|
عن ا لنقد المضموني -حسن موسى مثالا
|
كتب حسن موسى في بوسته المعنون "أشغال العمالقة" : و بعدين يا شاعر يا دبلوماسي( و متى كان الشاعر دبلوماسيا؟)، إنت و " الغياب" بتاعك معلّقين من عصبتكم، لكن بولا القدامنا دا ما غاب و لا يوم عن الإشتغال بمصائر الناس الإنكتبت عليهم معايشة كُرَب سلطات الإستبداد في السودان، نفس سلطات الإستبداد التي احترفت أنت تمثيلها( الدبلوماسي؟) بالسنين حتى أدّى بك الإحتراف لأن تتبرّأ ـ وعلى رؤوس الأشهاد ـ من ذلك الشعر العظيم (أيوة "العظيم") الذي حفظناه مع بولا ( و آخرين) " عن ظهر قلب"،تبرأت منه بذريعه أنه " شغل شباب" ساكت.و صدقني ،ففي هذه اللحظة لتي أكتب فيها هذا الكلام، أقاوم رغبة شريرة في أن أرصّع غضبي بإقتطافات مسمومة من إهاناتك الشخصية لابن الملوّح. و أنت أدرى يا صاح، كم كان شعر " أمتي" " شغل شباب" حقيقي، في معنى "الشباب من كل الأعمار" و ليس في معنى " شغل إتحاد الشباب السوداني" الستاليني إياه. ما غاب عن حسن موسى هو السؤال الاساس :هل من حق الشاعر ان يعيد النظر في تجربته الشعرية؟ ويمكن ضرب مثال شائع عن تنصل الشاعر محمود درويش من نصه الشعري الشهير "سجل أنا عربي".كما صرح درويش مرارا أنه يتمنى ان يبقى من خطابه الشعري بضعة دواوين.يبدو ان شاعرنا الكبير لم يحاول ان يقعد مسالة إعادة النظر في التجربة الشعرية بشكل لا يبدو مجانيا وفيه نوع من السخرية غير المستحبة.لو فعل ذلك لكان كفانا المداد الذي سكب في مسالة معروفة في تاريخ كل الشعراء والمبدعين في العالم كله. و هنالك مثال واضح على اصرار الشعراء على "تكريب "خطابهم الشعري، هو كتابة عبدالحي المستمرة لنصه الشعري الطويل نسبيا "العودة الى سنار".فهو يؤكد ان الشعر سيرورة لا تنتهي ،ولذلك انشغل كثيرا بالعمل المستمر عبر سنوات طويلة على نصه الشعري. من حق حسن موسى ان يبكي على اطلال تجربة الستينيات ،ربما تأتي ذلك من ضمن ما نسميه بالنقد الموضوعاتي الذي يركز على المضمون فقط. ربما كانت "أمتي" تمثل في ذائقة حسن احتفاء باحلام الشباب الثوري.ومن حقه أن يحس بخذلان عظيم إذ أن الأب قد خذله بتنصله من شعر الشباب. وإذا عدنا الى أمتي نجد ان الزنزباريات هي متقدمة ابداعيا بكثير على شعر الاكتوبريات. إن لعنة النقد المضموني او الايديولوجي هو في تجاهله للشكل واصراره على اللجوء الى المضمون لمقاربة النص الابداعي. وقد انسحب ذلك النقد الايديولوجي المضموني على نص محمد المكي ابراهيم الشهير "فرح في حديقة شوك قديم"عن السلام ،فكان ان تمت مضاهاته باتفاقية السلام ، والتي اثبت التاريخ انها من المحاولات المهمة على صعيد الصراع "الشمالي الجنوبي" للوصول الى سلام عادل. تلك المضاهاة الايديولوجية جعلته نصا ملعونا ،وتم التعامل معه وكأن الشاعر يريد ان يغازل النظام المايوي. يبدو ان الشاعر محمد المكي ابراهيم قد ترك عشاق ستيناته في العراء ، وهم يندبون حظهم .لكن تبقى المسالة الاساس ان من حق الشاعر ان يعيد النظر في تجربته الشعرية. والزمن كفيل بتحقيق رؤية الشاعر.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عن ا لنقد المضموني -حسن موسى مثالا (Re: احمد الامين احمد)
|
