مقتطف من كتاب امدرمانيات وقصص قصيرة اخري - عذراء وحلم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 11-01-2024, 00:05 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-30-2007, 10:37 AM

هلال زاهر الساداتي
<aهلال زاهر الساداتي
تاريخ التسجيل: 04-08-2007
مجموع المشاركات: 225

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
مقتطف من كتاب امدرمانيات وقصص قصيرة اخري - عذراء وحلم

    قصة قصيرة
    عذراء وحلم

    هي صبية كزهرة متفتحة علي قطرات الندي الصباحية وقد حباها الله الخالق بفيض من الجمال يشع نضارة ويخلب لب العابد المتبتل , وعوضها الجمال الباذخ عن رقة الحال التي تعيش فيها في احد الاحياء الشعبية الموغلة في الفقر التي يصارع ساكنوها الحياة والمعيشة في كل يوم فينتصرون لماماً وينهزمزن في غالب الاحيان وهم في كل احوالهم راضين بقسمتهم الشحيحة مطفئين اشواق بعض طموحهم لحال افضل بقولهم "الحمد لله" وهو صبي عبر الطفولة الي عنفوان الشباب وحيويته , وكان يدرس في السنة الاخيرة من المرحلة الثانوية , وكانا قريبين في المسكن في الحي وكان يتعمد ان يخرج صباحاً في طريقه الي مدرسته في الموعد الذي تذهب فيه الي مدرستها .
    كان يتهيب في اول الامر ان يحادثها ويتبع خطاها عن قرب شاخصاً ببصره نحوها وقد يتعثر قدمه في حجر في الطريق المترب , فينكفئ ويعتدل , ويشيعها حتي تصل قريباً الي مدرستها و ويقفل راجعاً متمنياً لو ان الطريق طال , ولو انه خلا من الرجال والذين يصوبون سهام عيونهم العطشي الي مفاتن فتاته والتي استحوذ عليها خياله الوقاد وابتني لها قصراً في سويداء قلبه وملأه بحب لا يحد ولا يفني . وطفق يسير علي هذه الحال زمناً ليس باليسير , أمضه الهوي وأرقه الشوق , وقد كان في كل مرة يلتقيها في مشواره الصباحي الي المدرسة . يخيل اليه انه لمح شبه ابتسامة مشجعة من ثغرها اليانع وفاض في قلبه الشوق , وفي ذات صباح ابلج الوجه نفض عنه تهيبه وتردده وحث خطاه حتي حاذاها وحادثها بصوت مضطرب ولكنه صادق : أسعد الله صباحك يا جارة .
    وتمتمت بكلمات بصوت خفيض خاله رداً منها لتحيته , ولملم شجاعته وقال لها :
    أليس من الغريب ان نكون في حي واحد وان لا نتعارف ؟
    انا حاتم جاركم في الناحية الشرقية من الحلة ومنزلناملاصق لبيت حاج خالد . والله عايزين نشوفكم وتزورونا ونزوركم . وأجابته بابتسامة مشرقة أردفتها بكلمات قصيرة بصوتها الخفيض الرقيق لم يكد يتبينها , ولكن صفقت نفسه طرباً بأن وجد قبولاً و لم يلاق صداً . والي هنا اقتربا من مدرستها فودعها الي ملتقي جديد في صباح الغد .
    قضت سعاد يومها الدراسي مشتتة الذهن مضطربة النفس يزحم خيالها حاتم وكلماته المقتضبة . وتساءلت في نفسها , ماذا يريد مني ؟ انه يبدو شاباً لطيفاً وشخصه جذاباً لايبدو عليه الطيش , ولم تمنع نفسها من اعجاب خفي حاولت عبثاً ان تكبته , وفي ليلة ذلك اليوم والكل نيام في العناقريب المتناثرة في الحوش , عصي النوم علي عيني سعاد , وظلت ساهرة يلح عليها طيف خالد , ولأول مرة في حياتها ينتابها شعور غريب يهتز له قلبها البكر يماثل تفتح الزهرة عن اكمامها , واستعذبت ذلك الشعور اللذيذ , وفي هدوء غلبها الكري وراحت في نوم هنئ ونفسها تتشوق للقاء الغد ... وفي الصباح كان حاتم في انتطارها وعندما شاهدته رف قلبها رفيف جناحي الطائر , والقي عليها التحية قائلاً : صباح الخير يا وجه الصباح السمح , الدنيا نورت بطلعتك . ووجد الكلام يتدفق بعفوية من فمه وقال : انا لم انم البارحة الا لماماً وفي هذه الهنيهات من النوم لم تغيب عني صورتك الرائعة , ان غاية املي ان يضمنا بيت واحد برباط زواج , كما تعلمين فأني بعد شهرين سأمتحن للشهادة الثانوية , وسأخطبك من ابيك وستزوركم الحاجة الوالدة قريباُ .
