|
|
 عمودي اليوم: جرائم الجهوية !!
|
عمودي اليوم في (صوت الأمة)
ضد الأغلال
جرائم الجهوية !!
خالد عويس
[email protected]
- وقّّع شاعر معروف، قبل عام تقريبا، على بيان يثير الغثيان، صادر عن كيان، أو تجمّع، أو وعاء، يحمل اسم الشمال، فثارت ثائرة (المثقفين) ضدّه في ذلك الوقت !!
- لكن المثقفين الذين انتقدوه، لم يثابروا على كشف (البؤر) الجهوية الخطيرة، التي نمت في السنوات الثلاثين الأخيرة، بسرعة، كالبثور المتقيحة على وجه الوطن !!
- الكثيرون من (المثقفين) و(السياسيين) السودانيين، توسلوا بـ(الجهوية) لتحقيق مآرب، لا يمكن وصفها إلا بأنها (تافهة) و(منحطة)، كونها تغذّي فحسب، مشاعر الكراهية، والأحقاد في وطن مزّقته الحروب والتهميش والسياسات الخاطئة !!
- لا ألوم مواطنا بسيطا، لم يحصل على قسط كاف في التعليم، ولم يقرأ عن نظريات السياسة والاقتصاد، ولا يفهم شيئا عن العولمة والكتل الاقتصادية، ولا (المواطنة) و(المساواة) و(حقوق الإنسان)، لا ألومه حين (يتورط) في الجهوية والقبلية والمناطقية !!
- لكني أرى أن (مثقفا) ما، حين يفعل ذلك، فإنه يفعل نتيجة (وعي تام) بـ(فعلته)، ونتائجها، على قومه، وعلى بلاده، وعلى المستقبل !!
- الجهوية، كـ(الإنتماء) لحزب معروف، يعيّن، منذ سطا على السلطة، يعيّن أعضاءه، بناء على (الولاء) لا (الكفاءة). الجهوية تفعل ذلك أيضا، لأنها (تصطف) و(تتكاتف) و(تتضامن) و(تتآمر) لتقصي ذوي الكفاءات أحيانا، من كلّ المجالات، وتفتح الباب واسعا أمام آخرين، يتحدرون من الإقليم أو الولاية أو (القبيلة) !
- كتب الكثيرون عن (وزارة) بعينها، لا توظّف إلا (قبيلة) بعينها !!
- قبل عام ونصف، حين أنزلني (رجال الأمن) من طائرة الخطوط الإمارتية، المتجهة إلى دبي، لم أستغرب أبدا أسئلتهم وتحقيقهم معي عن توجهاتي وخلفياتي السياسية.استغربت جدا حين سألوني عن (قبيلتي) و(قبيلة والدي) و(قبيلة والدتي) !!
- هل هذا مهم ؟ بعد خمسين عاما، تقريبا، على استقلال البلاد، ما زال المواطن (هنا) يسأل عن (قبيلته) ؟
- لتذهب (كلّ قبائلنا) إلى الجحيم، إذا كانت تلحق (كلّ هذا الأذى) بالوطن !!
- هل فيكم من يذكره، يا سادتي ؟ هل فيكم من يذكر الوطن، بعد أن استعمرت القبائل ذاكرتنا ؟
- هذا لا يحدث في (تلك الوزارة) فقط، ولا في أروقة (التحقيق الأمني).هذا يحدث في كلّ مكان !!
- خذوا حزب الأمة القومي مثالا !!
- (الجهوية)، واحدة من أمراضه المستعصية.تنحى نضالات الرجال والنساء، جانبا، ويداس على تاريخهم وتاريخهن المضيء، بأحذية (لزجة)، ويتم (ركن) و(تهميش) ذوي العطاءات التي لا ينكرها إلا مكابر، ليتسلق (الجهويون) الصغار والكبار، معا، سلالم الحزب !!
- من دون أن يصرّح بذلك جهارا، يضحي هناك (كومان) داخل الحزب. كوم جهوي، وآخر، جهوي أيضا !!
- أما الكوم الثالث، الذي همّه الوطن، الوطن فقط، فهو (كوم مستضعف) !!
- والصراع كلّه، يختزل في هذا الاصطفاف (البدائي)، الذي لا يختلف كثيرا، لا في جوهره، ولا في سماته، عن صراعات (سكان الكهوف) و(أجدادنا القدماء) !!
