مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-30-2024, 04:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عادل عبد العاطى(Abdel Aati)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-08-2003, 01:29 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن (Re: Abdel Aati)

    القضايا المحورية التي تواجه السودان الجديد

    قضية الهوية:
    المشاريع السياسية التي طرحت منذ الإستقلال واجهت صعوبات عديدة في أن تترجم أحلام الإستقلال إلى واقع إستقرار سياسي يمكّن من تحقيق التنمية والتقدم لشعوب وقوميات السودان، وكثيراً من هذه الصعوبات كانت ولا زالت مرتبطة بالتكوين الداخلي لهذه المشاريع، من حيث هي رؤية مطروحة لصيغ التطور الإجتماعي/السياسي، وآليات يتم إستخدامها لهذه الرؤية، وبصرف النظر عن المنطلقات الأيديولوجية لهذه المشاريع، إلا أن الثابت الوحيد ـ رغم الإختلاف بين هذه المشاريع ـ هو إتفاقها الضمني على النظر إلى واقع السودان من منطلق مشروع آحادي، ومحاولة بناء الدولة الوطنية إنطلاقاً من هذه الرؤية والموقف المنهجي، وهو ما يعتبر ـ قياساً على الواقع ـ قفز على معطى التباين والتعدد التاريخي، وقد كانت ـ ولا زالت ـ هذه هي السمة الغالبة. الظاهرة الأخرى هي الإختلاف حول الديمقراطية ككيفية سياسية. هاتين الملاحظتين كانتا بمثابة المدخل لكل أزمات السودان السياسية والإجتماعية في تاريخ الدولة السودانية المعاصرة.

    إن المأزق الذي أدخلته الجبهة الإسلامية بإنقلابها في يونيو 1989م، مثل في مظهره الإجتماعي والسياسي، قمة ماوصلت إليه الأزمة الفكرية والسياسية منذ الإستقلال، فقد عبرت الجبهة الإسلامية، ومن خلال طرحها النظري ـ وحتى على المستوى التطبيقي ـ عن إتجاهات عروبة وإسلامية الدولة، والذي كان كامناً في بعض الخطابات السياسية ـ ولا زال. ومضت الجبهة الإسلامية إلى ما هو أبعد من ذلك من خلال إنكارها للواقع الإجتماعي في السودان في تخطي مكشوف لحقيقة التعدد في السودان وتزييفها للديمقراطية مقابل تكريس الشمولية. إن تبرير ذلك لا يمكن القبول فيه بسهولة بظاهر السياسات التي تفرزها الجبهة الإسلامية في خضم صراعها مع الآخرين، إنما يجد أسبابه الرئيسية في الأسس النظرية والفلسفية التي تستند عليها المنظومات الأصولية بشكل عام والجبهة الإسلامية على وجه الخصوص في مواقفها وتصوراتها للعالم والأنسان، وهذا إطار أيديولوجي عريض يشمل جملة ماورائيات و " مخيال إجتماعي" مترسخ منذ قرون.

    خلال مسيرة البحث عن إستقرار إجتماعي/سياسي في السودان كان ولابد من أن تفرز الأزمة أطروحات نظرية ورؤي سياسية جديدة تستند في رؤياها على واقع التعدد والتحديد للديمقراطية من حيث هي ممارسة وهياكل أكثر من كونها قيمة، بإعتبار أن القيمة أو الماهية تتم معالجتها على مستوى الفلسفة وقد حسمتها حركة الفكر والتاريخ والمنظومات السياسية التي نشأت مؤخراً كانت حلقة من حلقات البحث عن الإستقرار السياسي، قد تختلف ظروف نشؤها، ولكن المضامين النظرية تكشف عن تقارب نسبي على مستوى الأفكار. ويدور المضمون النظري في سياق هذا البحث حول فكرتين مركزيتين (من حيث الرؤية):
    1. فكرة التعدد وبناء الدولة الوطنية في السودان إنطلاقاً من هذا المعطي التاريخي والمسألة لا تقف عند حدود الإعتراف، بل تتخطاه الى موقف الأخذ بعناصر هذا التعدد كمدخلات أولية لتشكيل الهوية المشتركة أو الدولة الوطنية.
    2. فكرة الدولة المدنية الديمقراطية، والتي تتداخل فيها ثلاثة أبعاد مرتبطة مع بعضها البعض وهي، البعد الجغرافي، البعد الأجتماعي، والبعد السياسي.
    أولاً: تعبر عن البعد الجغرافي الحدود السياسي للدولة السودانية التي تشكلت بعد الإستعمار التركي/المصري، والتي مثلت أول ظهور للدولة المركزية في السودان (كسلطة سياسية) بحدودها المتعارف عليها الآن، ويتمدد هذا التعريف لفكرة الدولة ليشمل العناصر المادية والتكوين الإجتماعي والتاريخي، وليس المعني السلطة السياسية فحسب.

