لا يهم فانت من هناك ارثر غابريال في حلتنا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-26-2024, 02:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-28-2007, 10:20 PM

Tariq Mohamed Osman

تاريخ التسجيل: 03-23-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لا يهم فانت من هناك ارثر غابريال في حلتنا

    الصديق الكاتب والقاص
    ارثر غابريال
    شرفنا بزيارة مدينتا وينيبك\كندا
    وهو الان وسط حفاوة الاصدقاء

    وعلى شرف هذه الزيارة ساعمل على إنزال
    بعض أعماله القصصية


    مع إعزازى
                  

12-28-2007, 10:21 PM

Tariq Mohamed Osman

تاريخ التسجيل: 03-23-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا يهم فانت من هناك ارثر غابريال في حلتنا (Re: Tariq Mohamed Osman)

    لا يهم فأنت من هنـــاك



    آرثر غابرييـل ياك





    قد يكون حظك كحظ الذين كانوا يضحكون على النبي نوح عندما كان يبني فلكا قبل الطوفان الإلهي العتيق، أو كحظ أومودو دونقو أوكيلو الذي أعدم رميا بثلاثة وثلاثين سهما مسموما لأنه أكل- عن طريق سحره الذي جلبه من غرب أفريقيا- قلب ابنة جاره "إسحق الفوراوي"، تماما كما تنبأت عرافة "جبل خير" التي أسلمت الروح قبل ثلاث عشرة شهرا أثيوبيا من عيد ميلادها المائة. وقد تسبر أغوار عالمك الكجوري وتغوص في بحيرة أحلامك الآسنة شابا أفريقيا شكسبيري الطراز يرتدي زى من العصر الفيكتوري ويمشي الهوينى في بهو "التن داوننج ستريت"، ربما أستقبلك عامل النظافة وسط جوقة من كورال الكنيسة الأنجيلكانية في شارع جوموكينياتا فاعتقدته القس جورج كيري، أو ربما استجبت لدعوة عابرة أفريقية بنفسجية الوجه لتناول عشاء في مطعم البيكاديلي.



    أطلقت ساقيك لريح الجليد بعد أن أطلق الحفيد الخامس ل فان جوخ كلاب حراسته لتتصيدك لأنك لا تستحق اللجوء السياسي.

    في شارع فلاحي الملمح، لا أعلم فلاح صعيدي ينحدر من صلب "رمسيس" أم فلاح قدم من منطقة بحر الجبل متطوعا في حرب الأيام الستة. لا يهم، فأنت من هناك، من مدينة جنوبية الرائحة. أذهب، فهناك ستجد المكتب الذي سمعت عنه كثيرا، بداخله أناس صفر الوجوه لا يطيقونك. أنت لاجئ سمج. هل لديك أطفال؟ كنت أعلم انك أب لأربعة شبان حتى أواخر عام 1994. لكني بعد كثير عناء علمت أن الشبان الأربعة هم أبناء شقيق كليتو جوزيف أبو شكه الذي راح ضحية مجزرة ليلة العرس في منزل بجوار محكمة نمرة 3. كان ذلك في عام 1965.



    أنت أب أو أم هذا لا يهم، المهم هو أن تذهب إلى هناك. فهؤلاء المقرفصين داخل الغرف المكندشة، والذين بلغ رزقهم على المعذبين في الأرض مبلغ السيل الزبى سيجعلون طفلك، الذي وضعته في رصيف إحدي السفارات، يتيما غير مفطوم.



    نعم لقد مت في اليوم المحدد والساعة المحددة والدقائق التي بعدد حروف اللعنة: REJECTION وحين نطق بهذه الكلمة كانت روحك قد غادرت جسدك. ما أثقل جثث اللاجئين! كانت جثتك عبءً ثقيلا على كاهلنا. الكنيسة: "ما فيش فلوس"، قال القس. شهر من الزمن الأجرب ظل جسدك مسجى داخل ثلاجة المشرحة. "عاوزين تشوفوه؟" سأل عامل المشرحة الذي كان يأكل طعام غداءه ورائحة الجثث تملأ المكان. "ماشي هات حلاوة" بصق الحانوتي على وجوهنا، وقد كان على حق فلم نكن نملك حفنة جنيهات لنشتري بها الكفن.



