مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-31-2024, 00:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عادل عبد العاطى(Abdel Aati)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-08-2003, 01:27 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن (Re: Abdel Aati)

    صحيح من وجهة النظر الفلسفية ربط أفكار حزب (ما) أو بنية سياسية، أي بنية، بتطور شكلها التنظيمي، ولكن من الضروري أيضاً الإنتباه الى العلاقات الجدلية التي يجب إقامتها بين مستوى تطور الأفكار في هذه البنية وتركيبتها التنظيمية وإعتبار شروط الثابت والمتحول في الحالتين، فمن ناحية العلاقات الجدلية التي تربط تطور الأفكار بالبناء العضوي أو المادي للبنية السياسية، يجب أن ننتبه الى عدم الوقوع في الجدل الفلسفي القديم الذي طرحته الماركسية في إطار الصراع بين المادية والمثالية والذي يطرح تساؤل؛ "هل الوعي أسبق للوجود الإجتماعي أم العكس"، إن الطرح للقضية التي نحن بصددها وفي الواقع المشخص أمامنا (واقع السودان) من الممكن أن يكون إحدى المعوقات الرئيسية في الفهم والتحليل، وعندما نقول أن العلاقة بين طرفين هي علاقة جدلية إنما نعني أن أحد الطرفين شرط لوجود الطرف الآخر، فالفكر مرتبط بالواقع تأسيساً على هذه الرؤية، ومن خلال مثال إرتباط أفكار البنية السياسية بتركيبتها العضوية نأخذ مسألة الجدل ههنا كما إستعرضناها (العلاقة الشرطية) وبالتالي يصبح طرح السؤال هل أفكار الحزب أسبق لوجوده المادي (العضوي) أم العكس سؤال بعيد عن الموضوعية ويقود إلى حلقات نقاش دائرية لاتنتهي، ومن هنا نفهم أن العلاقة بين افكار بنية (ما) ووجودها الموضوعي (كبناء عضوي)، على أن الأفكار هي شرط للوجود المادي والعكس صحيح أيضاً، وتظل علاقة الإرتباط هذه قائمة ومستمرة في التاريخ، ولايمكن الفصل بينهما إلا (كإجراء منهجي للدراسة)، فلا توجد أفكار سياسية خارج نظاق منظومة أجتماعية تستطيع التعبير عنها، ولا توجد منظومة إجتماعية معينة لا تمتلك أفكار محددة ورؤية مهما كانت ضحالتها. هذا ما كان على صعيد العلاقة الجدلية، إما إعتبارات الثابت والمتحول ، فإن البنيات التنظيمية لها درجة ثبات نسبي أكبر مقارنة من الأفكار، فالأفكار خاضعة للتحول المستمر طالما ظلت خاضعة لمنطق العلم وتدفق المعلومات بقدر إذدياد حاجة الإنسان، وهذه العملية لامتناهية في الزمان والمكان. وعليه فإن القول بإكتمال أفكار بنية سياسية (ما) يناقض هذا المبدأ ، وستظل الأفكار في التطور والإتساع إلى مالانهاية، ولن يأتي اليوم الذي نسمع فيه بإكتمال الفكر إلا وستكون هذه نهاية التاريخ.

    عليه فإن أي بنية سياسية تظل خاضعة للعلاقة الجدلية السابق ذكرها ولعلاقة الثابت والمتحول، وستظل الأفكار تتطور وفقاً لتطور حاجة الإنسان وسؤاله، أما البنيات التنظيمية (الوجود المادي أو العضوي) فهو مشروط بتطور هذه الأفكار من جانب وبالواقع الإجتماعي من جانب آخر.
    جانب آخر مهم، هو "الهوية الفكرية" للبنية السياسية المعينة، وما نعنيه بالهوية هنا هو الطابع الآيديولوجي، أو المضمون السياسي/الإجتماعي للخطاب الذي تقدمه البنية السياسية المعينة، وتبرز هذه الهوية غالباً من خلال الرؤية أو الإطار النظري، وهذه الرؤية، وأي رؤية، تتكون من عناصر، وهي كما يحددها الجابري في سياق قراءته للتراث العربي الإسلامي؛ مضمنة من خلال قضية "وحدة الفكر ... وحدة الإشكالية"، فوحدة الفكر لا تعني وحدة المفكرين (الدينية، اللغوية ..) ولا وحدة الموضوعات التي تناولوها، ولا هي وحدة الزمان والمكان، إنما تعني وحدة الإشكالية. قد تكون الموضوعات التي تناولها المفكرون مختلفة، وقد تكون النتائج التي توصلوا إليها متشابهة، وقد تكون متباينة (..) كل هذه الأوجه من الإتفاق أو الإختلاف لا تهم، لأنها لا تحدد ولا تؤسس وحدة الفكر، إنما يؤسس وحدة الفكر في مرحلة تاريخية ما، وحدة إشكالية هذا الفكر، والإشكالية هي منظومة من العلاقات التي تنسجها داخل الفكر المعين مشاكل عديدة مترابطة لا تتوافر إمكانية حالها منفردة.

