|
الحب في زمن الانقاذ --- بقلم ياسر فائز
|
الحب في زمن ( الإنقاذ ) بقلم : ياسر فائز ● لو ابدلنا الكلمة بين القوسين بكلمة ( الكوليرا ) و حذفنا القوسين لصارت الجملة أعلاه ( الحب في زمن الكوليرا ) و هو عنوان إحدى أشهر روايات غابرييل غارسيا ماركيز الحائز على جائزة نوبل للأداب . . و هنا أستعرنا العنوان لتشابه الواقع الذي أوجه بتسليط الضوء عليه و الواقع الذي تعرضه الرواية ، واقع الفقر و الجهل و المرض و الحرب الأهلية و الفساد السياسي ، و الذي تناوله ماركيز ضمن ظاهرة الحب كظاهرة إنسانية شاملة و قاهرة للزمن أو كما حاول احد الكتاب الروائيين تعريفها ( الحب سمفونية الله الجميلة على الأرض . . منها تأخذ كل الألوان و الألحان شهاداتها منه ، نجاحاً أو فشلاً حركة أو سكوناً ، صعوداً أو هبوطاً . . و الأشكال تجد نفسها فيه أو نقيضاً له . . سفحاً أم قمة ، و إلا فحضيضاً ) ●و هنا لا أكتفي بالإشارة إلى ( الأنقاذ ) كإطار زمني فحسب بل و كنظام سياسي و إقتصادي عبر عن البرنامج الرأسمالي لحزب الجبهة الإسلامية و قام – من أجل ذلك – بتغييرات طالت جميع مناحي الحياة السودانية و أثرت بشكل بالغ السلبية على المجتمع السوداني ، خصوصاً أن العامل الإقتصادي يلعب دوراً حاسماً في الحفاظ على أخلاقيات المجتمعات و بالذات المتخلفة منها . . و هو ما أنسجم مع الغزو الثقافي الذي يغض نظام الإنقاذ الطرف عنه رغم إدعاءات ( المشروع الحضاري ) و ( تطبيق الشريعة ) . ●لقد أجمل أفلاطون الدوافع البشرية في الغريزة و المعرفة و العاطفة و لنقل بشكل أكثر توضيحاً الغريزة و العقل و العاطفة ، و هي مرتبطة إرتباطاً عضوياً فيما بينها و لا يمكن ممارسة أي فعل إنساني بإهمال أحد هذه الدوافع الثلاث . – فمثلاً – نحن نأكل بالغريزة و العقل و العاطفة معاً ، و لو أكلنا بالغريزة فقط فأننا لن نراعي أداب الطعام و لن يتحرك لنا وجدان تجاه الجوعى . . ●و بما أن الحب تعبير راقي عن علاقة مشاعر حتمية بين ذكر و أنثى الإنسان فهو فعل إنساني يؤثر بشكل مباشر و رئيسي في الحياة الإجتماعية و يحتاج أكثر من غيره إلى الإرتباط العضوي بين دوافع الغريزة و العقل و العاطفة ، لكن ( الحب في زمن الإنقاذ ) إستجابة غريزية أكثر من كونه خضوعاً لعاطفة نبيلة و يظهر ذلك في تفشي ظاهرة ( الشاكوش ) و إنتشار ثقافة ال girl friend - و إن لم تكن تحت هذا المسمى – و إعتراف معظم الشباب بعدم وجود (حب حقيقي في هذا الزمن ) إضافة إلى إزدياد معدلات الزواج العرفي و عدد الأطفال اللقطاء و بروز قضية الطفلة مرام و قضية طبيب النساء الشهير . . الخ ، وهو ما يعكس الكم الهائل المخفي من الأمراض الاجتماعية . ●لذلك فلا بد من تعرية هذا الواقع الواقع الاجتماعي المأزوم و تحليله و وضع الحلول له و تنفيذها و هو ما يعد في – تقديري –الأساس لإيجاد ( حب حقيقي ) مرتبط بالوعي و الأخلاق يشكل ضمانة لمنع شبابنا من الإنزلاق إلى ( الحضيض ) في ظل عالم يتجه بشكل متسارع نحو الإنفتاح و التقارب و الإندماج .
|
|
|
|
|
|