    هناك خلف الترابيزة، في المكتب الأنيق، في شارع فلاحي الملمح، امرأة بدينة تدخن سيجارة نظيفة تنفثها بعنجهية في سماء الغرفة. هكذا كانت تدخن جدتك "تنباك الكتكر" بشراهة عندما قالت لك، وهى تمارس شعائر شعوذتها المقدسة تحت شجرة الجميز عند ضفاف نهر الجور، إن رحلتك ستتوقف عند المنطقة التي تعقر فيها طمي النيل وتفقد أنوثتها الطاغية. سألتك البدينة بعد أن أشعلت السيجارة الثالثة: "عندك أيه مشكلة سياسية؟" فجأة تذكرت غرفة تطل على ال"سيتي بنك". منع الاغتسال، الطيارة قامت، الحرمان من التبول وقضاء الحاجة الطبيعية. ضحكت وقالت: "دي ما مشكلة سياسية"، ثم أشعلت مارلبورتها السادسة. كانت هيئتها تنطبق عليها النظرية الداروينية. "عندك علاقة بالحركة الشعبية" سألتك. تقافزت إلى ذهنك كل الأشياء الشعبية. اللجنة الشعبية التي لم توزع السكر منذ ثلاث سنين، الشرطة الشعبية، الإعدامات الشعبية الجهادية كأقصر الطرق إلى دخول الجنة. ضحكت الموظفة حتى ارتجت فرائصها سبع درجات بمقياس الأمم المتحدة. قلت الكثير: كنت أجبر على تقليد نقيق الضفادع، نهيق الحمير. ستة أشهر منعت من أداء فريضة الصلاة.



    في تلك الليلة، في مقر اللجنة القومية للانتخابات، رأيت فيما يرى النائم ـ نعم أنت وحدك رأيت ذلك، أما أنا فقد أعدمت قبل ذلك بستة أشهر في مزرعة بسوبا ـ الملك جبرائيل، هزيلا يصلي من أجلكم جميعا، حتى من أجل الذين كانوا يشرفون على تعذيبك: "عصفور" "جكس"، "بدران"، لم يعلم الملك جبرائيل أنها أسماء حركية: "يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعرفون ما يفعلون "قال ذلك واختفى كسحابة صيف في الثالث من شهر مارس.



    تورد جبينك عندما نزعت الموظفة قميصك وسكبت دمعة على الطفاية. شيء واحد لم تذكره، لو ذكرته لانتفضت الموظفة والهيئات الدينية ونقابات بيع وشراء الكلى، لكنها لا تتعدى أن تكون زوبعة سكر على قعر الفنجان.



    وأنت متجه إلى الشارع نفسه، في الأوتوبيس، داهمتك أحلاما جميلة: أمريكا؟ لا في جرائم كتير. كندا؟ أيوه، لكن بس كلام البرد ما صعب. استراليا؟ أووه ده ما توب يا جيك!. نطق الموظف الدولي أسمك عاليا، الكل كان ينظر إليك وأنت تشق عباب الزحمة مخترقا الأحلام الوردية التي تعشش في أدمغتهم. نفض الظرف. أكثر من مائتين بؤبؤ عين مركزة على الورقة التي بين يديك. اختلطت الحروف عندك. تقلب الجواب رأسا على عقب، أو على قفاه، تبحث عن نظارتك الطبية في أركان جيوبك المثقوبة. في آخر لحظة تتذكر أن الشيخ "حسن" إمام مسجد القيادة العامة بالخرطوم والذي كان يشرف على تعذيبكم في سوبا قد داسها برجله.

    ـ مبروك يا...

    ـ عقبال ال Resttlement !

    ابتسامات "الهجرة إلى الشمال" ارتسمت على شفاه أطفالك. "مشروع حضاري دا كلام فاضي وخمج" عفويا خرج هذا الكلام من فمك.

    كنت تشخر شخير من سهر ليلتين دون أن يغمض له جفن.

    ـ سيبوه يا جماعة والله تعبان.