- كنت أتمنى لو أن هناك صراعا (علمانيا)/(إسلاميا)، مثلا داخل حزب الأمة !
- كنت أتمنى لو أن هناك صراعا بين رؤيتين، أو ثلاث رؤى ثقافية، بين (الأفريقانية)، و(العروبية) و(التعددية) الثقافية !!
- كنت أتمنى لو أن هناك اتجاهين يصطرعان داخل الحزب، بين أن يتبنى حزب الأمة، خطا اقتصاديا أكثر رأسمالية، أو أكثر اشتراكية !!
- لكن الصراع - للأسف - يتقاصر جدا عن هذه السقوف العالية، ليستظل بظلّ الجهوية الواطيء، فيضحي الصراع كله، داخل (جحر مظلم) !!
- ولا بأس - والحال هذي - أن تصبح (أحلام) الجهويين، في كلا الطرفين، (متواضعة جدا) كقدراتهم، وكنظرتهم إلى العالم كلّه !!
- فالعالم بالنسبة إليهم، لا يتعدى حدود بيوتهم، أو حدود (ولايتهم) أو (إقليمهم) على الأكثر !!
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عمودي اليوم: جرائم الجهوية !! (Re: خالد عويس)
|
نهاراتك طيبة ياخالد..
اتابع باحترام جم مايخطة قلمك وقلم الصديقة لنا مهدى، اقلام كفيلة بان تثير فينا الرغبة للحراك واعتمال الثورة وان بدت مستضعفة.. لك التحية..
| Quote: - لا ألوم مواطنا بسيطا، لم يحصل على قسط كاف في التعليم، ولم يقرأ عن نظريات السياسة والاقتصاد، ولا يفهم شيئا عن العولمة والكتل الاقتصادية، ولا (المواطنة) و(المساواة) و(حقوق الإنسان)، لا ألومه حين (يتورط) في الجهوية والقبلية والمناطقية !! |
كل هذا يصبح مجرد حبر على ورق ان لم يترسخ الايمان بالفعل والانجاز نحو مانؤمن.. ازمتنا هى فيما مسميهم {مثقفينا ومثقفاتنا} الثقافة الحقيقة تبدأ بالفعل نحو تأسيس مانؤمن به من قيم..
| Quote: - لتذهب (كلّ قبائلنا) إلى الجحيم، إذا كانت تلحق (كلّ هذا الأذى) بالوطن !! |
فلتذهب اذن!! ولكن كيف يبقى الوطن؟ وماهو الوطن وفى اى جيب ياخالد يزفر الآن انفاسه؟
تحياتى واحترامى..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عمودي اليوم: جرائم الجهوية !! (Re: Ishraga Mustafa)
|
اشراقة مصطفى تحياتي
في حضرتك وفي حضرة المحترم عويس لانجد بد من ان نتخلص من بعض ما علق بنا من رشاش هذا المنبر ونترك بعض المفردات التي تعلمناها هنا لنقول :
هذا هو خط المعارضة الذي ننشده ونريده .. معارضة افضل بافكرها وافعالها وما تدعوا اليه من الحكومة او الحزب الحاكم ...
لن يتحرك هذا الشعب مرة اخرة لاقتلاع طاغية الا بد ان يجد له بديلا مقنعا يخرجه من دائرة (الجلابية والبدلة السكرية .. فالجلابية ثم البدلة العسكرية )
اتمنى ان يتمثل كل من نصب نفسه معارضا خط خالد هذا .. ولا ضير من ان يدعمه بكفاح مسلح ..
حينها فقط سنكون روس رماح للثورة
اما ان نكون كما كنا قديما مطية لتبديل الحاكم بحاكم اخر يشبهه في الافعال ويختلف عنه في الايدلوجية ، .. ولا تبديل في الاستراتيجيات والافعال
لن نحرك ساكن .. وسنترك للساسة مهمة القضاء على بعضهم لهم وحدهم حتى تخلو الساحة منهم جميعا
100% يا خالد عويس
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: عمودي اليوم: جرائم الجهوية !! (Re: خالد عويس)
|
عزيزي خالد، تحياتي
لا أدري مناط ارتباط "الجهوية" بالسودانيين- في عموم تفريعات قبائلهم- كشبهة. الصحيح عندي أن نسميها باسمها الحق: التربية.
