|
Re: السينما (Re: AMNA BAGRAB)
|
يكاد يكون ما فعله المخرجون السينمائيون الأوروبيون بعد الحرب العالمية الثانية مطابقا لما فعلوه بعد الحرب العالمية الأولى. فقد نفضوا أنقاض الحرب، وباشروا بما لديهم من موارد شحيحة وأدوات سينمائية بسيطة في إخراج أفلام تميزت بالصدق ونفاذ البصيرة والتحكم الفني للمخرجين بعيدا عن سيطرة المنتجين.
لعل أهم التطورات التي شهدتها السينما الأوروبية المجددة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية السينما الواقعية الجديدة في إيطاليا، وأفلام الموجة الجديدة في فرنسا، والروائع السينمائية للمخرج إنجمار بيرجمان في السويد، والأفلام الاجتماعية الواقعية في بريطانيا.
فيما كانت الأفلام الأميركية تبحث عن هوية جديدة بعد انهيار نظام الأستوديوهات وانتهاء عصر هوليوود الذهبي الذي استمر خلال عقدي الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، قدّم المخرجون الأوروبيون عددا من روائع الأفلام المتميزة التي تحتل موقعا خاصا في عالم السينما.
ولعل سر النجاح الفني والفكري لهذه الأفلام هو أنها أثارت الأسئلة نفسها التي تثار عادة في أفضل روايات القرن العشرين ومسرحياته وقصائده ومقالاته الفلسفية، في بحثها عن قيم إنسانية عميقة.
وسرعان ما وجدت الأفلام الأوروبية جمهورا راقيا خاصا في الولايات المتحدة، هو الجمهور نفسه الذي فضل قراءة الكتب في فترة انتشرت فيها شعبية التلفزيون.
وكان مخرجو هذه الأفلام على استعداد للخروج عن النهاية التقليدية السعيدة التي اقترنت بآلاف الأفلام الأميركية التي تشتمل عادة على إحدى نهايتين أو كلتيهما: زواج البطل من بطلة الفيلم، وانتصار الخير على الشر.
إلا أن النهايات السعيدة من الناحية المنطقية لا تناسب جميع الأعمال السينمائية. فالنهايات السعيدة من الناحية التاريخية مناسبة للموضوعات الكوميدية، كما هو الحال في أعمال موليير، وللميلودراما، ولكنها ليست مناسبة للتراجيديا التي غلبت على موضوعات معظم الأفلام الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية.
وارتبطت النهايات السعيدة بالأفلام الأميركية لأن المنتجين السينمائيين والمشاهدين الأميركيين دأبوا على مقاومة وصول الأفلام ذات النهايات الحزينة إلى صالات العرض الأميركية. وعند استعراض الأفلام الأميركية نجد أن الأفلام ذات النهايات غير السعيدة منها التي أنتجت قبل العام 1960 كانت نادرة، ومع ذلك فإن معظمها من الأفلام المتميزة.
ويلاحظ أن المخرجين الثلاثة الذين تجرأوا على تقديم مثل هذه الأفلام لم يلقوا ترحيبا طويلا في هوليوود وتم إبعادهم عنها في نهاية المطاف، وهم النمساوي إريك فون ستروهايم والبريطاني تشارلي تشابلين والأميركي أورسون ويلز. ومن المفارقات أن أفلام هؤلاء المخرجين الثلاثة لقيت شعبية واسعة جدا لدى المشاهدين الأميركيين أنفسهم الذين فضلوا مشاهدة الأفلام الأوروبية.
وخلقت إحدى هاتين النهايتين السعيدتين في الأفلام الأميركية، وهي انتصار الخير على الشر، مشكلة كبيرة في عالم لا يعكس واقعه دائما مثل تلك النهاية المثالية. كما أن التمييز في الأفلام السينمائية بين الخير والشر كشيء أبيض أو أسود ليس بينهما رمادي أمر صعب في كثير من الأحيان.
