|
Re: رؤي حركة القوي الحديثة الديمقراطية للازمة السودانية - من وثائقهم (Re: Abdel Aati)
|
الباب الثالث
المعركة الماثلة: إستعادة الديمقراطية
تسعى حركة القوى الحديثة الديمقراطية(حق) كأولوية سياسية مطلقة إلى إستعادة الديمقرطية التعددية، كاملة غير منقوصة، ووفق المواثيق الدولية المعتمدة لحقوق الإنسان، والتى تشمل فى أوضاعنا الراهنة ضرورة حل سلمى ديمقراطى عادل للحرب الأهلية فى البلاد.
ويتحقق ذلك بأحد إحتمالين: إما بإسقاط سلطة الإنقاذ، أو عبر تسوية سياسية شاملة.
(1) إسقاط الإنقاذ: ويتم عبر آلية المواجهة الشاملة، وهى جماع المقاومة المسلحة للقوميات المهمشة والأحزاب المعارضة، والمقاومة المدنية للجماهير خصوصا تكوينات وتنظيمات القوى الحديثة، إضافة إلى إسهام المجتمع الدولى، وتتكامل هذه الوسائل وتتصاعد حتى تصل ذروتها وتتوج بالانتفاضة الشعبية والإزاحة النهائية للسلطة. - ومن بين حزمة هذه الوسائل المتكاملة فإن الحركة تتبنى المقاومة المدنية.
(2) التسوية السياسية الشاملة: أ- إجراءات بناء الثقة: نتيجة عدة أسباب أبرزها الطبيعة الخاصة لسلطة الإنقاذ (الجبهة الإسلامية)، كطغيان يستند على حزب عقائدى، وبسبب تعاظم المأساة الانسانية جراء الحرب، وتآكل الدولة الوطنية، وهجرة أعداد كبيرة من نخبة البلاد السياسية والثقافية، وازدهار الولاءات المغلقة والانكفائية، وتداخل الشأن الداخلى مع الشأن الأقليمى والدولى، لكل هذه الأسباب فإننا نرى بأن التسوية السياسية الشاملة هى المخرج العقلانى والأفضل من الأزمة الشاملة فى البلاد.
والتسوية الشاملة لا تتحقق بإستجداء السلطة الحاكمة، ولا بالانتظار العاطل وتمنى الأمنيات، التسوية تتحقق بمواصلة شتى الضغوط، وبالأبقاء على الخيارات الأخرى، وعلى رأسها الانتفاضة، مفتوحة وقائمة على الدوام.
وبرغم قبول السلطة اللفظى لمبدأ التسوية فإن تجارب أهل السودان مع الإنقاذ والحركة الإسلامية الحاكمة فيما يتعلق بالمصداقية تستوجب اليقظة والحذر، فقد ظلت الإنقاذ تظهر خلاف ما تبطن وتدعى خلاف ما تنوى، ولذا فإن مؤسسات المجتمع المدنى والحركة الجماهيرية مدعوة إلى استمرار فاعليتها وتعبئة قواها والضغط على السلطة حتى تثبت صدقية أقوالها بأفعالها.
ونرى بأن هناك إجراءات ضرورية ولازمة لتأكيد قبول السلطة العملى بالحلول السياسية، وهذه الإجراءات: (1) فك الحظر عن النشاط السياسى. (2) تعديل قانون الأمن الوطنى بحيث تكفل الرقابة القضائية على أجهزة الأمن. (3) إلغاء قانون النظام العام ومحاكم النظام العام. (4) تسريح القوات المخصصة للقمع. ب- أسس التسوية: تستهدف التسوية إيقاف الحرب واستعادة الديمقراطية كاملة غير منقوصة وذلك بإقرار الآتى: 1- معافاة الحياة السياسية: - الإقرار الفكرى واللفظى والعملى بالحق فى المغايرة والاختلاف ونشر ثقافة وقيم الديمقراطية والسلام والرحمة والتسامح. - المحاسبة الجنائية على انتهاكات حقوق الانسان (جرائم الحرب، القتل خارج نطاق القانون، التعذيب)، وعلى جرائم الفساد. - حل الميليشيات، وجمع أسلحتها وحظر حمل السلاح لغير أفراد القوات النظامية. - الارجاع الفورى وبقرار سياسى لجميع المفصولين للصالح العام إلى وظائفهم. - سحب جميع عناصر الحركة الأسلامية والأمن المدسوسة فى مؤسسات المجتمع المدنى تحت أغطية فكرية وسياسية زائفة. - الإلتزام الأخلاقى والقانونى بإبراء الممارسة السياسية من الفساد السياسى المتمثل فى الديماجوجية وإثارة النعرات الدينية والعرقية والقبلية، والرشاوى السياسية وشراء الذمم وتمويل الحملات الانتخابية بواسطة الأجانب، وتكوين هيئة قضائية مستقلة للتحقق من سلامة الممارسات الانتخابية. 2- دستوريا: - النص دستوريا على إلزامية المواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان. - الإقرار بالتعددية الدينية والثقافية والإثنية فى البلاد، وأن تكون المواطنة هى أساس الحقوق والواجبات، وحظر التمييز على أساس الدين أو الثقافة أو العرق أو النوع، إلاّ أن يكون تمييزا إيجابيا. - إقامة نظام ديمقراطى تعددى لا مركزى، وكفالة عدالة توزيع السلطة وفرص التنمية والثروة بين أقاليم البلاد. - النص دستوريا على عدم جواز سن أية قوانين تضير بحرية الضمير أو بحرية العبادة والتبشير أو بحرية البحث العلمى، وعلى عدم جواز أية قوانين تميز ضد غير المسلمين أو ضد النساء.