    لكنه كان قد أتى و أنت ممسكا بورقة الكشف الطبي بكلتي يديك. حينه نطق منفعلا فجاء صوته مشروخا:

    ـ يا أبو الشباب صح النوم.

    فتحت عينيك بفتور واضح وقبضة يدك اليمنى تحاول أن تمنع هواء التثاؤب من الانتشار في أرجاء المكان. غالبك النعاس مرة أخرى.

    ـ يا شاب أنت ما عاوز تدفع ولا شنو؟

    كانت بلهجة أكثر حدة هذه المرة، عدت إلى وعيك، نظرت إلى يديك، لم تكن هنالك ورقة الكشف الطبي.

    ـ يا جماعة الكشف الطبي ورقة الكشف الطبي يا جماعة.

    صرخت عاليا، ضحك الجميع، ألقيت نظرة سريعة عبر الشباك، كان النيل الأزرق هادئاً والبص ما زال في وسط كبري بري يمشي كسلحفاة في الشهر الثالث من عمرها.





                  

12-28-2007, 10:24 PM

Tariq Mohamed Osman

تاريخ التسجيل: 03-23-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا يهم فانت من هناك ارثر غابريال في حلتنا (Re: Tariq Mohamed Osman)

    آرثر غابرييل ياك




    آرثر غبريال ياك، كاتب وقاص.

    تخرج في جامعة القاهرة، كلية الطب البيطري، في عام 1996.

    مقيم بالولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1998.

    له مجموعة قصصية تحت الطبع بعنوان "الفجر الحزين".

                  

12-28-2007, 10:36 PM

abraham deng

تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا يهم فانت من هناك ارثر غابريال في حلتنا (Re: Tariq Mohamed Osman)

    لفتة بارعة يا أخ طارق
    مرحب بالصديق الكاتب والقاص أرثر قبريال
    صاحب(الجماجم الصدئة) قصته الشهيرة


    أبراهام مدوت
                  

12-28-2007, 10:42 PM

Tariq Mohamed Osman

تاريخ التسجيل: 03-23-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا يهم فانت من هناك ارثر غابريال في حلتنا (Re: Tariq Mohamed Osman)

    مدام نتلينـــــا



    آرثر غابرييل





    ـ كبي نص يا مدام

    كانت صالة الاستقبال التي امتلأت برائحة سجائر الكليوباترا والعرق تعج بتلك الكتل البشرية السمراء التي نزحت بفعل الحرب من أقصى جنوب البلاد ليستقر بهم المقام في شمال الوادي. صالة الاستقبال كانت بحق أقذر صالة رأيتها في حياتي المليئة بالمغامرات وإتقان السبل الملتوية... توسطت الصالة ترابيزة خشبية صغيرة وضعت تحتها قوارير، وترابيزة أخرى بالقرب من الثلاجة وضع عليها تلفزيون ملون وبجانبه مخدة ممزقة قذرة لم تستعمل منذ أن تقيأ فيها أحد الزبائن والمشهور ب "نمرة عشرة" في ذلك السبت من شهر مارس بعد أن قبض الجنيهات العشرة التي تمنحها الكنيسة في أول يوم سبت من كل شهر على أنها هبة. حتى "نمرة عشرة" نفسه استبدت به السخرية فأطلق على هذه الهبــة Holy Spirit. بجوار المخدة كانت هناك شنطة جلدية بنية من النوع الذي يستخدمه تجار الكوتات.

    تكاثف دخان السجائر في الجو حتى يخال المرء أن الغرفة نفسها تنفث من حيطانها، التي تغيرت بفعل البصق، دخانا كثيفا.

    أعقاب سجائر بيضاء وأخرى سوداء أسودت من كثرة الأرجل التي تدوسها، متناثرة في كل مكان حتى الحمام. ولك يا صديقي أن تتخيل شكل الحمام ورائحته المنعشة في هذا الجو الساهر الجميل.



    ـ ما تكبي نص مدام..

