|
رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل
|
رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل
قبلها ، كنتُ قد عزمتُ – مثل طفل ٍ حرون – أنْ لا أبرح مَكمَني ، تمترستُ بالحياد – كظمتُ غيظي ، وازدرتُ فرحي : لمْ أشأ أن أفسدَ على الفرحين بمقدم عام ، ولا على الحزانى حسرة عام ٍ مضى .. كنتُ قد خلعتُ أباهَتي / لستُ بفرح ٍ .. لست بغاضبْ
ولكنّه صوتك ِ .. حين أتاني .
قبلها ، كنتُ أنظرُ العامَ الذي يولّي – لمْ أحصي تركتي منه ، لمْ أمسّد تجعيدة ً جديدة ً تحت جفني ، لمْ أهرش زغب القصائد الذي نمى ونامَ تحت جلدي .. كنتُ أنظر العام المقبلُ – لمْ يغرني جرابه ُ ما جسَسْته ُ ، ما همّني ..
لكنّه / صوتك ِ حين أتاني .. أحصى عليّ خسارتي لعام ٍ مضى وأرعشَ أصابعي / التجوسُ في جراب عام ٍ مُقبل ٍ .. أنا / الآبِه ُ الآن لمُماحَكة ِ الثواني ، وتكتكة ِ الزمنْ
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل (Re: adel alsaed)
|
عادل يا صديقي ، ها أنت تعضّد ، وتدشن عامي الجديد بمقدمك السعيد ..
تعرف ، تلك القصيدة كتبت في مثل هذا اليوم منذ سبعة وعشرين عام ، كانت أولى القصائد ، وأوّل نص يُنشر لي .. كانت ، ولم تزل ، أوّل ما أذكر صبيحة كلّ عام ٍ جديد ، وهي لكَ - فهاكها :
مرثية للعشرة أعوام المقبلة
في كل يوم ٍ سأفعل هذا - سأتكئ على الورق ممسكا قلمي بقوة حتى الطقطقة مدحرجا أمامي الذكريات متقافزا أمام ا لآتي ؛ سأفعل ذلك في كل يوم وبلا كلل في لحظا ت حزني ولحظات فرحي في ضحكي وبكائي سأفعله حتى أروض كل الكلمات الجامحة وأدخلها الى حظيرة ا لفعل ْ عندما يتهاوون أمامي واحدا واحدا يخرجون من قبورهم أو يدخلونها عندما يختلط الأسفلت بالدم يتطاير في كل جهة و صوب يبهت المارة يجلسون على ا لهواء يعرقلون مسيرته الى خياشيمي أمسك القلم بقوة أكبر أضغطه بشدة على وسطه فينزف يخرج رجلا وأمرأة لا يلتقيان.... في العشرة أعوام المقبلة كنت أ جلس وحيدا أمامي بقايا الحرب نساء ,شيوخ وأ طفا ل يحملون رؤوسهم بأيديهم ويركضون نحوي دون أن يروني في تلك العشرة أعوام المقبلة كنت متكئا على رصيف من العظام من الدم والصديد وا لأظافر أمامي كومة من العيون وعلى امتداد الأفق تبدو مشانق علقت عليها الأيام مشانق تتدلى منها كؤوس الخمر بقايا السجائر الصور الملونة يتدلى منها طفل رضيع ألى جنب قاتله/ الحرب في تلك ا لعشرة أعوام المقبلةْ كنت أ قف مكتوف اليدين لست بفرح لست بغاضب متكئا بظهري على بقايا الإنسان ْ عندما كنا نتقا تل بالفؤوس و ا لحجارة عندما كنا جماعات.... جماعا ت.... نأكل من ورق ا لشجر وظهر الأرض عندما كان الطريق قصيراً ]من الارض الى الفم[ لم تكن الأرض قد تعرّت بعدْ كانت تخبئ عورتها / السهول لم تكن تدري بأن الانسان سينبت بد ل أشجار ا لتوت وا لصنوبر لم تكن تدري بأن الانسان سينساها و يحب ثمارها فقط ! من قبل يومين وأنا أجوب المدينة أحدق في واجهاتها وعيون الطلبة انظرفي المقاهي وأردية ا لشرطة وشفاه ا لنساء أعاين الشوارع وماركات ا لسجائر وأ لوان ا لنا س فأصرخ بأعلى صوتي ما اسمك يا مدينة ؟ ! من قبل يومين وأنا بداخل غرفتي أبدو متهيئا للنوم لكن أشيائي بدأت تستفزني الملابس تخرج من أخبئتها تهبط من الحائط تنهض من الارض وتصطف طابورا الكراسي تخرج تمرغ تدخل وتصفق لي دونما مناسبة المرايا تعكس أشياء ليست أمامها علب الكبريت,الراديو,ساعة اليد والنعا ل أربع دول ٍ من أوروبا أربع لغات لا أ فهمها . كنت متهيئا ..
