أهمية ان تكون نوبيا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 01:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-26-2007, 10:15 AM

zumrawi

تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
أهمية ان تكون نوبيا


    أهمية ان تكون نوبيا
    الإنسان هو الإنسان في كل مكان وزمان، والشعوب كلها تتلاقى في أصول واحدة ونوازع واحدة. تسمو تحت ظروف معينة وتنحدر في ظروف أخرى. تنتابها كل على حدة نيران عنصرية فتدّعي التفوق ثم تتعقل وتعترف بخطئها ليقوم شعب آخر بإدعاء التفوق ثم يهدأ وهكذا. ومثلما تتواجد قواسم مشتركة بين كل الشعوب تجمعها فبالشعوب أيضاً نوازع مشتركة تنزع بها للتباعد والتعالي وسفك دماء غيرها في غباء، بل تسفك أحياناً دمائها هي تحت دعاوى أكثر غباء.
    والشعوب تبني حضاراتها ذات الخصوصية والتي لا تنفصل عن حضارة الإنسانية جمعاء. فالعالم عالم واحد والحضارة في الحقيقة حضارة واحدة مركّبة متراكمة, تزدهر بعطاءات كل الشعوب وتتعرقل بنكوص الشعوب التي تنتكس فيها الحضارة تحت النظريات الشمولية والعنصرية.
    لذلك فكل الشعوب ساهمت في بناء حضارتنا الحالية المتنوعة العطاءات والمزايا، وكل شعب له عطاءه الخاص ومذاقه الخاص الذي يساهم في المذاق المُسَكّرْ للحضارة العالمية عامة. وعليه فإن حذف عطاء أي شعب هو في الحقيقة انتقاص من هذا المذاق المُسَكّرْ العام للحضارة العالمية. وفي نفس الوقت حرمان لهذه الحضارة العالمية من آلية فيها بإمكانها أن تواصل العطاء. وفوق هذا وهذا فإن من حق هذا الشعب المهدد بحذف عطاؤه، من حقه أن يستمر وأن يعيش. وإن كان هذا الشعب مهدداً تحت ظروف معينه بالإبادة، سواء كانت إبادة جسدية أو ثقافية، من حقه أن يقاوم إبادته، ومن واجب الحضارة العالمية أن تهب لتساند هذا الشعب المهدد ليبقي، فهذا الشعب قد قدم واجبه العطائي للعالم، فعلى العالم أن يعطي هذا الشعب حقه في المساندة الوقتية حتى يستطيع أن يتخطى مشاكله ويستمر بعد ذلك بقواه الذاتية ويعاود المساهمة في الحضارة الإنسانية كما ساهم من قبل.

    والحضارة الإنسانية ندمت أشد الندم على ضياع حضارة الهنود الحمر، التي بادت تقريباً تحت سيوف وبنادق من ادعوا المسيحية وأنهم هم الناس والهنود الحمر هم الأقل قيمة. ثم عرفنا أن حضارة الهنود الحمر لم تكن تقل أبداً عن حضارة الغرب الذي أبادهم. وأبيدت حضارات لشعوب إفريقية سوداء تحت نير الاستعمار الغربي أيضاً. ثم الآن حضارات عديدة تكاد تباد باسم الإسلام، فبدخول الإسلام الكثير من البلاد التي صارت عربية لغوياً، حارب المسلمون الحضارات الأصلية في تلك البلاد واعتبروا أن لغاتها الأصلية تحارب اللغة العربية الجامعة للعرب كلهم، وحاربوا الثقافات الأصلية بحجة أنها ثقافات عنصرية رغم أن تلك الثقافات أعمق تاريخاً وأكثر عطاءاً من ثقافة حاملي اللغة العربية الأصليين. والأديب الهندي والحائز على نوبل عام 2001 عندما حارب الإسلام بحجة أن الإسلام يحارب الثقافات الأصلية، أخطأ في أمر واحد حين هاجم الإسلام، وإن قال المسلمين فمقولته كانت ستكون حقه، فالمسلمين أغلبهم بناء على تفسيرات خاطئة شائهه للإسلام يكرهون اللغات الإنسانية كلها ويريدون من العالم كله أن يتحدث العربية، وهم الذين يريدون بالقوة أن يأسلموا كل البشر، ولم يقل الإسلام ذلك. فلن يستطيع المسلمون أن يغفلوا قول سبحانه وتعالى (يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ). وفي هذه الآيات يعلمنا الخالق الأعظم أننا هكذا.. بشر متعددون. وأيضاً في القرآن الكريم (ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين) . يعلمنا البديع الأكبر أن كل لغة ما هي إلا آية من عنده. أذن محاربة أي لغة في حقيقة الأمر محاربة لآية من آياته سبحانه.

