مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-30-2024, 11:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عادل عبد العاطى(Abdel Aati)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-08-2003, 01:33 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن (Re: Abdel Aati)

    تناقضات التجربة الديمقراطية في السودان:
    لا يختلف معنا كثيرون حول أن مسألة الإستقرار السياسي في السودان ومنذ الإستقلال لم تجد طريقها الى الدولة، فقد ظل السودان يعاني من أضطراب في نظام الحكم، وشهد دورات وأنماط مختلفة، وهو ما تم الإضطلاح عليه بالدائرة الجهنمية (ديمقراطية ـ إنقلاب ـ ديمقراطية)، وما إنفك السودان يدور في فلك هذه الحلقة حتى اللحظة، نقطة الإختلاف قد تنشب حول تحليل أسباب الأزمة التي أنتهت إليها هذه النتائج، وأغلب القراءات تنظر للقضية من زاوية تجلياتها السياسية وتقديمها على أنها هي الأسباب الموضوعية التي نتجت منها الإنقلابات العسكرية والأنظمة الشمولية، ولقد أشرنا في البداية إلى أن ذلك أصلاً من صميم أزمة المشاريع السياسية وتناقض فكرها السياسي مع الواقع المحيط، وهي أزمة داخلية خاصة بها على كل حال، وتقع فلسفياً ضمن نطاق تصنيف أزمة الفكر والواقع المشار إليها. عموماً نستطرد هنا مرة أخرى في هذا الجانب للكشف عن هذا التناقض عبر تناول الديمقراطية كحالة قياس، وفي تحليلنا أن الأسباب السياسية مهما كانت موضوعيتها في تقديمها كأسباب للتغير من وجهة نظر الآخرين، فالثابت أنها نتائج لأزمة متجددة داخل ذهنية الأحزاب السياسية السودانية، وهي أزمة تناقضها المذكورة، والتي تستمدها من علاقتها العضوية بالثقافة المهيمنة ـ بلا أستثناء ـ وعليه فأن هذه الأحزاب وعقليتها والتجليات التي تفرزها على الواقع، كلها تمثل بنية الأزمة الكلية، والسبب الرئيسي في حدوث الإنقلابات العسكرية والأتيان بالأنظمة الشمولية، ويجب النظر إلى هذه الأزمة بهذا الشمول. إن التجارب المختلفة تكشف لنا التناقض القائم بالنسبة لهذه الأحزاب، والذي يقع في الإختلاف حول الديمقراطية داخل كل حزب سياسي معين، فيما يتعلق برؤيته (= الخطاب الأيديولوجي) والبرنامج السياسي (الخطاب السياسي) الذي تخوض به هذه الأحزاب معركة الصراع السياسي. هذا التناقض ينتهي به المطاف بإنتصار ما هو أيويديولوجي على ما هو ظرفي (البرنامج) في منعطفات الممارسة البرلمانية الحرجة. هذا الإستنتاج يؤكد على حقيقة جوهرية، وهي أن الديمقراطية كقيمة في حد ذاتها ليست أصيلة داخل مرجعيات هذه الأحزاب. لذا يصبح من الضروري نقد التجارب السياسية السابقة لا على أساس العوامل المتحولة السابقة ـ لوحدها ـ بإعتبارها هي الأسباب التي أفضت إلى إجهاض النظم الديمقراطية لأنها في نهاية المطاف نتائج، إنما على أسس جديدة هدفها المحوري إزالة التناقض بين ما هو أيديولوجي وسياسي حول قضية الديمقراطية، ومن ثم الإتفاق على نظام ديمقراطي محدد الملامح، والتعامل معه على أساس أنه منهج إجتماعي ينتظم المجتمع الدولة من القمة إلى القاعدة.