( دمشق - يناير 1980 )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل (Re: عادل عبدالرحمن)
|
Quote: في كل يوم ٍ سأفعل هذا - سأتكئ على الورق ممسكا قلمي بقوة حتى الطقطقة مدحرجا أمامي الذكريات متقافزا أمام ا لآتي ؛ سأفعل ذلك في كل يوم وبلا كلل في لحظا ت حزني ولحظات فرحي في ضحكي وبكائي سأفعله حتى أروض كل الكلمات الجامحة |
ملح الحياة وطعمها المانح ثمر المقاومة... مريرا هو ياصاحبى فى البكاء والضحك.. هاقد بدأ عام .. سنبتدره كما الاطفال فى يوم العيد بالفرح، بى رغبة فى الضحك.. فرغبة البكاء اتكىء قهقهاتها على قلم توهنى كتير معه.. مضى عام ودلق عجنة لقاح الدموع والعرق والغنا الماقدرت قلوبنا المنهوكة تشرخه، لقاح لبيوضة العام الجديد، عام ندهنى وأنا متفائلة.. همس فى أذنى ياحبيبتى.. قالها ومسكت قلمى بلعنة طقطقات الروح فى مشاويرها القادمة باليقين... وحين صحوت كانت بكارة الحزن تشجى شجرة نمت على أذنى..
انه حبيبى..هذا العام لى ولحبيبى الذى سيأتى وأنا اروض الذات الرهينة لترقص على فضاء ابيض مندشر الآن فى روحى..
وعام اسعد ياعادل عام اسعد لك ولرقية لاصدقاء والصديقات انهارى العذبة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل (Re: HAYDER GASIM)
|
ثلاث امنيات على بوابة السنة الجديدة
مرة أخرى على شباكنا تبكي
ولا شيء سوى الريح
وحبات من الثلج.. على القلب
وحزن مثل أسواق العراق
مرة أخرى أمد القلب
بالقرب من النهر زقاق
مرة أخرى أحنى نصف أقدام الكوابيس.. بقلبي
وأضيء الشمع وحدي
وأوافيهم على بعد
وما عدنا رفاق
لم يعد يذكرني منذ اختلفنا احد غير الطريق
صار يكفي
فرح الأجراس يأتي من بعيد.. وصهيل الفتيات الشقر
يستنهض عزم الزمن المتعب
والريح من القمة تغتاب شموعي
رقعة الشباك كم تشبه جوعي
و (أثينا) كلها في الشارع الشتوي
ترسي شعرها للنعش الفضي.. والأشرطة الزرقاء..
واللذة
هل أخرج للشارع؟
من يعرفني؟
من يشتريني بقليل من زوايا عينها؟
تعرف تنويني.. وشداتي.. وضمي.. وجموعي..
أي إلهي ان لي أمنية
ان يسقط القمع بداء القلب
والمنفى يعودون الى أوطانهم ثم رجوعي
لم يعد يذكرني منذ اختلفنا غير قلبي.. والطريق
صار يكفي
كل شيء طعمه.. طعم الفراق
حينما لم يبق وجه الحزب وجه الناس
قد تم الطلاق
حينما ترتفع القامات لحناً أممياً
ثم لا يأتي العراق
كان قلبي يضطرب.. كنت أبكي
كنت أستفهم عن لون عريس الحفل
عمن وجه الدعوة
عمن وضع اللحن
ومن قاد
ومن أنشد
أستفهم حتى عن مذاق الحاضرين
يا إلهي ان لي أمنية ثالثة ان يرجع اللحن عراقياً
وان كان حزين
ولقد شقّ المذاق
لم يعد يذكرني منذ اختلفنا أحد في الحفل
غير الإحتراق
كان حفلاً أممياً إنما قد دعي النفط ولم يدع العراق
يا إلهي رغبة أخرى إذا وافقت
ان تغفر لي بعد أمي
والشجيرات التي لم أسقها منذ سنين
وثيابي فلقد غيرتها أمس.. بثوب دون أزرار حزين
صارت الأزرار تخفى.. ولذا حذرت منها العاشقين
لا يقاس الحزن بالأزرار.. بل بالكشف
في حساب الخائفين .
مظفر النواب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل (Re: عادل عبدالرحمن)
|
عادل .. الصديقات والأصدقاء , عروق شجرة إنتمائي ووجهتي وكينونتي في هذاالعالم , سآتي بثقل وداع واستقبال العامين الماضي والقادم إلى هنا .. حيث البستاني الذي تماهى مع أرض بستانه , شاعري الأخضر عادل. والعام الجديد تطل شمسه فتدفئني .. سأترك فرس أحلامي وإيجابيتي وحبي للناس والحياة تطوف أرجاء البستان كله ولا ترعى بقيدها!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل (Re: Safa Fagiri)
|
تيسير النوراني ،
( هل فعلت ِ الولادة ) ؟
وتلاتة كمان ؟!
لقد كنت ِ لنا أختاً حنيّة ، وأمّاً / طفلة ً ، كم أشتاق أن أراك – وأنت ِ تزدادين ، وتزدانين حنّيّة ُ ، وأمومة ..
