيين في اطار فعاليات مجلس حقوق الانسان المزمع انعقاده خلال شهر مارس القادم بمدينة جنيف.

    ونحن نتحدث عن الأدوار التكاملية لمؤسسات المجتمع المدني في السودان كنا نأمل أن تقيم العون المدني مؤتمرها الدولي حول غوانتنمو بالتعاون مع المجلس السوداني للمنظمات الطوعية (اسكوفا) فغاية النجاح يتمثل في إضفاء روح الشراكة والجماعية علي الانشطة الطوعية عوضاً عن تبني مواقف تتسم بالفردية والانعزال!!. ونحن إذ نقول بذلك ننوه إلي أن (اسكوفا) شاركت في الجلسة السادسة لمجلس حقوق الانسان بجنيف، وتقدمت ببيان مكتوب ( Written Statement ) حول قضية غوانتانمو، يجد القارئ الكريم نسخة منه علي الانترنت بموقع مجلس حقوق الانسان (http://www.ohchr.org/english/)، مما يجعل اسكوفا مؤهلة ، إذا ما أفسح لها المجال ،لأن تكون طرفا أصيلاً وفاعلاً في التحضير لاي مؤتمر دولي علي شاكلة مؤتمر غوانتانمو .

    ثم اننا نحسب انه قد آن الاوان للمجتمع الطوعي في السودان ان يناي بنفسه عن هذا النهج العاطفي الاحادي في حل مشاكل السودان فمع تقديرنا للمنشادة التي اطلقها الاستاذ المجمر مدير العون المدني في تصريحات صحفية بين يدي المؤتمر الدولي لغوانتانمو مطالبا الدكتور مصطفي عثمان تفقد أسر المعتقلين ورعايتهم اجتماعيا الا ان الدكتور مصطفي ، مع تقديرنا لدور الاخير ومبادراته في كافة المجالات، ليس الجهة المأذونة في الدولة للتعامل مع الشان الاجتماعي لا بصفته الحزبية في المؤتمر الوطني الحزب الحاكم ولا بصفته الرسمية مستشارا للرئيس برئاسة الجمهورية وكلا المنصبين يتعلقات بالشأن الخارجي.

    والحال هكذا فان المناشدة التي استهدفت الدكتور مصطفي عثمان ، مع تقديرنا لحسن نواياها، الا انها تذهب الي الشخص الخطأ والمؤسسة غير المعنية، وإذا كانت هنالك ثمة مناشدة ينبغي ان توجه للدولة لكي تقوم بواجبها الرعائي الاجتماعي لمعتقلي غوانتانمو واسرهم بالسودان فلتوجه هذه الدعوة الي موضعها الصحيح وهو وزارة الرعاية الاجتماعية وشئون المرأة والطفل .

    ومن هنا فاننا نتوجه بالمناشدة الي الاستاذة سامية احمد وزير الرعاية الاجتماعية بان تتبني اولا مقترح انشاء لجنة وزارية رفيعة لمتابعة قضية غوانتانمو ورعاية اسر المتضررين من جرائها ذلك ان السيد رئيس الجمهورية الذي عنيناه بالمقترح ربما لا يتسني له بسبب الانشغال مجرد الاطلاع علي هذا المقال. ثم اننا نقترح علي الاستاذة سامية، حتي قبل البت في هذا المقترح، ان تهرع الي تفقد وزيارة اسر غوانتمو وهي تصطحب في معيتها اركان الوزارة مما يمكن تسميتهم حملة مظلة الضمان الاجتماعي ونعني بهم السيد وزير الدولة بالوزارة ، والسيد وكيل وزارة الرعاية الاجتماعية ،والسيد مدير الجهاز الاستثماري للضمان الاجتماعي ، ومدير التامين الاجتماعي، ومدير التامين الصحي، وامين ديوان الزكاة، ومدير مصرف الادخار والتنمية الاجتماعية، ومسئول قطاع البرامج الاجتماعية بالوزارة صديقنا الاستاذ ابوقناية، والامين العام لمجلس الطفولة، ومدير مركز المراة لحقوق الانسان، وغيرهم ممن تجدر صحبتهم او اشراكهك في التعاطي مع قضية متعددة الجوانب كقضية غوانتانمو.. وللعلم فان كل هؤلاء اللذين اتي ذكرهم ياتمرون بامر وزيرة الرعاية ويعملون تحت اشرافها المباشر مما يجعل من امر مخاطبتها امرا محتما لكل من اراد حلا حقيقيا لاي قضية في بعدها النفسي والاجتماعي والاقتصادي!!؟.

