|
رسائلي إلى بكري أبو بكر بخصوص اغتيال محمد طه
|
و حيث أن القضية قد تم فتحها من جديد فأعود إلى أرشيف الرسائل لأنقل لكم ما بعثته للأستاذ بكري بهذا الخصوص و قد كنت حينها خارج عضوية المنبر عسى أن يكون العود للبدء مفتاحاً للحل.
الرسالة الأولى بتاريخ 16/10/2006م
النص : لماذا أعتقل الصحافي (أبوعبيدة) ؟
بقلم / الواثق الصادق
لا حديث شغل الناس في الأيام الماضيات و طغى على الأحداث جميعها سوى اعتقال الصحافي الشاب (أبوعبيدة) و الذي لم يكن من الأسماء الرنانة و لا ذات الوزن الثقيل في صحافة الخرطوم و لكن لعل (همبريب) الحريات جعل من اعتقال أي صحفي قضية الشارع و حديث المجالس و قد مضى على السودان زمان يختفي فيه (الدستة) من الرجال لأيام و شهور و أعوام دون أن يتحدث أحد أو يلتفت .. و يبدو أن الشكر كما يعتقد أغلب الناس على هذه الطاقات المفتوحة و تلكم (الشفافية) ليست لجهاز الأمن أو صلاح (قوش) الذي اضطر لذلك اضطراراً و إنما للسيد (برونك) و حاشيته و مجلس الأمن الذي أضحت عينه مفتوحة على الحكومة مثل (الريال) و طبعاً لا تشكر الحركة الشعبية بحال لأنها أول من ابتدع الإغتيال و الإعتقال و التخويف كما أنها على وشك الذوبان في خليط الإنقاذ لتعطي مشروب (الوحدة الوطنية) الذي لا يستساغ للشاربين
و عموماً فاقد الشيء لا يعطيه ...
اعتقل (أبوعبيدة) الصحافي المغمور حديث السن و العهد ببلاط صاحبة الجلالة و تضاربت الأقوال هنا وهناك عن الأسباب و مجالس الخرطوم لا يتوقف همسها الجهير عن التحليل و تناقل الشائعات و لكن الظن الغالب أن هذا الاعتقال على خلفية جريمة اغتيال (محمد طه) التي ما زالت طلاسمها عصية على الحل و إن كانت وزارة الداخلية تطمئن الناس و تصبرهم كلما سنح أمامهم (مايك) أو وسيلة إعلام ...
و أصل الحكاية أن (أبوعبيدة) كان قد اضطلع بتغطية مفاوضات أبوجا لصالح صحيفته و مكث في العاصمة النيجرية ما يقارب الستة أشهر خالط فيها وفود الحركات المسلحة مخالطة الشريك النصير و الأخ الشقيق حتى يقال أنه شاطر (مناوي) غرفته الخاصة لأيام .. و عندما عاد إلى الخرطوم كانت حبال التواصل والاتصال ما زالت قويةً بدرجة كافية ليصير واحداً من أهم مصادر الأخبار و يشبع صحيفته بخبطات مدهشة في هذا الملف ...
الأنباء تقول أن أحد كوادر (الحركات المسلحة) و التي لم توقع بعد على وثيقة نيفاشا قد اتصل ذات يوم بـ(أبو عبيدة) طالباً المساعدة بخصوص تحويل مبلغ مالي من تسعة أرقام لأحد أقاربه في الخرطوم حيث رحب أبوعبيدة بالمساعدة و أملاه اسمه رباعياً لإجراء التحويل ..
بالفعل استلم أبو عبيدة المبلغ الضخم و سلمه (للقريب) المعني في ذات الوقت كما تطلب شهامته و سودانيته و كرمه .. فيما بعد نما إلى علم الجهات المحققة في مصرع (محمد طه) أن مبلغاً من المال قد تم تحويله لحساب ميزانية الجريمة بواسطة (أبوعبيدة) و هذا ما جعل البروفسور الزبير بشير طه يقول أن هناك خيوطاً أجنبيةً نمسك بها بقوة ..
على إثر ذلك تم اعتقال الصحافي (أبوعبيدة) الذي كما تقول بعض المصادر لم يفصح حتى الآن عن اسم المحول و لا المستلم مما أخر عميلة الإفراج عنه ...
ما يجعل هذه المعلومة أقرب للصواب بعض (التفليتات) من الأستاذ كمال حسن بخيت الذي داهمته مراسلة رويترز لتنتزع منه اعترفاً بأن اعتقال (أبوعبيدة) له علاقة مباشرة بالتحقيق في اغتيال (محمد طه) و لما نشرت ما قال فزع كمال حسن بخيت لأن هذه المعلومات من السرية بمكان فنفى حديثه لرويترز بمقال (طويل) أحسب أنه قد ثبت التهمة أكثر من كونه قد نفاها ..
هذا بجانب أن القريبين من مسار التحقيق في القضية المشار إليها يقولون أن الخيوط الآن تقود نحو حركات دارفور و الداعمين لها (لوجستياً) بعدما كانت تحيط بالتكفيرين و تلتف ..
و الله أعلم
|
|
|
|
|
|
|
|
|