* الجهوية تتربى فينا من لدن البيت إلى القبر.
- في البيت: تسمع وترى وتتعلم "بالنسخ واللصق" قبل أن يتكامل وعيك بالخطأ والصواب. فتنمو عندك مضغة، لا تلبث أن يغذيها الشارع كثيراً، ويصقلها. والتفاصيل أكثر من أن تعد.
- وحيثما درجت يافعاً في عطفات الحياة ومناحيها، تتمترس الجهوية لديك "باطناً" في انتخابك الطبيعي لـ "شلة الدافوري، السينما، القعدات، الطرب، وفي أحوال خاصة، المشاكل والحروبات".
- وإن رف قلبك لحسناء ميساء من غير دوحة القبيلة، أو حتى من سنخ تراه القبيلة أدنى شرفاً من الانتساب، تعيد "الجهوية" انتاج نفسها "ظاهراً". لكنك في الأغلب تتبع قواعد الانتخاب الطبيعي حتى في تخيرك سكنك الذي تأوي إليه بالمودة. فـ "الجهوية" هنا أسطع حضوراً من العاطفة أو الواشجة.
- وحيث أن كل نفس ذائقة الموت، غالباً ما يشتجر خلاف ما، وإن مستتر، بشأن أين تدفن. ويعيد العرف السائر انتاج "الجهوية" بصيغة مقبولة حين يحسم "كبير" في العائلة الأمر بدفنك قرب أهل غبروا. "جهوية" اخرى، و"انتخاب طبيعي" آخر.
+ ذلك، ما لم يكفك شر ما سبق أن تكون كما أنت وانا، ممن تخيروا الاغتراب سبيل حياة، ويحضرهم الموت هناك، ويتعسر نقل الجثمان، أو يتخير دفنه في بقعة مباركة، أو بعيدة.
* في ما استصوبت من رأي أن الجهوية، العصبية، القبلية، وسائر الجاهليات الأُخر، لا يكون قتالها بمنافحة على المنابر، ولا مقالات نارية، ولا مظاهرات لاهبة في عواصم غربت أو عربت. بل الأحرى، تبدأ من نواة وعي الإنسان أو تلمسه خطواته في كنف والديه. يلقن تقبل الآخر ويدرب على التسامح واحترام عقائد الناس وأعرافهم. حينئذ نكون قد خطونا أول درجة في سلم مفض بالضرورة إلى انمحاء فكرة "الآخر" لصالح "الكل".
-----
+ ثم قل لي بالله عليك: كيف لا نكون جهويين والفقر والجهل والمرض هم قواسمنا المشتركة، إلا نذر من قليل في مدن متباعدة؟
+ وكيف سبيل إقناع اثنان وستون وخمسمئة قبيلة، تتحدث نيفاً وعشر من اللغات- ودونهن مئين اللهجات، وتختمر مزاجاتها وفق ثمان أقاليم مناخية، ولا مندوحة لها من مساكنة النيل، كيف يتيسر إقناعها بترك القسط الأدنى مما يميزها عن غيرها، فراراً من شبهة الجاهلية؟
+ متفائل جداً ذلك القائل: "يكفي النيل أبونا، والأصل سوداني". أو بالأحرى، لم يستخرج جواز سفر، ناهيك عن وثيقة جنسية. وإلا، لجبهه السؤال الرسمي في "الأورنيك": قبيلة الأب، الجد، الأم.
-----
& صحيح أن الشأن أعقد من تبسيطه بالأمثلة السابقة، لكن الصحيح أيضاً اننا نحصد ثمار ما زرعه آباء الآباء من زمن الفونج (تقريباً لا تحديداً)، وتعهدته أجيال اللاحقين بصنوف التغذيات قصداً أو جهلاً، حتى تشظينا لدرجة الفتات.
^ لا أطالب بـ "الخم والصر" من خراب "دار ابونا" الوشيك، لكن تحديد مكمن الداء هو البدهية الأولى في التماس العلاج.
مع سامق تقديري
الخاتم محمد المهدي
| |
|
|
|
|
|
|
| |
وليد محمد المبارك
Ishraga Mustafa
Mustafa Mahmoud
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست