|
Re: طبيب سوداني يشرع في الانتحار لفشله في الهجرة للخارج (Re: Amjad ibrahim)
|
عزيزي عماد
لا فض فوك و لا نفذ حبر قلمك المليء بالاحاسيس الحقيقية بآلام الناس
عرفت من الاصدقاء كم صدمك ذلك الواقع الفظيع و تلك الآلام المبعثرة باهمال في كل ازقة و شوارع السودان فساد يزكم الانوف و يرفع على اسنة رماحه اسمى مقدسات السودانيين، حتى لعنوا مقدساتهم و اصبحوا شعبا يبحث عن معان و مباديء خطفت منهم بليل
من يطول لحيته تستطير منه و في السابق كان محل احترامك و ثقتك، من يغلظ في الحليفة تنهشك الشكوك في نواياه... آخ يا صديقي لقد رأيت ما تعنيه بأم عيني الكثير من المرات، و كنت اكرر السؤال اهل هذا هو البلد الذي غادرناه منذ عدة سنوات
آفتنا اننا نقلل من تأثيرات الحكومات على الناس، لقد تآكل و تناقص عدد من يعدون ضمير هذا البلد الطيب، لقد اضمحل الضمير الجمعي للناس تحت وطء الحاجة و العوز، و بالله كيف لمن لا يملك قوت يومه ألا يخرج على الناس شاهرا سيفه، و سيفه هنا هو الاستهبال و المماحكة و خطف اللقمة من فم التماسيح التي تجوب شوارع الخرطوم في سياراتهاالمكيفة و يحضرني هنا قول حميد على لسان ولد الضو
- يابا التماسيح ديل مسلمين - لا مجرمين - ما تضربوهم بالسلاح و تكتلوهم تاح تراح
و الضو بكى بكى ما بكى بكاه حس الطائرات بكاه قدرتو تنتهي بكاه يرجى المعجزات
و تلك هي حالة ناس الضو و اشباه الضو الذين صارو ضحايا طفابيع بشرى الفاضل الذين انتشروا في طول البلاد و عرضها، يمصون دم العباد و يجعلوهم ارجوحة بين الموت و الحياة
ان قصة زميلنا الطبيب هذا قصة جيل اتى للحياة في زمن أغبر و أدخل في خيارات صعبة و معقدة تدفع بالكثيرين الى البحث عن حلول غير منطقية لمشاكل تتعقد كل يوم
اذكر حديث احد زملائي، ان الذين ينتحرون في بلد مثل السودان هم الاذكياء الذين يريدون تجاوز الكثير من المحن و الآلام
نأسف لهذا الشاب و أتالم انا كلما اتخيل مدى الاحباط الذي يمر به و الذي دفعه لفعل كهذا
و حزني على وطني و أبناء بلدي
و شد الحيل يا صديقي
مودتي التي تعرف أخوك امجد
|
|
|
|
|
|
|
|
|