(3) ترتيبات التحول والانتقال: وسواء تمت استعادة الديمقراطية بإسقاط السلطة الديكتاتورية الحاكمة، أو عبر تسوية سياسية شاملة، فإننا نسعى فى الفترة الانتقالية إلى الآتى: تكوين حكومة انتقالية لفترة انتقالية معقولة تكون واجباتها: 1- إعادة بناء جهاز الدولة على أسس ديمقراطية وقومية. 2- تصفية آثار الحرب: معالجة أوضاع النازحين واللاجئين، وإعادة التوطين وتوفير مقومات الاستقرار من خدمات ووسائل إنتاج. 3- إعادة التأهيل: ∆ من حيث الذهنية: • إصحاح المناهج التعليمية بحذف المواد والطقوس ذات الصبغة الأيديولوجية المغلقة، وإعادة الإعتبار لمهنة التعليم ماديا ومعنويا، إعادة النظر فى تعريب التعليم الجامعى وفى عدد الجامعات وأعداد القبول إلى حين توفر المقومات الحقيقية. • إعادة بناء الرسالة الإعلامية فى أجهزة الإعلام بحيث تروج لثقافة السلام وقيم الديمقراطية والرحمة والتسامح. • السعى الدؤوب عبر إجراءات سياسية وإدارية واقتصادية إلى استعادة الكفاءات والرموز الثقافية والعلمية والتعليمية من المهاجر والشتات. ∆ من حيث السياسات الاقتصادية والاجتماعية: • تقليل حجم الجهاز السياسى والإدارى للدولة، وتقليل الصرف عليه إلى أدنى حد ممكن، والإيقاف التام طيلة الفترة الانتقالية لبنود شراء العربات الحكومية وتأثيث وإعادة تأثيث المكاتب الحكومية فى الأقاليم الشمالية. • استقطاب العون الدولى لبرامج إعادة التوطين وإعادة التأهيل. • استقطاب دعم السودانيين فى المهاجر لصالح برامج إعادة التأهيل. • كفكفة النشاط الطفيلى بالسياسة التمويلية والضرائبية. • وضع الصحة والتعليم كأولوية قصوى فى الانفاق الحكومى، بحيث لا يقل الصرف عليها عن معدل الصرف فى إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والعمل بإتجاه مجانية الخدمات الصحية والتعليمية الأساسية، وإعادة السكن والإعاشة لطلاب الجامعات. • دعم الزراعة عموما، ووضع برنامج عاجل لإسعاف وإعادة تأهيل مشروع الجزيرة. • دعم سلع الاستهلاك الشعبى. • مواجهة القضايا الاقتصادية والاجتماعية الضاغطة ببرامج وأولويات وتوفير التمويل اللازم: مواجهة أحزمة البؤس حول العاصمة، إنهيار الخدمات الصحية وتفشى الأوبئة خصوصا فى الجنوب والغرب والشرق، وانحطاط دخول العاملين عن حد الكرامة، البطالة وسط الشباب تحديدا خريجى الجامعات، الكهرباء والمياه فى المدن، مياه الشرب فى الغرب والشرق، إنهيار الخدمات التعليمية فى غالب أنحاء البلاد.
(4) الوحدة كخيار جذاب: تصوغ الحكومة الانتقالية برنامجا لجعل الوحدة الوطنية خيارا جذابا لأبناء الأقاليم المهمشة، وتراعى تنفيذه بإرادة سياسية حازمة وبفاعلية وكفاءة.
