|
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل (Re: Abdel Aati)
|
ب/ القضية السياسية: 1ـ الخروج (تهتدون):
لم الخروج؟ والإهتداء إلى ماذا؟؟
يقول الصادق المهدي: "كانت هجرتي نتيجة للاستقطاب الحاد النافي للآخر المفضي إلى الاستئصال المغذي للاستئصال المضاد... ]ويفصّل ذلك بأن[ سياسات النظام ـ في ذلك الوقت ـ أدانت القوى السياسية الرئيسية في الشمال وخوّنتها، وعمقت المواجهة مع قوى المقاومة في الجنوب وكفرتها، واتخذت سياسات إقليمية ودولية توسعية، فأدى ذلك كله إلى تكوين تحالف عريض ضد النظام، تحالف سوداني، إقليمي ودولي"، وإذا حللنا الجزء الأول من المقولة بتاليه تصبح المعادلة كالتالي:
1/ النظام "المشروع الحضاري" = استئصال (معادلة الفعل الخطأ)
2/ تحالف سوداني إقليمي دولي "مقررات أسمرا للقضايا المصيرية" = الاستئصال المضاد (معادلة رد الفعل الصواب)
3/ الصادق المهدي "برنامج تفلحون" = تهتدون "معادلة التواطؤ الأيديولوجي"
والمعادلة الثانية إذا قرأنا تفاصيلها نجد فيها "برنامج وضعية دولة التنوع داخل الوحدة" ونجد ملامح تشكل "كتلة تاريخية" لاستئصال وضعية تاريخية متفسخة؛ "جدلية المركز والهامش" والوضعيتان المذكورتان نقائض تاريخية شرط تواجدهما التعاقب وليس التزامن، لذلك كان النظام منسجما في منطق إدانته للقوى السياسية الرئيسية في الشمال ـ كجبهات مركزية ـ وتخوينها لأنها في لحظة بدت حاسمة اختارت موقفا تكتيكيا مع نقيضها التاريخي: الهامش. ولكن الصادق المهدي كان له موقف آخر قائم على التواطؤ الأيديولوجي المباشر مع النظام، فعمل على:
أ/ هداية حزب الأمة إلى "الصراط القويم"، بدفعه للكف عن المضي في برنامج التحالف لأنه سيؤدي، لو قدر له الإنتصار، إلى تغيير أساسي يضر بمصالح الصادق والقوى التكتيكية في نهاية المطاف، وبالمكاسب التاريخية للكيان الإسلاموعروبي عموما بتجريده من بعض امتيازاته غير المشروعة.
ب/ هداية النظام إلى تغيير أساليبه، وتكتيكاته بالابتعاد عن سياسة التشدد واللجوء إلى سياسة النفس الطويل، للحفاظ على الوضعية التاريخية التي يستمد منها الكيان الإسلاموعروبي امتيازاته، خاصة وأن أي تغيير جذري للنظام سيحمل معه توازنا جديدا للقوى (وضع الحركة الشعبية كمعنى رمزي لقوى الهامش، وصورة أيديولوجية في ذهن الصادق للكتلة التاريخية) يخشاه الصادق المهدي والنظام بالطبع.
وسواء كان الصادق المهدي قد خرج بتخطيطه الخاص أو بالتواطؤ مع النظام (كما تذهب بعض التحليلات والتخريجات)، فإن المسألة تبقى هي هي؛ فالدور الذي لعبه الصادق المهدي كان في مصلحة النظام ومصلحة التوجه الإسلاموعروبي في السودان ـ وهذا أمر عادي، فهو بخروجه قد حقق (أو ساهم في تحقيق) الأمور التالية:
أولا: ساهم الصادق المهدي في إقناع الأنظمة العربية بالتهديد الذي تواجهه هيمنة الكيان الإسلاموعروبي في السودان، ومن ثم تخفيف العداء للنظام، وتهيئة المناخ لاستعادة النظام لعلاقاته العربية تدريجيا. وبالتالي أنقص التحالف السوداني الإقليمي الدولي جزءا إقليميا وأضافه في نفس الوقت إلى النظام.