    قال ذلك بنرفزة وهو يخلع جواربه التي امتلأت بالثقوب وتآكلت خيوطها فاهترأت. كان ذلك آخر جورب أشتراه قبل عامين عندما ألحت عليه زوجه وقالت: "والله عيب تمشي معاي حفل عرس ده وأنت لابس جزمه من غير شراب. انت عايز نسوان بخيتة يقولوا فوقي شنو؟"



    ـ يا مدام ما عاوزه تكبي الزفت ده ولا شنو؟

    لم تعبأ مدام "نتلينا" بأوامره، خاصة أنها عرفت بأنه عاد إلى ذلك سرا. فهو عندما يشرب يقوم بطرد الزبائن وضرب امرأته وهو يقول: "هو نمرة عشرة ده ليه بيمشي وراك على طول.. عندك معاهو شنو؟ وثم تانيا البقعدك في reception شنو؟

    مدام "نتلينا" كثيرا ما ضاقت به ذرعا وتتحمله رغما عن أنفها وهي تقول: "والله لو مش عشان العيال البينتنا ما كنت بعيش معاك دقيقة واحدة."



    مدام "نتلينا" تجتهد ليلا ونهارا لتقوم بدفع المصاريف الدراسية لأبنائها الستة، أضف إلى ذلك إيجار الشقة ومصاريف البيت. أما صاحبنا فهو من النوع الإتكالي المفرط في الإتكالية كأنه خلق ليصبح عبئا ثقيلا على عاتق أنثى ضعيفة رمتها الأقدار في براثن رجل لا هم له، مما جعل مدام "نتلينا" تقول له في يوم من الأيام والصالة اكتظت بالزبائن: منهم الجامعي وطالب الثانوي، ومنهم من يعمل بتجارة الأعشاب على الأرصفة. "وبعدين انت زوجتني بكم؟ قولو كدي قولو قدام إخوانك رجال..!" ثم مصمصت شفتيها واستطردت قائلة: "وانت قايل أي واحد بيلبس بنطلون راجل؟؟" حتى أصبح ذلك القول على كل لسان إلى درجة أن بعض الزبائن عندما كانوا يرونه في حوش الكنيسة تجدهم يرددون ذلك القول باختصاره ليصبح أكثر وقعا على صاحبنا بقولهم: "كل واحد يلبس بنطلون..." و بعده يضحكون ضحكات ساخرة تجعل صاحبنا صغيرا أمامهم.



    أغتاظ عندما أسمعته مدام" نتلينا" ذلك الكلام المحرج أمام الزبائن الذين كادوا أن ينفجروا من الضحك، فانهال عليها ضربا بالترابيزة، فتدحرجت القوارير وانسكبت السوائل وساد الهرج والمرج. المدام تنقل إلى المستشفى في الواحدة والنصف صباحا وهي في حالة إغماء. كسر مركب في الذراع الأيسر. بعد شهرين من ذلك الحدث عادت " نتلينا" إلى بيتها بعد أن أقسم صاحبنا أمام أهلها أنه لن يضربها مرة أخرى. ثم أضاف وهو يفرك يدا بيد والعرق يسيل منه: "وكمان أنا ما بشك فيها وفي الضيوف."

    تخلى صاحبنا عن عادته نهائيا في ذلك اليوم وأصبح محترما غاية الاحترام حتى مدام "نتلينا" أخذت تتباهى وتتباخر به أمام نساء جمعية "بخيتة" قائلة: "والله راجل بتاعي ده بقى محترم كيف..لدرجة انو بيخجل يعاين في عيني.."



    حقا أنه لسبت عجيب حين صاح بأعلى صوته وهو يترنح قائلا "كبي يا...."، في ذلك اليوم علمت "نتلينا"، أبصمت بالعشرة أن صاحبنا قد عاد إلى عادته بثقله. خاصة أنها قبل ذلك اليوم سمعت من إحدى النسوة بذلك: "ده يوميا بالبارد كده بيشرب قزازه في بيت ناس خميسه..!" قالتها وهي تمشط مدام "نتلينا" والفستان البمبي قد أنحسر عن ركبتيها. حينها علمت المدام بحدس الخبيرة أن مسلسل الأحداث والبلاوي سيتكرر مرة أخرى، لذا لم تنبس ببنت شفة. تظاهرت بمشاهدة المسلسل التلفزيوني .Dangerous Women