حين كان بطل الفيلم الأميركي يتزوج من البطلة كان يبدو عليهما أنهما يعيشان حياة مثالية حافلة بالسعادة والرفاه إلى الأبد، إلا أن الواقع لم يكن كذلك دائما. فالمشاكل في الحياة الواقعية تبدأ مع الزواج وبداية بناء الأسرة. وبدأت أفلام أوروبية كثيرة بعد الحرب بزواج البطلين بدلا من الانتهاء بالزواج، وعالجت المشاكل التي واجهها الزوجان في حياتهما اليومية المشتركة.
تشترك معظم الأفلام الأوروبية المتميزة التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية، رغم الطابع الفردي المميز لبعض المخرجين، بخصائص تميزها عن الأفلام الأميركية. من أهم هذه الخصائص أن معظم الأفلام الأوروبية لم تستند إلى روايات أو مسرحيات معروفة، بل كانت قصصها أصلية ووليدة أفكار المخرج والكاتب اللذين تعاونا في كتابة قصة وسيناريو الفيلم. وواصل الفيلم الأوروبي بذلك تقليدا كان قد بدأ قبل الحرب العالمية الثانية.
كما أن الفيلم الأوروبي حافظ بعد الحرب على تقليد آخر اتبع قبل الحرب ويكمن في بناء الفيلم حول موضوع رئيس أو مشكلة سيكولوجية بدلا من بنائه حول قصة. ونرى ذلك في أفلام المخرجين الإيطاليين روبرتو روسيليني وفيتوريو ديسيكا وفيديريكو فيلليني ومايكل أنجيلو أنتونيوني والسويدي إنجمار بيرجمان، وهي أفلام فضلت المقارنة بين السلوك الإنساني والعواطف الإنسانية، والصراعات بين الوحدة الإنسانية والشكل الاجتماعي، على أسلوب السرد السينمائي التقليدي.
وجاء التركيز على الموضوع الرئيس أو المشكلة السيكولوجية في الأفلام الأوروبية منسجما مع الاتجاه السائد لفكر وأدب القرن العشرين، كما ورد في أعمال كبار كتّابه.
كما أدرك المخرجون الأوروبيون مدى الحرية التي يتمتعون بها في استخدام الأسلوب السينمائي المناسب لموضوع الفيلم، أي أن طرح موضوعات أو حالات سيكولوجية معينة تطلب استخداما مختلفا للكاميرا والصوت. وبذلك نقلت السينما الأوروبية أفلام فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى الاتجاه السائد الحداثة، على غرار ما حدث في الرسم والموسيقى والمسرحيات والروايات.
ونتيجة لكل هذه التطورات شهدت السينما ازدهارا ملموسا في إيطاليا ثم في فرنسا والسويد وبريطانيا في سنوات ما بعد الحرب بفضل الفيض المتدفق لروائع الأفلام السينمائية التي ميزت تلك الفترة
المصدر / وكالات
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
السينما | AMNA BAGRAB | 08-27-07, 11:27 PM |
Re: السينما | AMNA BAGRAB | 08-28-07, 09:10 AM |
Re: السينما | Abd-Elrhman sorkati | 08-28-07, 10:14 AM |
Re: السينما | AMNA BAGRAB | 08-28-07, 03:18 PM |
Re: السينما | AMNA BAGRAB | 08-28-07, 10:03 PM |
Re: السينما | AMNA BAGRAB | 08-28-07, 10:43 PM |
Re: السينما | AMNA BAGRAB | 08-29-07, 00:20 AM |
Re: السينما | AMNA BAGRAB | 08-29-07, 09:02 AM |
Re: السينما | Abdel Aati | 08-29-07, 09:35 AM |
Re: السينما | Abd-Elrhman sorkati | 08-29-07, 10:10 AM |
Re: السينما | AMNA BAGRAB | 08-30-07, 06:55 PM |
Re: السينما | Abdel Aati | 08-31-07, 12:00 PM |
Re: السينما | AMNA BAGRAB | 09-01-07, 12:12 PM |
Re: السينما | AMNA BAGRAB | 09-02-07, 04:53 AM |
Re: السينما | AMNA BAGRAB | 09-02-07, 05:41 AM |
Re: السينما | AMNA BAGRAB | 09-02-07, 10:26 PM |
|
|
|