الاستاذ أحمد الامين سلامات يازول اتفاقي مع بولا وحسن موسى حول الغابة والصحراء وع.ع.أبراهيم هو ان الرؤية الشعرية للعالم في خطاب الغابة والصحراء هي تمثيل ابداعي لرؤيةالعربسلامية وغيرهم من أصحاب فكرة البوتقة ككناية ثقافية لا تعبر عن الخطاب الثقافي المتعدد. اما النقد المضموني فلا اتفق في ذلك مع ماقاله حسن موسى عن اشعار ودالمكي ، وتبقى المسالة ان من حق الشاعر ان ينتقد تجربته ولكن بحب واحترام ، لا على صيغة ودالمكي شغل شباب،ففي هذا العبور الشعري الضخم،تني تلك التعليقات والتنكيتات ثوب اللامبالاة وهذا ما لا يليق بكبار الشعراء دعك عن صغارهم. شكرا على الاضاءات . مع تقديري وتحياتي لطارق المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن ا لنقد المضموني -حسن موسى مثالا (Re: osama elkhawad)
|
لن أتخلى عن أمتي و لا عن – أمتي – محمد المكي إبراهيم أمتي هي هذا الوطن الأكبر في افريقيا والأكبر من حدوده الحالية والمرشح للعظمة والسموق متى حظي بالحرية والديموقراطية. وذلك أن هذا الوطن يتوسط ثلاث كتل افريقية هي(1) القرن الأفريقي (اثيوبيا وجيبوتي والصومال بمجموع سكاني يقارب التسعين مليون نسمة) و(2) دول الحزام الافريقي (تشاد وافريقيا الوسطى ومن ورائهما النيجر والكمرون لكي لا نتوغل الى ما وراء مالي وشمالي نيجريا ) ثم(3) مجموعة دول شرق افريقيا المحاددة (يوغندا وكينيا وشمال الكونغو). أضف إلى تلك الامتيازات الاستراتيجية جواره المباشر وغير المباشر لثلاثة اقطار عربية مفتاحية (مصر وليبيا والسعودية عبر بحرهما المشترك) واذا قدر لهذا البلد ان يعرف نهضة اقتصادية وسياسية من صنع يديه او من صنع الاستثمارات الاجنبية فانه سيكون واحدا من اهم الاسواق الدولية ويتسبب لنفسه ولجيرانه في نهضة علمية وتحريرية تنشر الرخاء والرفاهية في جزء شاسع من القارة السوداء. هذه الأمة تعلمت حبها وانا أحبو حبوا نحو النضج الوطني والعاطفي وعاصرت بروزها الميمون وانا طفل يستقبل بعينين دامعتين مقدم مكاوي سليمان اكرت على الأبيض كأول مدير سوداني لمديرية كردفان ولمست حبها وانا اتجول في ربوعها مع صهري الاتحادي القاطع احمد مهدي(جنتمكان) الذي كثيرا ما ترك كسب عيشه ليخرج في مشاوير يدفعها من جيبه تأييدا للمرشح الاتحادي في جبال كاورا او في سبعطاشر قوز. في بواكير الوعي وبعد المرور التقليدي بمحطات الديموقراطيين والاخوان المسلمين تعلمت ان حبها يجزي عن كل تمذهب وانه يكفي ليعيش به المرء حياته وينحت كلماته في صخر التاريخ.وقد عشت على ذلك الحب وعليه سأموت وباسمه نافحت عنها قدر ما استطعت وسأظل افعل الى ان ألقى وجه الله. واذا كنت قد ارتكبت خطأ او آخر فان الله غفور رحيم.ولكن ألسنة السوء تقول أن دخولي المجلس الانتقالي كان واحدا من تلك الاخطاء ولكنني لا أرى ذلك فقد جازفت مجازفة كبرى وأنا أدخل تلك المؤسسة كمعارض وقلت فيها كلاماً خطيراً عن الاعتقالات وبيوت الاشباح وحظر التجوال ولم يكن الحال هو ما نشهد اليوم ونرى اذ كان الحكم في اشد حالات الشدة والغلواء وكان يمكن ان يقودني ذلك الى أكثر مما كان ولكن خسارتي الشخصية لم تتجاوز حدود الوظيفة التي اضطررت للاستقالة منها الا ان الثمن الاكبر سدده ابنائي على هيئات مختلفة من الحرمان والتشريد وتأخر تخرجهم من الجامعات. ومن المؤلم ان اسمع من الحين للأخرمن ينكر تلك التضحيات التي قدمها الابناء .وكان من اكثرها ايلاما كلام يقول قائله ان --الشعر لايؤكل عيشا-- وان ذلك هو ما ادخلني المجلس الانتقالي بحثا عن لقمة العيش.وقد حاولت ان اتصل بذلك القائل لاشرح له على انفراد انني كنت سفيرا لبلادي قبل ان ادخل المجلس وان راتبي قد تقلص بسبب دخولي المجلس ولم يزدد.
إلا أن ألسنة السوء لا تكف عن الهذيان فقد روج بعضهم انني تخليت عن - أمتي- أي مجموعتي الشعرية الاولى الصادرة عام 1969 وذلك بقرينة انني قلت عنها انها شغل شباب. ولكن ذلك هو الحقيقة بعينها فقد كتبت الجزء الاكبر من- أمتي- وأنا شاب في الرابعة والعشرين من العمر واذا لم يكن ذلك هو الشباب فماذا يكون؟ ولكنني لم اتخل ابدا عن ذلك الشعر الاول فقد اعيدت طباعة ذلك الديوان اربعة مرات وستخرج الطبعة الخامسة قريبا وسأطلب من أصدقائه الحقيقيين أن يحتفلوا بمرور 40 عاما على صدوره في اغسطس عام 2009 بإذن واحد أحد ورغم تلك السنين يستمر الطلب عليه ويقترن اسمي باسمه حتى صار البعض(دكتور احمد عثمان ونجم الدين نصر الدين المحامي) يسمونني شاعر - أمتي- وللصديق كمال الجزولي طرفة رائعة قالها ونحن نقف على قطعة ارض كانت لي في يوم من الايام فجعل يسأل حراس جيرانها من القطع:لمن هذه؟فيقال:لفلان بتاع مصانع الصابون وتلك الاخري؟فيقال لفلان بتاع الاسبيرات وهكذا الى ان جاء الدور على ارضي فقالوا لانعرف صاحبها وبخفة روحه المشهودة قال لهم كمال هذه لمحمد المكي ابراهيم بتاع أمتي- هل تعرفونه؟فقالوا كلا وحاشا.وإزاء من يقول بأنني أتخلى عن - أمتي- اقول ايضا حاشا وكلا لن أتخلى عن - أمتي- وان ما يردده اولئك البشرهو أضغاث أحلام مثلهم في ذلك مثل من يتهمني بموالاة النظام دون أن يقتبس كلمة واحدة قلتها في مدحه وتأييده وبطبيعة الحال لن يجد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن ا لنقد المضموني -حسن موسى مثالا (Re: khalid kamtoor)
|
اصبح واضحا الآن فقط ما ذا يقصد ودالمكي بشغل شباب ، وكان يمكن تجنب هذا اللبس لو انه كان واضحا في ما يعنيه بشغل شباب، فالشباب مرتبط بالطيش و عدم النضج وكما قلنا:
Quote: وتبقى المسالة ان من حق الشاعر ان ينتقد تجربته ولكن بحب واحترام ، لا على صيغة ودالمكي شغل شباب،ففي هذا العبور الشعري الضخم،تني تلك التعليقات والتنكيتات ثوب اللامبالاة وهذا ما لا يليق بكبار الشعراء دعك عن صغارهم. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن ا لنقد المضموني -حسن موسى مثالا (Re: osama elkhawad)
|
انسقنا الى ما قال به حسن موسى نقلا عن ودالمكي، ولم يورد مصدره، وحتى محمد المكي ابراهيم لم يورد مصدر هذا الكلام ، حتى نتفهم موقفه من "شغل شباب" لكن العبارة على اطلاقها توحي بالتبخيس. نتمنى من ود المكي و حسن موسى ان يوردا مصدر الكلام ، وفي اي سياق ورد كلامه عن "شعل شباب". مع خالص الود المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
|