    "كويس البيت ده بقى ما فيهو احترام مش؟" قال ذلك وهو يحمل جزمته متجها نحو غرفته، في طريقه إلى الغرفة سمع صوتا يقول: "خليك منو أبوي ده زول سكرجي ساكت..!" إتجه نحو مصدر الصوت، فتأكد أنه صوت إبنته. ولج الغرفة دون أن يحس به أحد، أضاء نور الغرفة. رأى أبنته و"نمرة عشرة" ملتصقان، تسمر في مكانه برهة، لم يستوعب هذا المنظر، صاح بأعلى صوته قائلا: "يا مدام في شنو بيحصل في البيت ده؟ في شنو؟"



    جاءه صوت مدام نتلينا واهنا: "ما ياهو أنا كبيتو يا أبو عيالي..!".









                  

12-28-2007, 10:52 PM

Tariq Mohamed Osman

تاريخ التسجيل: 03-23-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا يهم فانت من هناك ارثر غابريال في حلتنا (Re: Tariq Mohamed Osman)

    ابراهام
    ياصديق
    الاحتفاء بارثر هو احتفاء
    بوطن فى دهاليز الشتات
                  

12-29-2007, 05:38 AM

Elbagir Osman
<aElbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا يهم فانت من هناك ارثر غابريال في حلتنا (Re: Tariq Mohamed Osman)

    this is great

    Bagir
                  

12-29-2007, 05:49 AM

Rawia
<aRawia
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 8396

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا يهم فانت من هناك ارثر غابريال في حلتنا (Re: Elbagir Osman)

    رغبة اكيدة لدي في انضمامه للمنبر
    اتمنى ان نتشرف به عضوا

    الغالي المهذب ارثر
    افخر فعلا بصداقته ومن قبلي شقيقتاي




    ____________________________
    كنت قد ارسلت للاخ بكري بطلب عضوية له ولم احظ برد
                  

12-30-2007, 03:53 AM

Tariq Mohamed Osman

تاريخ التسجيل: 03-23-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا يهم فانت من هناك ارثر غابريال في حلتنا (Re: Tariq Mohamed Osman)

    الأخوة الأعزاء طارق، أبراهام، الباقر، والغالية بت العباسي
    أشكركم لهذا الإحتفاء الكبير. الأخ الكريم طارق أشكرك لتنزيل هذه الإعمال القصصية.

    بت العباسي إشلون اخواتك و إشلونك أما زلت في بلاد العم سام؟

    المجتمع السوداني في وينيبك وبالأخص إمانويل، المبدع عزت، الأستاذ مديت، طارق، أبراهام واسرهم جميعاً شكراً للضيافة.


    مع حبي

    آرثر
                  

12-30-2007, 04:01 AM

Tariq Mohamed Osman

تاريخ التسجيل: 03-23-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا يهم فانت من هناك ارثر غابريال في حلتنا (Re: Tariq Mohamed Osman)