    العنصر الثاني هو "تاريخية الفكر"، والمقصود بتاريخية الفكر إرتباطه بالواقع السياسي الإجتماعي والإقتصادي الذي أنتجه، أو على الأقل تحرك فيه . من هنا يتضح لنا أن الهوية الفكرية، إنما تتحدد داخل الإطار الإجتماعي والسياسي والإقتصادي للواقع المشخص. إن مثال السودان يعطينا نموذج تطبيقي لما نتحدث عنه، فنموذج مدرسة الغابة والصحراء، السودانوية كما لدي الطيب زين العابدين، وكل الدراسات المهتمة بالفكر السوداني تعطينا صورة لمسألة تاريخية الفكر وإستمراريته، فهذه القضايا مطرحة الآن بقوة من خلال فكرة السودان الجديد، وبالتالي فإن إقتراب مفكرين معاصرين من تخوم تلك الأفكار أو إبتعادهم عنها لا يغير من مسألة تواصل هذه الرؤي مع بعضها البعض ـ على الرغم من التباعد الزمني النسبي ـ إنما يزيد من إلتحام الماضي بالحاضر حول نفس الإشكالية.

    العنصر الثالث الذي تتحدد به الهوية أيضاً هو قضية "المنهج"، والمنهج معناه: الطريق المؤدي إلى .. وعلم المناهج يعني مناهج العلوم والمنهاج العلمي هو جملة العمليات العقلية والخطوات العملية، التي يقوم بها الباحث من بداية بحثه حتى نهايته من أجل الكشف عن الحقيقة والبرهنة عليها، وبما أن العلوم تتمايز بموضوعاتها فهي تختلف كذلك بمناهجها. لذلك لا يمكن الحديث عن منهاج عام للعلوم، للكشف عن الحقيقة في كل ميدان، بل فقط عن مناهج علمية. إن لكل علم منهاجه الخاص الذي تفرضه طبيعة موضوعه . عليه؛ طالما أننا نصنف ضمن إشكالية الفكر السوداني ومرتبطين بواقعه فإنه يجب أن تنطلق رؤيتنا وهويتنا الفكرية من هذا الواقع وإشكالياته، ويتحدد المنهج الذي نتبعه تبعاً لفكرنا وواقعنا، وبالتالي تتحدد هويتنا السياسية أو هوية البنية السياسية التي نتمي إليها إنطلاقاً من هذا المعطي التاريخي/الإجتماعي. هذا التصور يتجاوز الأطر الطائفية والعقائدية، لأنه يتعامل مع الطابع الإشكالي للواقع بإتجاهاته المتعددة لأن واقعنا بطبيعته متعدد. بالتالي فإن الإنتماء الى طبقة بعينها أو شريحة إجتماعية أو طائفة دينية لا يحقق المدخل الصحيح في التوجه نحو خلق أمة سودانية موحدة وهوية مشتركة تصلح قاعدة للبناء الوطني والدولة الوطنية في السودان، لا بل يجعلنا خارج هذا الواقع ومغتربين عنه، إن الحلقة المنطقية هي أن نتجه نحو خلق التوازن الإجتماعي من خلال هذه الرؤية للواقع في السودان الجديد، والتي إن تحققت بدورها تكون مرحلة في تطورنا الإجتماعي سابقة للإنطلاق نحو أفاق كونية أكبر متجاوزة للأطر القومية.
                  

العنوان الكاتب Date
مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:21 AM
  Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:23 AM
    Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:24 AM
      Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:25 AM
        Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:26 AM
          Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:27 AM
            Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:29 AM
              Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:30 AM
                Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:31 AM
                  Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:32 AM
                    Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:32 AM
                      Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:33 AM
  Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن WadalBalad07-08-03, 05:40 AM
    Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-09-03, 11:05 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de