ثانيا: أرجع خطاب الأزمة إلى حلقة قديمة، بتصوير الصراع وكأنه صراع فوقي حول كراسي السلطة، أو آليات الوصول إليها، وصارت المناظرات تجرى بين الصادق المهدي والترابي، وهما في الواقع جبهتين في سياق أيديولوجي واحد، وبذلك أضعف الصادق الجزء السوداني من التحالف ضد النظام.
ثالثا: نقل العلاقات بين حزب الأمة والحركة الشعبية إلى العداء بعدأن كان حزب الأمة "يدعو كل المليشيات القبلية في كردفان ودارفور والأجزاء الأخرى لبلادنا أن توقف فورا عداءها ضد الجيش الشعبي لتحرير السودان، وأن توجه أسلحتها صوب العدو المشترك ]النظام["[26].
ويمكننا أن نقرأ مواقفه من الجانب الآخر من الصورة، أي مواقف الإنقاذ. وإذا رجعنا إلى خارطة الصراع التي حددنا ملامحها سابقا، فإننا نرى أن الصراع بين الإنقاذ والصادق المهدي هو في مجمله صراع المستوى الفوقي حول كراسي السلطة، وليس فيه تناقض قومي أو أيديولوجي أساسي باعتبارهما من حقل أيديولوجي واحد "المركزية الإسلاموعروبية" والخلاف بينهما في آليات التنفيذ وكيفيات الممارسة وأولويات المصالح الفئوية. وقد تغيرت المواقف فيما بينهما حسب المراحل التي مرت بها الإنقاذ.
ففي مرحلة التمكين، كان هم الإنقاذ الأساسي توطيد موقعها (التمكين) في السلطة والدولة والاقتصاد، ومن الطبيعي أن يكون موقفها عدائيا من الصادق المهدي الذي انقلبت عليه. وهذه هي المرحلة التي استقوى فيها الصادق بالحركة الشعبية.
بعد أن مكنت الإنقاذ نفسها وحزبنت الدولة وزادت التناقضات بينها والآخرين مما أفرز الضغوط، الداخلية والخارجية، ولأجل توازن ما، لجأت إلى مرحلة الاحتواء، احتواء آثار ممارساتها ومغازلة القطاعات التي تقع في هامش مجال تأثير خطابها الأيديولوجي المتشدد بتوسيع مواعينها والتأرجح بين التشدد والاعتدال.
بعد "مؤتمر أسمرا وقراراته حول القضايا المصيرية" اتجهت للاستقواء بجبهات المركزية الإسلاموعروبية المعارضة، وكان أقربها الصادق المهدي، فبات من الطبيعي أن يقوم بدور الـ(Buffer) في تقسيم العمل الأيديولوجي للمركزية الإسلاموعروبية في حلبة الصراع المحتد. وبعد أن أنجز مهمته التي ساعدته في إنجازها ظروف بتغيرات في الوضع الإقليمي، وتراجعات التجمع بسبب الإشكالات الداخلية (التناقضات الأيديولوجية، اتخاذ بعض التنظيمات من التجمع مظلة تخفي تحتها إنشقاقاتها الداخلية وعجزها عن العمل، هذا بالإضافة لعامل الزمن بإطالة أمد الأوضاع التحالفية دون تحقيق تقدم = جمودها) انتقل الصادق إلى مرحلة أخرى، هي مرحلة العودة أو ما أسماه "تفلحون".
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:09 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:10 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:13 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:14 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:16 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:17 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:18 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:20 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:21 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:23 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:24 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:25 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:25 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:26 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:28 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:29 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:30 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:30 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:31 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:33 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:33 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 00:34 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | AnwarKing | 05-11-04, 05:21 AM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | AnwarKing | 05-11-04, 03:25 PM |
Re: الصادق المهدي في آخر تجلياته ..ابكر آدم اسماعيل | Abdel Aati | 05-11-04, 08:52 PM |
|
|
|