    حكاية مشنقو

    " مشنقو!.. يا مشنقو!"
    كان يمسح العرق من جبينه الملتهب بكُم قميصه الملتصق بجسده الناحل كأنه عود ذرة جاف. بدا بين القميص وشخصه رباط ذهبي وثيق لا يمكن لاحد أن يحل أواصرهما رغم ما إنكشف للقميص من رغبة عارمة في فصم تلك العلاقة التي أنهكته فأمسى لا هو قميص و لا هو بشيئٍ يصنف في عالم اللبس ناهيك عن عالم الأناقة وصيحات الموضة.
    كان النهار معكرا’ شمسه الباهتة قبعت على كبد السماء’ و على المرء ان يتنفس بفيه وخيشومه ليعوّض ذلك العوز الأوكسجيني المصحوب بالرطوبة العالية وذرات الغبار العالقة في الهواء. قطيع من الأغنام مر أمامه وأثار غباراً في وجهه وهو لا يعبأ بذلك’ و لم يعبأ بمدام خميسة التي كانت تناديه’ أو بالأطفال الذين كانوا يعيرونه لأنه تبول في بنطاله المتسخ’ والملئ بالخرائط العشوائية كأنه اطلس قديم الغته وزارة التعليم من المنهج الدراسي.
    كان يترنم بأغنية مأتمية مؤثرة مثل تلك التي لا تتناهى إلى السمع إلا عندما يصيب سهم الحُمام عذراء في خضرة أيامها و حلاوة عمرها. بان من ذبذبات صوته ونثار الريق المتطاير من بين شفتيه وترنح مشيه غير المتسق مع أغنيته تلك’ أنه أغرق نفسه في الشراب إلى اذنيه الكبيرتين كأذني أرنب افريقي حقير. كانت شفته السفلى خمريه كما لو كانت قد قُرمِدتْ بأحمر شفاه للتو’ ووجهه مجعداً تخلله ندوب سوداء الأمر الذي جعل عبدالحكم اسماعيل صاحب الدكان الوحيد في حينا يسائله بعد أن حوقل وبحلق فيه قائلاً: " يا مشنقو هل انت مسئول عن اصلاح هذا الكون ولا شنو؟".
    يقضي مشنقو معظم نهاره وشطرا كبيرا من ليله حول موائد الشراب البلدي’ لا يبرح " أنداية" إلا وقد نفد شرابها’ وأوصدت أبوابها’ فيشد لجام رحاله بين الأزقة و الحفر التي غمرتها مياه الأمطار’ باحثا عن مائدة أخرى يمضي فيها بقية يومه في حوار شيق- لا ينقطع- بين شفتيه المتورمتين وحوريات الجن المدفونات على حواف القوارير التي يعب منها. " دا غُنى بتا شنو يا مشنقو؟" قاطعته حبوبة مندومة بسؤال مباغت بعد أن بترت صلاتها عند الفقرة التي تقول: يا ممتلئة النعمة’ الرب معكِ’ مباركة أنتِ في النساء . ثم التفتت كأنها توجه حديثها الى المارة: " امبارح القريب ده انت غنيت ذي دا يا هو جنه اختي مات...والله انت كان جيت بجاي تاني ابوي ما ولدني!"
    كان مشنقو يقطن قطية صغيرة على شاطئ نهر الجور. لا أحد يعرف قبيلته أو من أين جاء ومتى؟ نسجت حوله الكثير من الأقاويل: قيل انه جاء في ذلك العام الذي قضى فيه الجراد الصحراوي على كل نبت وقتل ثلاثة آلاف نفس لأنهم ما أطاعوا وصايا أجدادهم فاصابتهم لعنة الأسلاف. آخرون تكهنوا وقالوا انه تخرج في احدى الجامعات الأجنبية ويعرف الكثير من لغة أولاد جون. " ده زمان كان وكت ناس شاينيس جابوهم في مستشفى واو هو ياهوكان بترجم ليهم.." قالها التمرجي المسئول عن غسل الموتى عندما سألته عن مشنقو. أما مشنقو نفسه عندما سألته’ قال لي بلغة عربية فصيحة مطعمة ببعض المصطلحات الإنجليزية’ شأنه في ذلك شأن مثقفي اليوم: " ما أقسى أن تكححون نابغة في العلم دون منافس! هل أحدثك عن كلية غردون التي تركتها في منتصف المشوار؟ ام احدثك عن الأفريكان آرتس التي درستها في السربون؟ الم يقال أطلبوا العلم ولو في الصين ؟ طرت دايركت الى هناك حيث ينهي الانسان حياته حرقا احتجاجا لأن هناك طفلاً مات جوعا. ما أجمل النساء في النمساءحيث الغدائر الذهبية المتموجة! أوه ماي فينيسيا أسطورة الفن المعماري العريق".
    قلت: " ولماذا تهمل نفسك هكذا؟" صمت فترة وهو يرنو إلى الشمس التي اذنت للغروب’ وارتسمت على محياه سيماء العبوس واليأس. أطرق طويلا’ ثم رفع رأسه فجأةً كمن لدغه العقرب’ وطفق يرسل الي نظرة حادة وقال:
    " ها أنت شاب خريج’ عاطل وخامل عن اداء اي واجب’ تماما كالجثة المحنطة وليس حرا. لا أهل ولا وطن ولا دين ولا هوية لك..."
    " لي وطن وأهل ودين وهوية..." قبل أن أكمل كلامي قاطعني بحزم قائلاً:
    " ماذا يعني كل ذلك في غياب الحرية؟ لا شيئ على الاطلاق." ثم واصل حديثه قائلا:
    " الحرية تجعلك تصنع ما لا تستوعبه عقل رئيسك الضيق".
    احترنا جميعا في أمر مشنقو هذا: لا صديق له و لا تزوره زائرة من بائعات الهوى اللاتي يجدن التجوال في ظلام الليل. كان يعرف معظم لغات قبائل الجنوب’ أحيانا كان يحدث نفسه بلغات غريبة لم نسمعها من طوال حياتنا’ ويقرأ كتباً حروفها متعددة الأشكال: أهرامات’ مربعات’ مثلثات’ طيور’ ضفادع " ولد دا عجيب خلاص!" قالها جدي وهو يغرغر فمه بالماء ثم واصل اندهاشه بعد أن أخرج من بين أضراسه- مستخدما قشة صغيرة- خُلالة لحم جاموسي وتكرع في الهواء قائلاً:
    " حتى ماحندو مره بتا كجور دي ما بتارف حاجه انو شوف كدي!"