    متى ما حاولنا تجاوز ذلك فمن المؤكد أن أسباب ومهددات الديمقراطية ستنحسر في المستقبل. لخص روفائيل.ك.بادال هذه النقطة (( .. أن أول ممتطلبات الحكم الديمقراطي اللبرالي هو أن يكون [ديمقراطياً]، وهذا يعني أن تستمد سلطتها من الرأي العام وتخضع لمحاسبته)) وإذا كنا نرى هذه أزمة الحكم في السودان، فما هو المخرج؟؟ هل الديمقراطية المركزية كما قامت في الأنظمة الإشتراكية؟؟ أم كما هي منمذجة في في التجربة الأوربية الغربية؟ لقد مرت بلادنا بكلا النموذجين، وفي كلا الحالتين كان الواقع يكذب هذه التجارب. إن الإتجاهات النظرية الآن تشير إلى ما يمكن أن نطلق عليه ديمقراطية تعددية، والتي تبدو مختلفة عن التجربة اللبرالية، إذاً فما هي هذه التجربة؟؟

    الديمقراطية التعددية Pluralistic Democracy :
    أذا كان مفهوماً لنا معني الديمقراطية، إذاً كيف نفهم التعددية عندما نجمعها مع الديمقراطياً، بالتأكيد الجمع هنا ليس جمعاً جبرياً، وتقديرنا أن جمع المصطلحين لابد من أن ينتج مفهوم آخر مغاير. تعرّف موسوعة علم الإنسان التعددية Pluralism من زاويتها الأنثروبولوجية على أن ((... التعددية الثقافية أو الإجتماعية مفهوم شديد العمومية يعني وجود أنساق أو أنساق فرعية متعددة داخل وحدة إقتصادية إجتماعية أو سياسية واحدة. ومن هنا يمكن القول بأن هناك تعددية لغوية، تعددية سلالية، وهكذا، ومن الخطأ أن تعد مثل هذه التعددية داخل الحدود القومية أو الإقليمية شيئاً شاذاً أو إستثنائياً، لأننا أذا نظرنا الى السجلات التاريخية والإثنوغرافية فسوف نرى أن التعددية هي القاعدة وليست إستثناء. والتعددية في الجوانب السياسية لها معنى مختلف عن هذا، حيث تعني توزيع القوة السياسية أو توزيع صلاحيات إتخاذ القرار بين الجماعات أو مؤسسات مختلفة)) . نستعرض مرة أخرى رأي روفائيل بادال فيما يختص بالديمقراطية التعددية كمفهوم، لما لذلك من أهمية محورية في بلورة رأي حاسم حول المصطلح، .. يمضي بادال (( ... تدخل الديمقراطية التعددية ضمن فكرة الحكومة المقيدة، قبول أو إعتناق التعددية الديمقراطية .. بمعنى أن تصون القيم والمصالح اللصيقة بأعضائها، وهي تحوي إفتراضاً آخر بأن الحكومة لم تشكل لتخدم مصلحة مجموعة واحدة أو بعض القطاعات في المجتمع، وإنما للمصلحة المشتركة لكل المجتمع)) قد ينشأ القياس ما بين الديمقراطية اللبرالية والديمقراطية التعددية، صحيح أن هنالك قواسم مشتركة، وهي وجود التعدد، لكن أي تعدد؟ فالتعدد في الديمقراطية البرالية يستمد أساس فكرته من الفلسفة اللبرالية وتطورها المذكور، يشرح بادال هذه النقطة مرة أخرى((.. ثمة فرصية لبرالية تقول بأن الحكومة البرلمانية تقوم على القبول الشعبي ستتيح ـ بالتعريف ـ وتقوم ما يريده الناس ، وفي نهاية التحليل فالإنشغال أو المعتقد المركزي في اللبرالية هي حرية الفرد وإستقلاله)) إذاً فالإختلاف ما بين الديمقراطية اللبرالية والتعددية يكمن في مسألة التعدد السياسي، لكن لمصلحة من هذا التعدد؟؟ فكما ينتهي التعدد في اللبرالية الى الفرد، فإنه في الديمقراطية التعددية ينتهي الى مصلحة المجموعة، أياً كانت نوعية الروابط التي تربطها، قد تكون التعددية السياسية المطروحة في التجربة الأوربية حالة من حالات الديمقراطية التعددية بإعتبار أن هنالك مجموعات تجد موقع لها في الدولة تعبر به عن نفسها، ويكمن الأختلاف ما بين التعدد في هذه التجارب وتجارب دول العالم الثالث أو نماذج المجتمعات السابقة للرأسمالية، إذ أن الروابط الإجتماعية والسياسية في المجتمعات الرأسمالية قائمة على المصالح الإقتصادية ووضوح التقسيم الطبقي، بينما ذلك غير متوفر في مجتمعات ماقبل الرأسمالية، وهو ما يجعل أساس التعدد فيها مختلف كلياً عن تجربة المجتمعات الغربية. وفشل النماذج الديمقراطية في هذه المجتمعات ـ والسودان واحد منها ـ يرتكز بالأساس على هذه الملاحظة، إذ أن كثير من النظم السياسية فيها حاولت نقل التجربة الأوربية نقل مسطرة.