    لم يكن المسلمون في اجمالهم يقلون طغياناً عن الأسبان والبرتغاليين والأمريكان والغرب عامة حين محوا الهنود الحمر وبعض شعوب إفريقيا وغيرها، فالعنصرية هناك كانت باسم المسيحية ورسالة الرجل الأبيض، والمسيحية منهم بريئة. وفي فلسطين تحاول الصهيونية إبادة الشعب الفلسطيني بتفسيرات ملتوية من الديانة اليهودية. وهنا العنصرية العربية تختبئ تحت اسم الإسلام والإسلام منها برئ، وأيضاً العنصرية كانت ومازالت باسم الوحدة والقومية العربية والوطنية وغير هذه الشعارات البراقة، وهي جدران لمدارة حقيقتين بشعتين.. العنصرية والغباء. فالكثير من رافعي هذه الشعارات صادقين في نياتهم، لكننا لسنا مسئولين عن غبائهم الذي صور لهم أن محو ثقافة أو تكميم أفواه أو سجن بشر هو في صالح دين أو وطن أو قومية. فالوطن العربي متشرذم رغم كل هذه الادعاءات المفروضة بقوى الإرهاب المتعددة. والمسلمون في أدنى درجات الحضارة الإنسانية حالياً رغم سمو الإسلام الذين يتحججون به ويدارون به تخلفهم. والأوطان في العالم العربي كل وطن على حدة يتحكم فيه طغاة سواء تحت اسم ملوك أو رؤساء جمهوريات أو أمراء أو زعماء أو سلاطين. وكل جمهرة عريضة في تلك الأوطان تتحرك ضد الأقليات التي بداخلها ظانة سواء عن حسن نية أو غيرها، ظانة أنها بذلك تحمي نفسها، ولا يريدون أن يفهموا أن الحرية هي الملاذ، وأن التعددية في الوحدة هي الخلاص. فمن يظن أن بإمكانه محو ثقافات الأكراد والأمازيغ والنوبيين وشعوب جنوب وغرب وشمال السودان، من يظن ذلك واهم. ومن يظن أن حصر المسيحيين في تدني ضعيف واهم. فالتعددية هي الأصل والتوحد لا يكون إلا لله الصمد كما قلنا من قبل.

    الآن العالم المتحضر، وقطاعات من الشعوب العربية فهمت أن ما ينهال على رؤوس الأقليات التي بها مثل الأكراد والأمازيغ وشعوب جنوب السودان، ليس عدلاً وسيكون له مردود مؤلم عليها، لكن حتى الآن لم يتفهم العالم المتحضر ولا قطاعات مناسبة من الشعوب العربية أن النوبيين من ضمن الأقليات المضطهدة. ربما السبب هو خمول النوبيين أنفسهم وعدم إفاقتهم من ضربات التهجير التي ضعضعت مجتمعهم طوال القرن العشرين، مع طغيان الرأي العام المصري الرافض لقيام الخصوصية النوبية كرافد إيجابي من روافد المصرية، وربما توجد أسباب أخرى. لكن الخلاصة أن النوبيين لم يستطيعوا حتى الآن أن يبينوا للعالم أنهم مضطهدون، ومن هنا كانت أهمية دور المثقفين النوبيين في التمسك بنوبيتهم وحقها في التواجد رغم عنف المجابهات المصرية التي تتهمهم وتحاول وضع الرعب في قلوبهم ليصمتوا ويتخاذلوا عن دورهم النوبي. من هنا أهمية أن يصيح المثقف النوبي قائلاً.. أنا نوبي، ويفهم شعار.. أهمية أن تكون نوبياً.

    وحين يعلن النوبي نوبيته، فهذا ليس معناه أن يعلنها باللسان أو بالكتابة البسيطة الناعمة ثم يركن للهدوء، بل أن يمارس نوبيته ويذود عنها، أن يطالب برد الاعتبار للنوبة فيتم البدء في إعادة قطاعات من النوبيين إلى أرضهم الحقيقية حول البحيرة النوبية، مع إعادة تقييم التعويضات الظالمة التي أجبر النوبيين على أخذها مع تعويضات مناسبة للمعاناة التي عانوها. وأن يتم تدريس تاريخه النوبي ولغته النوبية ويطالب بمساحة زمنية مناسبة من برامج الراديو والتليفزيون، بل بتخصصات مالية مناسبة من ميزانية الدولة مع نسبية معينة من المعونات الأجنبية لتنفق في نوبته. عليه أن يطالب العالم كله بأن يقف مع النوبة في وضعها الخطير الحالي ويساعدها حتى تتعافى من طعنات التهجيرات الظالمة. أن يكون مستعداً أن يفقد حريته وحياته في سبيل قضيته النوبية. هذا هو المعنى الحقيقي لكل نوبي يقتنع ويوقن بـ أهمية أن تكون نوبياً.

    المقال للكاتب النوبى والقاص حجاج حسن ادول

    منشور فى المنتدى النوبى وفى الملف الثقافى لجريدة الايام



                  

العنوان الكاتب Date
أهمية ان تكون نوبيا zumrawi08-26-07, 10:15 AM
  Re: أهمية ان تكون نوبيا welyab08-26-07, 11:34 AM
  Re: أهمية ان تكون نوبيا أبوذر بابكر08-26-07, 03:03 PM
  Re: أهمية ان تكون نوبيا سلمى الشيخ سلامة08-26-07, 03:56 PM
  Re: أهمية ان تكون نوبيا zumrawi08-27-07, 08:09 AM
  Re: أهمية ان تكون نوبيا zumrawi08-27-07, 08:11 AM
  Re: أهمية ان تكون نوبيا zumrawi08-27-07, 08:16 AM
    Re: أهمية ان تكون نوبيا فيصل محمد خليل08-28-07, 07:35 AM
  Re: أهمية ان تكون نوبيا zumrawi08-28-07, 08:42 AM
  Re: أهمية ان تكون نوبيا النزير جريس08-28-07, 09:50 AM
  Re: أهمية ان تكون نوبيا zumrawi08-29-07, 07:32 AM
  Re: أهمية ان تكون نوبيا نها محسن أبورأس08-29-07, 07:39 AM
  Re: أهمية ان تكون نوبيا zumrawi08-29-07, 07:43 AM
    Re: أهمية ان تكون نوبيا نها محسن أبورأس08-29-07, 07:47 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de