    " مشنقو..يا مشنقو..
    بصوت عال نادته مدام خميسة هذه المره وهوما زال يترنم بأغنيته تلك’ فامسكته من ياقة قميصه بعد أن انزلت البقجة التي كانت على رأسها و هي تقول:
    " يا مشنقو انا دايره دين بتاي..."
    حاول مشنقو الافلات وهو يقول لنفسه: على المناضل أن يتجاوز مأزق اللحظة.
    جمع من سكان الحي والمارة التفوا حولهم. خرج الأطفال من الأكواخ بثياب ممزقة تظهر بطونهم الدائرية التي تنم عن سوء في التغذية. جاءت ميري عبدالرحمن الفكي المرأة التي تعرفها مدينة عن بكرة أبيها. كنت أُسائل نفسي: كيف لإمرأة مثلها أن تسمح للرجال بالاختلاف الى دارها وهى تقطن لوحدها؟." دي مره ما كويس..كان داير مشنقو لكن والله راجل...!" قالتها حبوبه مندمه ثم استشاطت فىّ غضباً بعد ان سحبت نفسا عميقا من تمباك " الكُتكُر" و أردفت قائلة:
    " أوك تمشي جنب بيت ميري’ دي حتى امو مات زالان منو وكمان ابوه ما ماروف يمكن من ناس جيش الجابوم زمن انيانيا وان..."
    اقتحمت ميري عبدالرحمن الفكي الجمع وجسدها المدهون ب "الكركار" يبرق في ذلك الجو المشحون. حاولت أن أبلع ريقي وأنا ابحلق فيها بذهول لم أفق منه إلا بضربة على قفاي من حبوبه مندمه.
    أمسكت ميري بمشنقو من عنقه ولطمته على خده فطرحته أرضا هوه يقول:
    " الله يسامحك يا بت عبدالرحمن الفكي الله يسامحك". فردت ميري بغضب:
    " الله يسامحني بتاع شنو انا كمان ما دايره منك دين"
    أخذت النسوة ينسحبن. شيئاً غير مألوفاً أن تكون ميري في وسطهن. همست احداهن دون أن تسمعها ميري قائلة: " مش دي أكيد مُنَمِرة على حاجة" قال المجنون الذي كان دائم الجري ولا يقف إلا عندما يرى ميري بعد أن قهقهة و صمت فجأة: " يا نسوان أعملوا حسابكم من رجالكم..." ثم أردف بعد ان نظر الى ميري وبصق على الأرض: " انتو عارفين قائد الحامية ما بيمشي عمليات ليه؟ اسألوا بت عبدالرحمن الفكي".
    مر ثلاث أشهر دون أن نرَ فيه مشنقو. لأول مرة شعرنا بأهمية وجوده في حياتنا. مرارة حنظلية الطعم اخترقت حياتنا بغتة كما لو أحدقت بنا كل الشدائد’ أخذ الأطفال يسألون عن سر اختفائه المفاجئ. دعت حبوبة مندمة جميع أهل الحي للصلاة إلى الله ليستجيب لدعواتهم. حتى ميري عبدالرحمن الفكي التي تأثمت وإستغفرت طلبت أن يسامحها الرب لأنها كما كانت تقول السبب الرئيسي في اختفائه. تكون وفد من الرجال والنساء قام بزيارة بحثية لكل الأحياء المجاورة’ لكنه عاد بخفي حُنين’ جابت ميري اندايات أحياء " نزريت"’ " خور كرنقو" ’ " حله زاندي" ’ " وونوك" واندايا انيانيا’ ومشارح كل المستشفيات حتى قيل انها (ميري) إستغلت علاقتها القديمة برجال الأمن والجيش والشرطة و كلفتهم بالبحث عنه. كل كنا نسألها’ لكنها كانت لا تنبس ببنت شفة. تغيرت هيئتها كثيراً و تبدلت’ لم تعد ميري عبدالرحمن الفكي التي كنا نعرفها.