ويتركز هذا البرنامج على العدالة فى توزيع الفرص والموارد، على مد الخدمات، سواء تعليم أو صحة أو إعلام واتصالات ومواصلات، وعلى الشروع فى بناء مشاريع التنمية فى الأقاليم المهمشة، خصوصا فى الجنوب والغرب والشرق.
ويركز على تخطى مشاعر البغضاء والكراهية، وعلى بناء الثقة، ومكافحة العنصرية والاستعلاء الثقافى والعنصرى، وعلى نشر ثقافة وقيم الإخاء والمساواة الإنسانية، والتزاوج بين أعراق وثقافات البلاد، وبكلمة يستهدف البرنامج جعل السودان وطنا لائقا وجديرا بكل أبنائه.
(5) الاستفتاء والانتخابات: - فى نهاية الفترة الانتقالية يُستفتى جنوب البلاد بحدود 1956 ليختار بين وحدة طوعية بسلطات لا مركزية يتقف عليها أو الاستقلال. - وتنظم انتخابات ديمقراطية لإختيار الحاكمين، يراعى فيها تمثيل القوى الحديثة والمدن بحسب وزنهما النسبى والنوعى. - يتم الاستفتاء والانتخاب برقابة إقليمية ودولية لضمان نزاهتهما.
خاتمة إن لدينا حلما، بأن ينعم أهل السودان بحياة حرة كريمة، حياة مرفهة مزدهرة، مضيئة ومعافاة، وآمنة مطمئنة، حياة تتصاعد دوما فى مدارج الرقى والتقدم الإنسانى؛ وإننا على قناعة بأن أهل السودان يستحقون ذلك، وجديرون لتحقيقه، جديرون بخصائهم وشمائلهم المميزة، وبمواردهم وأرضهم الغنية المعطاء؛ وإذ تكالبت عليهم عطالة التخلف المزمن، وممارسات القادة الأقزام، وسقم السياسات الخرقاء، والإدارات البليدة، إلاّ أن أرضهم ما تزال متاحة، ويظل معدنهم النفيس يضئ رغم كل ما أهيل عليه من ران.
فمعاً، نقدح الفكر، نشحذ الهمة، ونشمر الساعد، ونخب الخطى، لأجل تحقيق الحلم.
---------- انتهي الميثاق
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
رؤي حركة القوي الحديثة الديمقراطية للازمة السودانية - من وثائقهم | Abdel Aati | 04-14-03, 08:33 PM |
Re: رؤي حركة القوي الحديثة الديمقراطية للازمة السودانية - من وثائقهم | Abdel Aati | 04-14-03, 08:35 PM |
Re: رؤي حركة القوي الحديثة الديمقراطية للازمة السودانية - من وثائقهم | Abdel Aati | 04-14-03, 08:37 PM |
Re: رؤي حركة القوي الحديثة الديمقراطية للازمة السودانية - من وثائقهم | Abdel Aati | 04-14-03, 08:38 PM |
Re: رؤي حركة القوي الحديثة الديمقراطية للازمة السودانية - من وثائقهم | Abdel Aati | 04-14-03, 08:40 PM |
Re: رؤي حركة القوي الحديثة الديمقراطية للازمة السودانية - من وثائقهم | Abdel Aati | 04-14-03, 08:44 PM |
Re: رؤي حركة القوي الحديثة الديمقراطية للازمة السودانية - من وثائقهم | Abdel Aati | 04-14-03, 08:45 PM |
Re: رؤي حركة القوي الحديثة الديمقراطية للازمة السودانية - من وثائقهم | Abdel Aati | 04-14-03, 08:46 PM |
Re: رؤي حركة القوي الحديثة الديمقراطية للازمة السودانية - من وثائقهم | Abdel Aati | 04-14-03, 08:49 PM |
Re: رؤي حركة القوي الحديثة الديمقراطية للازمة السودانية - من وثائقهم | Napta king | 04-14-03, 11:38 PM |
Re: رؤي حركة القوي الحديثة الديمقراطية للازمة السودانية - من وثائقهم | Abdel Aati | 04-15-03, 00:45 AM |
Re: رؤي حركة القوي الحديثة الديمقراطية للازمة السودانية - من وثائقهم | elsharief | 04-15-03, 04:10 PM |
Re: رؤي حركة القوي الحديثة الديمقراطية للازمة السودانية - من وثائقهم | بكرى ابوبكر | 04-15-03, 04:30 PM |
Re: رؤي حركة القوي الحديثة الديمقراطية للازمة السودانية - من وثائقهم | hala guta | 04-15-03, 06:43 PM |
Re: رؤي حركة القوي الحديثة الديمقراطية للازمة السودانية - من وثائقهم | Abdel Aati | 04-15-03, 07:18 PM |
|
|
|