صفاء فقيري ،
لشتاء هذا العام .. : ( ثوباً من العشب الطريّ وإبرتين من العبير ِ وخيط ماءْ )
لشتاء هذا العام .. " رقيّة الشعراء " كما أسماها محمد مدني ، ذات قصيدة .
لأطفالك سحر حكاويك ، وحواراتك الدفيئة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل (Re: عبدالله شمس الدين مصطفى)
|
المرايا المكسورة
يزعم الإسلام أنه في يوم الحساب الذي لا ينفع معه رجاء، سيبعث كل مذنب على هيئة كائن حي من الموت مع أعماله، وأنه سوف يؤمر بإعادتهم إلى الحياة، وأنه سيفشل، وسوف يُلْقى بصحبتهم في نيران العقاب. حين كنت طفلاً، كنت أشعر أمام المرايا الكبيرة بنفس ذلك الرعب الذي أشعر به من التطابق أو التعدد الشبحي للوجود الحقيقي. حركتهم المستمرّة المعصومة من الخطأ.. مطاردتهم لحركاتي.. إيماءاتهم الهائلة.. والتي كانت غامضة مريعة في حينها، خصوصاً حين يبدأ الظلام بالحلول. كانت إحدى صلواتي التي لا تتغير للرب ولملاكي الحارس هي أن لا أحلم بالمرايا. أعرف أني كنت أراقبها يملؤني الشك. كنت أخاف أن ينحرفوا عن الواقع، وفي أحيان أخرى كنت أخاف أن أرى فيها وجهي مشوّهاً بفعل نكبات غريبة. عرفت بعد ذلك أن هذه المخاوف شائعة بشكل هائل في كل العالم. القصة بالفعل بسيطة، وسمجة. قابلت حوالي سنة 1927 فتاة متجهّمة، على الهاتف في البداية (كانت جوليا في البداية صوتاً فقط، بدون اسم، أو وجه)، ثم.. في زاوية قرب المساء. كانت تملك عينان واسعتان بشكل مثير، شعر أسود ناعم، وجسم أهيف. كان جدها وجدها الأكبر فيدراليين، أمّا أجدادي أنا بالمقابل فقد كانوا موحدين، وذلك التنافر القديم في النسب كان بالنسبة لنا رباطاً، استحواذ تام لأرض الأجداد. كانت تعيش مع أهلها في منزل قديم متهالك ذي أسقف عالية جداً، في تفاهة وحقد كما هو الحال مع الإملاق المتعالي. كنا -في العصاري- وفي بعض الأحايين النادرة في المساء، نتجول في الحي الذي تسكن فيه، بالفانيرا. كنا نسير بمحاذاة جدار السكة الحديد السميك، ومرة مشينا في السارمينتو حتى وصلنا إلى نهاية البارك سنتيناريو. لم يكن ما بيننا حباً، ولا حتى التظاهر بالحب، كنت أحس أن فيها سّورة كانت غريبة حقاً تجاه الشهوة الجنسية، وكنت أخافها. ليس غريباً أن تقيم علاقات مع النساء، بدافع الحاجة إلى الحميمية، سواء كانت تلك حالة حقيقية أو أبوكريفاوية (7) في صبا الواحد منا. لا بد أني كنت قد حكيت لها عن المرايا، وبذلك كنت قد لقنتها هذيانا في سنة 1928 أزهر في سنة 1931. الآن فقط عرفت أنها فقدت عقلها، وأن المرايا في غرفتها كسرت لأنها ترى فيها انعكاسي، محتلاً انعكاسها، وأنها ترتعش وتطرق وتقول أني أضطهدها عن طريق السحر. يالها من وضاعة مريرة، تلك التي يملكها وجهي، تلك التي يملكها أحد وجوهي السابقة. هذه النهاية الكريهة التي ادخرت لملامحي كان لا بد أن تجعلني -بحكم الظروف- كريهاً أيضاً، لكني لم أعد أهتم.
بورخيس
شمس الله عبد الدين : إنتَ شربوت العيد لسع ما كمِل ، وللا شنو ؟!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رقيّة ورّاق / كلمة ُ ترحاب ٍ عاديّة .. تؤججُني بالأمل (Re: عادل عبدالرحمن)
|
أن ننظر إلى النهر المصنوع من الزمن و المياه ونتذكر أن الزمن مهر آخر، أن نعرف أننا نكف عن الوجود، تماماً كالنهر وأن وجوهنا تتلاشى، تماماً كالمياه. أن تشعر أن اليقظة هي نوم آخر يحلم بأنه ليس نائم، و أن الموت الذي ترهبه أجسادنا، هو نفسه الموت الذي يعتادنا كل ليلة ونسميه نوماً. أن نرى في اليوم أو في السنة رمزاً لأيام النوع الإنساني وسنواته أن نترجم حنق السنين إلى موسيقى و إشاعة و رمز. أن نرى في الموت نوماَ، وفي الغروب ذهباً حزيناَ، فذلك هو الشعر خالداً معوزاً. لأن الشعر يرجع كالفجر والغروب.
| |
|
|
|
|
|
|
|