    في فجر أحد الأيام ونحن نغط في نوم عميق’ سمعنا صراخا لأمرأة ايقظت كل الحي’ أطلقنا الأرجل نحو مصدر الصوت الآتي من ميدان " ايزك". رأينا امرأة لم نستبين ملامحها’ كانت معفرة بالتراب’ منفوشة شعر الرأس كما لو كانت عفريتا’ تعض و تضرب على بطنها بحركات هستيرية’ قلنا لابد أنها ميري وقد أتت بالخبر اليقين. سألناها من على بعدٍ فاجابت وهى تصوّت: " في المستشفى ...خلااااص ما... وووووي!"
    هرعنا إلى مستشفى واو’ وجدنا عنبر الباطنة ذات الرائحة الكريهة مكتظاً بالناس’ كان جلياً أن عزرائيل يجول هناك ويرقص رقصته المحبوبة. رأينا شخصاً راقداً على السرير وقد غطى بدموريه وعلى راسه وقف أبونا أنريكو الإيطالي وهو يتمتم بكلمات لم نسمع منها إلا آمين’ بعدها أشار شخص إلى القس بأنه يريد أن يقول شيئاً’ سمح له القس انريكو بذلك فجاء صوته ضعيفا مختلفا عن صوت مشنقو المبحوح الذي ألفناه قائلا: " أبونا ... أبونا برئني من الخطيئة الأصلية". شهق أبونا انريكو طويلا وقبل أن يرد عليه’ رد الصوت الواهن قائلا: " يا ليتني خُلقت حيوانا لاتبرأ من الخطيئة الأصلية!" ثم سأل القس مرة أخرى بصوت أضعف:" أبونا .. ممكن اشوفو؟" " منو؟" سأل القس أنريكو. أجاب الصوت: " ما...ما.." ثم تنهد تنهيدة عميقة وصمت. رسم القس إشارة الصليب وهو يتمتم بآيات من انجيل لوقا والدموع تترقرق على مقلتيه. أمر الطبيب التمرجية أن يأخذوا الجثة إلى المشرحة’ قلت في نفسي ليكن سلام الرب معك يا مشنقو’ وعقدت العزم أن القي عليه النظرة الأخيرة’ رفعت الدمورية عن وجهه ففوجئت بشئ غريب’ لم يكن ذلك وجه مشنقو المجعد والملئ بالثقوب والندوب الصغيرة السوداء’لقد كان وجه ميري عبدالرحمن الفكي.
                  

12-30-2007, 05:41 AM

Rawia
<aRawia
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 8396

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لا يهم فانت من هناك ارثر غابريال في حلتنا (Re: Tariq Mohamed Osman)

    Quote: بت العباسي إشلون اخواتك و إشلونك أما زلت في بلاد العم سام؟


    اهلين ارثر وكل سنة وانت طيب
    اخواتي بخير وبيسلموا عليك
    ايوة انا في هاريندون فرجينيا
    نتلاقى قريب لو الله هون
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de