|
Re: ياسر عرمان وتسنامي العودة (Re: صلاح شعيب)
|
شكرا ... عزيزي صلاح شعيب
مقال جيد ومتماسك ويلخص شخصية الأخ ياسر عرمان على وجه ناصح ومحكم , وقد عجبتني عبارة { متعدد المواهب } فقط لأنها صحية ومعبرة وتنطبق وأحوال عرمان, وربما إغتنت تلك المواهب وتعددت بفعل تعدد تجاربه وميادين نشاطه , إذ هو يضم فى محقوبة تجربة مائزة فى العمل السياسي المدني , ليلحقها بمضمار فى العمل العسكري والميداني , ليضيف ثمرات الحوارات الطويلة فى التجمع وفي الغابة وفي المدائن الواقفة على أمرنا السوداني, فى القاهرة , أسمرا, كمبالا , واشنطون , نيروبي , طرابلس وكل حواضر الإقليم ومراكز القرار العالمي .
وبالضرورة ... كانت نشئته النضالية فى حمى الفكرة المدنية قد أضافت إليه ميزة إمتلاك أدوات العمل السياسي ووفرت له إمكانية الحراك على محاور السياسة وإن تتعرج مساراتها , كما وفرت له الكتاب والقصيدة والرواية والمشاعر الإنسانية التي عمدت فى صلته بالخطاب السياسي المتوازن , وبالقصيدة وهي تحط على مواجع الناس وتزرع محله أملا , وبالأدب فى عموم دوره المتخالط بالخبز وبتطلعات الناس نحو العدل والسلام .
كما إنبثقت من تجاربه النضالية كذلك إرناءآته العميقة للنماذج المشابهة لأحواله كمناضل وكمقاتل , لذا تجده فى خضم تجاربهم مستلهما معانيها ومقتبسا أحوالها لأجل توقيع سوداني يخصنا , ولذا فهو أيضا على خطوط الوصل بالقيم الإنسانية الكلية الداعية إلى السلام وإلى إنتصار الخير , ومن قبل التحرر من الظلم , فهنا قيم ذات طبيعة كونية تأسر قلب ياسر وتجعله مقيما فى كنفها ومتأثرا بدواعيها .
مع هذا ... فقد لفت نظري فى مقال الأستاذ حاكم , نقطتين ... أولاهما زعمه بأن مهمة الأخ ياسر التي كلفته بها الحركة الشعبية في زيارته لأمريكا قد إنقضت , فيما يخلق هنا إشكالية حول قدوم عرمان إلى أمريكا فى الأساس , فحاكم هنا يلقي على البساط بسبب ذو طبيعة تنظيمية , بينما الراصد للإعلام وهو يتابع هذا الحدث فهو ولا شك يرجح الخيار الشخصي لعرمان, وسواء كان ذلك للدراسة أو لغيره ... وغض النظر على السبب الأصح ... فيهمني الصدق فى كل الأحوال , لأن من حق عرمان أن { يزهج } من أوضاع ما فى السودان وأن يقرر لنفسه الإبتعاد المؤقت أو حتى الدائم ... وإن إكتسب خلال وجوده في أمريكا قناعات وأفكار جعلته يعدل فى قراره , فمن حقه كذلك الرجوع إلى السودان ... إذ ليس بالضرورة أن تكون كل مواقف وتصرفات عرمان مصبوبة فى قالب سياسي حتى وإن إستدعى الأمر { التبرير } ... فهو إنسان فى نهاية المطاف ... ودعوه يتصرف على هذا الأساس .
النقطة الثانية ... سليلة عاطفة أكثر من عقل وحمية أكثر من منزع , إذ قال حاكم :Quote: وقناعتي أنه أينما حل فإنه سيضيف لموقعه الكثير والكثير. ولكن الموقع في حد ذاته لن يضيف لعرمان شيئا، |
هذا ليس بصحيح ... فعرمان على جم معرفته ... لكنه ما يزال يتعلم كذلك ولم يقل بأنه وصل الحد ... كما أن في كل موقع تجربة ولا تختلف عن الأخريات , لذا فعرمان وبمقدار ما يضيف إلى الموقع , فهو يضيف إلى نفسه كذلك ... فهنا جدل المعرفة الذي لا تنطفئ مقاديره .
(عدل بواسطة HAYDER GASIM on 09-09-2007, 10:00 PM)
|
|
|
|
|
|