|
Re: صحتك والبيئة - 1 (Re: Dr. Faisal Mohamed)
|
*** 2 *** سوء التغذية
سوء التغذية هو السبب الأكثر انتشارا في ضعف الصحة وهو عامل رئيسي في ارتفاع معدمل الوفيات لدى الرضع والصغار في البلدان النامية فوزن المولود عند الولادة هو العامل الوحيد الأكثر أهمية الذي يحدد فرصه المبكرة في البقاء والنمو الصحي والتطور، ولما كان الوزن عند الولادة تحدده حالة الأم الصحية وحالتها فيما يتعلق بالتغذية فإن نسبة الأطفال المولودين ذوي أوزان منخفضة (أقل من 2500جرام) تعكس بدقة الحالة الصحية والأجتماعية للإمهات والمجتمعات التي يولد فيها الأطفال.ففي المجتمعات التي يكون فيها سوء التغذية مشكلة مزمنة او خلال فترات نقص الأغذية أو الضغوط الطبيعية مثل حالات الجفاف المتكررة قلما تجد النساء الحوامل ما يكفيهن من طعام وبذلك يتأثر نمو الجنين ويعاني قرابة 51% من النساء الحوامل في العالم فقر الدم والمتعلق بالتغذية (إنخفاض الهيموجلوبين نتيجة ضعف التغذية) وتبلغ نسبتهن المئوية في البلدان النامية 59 وهي أعلى كثيرا من النسبة الموجودة في البلدان الصناعية وهي 14 % كما ان نحو 22 مليونا او نحو 16% من مجموع الأطفال الذين يولودون كل سنة في العالم والبالغ 140 مليون طفل اوزانهم منخفضة عند الولادة . ويولد 20 مليونا على الأقل من هؤلاء الرضع في بلدان نامية وأغلبيتهم (اكثر من 13 مليون) في جنوب آسيا والبقية في أقريقيا وامريكا اللاتينية وشرق آسيا. وتهدف الاستراتيجية العالمية للصحة للجميع ، التي بدأتها جمعية الصحة العالمية إلى هدف مضمونة أن يكون الوزن عند الولادة 2500جرام على الأقل لـ 90% من الرضع حديثي الولادة وتحقيق نمو كاف للأطفال وفقا لمقياس أهداف الوزن المناسب للعمر وذلك بحلول عام 2000.
يعد سوء التغذية من الزاوية العددية أخطر الأوضاع المؤثرة في صحة الأطفال ولا سيما في البلدان النامية وتبين دراسات استقصائية أجريت في أقاليم مختلفة من العالم وجود 10 ملايين طفل في اي وقت يعانون سوء التغذية الحاد و 200 مليون آخرين لا يجدون التغذية الكافية، إن سوء التغذية يجعل الطفل (أو البالغ) أكثر تعرضا للإصابة بالأمراض كما قد تتفاقم الإصابة نتيجة سوء التغذية.
وتعتبر الرضاعة خير حماية للطفل سواء من سوء التغذية او الإصابة بالأمراض وقد شهد العقدان الأخيران وعيا متزايدا بأهمية الرضاعة غير ان جميع المركبات الكيميائية التي تتناولها الأم تظهر كلها تقريبا في لبنها بشكل او آخر فقد وجد ان DDT ومشتقاته وغيره من مبيدات الآفات والكادميم والرصاص والزئبق، في اللبن البشري في عدة بلدان وقد كشفت دراسات عديدة ان تركيز الـ DDT والـDDE في اللبن البشري في بعض البلدان أعلى من معايير الجرعة اليومية ومن حدود المخلفات القصوى التي أقرتها منظمة الصحةالعالمية ومنظمة الأغذية والزراعة. بيد أنه لم يوجد أي دليل يشير إلى أن مستويات الـ DDT والـDDE الموجودة في اللبن البشري عموما قد الحقت أضرارا بالرضع. والواقع ان لبن الأم يكون عادة أقل تلوثا بكثير من بدائله كما ان المعدلات العالية للوفيات والاصابة بالأمراض المنتشرة بين الأطفال الذين تمت تغذيتهم اصطناعيا في بلدان نامية كثيرة يمكن ان تعزي إلى التحضير غير السليم لمركبات أغذية الأطفال وغيرها من الأغذية وتلوثها وقد ساعد قبول المدونة الدولية لتسويق بدائل لبن الأم التي وضعتها منظمة الصحة العالمية ، على وضع برامج نشطة تدعمها الحكومات لتشجيع الرضاعة وبالرغم من تزايد شعبية الرضاعة في البلدان الصناعية فإنه لم تحدث زيادة مماثلة في البلدان النامية.
| |
|
|
|
|