    ثم اننا نلتمس من المنظمات الطوعية ومراكز البحث الاجتماعي ان تعني بانجاز دراسة وطنية حصرية تتناول الاثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية لمعتقلي غوانتنمو من السودانيين ، كما نلتمس من الاخوة المؤتمرين بالمؤتمر الدولي حول غوانتانمو انجاز دراسة مماثلة علي مستوي العربي الاسلامي، فدراسة علمية كهذه سوف تكشف لنا بالتأكيد الابعاد الكلية لمحنة غوانتنمو اكبر محن العصر الحديث ، ودراسة كهذه من شانها ان تسعفنا علي اتخاذ الاستراتيجيات والخطط والبرامج الكفيلة بوضع حد لمعاناة آلاف الاسر علي مستوي العالم العربي الاسلامي الكبير ..وبالتأكيد فهنالك العديد من رالجال والنساء الذين يمكن أن يضطلعوا بانجاز مهمة كهذه، وهناك مراكز عديدة يمكن ان تعني بهذا الامر بيد انني اتوجه بصفة خاصة بالمناشدة الي صديقنا الدكتور ابودوم الامين العام لمركز الدراسات والتدريب والتاهيل المجتمعي (مركز دراسات الاسرة في نسخته المطورة)، كما انني اتوجه بذات المناشدة للاخ الدكتور عثمان خيري ، بما ينطوي عليه من دراية وخير، للتعاون من اجل انجاز الدراسة المعنية مقترحاً أن تكون سودانية ثم تتطور الي دراسة اممية في نهاية المطاف .
    واعود في خاتمة المقال لابعث بعدة رسائل واقتراحات ، ولا اقول هامة فامر اهميتها من عدمه متروك للراي العام!؟، واولي الرسائل نختص بها لجنة حقوق الانسان بالمجلس الوطني، ومفادها ضرورة وضع قضية غوانتانمو في الموضع الصحيح داخليا وخارجياً في اطار فعاليات المجلس عن طريق تكوين لجنة معنية بامر غوانتنمو ، وتنظيم جلسة رسمية للمجلس لمناقشة القضية بحضور الوزراء المعنيين تجسيداً لوظيفة المجلس الرقابية {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }الصافات24 ، والانتقال ، من ثم، بقضية غوانتانمو الي الاروقة الدولية ونقترح، في هذا المقام، علي الاساتذة احمد ابراهيم ومحمد الحسن وحمدتو وهم يمثلون رئيس المجلس ونائبه ورئيس لجنة حقوق الانسان علي التوالي..نقترح عليهم وضع قضية غوانتانمو علي طاولة اتحاد البرلمانات الدولي باعتبارها تشكل تعدياً دوليا جائرا من قبل الولايات المتحدة علي قضية الحريات والقانون الانساني الدولي.

    ونبعث برسالة ثالثة الي منظمة العون المدني العالمي ذلك انه لا يجوز الاشتغال بقضية غوانتانمو الخارج من وراء الحدود والتغافل في ذات الوقت عن غوانتانمو الداخل الامر الذي يجعلنا امام مفارقة كبري (الاشتغال بقضايا حقوق الانسان في الخارج والانشغال عن ذات القضايا بالداخل) !! ولا نريد ان نسترسل اكثر من ذلك فالبيب بالاشارة يفهم، كما اننا لا يمكن ان نقع بان يكون غاية طموح المنظمة، فيما يلي معتقلي غوانتانمو، (استقبال) من يتم الافراج عنه او التقاط الصور التذكارية في أعقاب الافراج عنهم لإظهار البرهان علي تقديم المؤازرة والتعاضد مع مأساتهم!! .

    أما الشق الثاني من رسالتنا للعون المدني فنحن نضم صوتنا الي صوت المجمر في الانتقاد الموجه للدولة كونها لم تف بمسئوليتها في رعاية معتقلي غوانتانمو اجتماعيا علي النحو المطلوب ، ولكننا نتوجه بسهام النقد ذاتها الي مؤسسات المجتمع المدني بعامة ومنظمة العون المدني بخاصة ، فالعون المدني العالمي، الي جانب نظيراتها المقربات، تملك الكثير مما يؤهلها وحدها لان تقدم حلولا ملموسة لاسر معتقلي غوانتانمو تتجاوز سقف الشعارات والاماني الطيبة. ويمكنني ان اجزم بنجاح المنظمة لو تقدمت بالتماس الي الاستاذ حيدر القاضي مدير مؤسسة القبس لكفالة طلاب اسر معتقلي غوانتانمو ومنحهم فرص مجانية للتعلم في هذه المؤسسة الرائدة التي مازلنا نطمع في خيرها العميم!!؟، وما أسهل الوصول الي حيدر القاضي عسي أن يظفر بجذوة أو قبس متقد ينتفع به أبناء أسر غوانتانمو المتعففة وما سواها من الاسر التي تتعثر احيانا في السداد!! . ويمكن ان نعترف للعون المدني بالنجاح الذي تسعي اليه بشدة لو انجزت مشروعاً لادرار الدخل لمصلحة اسر غوانتانمو وتقدمت به الي بنك الشمال للتمويل مما يسهم في كفالة هذه الاسر المتعففة الفقيرة والطريق الي البنك سالك وميسور. ويمكننا ان نرفع عقيرتنا هاتفين بحياة العون المدني لو أفلحت في استقطاع دعم ولو يسير من تمويل سوداتل المخصص لدعم النشاط الخيري الانساني ومظان الدعم تلك ليست من المنظمة ببعيد!!. ويمكن ان نتوسم في نشاط العون المدني شيئ من العلمية لو اسهمت في انجاز دراسة علمية حول اوضاع اسر غوانتانمو مستعينة في ذلك بالعديد من خبراء النفس والاجتماع والاقتصاد والقانون وحقوق الانسان وهو طريق شاق يحتاج الي شيئ من التأني بعيداً عن اجهزة الاعلام. ويمكن ان نعترف للعون المدني بالابداع والعبقرية لو أفلحت في حث الدكتور سليمان مرحب مدير الصندوق القومي للتامين الصحي أو الاستاذ عثمان الهادي مدير شركة شيكان للتامين واعادة التامين علي تبني حالة معتقلي غوانتانمو وتقديم كفالة صحية لأسرهم بالمجان . ويمكننا ان نمضي بلا توقف لنبسط عشرات المقترحات مما يجعل من مسالة تمتع أسر معتقلي غوانتمو بالحماية والدعم تحت مظلة نظام الضمان الاجتماعي بالسودان أمراً متحققاً وحينها كان يمكن للعون المدني ان تفخر بنفسها، وان تفاخر بتجربتها العملية باعتبارها احد النماذج الرائدة المتكاملة في الحقل الطوعي (Integrated Best Practice) في مختلف المحافل الاقليمية والدولية ويشمل ذلك فيما يشمل المؤتمر الدولي لغوانتانمو !!؟ أما وان كل ذلك لم يبذل فيه جهد ولم يلتمس له طريق ولم يتحقق فيه انجاز فلا يمكننا والحالة هذه ان نشاطر العون المدني شعورها الزائد بالانتشاء ( Tremendous Euphoria) ، والي ان يصار الي شيئ من ذلك فنحن نلتمس من العون المدني ان لا تعاتبنا إذا توصلنا الي نتيجة متواضعة مفادها (بأنه لم ينجح أحد)!!؟.

    والرسالة الثالثة نختص بها صديقنا الدكتور سراج الدين عبد الغفار رئيس مجلس إدارة العون المدني العالمي راجين أن يقف هو ومجلس إدارته وقفة للتقويم والمراجعة والتصويب مع كسب المنظمة في الحقبة الماضية لا سيما فيما يلي ملف حقوق الانسان بعامة وغوانتانمو بخاصة إذ نادراً ما تفسح منظماتنا الوطنية مجالا للفحص والنقد والمراجعة، ونحسب كذلك بأن إهمال منهج التقويم من شأنه أن يلقي بظلال سالبة، لا تقتصر علي الاستاذ سراج وحده، وإنما تمتد، فضلاً عن ذلك، إلي سائر مجلس الادارة والمانحين الحقيقيين الذين لم يدخروا وسعاً في تمويل نشاط المنظمة.

    والرسالة الرابعة نوجهها الي كافة المشتغلين بحقوق الانسان في السودان وهي انه لا يستقيم ان يبقي المجتمع المدني الوطني عيناً مفتوحة علي انتهاكات العالم بينما تبقي العين الاخري المطلة علي السودان مغلقة، وذلك لان استمرار الحال علي هذا المنوال سوف يجعل عين المجتمع المدني عوراء ، وابرز دليل علي ذلك صمت المجتمع المدني عن قضية المحاولة التخريبية الاخيرة حتي جاءت مبادرة السيد رئيس الجمهورية التي قضت باطلاق سراحهم عشية عيد الاستقلال بينما ظل المجتمع المدني لا يحرك ساكناً ولا يمكلك القدرة علي تحريك مبادرة حتي قضي الامر بقرار رئاسي ناجز .

    ورسالة خامسة نبعثها الي الاخ المهندس صلاح عبد الله مدير جهاز الامن والمخابرات سيما ونحن نراه ونحمد له الاهتمام بقضايا الابداع والمبدعين وفحوي رسالتنا اننا نتمني للاخ صلاح مزيداً من الاتقان ومزيداً من الابداع في مجاله الرئيس الا وهو تحقيق مقتضي الامن الانساني للمواطن السوداني ولن يكون ذلك ميسوراً بالطبع في ظل سريان القانون الحالي لجهاز الامن واستمرار حالات الاعتقال التحفظي بما يتعارض مع وثيقة الحقوق الاساسية المضمنة في الدستور الانتقالي وكافة الشرائع الشرعية والدولية المنظمة لحقوق الانسان. وانني اذ اقول بذلك اطلق التماسا صريحا للسيد رئيس جهاز الامن بان يعكف علي دراسة حالة اي معتقل يحتمل ان يكون له صلة محتملة بملف الاوضاع التي ترتبت علي احداث الحادي عشر من سبتمبر وان يعمل علي اطلاق سراح اي فرد ذو صلة بهذا الملف او يحيله للمحاكمة الفورية الناجزة اذا توفرت البينات التي تشكل اساساً لقضية الاتهام. كما نامل ان ياخذ الاخ صلاح عبد الله علي عاتقه مهمة عرض مشروع قانون الامن الجديد علي الاجهزة المختصة وتسريع اجازته مما يجعل واقعنا القانوني منسجما مع الدستور ويسد ثغرة ما زال السودان يؤتي منها في سائر محافل حقوق الانسان..وحينذاك يكون الاخ صلاح ومن خلفه متخذ القرار الاستراتيجي في الدولة اهل للاحتفاء والتكريم باعتباره مبدعاً استطاع ان يعبر بالبلاد، في عهد ولايته علي وظيفة الامن، حقبة الشمول الي حقبة التحرير والامان.

    ورسالة سادسة نبعث بها الي الاخوة في قناة الجزيرة، ونخص الأخوة وضاح خنفر ويوسف الشولي والمسلمي الكباشي وما سواهم من المعنيين، مثمنين دورهم الاعلامي في قضية سامي الحاج ذلك ان الواجب المهني يحتم علي الجزيرة احتضان قضية سامي باعتباره احد منسوبيها ولكن الواجب الاخلاقي تجاه قضايا الحريات وحقوق الانسان يملي أيضاً علي قناة الجزيرة ذائعة الصيت في كل ارجاء العالم ان تولي ذات الاهتمام لقضية غوانتانمو في بعدها الكبير ..وحبذا لو اجرت القناة تعديلاً علي شريط الاخبار ليصبح (للتضامن مع كافة معتقلي غوانتانمو) عوضاً عن اختزال الامر كله في سامي الحاج( للتضامن مع سامي الحاج) ، وحبذا لو بثت يومياً سيرة ذاتية لأحد المعتقلين. ولا يساورني شك في ان سامي الحاج لو تمت استشارته لسره ان توسع القناة الفضائية التي ينتمي اليها من دائرة إهتمامها، علي مستوي المضمون والشعار، لكي تشمل أخوته المعتقلين في غوانتانمو من مختلف ارجاء المعمورة ، فمن يعايش معاناة هؤلاء أكثر من سامي الحاج نفسه .

    وذات الرسالة والمضمون نبعث بها الي صحفنا المحلية التي باتت تزين صدر صفحاتها بشعارات تدعو للافراج عن سامي الحاج ، وهو امر حميد علي اي حال، ولكن ما بال المعتقلين الآخرين في غوانتانمو؟؟ هل نتجاهل قضيتهم لمجرد كونهم لا يعملون في القنوات الفضائية أو الوسط الاعلامي والصحفي!! وعليه نتمني أن تعدل صحفنا المحلية والعربية الاسلامية من شعارتها لتخاطب قضية معتقلي غوانتانمو في بعدها الكبير.

    ورسالة سابعة الي اللجنة الدولية المعنية بقضايا المعتقلين في غوانتانمو ويشمل ذلك مؤسسة الكرامة الدولية فنحن نتابع جهودكم وندعو لكم بالتوفيق ونامل ان يخرج المؤتمر الدولي لغوانتانمو بقرار يعينكم علي انجاز مشروعاتكم التي لم ولن تدخرون وسعاً في رعايتها علي نحو موصول خدمة للانسان المسلم وتعزيزاً للكرامة الانسانية المهدرة في مطلع القرن الحادي والعشرين.

    ورسالة قبل الختام نبعث بها الي السيد رئيس الجمهورية طالما كان المجتمع المدني خائفاً يترقب ومفادها اننا نرجو ونطمع ان يشفع السيد الرئيس مبادرته الاخيرة التي قضت باطلاق سراح معتقلي التخريبية الاخيرة بمبادرات اخر تكفل اطلاق سراح كافة معتقلي ما اصطلح علي تسميته رسميا بالمؤامرات التخريبية سواء كانت اولي ام ثانية ام ثالثة..وبلا شك ان مبادرة كهذه اذا ما قدر لها التحقق سوف تفتح الباب واسعا لكل الوان التلاقي الوطني والتصافي والتوحد في بلد آن له ان يصير الي وئام.

    ورسالة اخيرة نختتم بها مقالنا هذا فمرحبا بالعون المدني مجلسا للادارة ومديرا ومنسوبين ومرحبا بشخوص حلوا ضيوفا كراماً بين ظهرانينا في اطار فعاليات المؤتمر الدولي لغوانتنمو. ونحن إذ نمد أيدينا لمؤتمر غوانتانمو بالخرطوم نحسب أن جدواه يرتجي لها أن تكون مضاعفة إذا ما تم تنظيمه في عواصم العالم الغربي ذات الثقل السياسي والاعلامي مثل جنيف او لندن او نيويوك فضلاً عن أن ذلك يتيح تقديم الدعوة لشخصيات دولية ذات صلة بوكالات الامم المتحدة العاملة في مضمار حقوق الانسان ودوائر صنع القرار في العالم الغربي وعلي رأسها أمريكا مما يفسح المجال أمام حوار حي بين الحضارات والاديان، ويؤدي الي القضاء علي مظاهر الكراهية العالمية (International Xenophobia) ويشمل ذلك ظاهرة كراهية الآخرين وإضطهادهم في غوانتانمو وفلسطين والعراق وما سواهم من المناطق التي تشهد انتهاكات جسيمة لكرامة الانسان...أما ختامنا لهذا المقال فهو عتبي مزجاة واعتذار مبذول نتقدم به لكل من اتي ذكره في هذا المقال، ذلك أن غاية الغرض مما كتبنا ، ويمكن للغرض أن يكون حميداً أو خبيثاً، أن يستقيم التعامل مع ملف غوانتانمو فإما أن يؤخذ بحقه وإما أن يترك لحاله لأن الله جل وعلا سوف يقيض له من يأخذه بحقه!!؟.. راجين الله ان يجعل النجاح حليف كل مجتهد ولكل مجتهد نصيب.. سائلين العلي القدير ان يجعل عملكم جميعاً متقبلا ومثقلاً في موازين الحسنات..وما التوفيق والقبول الا من عند الله العزيز الحكيم .

    د. فتح الرحمن القاضي
    الخرطوم في 23 يناير 2007 م
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de