    ثانياً: البعد الإجتماعي: وهذا يتم فيه الأخذ بعناصر التعدد المشار إليها [ديني، ثقافي، عرقي، إلخ...] كأساس لمشروع بناء الهوية المشتركة، ووفقاً للمنطق الرياضي فإن الهوية المشتركة يمكن إعتبارها محصلة لتفاعل العناصر السابقة مع بعضها البعض في الزمن (التاريخ)، هذه العلاقة ليست إفتراض رياضي محض، إنما هي علاقة تتحقق على مستوى الحراك الإجتماعي اليومي. يعرف فرانسيس دينق الهوية على أنها "كل ما يعرف الفرد به نفسه أو تعرف المحموعة نفسها ويعرفها الآخرون" وطالما أن العناصر السابقة هي جزء من تكوين الفرد أو الجماعة النفسي والأثني العام ، فبالتالي فإن التعريف بالفرد أو المجموعات لا يخرج من سياق التحديد له أو لهم من خلال هذه العناصر، ومن هنا تكتسب الهوية معناها كتجريد لكل هذه العناصر، وبالتالي فإن العلاقة الرياضية بين هذه العناصر وهذا المعنى المجرد علاقة تطور عندما ندخل حساب الزمن (التاريخ). وعليه؛ فإن ذلك يمنحنا القدرة على الإستنتاج بأن الهوية المشتركة المتكونة من ناتج تفاعل جماعات مختلفة أثنياً ودينياً وثقافياً إنما هي هوية محتلفة بالكامل عن أي هوية منفردة لكل مجموعة داخلة كطرف في هذه التفاعل، لكنها في ذات الوقت تحمل الخصائص الجينية الأولية لكل الكيانات المختلفة.
    بمعنى:
    (هـ) = د[ دين، ثقافة، عرق، ..إلخ]
    حيث: هـ هي الهوية.
    تترجم هذه المعادلة على أن الهوية دالة في العناصر الأولية المكونة لها من دين وثقافة وعرق وغيرها. وفي حال تداخل هويات مختلفة تصبح الهوية المشتركة والمتكونة من تفاعل كل الهويات المختلفة ناتجاً لعلاقة البناء الأكسيومي الرياضي لإتحاد كل الهويات المختلفة مع الوضع في الإعتبار عنصر الزمن. بمعنى؛ أذا كانت هـ1، هـ2، هـ3، ...... هـن، هي هويات مختلفة داخلة في تفاعل مع بعضها البعض، فإن الناتج النهائي لن يكون هو أحدى هذه الحدود بأي حال من الأحوال، أنما هو ناتج إتحادها أو كيميائها، وهو ما يمكن تمثيله رياضياً أيضاً كالآتي:
    هـك = هـ1 Ûهـ2 Û هـ3 Û.... هـن
    حيث هـ ك تمثل الهوية الكلية.

    وعندما ندخل الزمن (التاريخ) تصبح المعادلة على النحو التالي:
    هـ ك = د [مجـ {هـ1 Ûهـ2 Û هـ3 Û.... هـن}]
    حيث هـ ك الهوية الكلية، عبارة عن دالة في مجموع إتحادات الهويات الداخلة في التفاعل، وهذه الهويات دالة في الزمن (التاريخ). تتحقق هذه المعادلة عندما تصل هذه الدالة إلى نهايتها العظمى تحت شروط معقولية تسمح بإستمراريتها، هذه الشروط عبارة عن العوامل السياسية والإجتماعية التي تتيح لهذه العناصر المختلفة لكل من الهويات المختلفة من الدخول في عمليات إعادة تعيين لنفسها من خلال تبادل المنتوجات الثقافية والقيمية والمادية مع بعضها البعض وعلى قدم المساواة في الحقوق والواجبات على مستويات الدولة والمجتمع، إن إنحياز السلطة السياسية لصالح أي حد من الحدود في المعادلة (هوية بعينها) يجعل منها غير قابلة للتحقق، ويفتح الباب على مصراعيه أمام الصراعات والمواجهات الدموية. وفي حال مضي المعادلة وفقاً لشروط المعقولية المشار إليها فإن الناتج النهائي هو ما يمكن تسميته إنتماء مشترك أو دولة وطنية، وتكون على إستعداد للدخول في مرحلة جديدة أعلى من مرحلة إكتمال الدولة الوطنية أو الإنتماء المشترك.