    التعددية في السودان ـ ومعظم الدول النامية ـ تقوم على عناصر مختلفة، فهي تعددية على الصعيد الإثني، اللغوي، الديني وهي في نهاية التحليل تعددية ثقافية ـ بالتعريف الموسوعي لمصطلح ثقافة ـ أو تعدد هويات كما يقرر ذلك فرانسس دينق. وهي في هذا تختلف عن التجربة الأوربية أو على الأقل مرحلة متأخرة عنه. ففي مجتمع السودان والمجتمعات الشبيهة، أرتباط الفرد بمجموعته الثقافية أقوى من إرتباطه بالدولة، ويصعب النظر للفرد من دون هذه الهوية الثقافية، وقد لاحظ هذا الإرتباط كل من ريجس دوبري، كارل لوكاتش وبانو في معرض نقدهم للتجربة الماركسية الكلاسيكية وتطبيقاتها على المجتمعات الآسيوية والأفريقية وأمريكا اللاتينية، وهو ما أسموه "بنمط الإنتاج الآسيوي" أو المجتمعات السابقة للرأسمالية، وقد تعرضنا لهذه النقطة من قبل. لذلك عند النظر إلى مسألة الديمقراطية في السودان نجد أنه من غير الممكن تجاوز هذه التعددية، فإبتداع الديمقراطية التعددية إنطلاقاً من التعددية الثقافية أو على الأقل القبول بها لمرحلة من مراحل التطور أمر ضروري، وهي حالة من حالات "التبيئة" التي نقوم بها للديمقراطية اللبرالية في حقل مختلف عن الحقل الأوربي، والمحدد الأساسي في هذه التجربة هو إعترافها بالكيانات الثقافية والهويات كمكونات أساسية للمجتمع من حقها أن تمارس الديمقراطية داخلها وتتمتع بها ككيانات أو أي شكل من الأشكال تختاره على مستوى الدولة. قد ينتقد البعض ذلك، على أساس أنه مدخل إلى تكريس القبلية أو الجهوية وغيرها، لكن في تقديرنا أن القبلية أو الجهوية هي بالأساس عناصر أولية داخلة في عملية تطور إجتماعي لصياغة هوية مشتركة أو فلنقل دولة وطنية، وبالتالي التعامل معها على أنها عناصر سالبة وقمعها (من خلال تصدير المعني السالب لمصطلح قبلية وجهوية ضمنياً) لا يمكنه أن يحقق فكرة الدولة الوطنية على الإطلاق. هذا يعني أن نفتح الباب لكل الثقافات والكيانات على قدم المساواة وتكريسه على المستوى السياسي والحقوقي والإجتماعي بشكل عام كجزئية مفصلية في خلق ارضية للتطور الإجتماعي نحو الهوية المشتركة وبناء الدولة الوطنية.
    وبهذا نختتم هذا الفصل على اساس أن نطرح خلال الفصل القادم تفاصيل أكثر حول الأزمة السودانية وآفاق السودان الجديد.
                  

العنوان الكاتب Date
مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:21 AM
  Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:23 AM
    Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:24 AM
      Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:25 AM
        Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:26 AM
          Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:27 AM
            Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:29 AM
              Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:30 AM
                Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:31 AM
                  Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:32 AM
                    Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:32 AM
                      Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-08-03, 01:33 AM
  Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن WadalBalad07-08-03, 05:40 AM
    Re: مسارات السودان الجديد - كتاب للتجاني الحاج عبد الرحمن Abdel Aati07-09-03, 11:05 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de