    وأجابته بتحفظ مصطنع : أهلاً وسهلاً بالحاجة وتشرفنا في أي وقت . وطرب قلب حاتم فرحاً , وايقن ان هذا الرد علامة علي القبول والرضا , وراح ينسج في خياله واحة خضراء من هناءات عذبه تضمه مع محبوبته الجميلة , وصار مذهولاً تتراءي له هذه الصور الحلوة في نهاره وليله , بينما سعاد من الجانب الآخر انفتحت لها سماوات من الاماني والحيوات الممتلئة بالبهجة والسعادة تعمر حياتها في المستقبل مع حاتم , وقالت في نفسها , ولكن متي يتحقق هذا الحلم الجميل ومحبوبها امامه مشوار طويل لكي يعمل ويكسب ويهيئ نفسه للزواج منها ؟ لا يهم , الزمن مهما طال ولعل أستطالته تزيد أوار الحب والاشواق اشتعالاً . ان أبي رجل بسيط وواقعي ولن يكلف حاتم فوق طاقته عندما يتقدم للزواج منها , ولطالما سمعته يتحدث ذاماً المغالاة في المهور وعادات الزواج . وملأت الخواطر السعيدة القلبين البكرين لحاتم وسعاد وأخذا يستشرفان السنين والشهور لتحقيق حلمهما في الاقتران ببعضهما .
    وذات يوم جمعة , وحاتم راكب الحافلة في طريقه الي السوق الكبير لشراء بعض الاغراض , اوقف الحافلة جندي مسلح ومعه شاب آخر في ثياب مدنية , وكان الي جوارهما خيمة منصوبة وعربة مما يسمونها الدفار , وانزل الركاب , وطلب منهم الشاب صاحب الثياب المدنية ان يبرزوا بطاقاتهم الشخصية بنغمة فظة جافة , وقال له حاتم انه طالب وان بطاقته ليست معه , ودفعه الجندي بشدة الي داخل الخيمة حيث وجد عدداًً من الشبان جالسين الي ان امتلأت الخيمة بهم , فأمروهم بركوب الدفار , فامتثلوا , وتكدسوا داخل العربة . وسارت بهم العربة نحو ساعة في طريق مترب الي الغرب من المدينة , وهناك وجدوا معسكراً محاطاً بالأسلاك الشائكة واخبروهم بأنه معسكر للخدمة الالزامية . وأمضوا هناك ستة اسابيع في تدريبات عسكرية ودروس ومحاضرات دينية وفي الاسبوع الاخير أعطوا كل واحد منهم ثلاث طلقات نارية أطلقها من بندقيته . وبعد ذلك وضعوهم في شاحنات وهم يهللون ويكبرون وحملتهم الشاحنات الي مطار الخرطوم حيث استقلوا طائرة حربية اتجهت بهم الي الجنوب حيث مسرح العمليات الحربية .
    ومنذ تلك الجمعة التي اختفي فيها حاتم لم يترك والده ومعارفه جهة والا قصدوها , ولكن لم يجد من يخبره عن ابنه , وبعد طول عناء أخبروه بأن ابنه جند في الدفاع الشعبي وارسل للجهاد في الجنوب , ولم يسمع أي خبر عنه بخلاف ذلك . وذات يوم وبعد شهرين جاء من يخبره بأن يبشر باستشهاد ابنه في الجنوب , وانهم سيقيمون له عرساً ليزفونه الي حور الجنة .
    دس والد حاتم حزنه الممض داخل قلبه , واما سعاد فقد ظلت ذاهلة واجمة شاعرة بأن قلبها تمزق الي آلاف القطع. .

    هلال زاهر الساداتي
    2005م
                  

العنوان الكاتب Date
مقتطف من كتاب امدرمانيات وقصص قصيرة اخري - عذراء وحلم هلال زاهر الساداتي08-30-07, 10:37 AM
  Re: مقتطف من كتاب امدرمانيات وقصص قصيرة اخري - عذراء وحلم elsawi08-31-07, 03:10 AM
  Re: مقتطف من كتاب امدرمانيات وقصص قصيرة اخري - عذراء وحلم هلال زاهر الساداتي08-31-07, 03:03 PM
  Re: مقتطف من كتاب امدرمانيات وقصص قصيرة اخري - عذراء وحلم ابراهيم عدلان08-31-07, 09:34 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de