    ثالثاً: البعد السياسي: وهو يمثل السلطة السياسية والتي في تقديرنا تؤثر بشكل مباشر في العاملين السابقين بإعتبارها واحداً من شروط المعقولية المشار إليه، فمتى ما كانت السلطة لا تعكس هذا التعدد بأي صورة من الصور، ولا توفر شروط المعقولية الضرورية هذه لإنجاح عملية التبادل القيمي وإعادة التعيين الذاتي للمجموعات المختلفة ومع بعضها البعض، فإنها في هذه الوضعية تخل بمعادلة التوازن الإجتماعي.

    لذلك فمفهوم الوحدة يتحقق على المستوى الإجتماعي أولاً عندما تصل (هـ ك) في المعادلة السابقة إلى نهايتها العظمى، عندها تتكون نظرة جديدة للدخول في مرحلة جديدة تتجاوز حدود مفهوم القومية إلى ما هو أوسع، إن قمة ما يمكن أن تحققه المرحلة الحالية في سياق رؤية الأمة السودانية ووفقاً للتصور المطروح، هو تحقيق الوحدة، الحلقة المنطقية في هذا المسار هي نقطة البداية والتي يجب أن تبدأ من الأخذ بمعطي التباين في السودان كمعطي تاريخي إجتماعي لا يمكن القفز من فوقه، والتعامل معه كواقع لا بد من تطويره نحو أفاق مشتركة تضم الجميع. إن الحقيقة الماثلة أمامنا تقول أن ذلك لم يكن مطروقاً في الماضي وهذا ما دفعنا إلى التقرير ومنذ البداية أن هنالك أزمة داخلية للمشاريع السياسية التي طرحت في السودان، ففريق قرر منذ البداية أن السودان بلد عربي مسلم ويجب أن يمضي تطوره الإجتماعي نحو تحقيق غايات العروبة والإسلام مهما كان الثمن وآخرين كانوا ينظرون الى المسألة برمتها على أنها في نهاية التحليل صراع طبقات ليس إلا. الخطأ الذي وقع فيه الأولون (الذين يفترضون عروبة السودان وإسلاميته) أنهم تحركوا في فهمهم لهذا الواقع من منطلقات فكرية لا علاقة لها بهذا الواقع وليست جزءً منه إلا من بعد تاريخ حملة عبدالله بن أبي السرح، ورغم ذلك ظلوا مصرين على قولبة هذا الواقع ومحاولة إستساخه من جينات التاريخ العربي الإسلامي، فوقعوا في أزمة العرب العاربة والمستعربة والمتمركزة حول أزمة قراءة النص الديني (كمرجعية لاهوتية) من خلال سلطة مرجعية(ثقافية) هي الثقافة العربية "سلطة الإعرابي صانع العالم" ، وأيّاً كان الحقل الذي تنطلق منه هذه القراءة (سنية سلفية، شيعية) فإن هذا لا ينفي سيطرة هذه العقلية على تصور هؤلاء. وهي أزمة منهجية قديمة تتلخص في كيفية الفصل بين الثابت والمتحول أو المطلق والنسبي أو الخطاب الألهي والبشري. والتجربة الإنسانية تعطينا دروس مفيدة من خلال قراءة التاريخ الأوربي الذي أفرز سلطة ثالثة بعيداً عن سلطة الكنيسة والأمير وهي سلطة الشعب أو المصلحة العامة أو التعاقد الإجتماعي مما فتح الباب على مصراعيه أمام بروز المجتمعات المدنية الحديثة.
                  

العنوان الكاتب Date
مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:21 AM
  Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:23 AM
    Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:24 AM
      Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:25 AM
        Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:26 AM
          Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:27 AM
            Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:29 AM
              Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:30 AM
                Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:31 AM
                  Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:32 AM
                    Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:32 AM
                      Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:33 AM
  Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن WadalBalad07-08-03, 05:40 AM
    Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-09-03, 11:05 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de