|
ارجو المساعدة باى معلومات عن مشروع مركز باسم (مركز الثقافات السودانية)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
يدور جدل كثيف في السودان حول الهوية العمرانية في شكلها القومي ويرى البعض أننا نفتقد للهوية المعمارية رغم ثراء تراثنا المعماري. وقد أجمع المشاركون في ورشة الهوية في العمارة السودانية التي أقيمت بدار المهندس أنه لا توجد هوية سودانية جامعة وان السودان متميز بهويات متعددة وذلك لتعدد حضاراته وثقافاته وأديانه .. كما لعب الموقع الجغرافي المتميز للسودان كحلقة وصل بين أفريقيا والوطن العربي دوراً في هذا التعدد كنتاج طبيعي للتعدد القبلي وتداخل الهويات .
ضرورة الحفاظ على التراث العمراني :-
تأتى أهمية الحفاظ على التراث العمراني كمكون رئيسي من مكونات التراث الإنساني من أجل أن تبقى محافظة على خصوصية الهوية الوطنية .. وتأتى أهمية المحافظة على التراث العمراني بدلالتها العميقة في استمرار تفاعل المجتمع وحيويته وتماسكه بعناصر هويته ومكامن قوته وتميزة . أن العمران التاريخي يعكس بأمانة وصدق التحولات التي مر بها السودان ذلك أن الإرث الثقافي عمراناً متضامناً غني بمفرداته وثروته الرمزية والجمالية يعكس بصدق وأمانة بنيات المجتمع السوداني في تحولاته المتعددة . وفى ذلك يقول الدكتور يوسف مختار في مقال له بالعدد الثالث من مجلة اركمانى أن أهمية التراث المادي لا تتوقف عند مرجعيتها على أهميتها التاريخية وإنما تمتد في كشف معالم الاستمرارية والتعبير في الأنظمة الثقافية .. واعتبر أن الموروث المادي القديم والتراثي هو الأكثر قابلية ضمن مجالات أخرى للبحث عن "المشترك" بين فئات المجتمع في الماضي والحاضر ومن ثم تأويله لخدمة قضايا الهوية والوحدة الوطنية ويرى أهمية استغلال الموروث الثقافي لاستلهام المستقبل وشحذ همم المواطنين . أن التحولات السياسية والاقتصادية العميقة التي شهدها السودان قد أدت إلى تدهور مريع في الإرث المعماري السوداني وأدت السطوة المتوحشة على قطاع البناء إلى تحويل العمران والعمارة إلى استثمارات عقارية لا علاقة لها بالمكان وبناسه ويؤكد ذلك الدكتور هاشم خليفة بصحيفة الصحافة الصادرة في 21 / يناير/2007م آذ يقول " أننا انتظرنا طويلاً حتى تأتينا ثقافتنا المعمارية مستوردة مرة أخرى من دول الخليج .. ومن هذه الثقافة النوبية اكتفينا بالملامح السطحية والقشور وغاب عنا جوهرها بكل ما فيه من تجليات ورمزية عميقة .. وهذا واحد من إشكالاتنا الأساسية وولعنا بالمستورد وإحساسنا بالدونية نحو كل ماهو محلى ." أن الإرث في العمران وفق العمارة ثروة حضارية نادرة ومرجعية ثقافية لاغني عنها وهى تستدعى كل الاهتمام وكل الدراسة .. وهى تستدعى بالتأكيد التعريف بها بكونها جزءاً هاماً وفاعلاً في الحضارة السودانية والإنسانية بأسرها .
مقترح مشروع تخرج
من أجل إبراز هوياتنا المتعددة والمحافظة على إرثنا التاريخي والثقافي وحمايته وتوظيفه في الحياة المعاصرة مما يساعد على إيجاد تنمية إنسانية حقيقية وشاملة ومن أجل أولائك الذين لا يرون سوى سودان وسط ونيلي مع هوامشه الصحراوية القريبة فإنني أتقدم بهذه الأطروحة المختصرة للموافقة لي أن يكون مشروعي للتخرج من قسم العمارة بإنشاء مركز يجسد جماع أنماطنا المعمارية في السودان ويؤكد أن العمارة ركيزة من ركائز ثقافة الأمة ... وليكون مركزاً لبحوث متعددة عن العمارة لصيقة المكان والعمارة الإقليمية المناطقية .. والعمارة المناخية والايكولجية والبيئية والعمارة المستدامة وسيكون هذا المركز موئلاً للحراك في ميدان التفتيش عن الإبداع والخصوصية في عمارتنا السودانية ذات العناصر الحية التي يمكن توظيفها بفاعلية في عمارتنا المعاصرة ولسد الفجوة بين الإرث المبني والمعاصرة . واننى آمل في تضافر جهود المعماريين والفنانين واختصاصي علم الإنسان والآثار يين وكل أهل المعرفة الإنسانية لاستغلال هذا المركز. لتوثيق تجربتا الإنسانية بكافة مضامينها وأجد نفسي مشدداً على أهمية التوثيق وضرورة اشتمال المركز على متحف يضم صوراً وخرائط ومعلومات ثرة عن شواهد التنوع المعماري في السودان . أنني التمس إن يكون هذا المركز قبلة للفقراء والمهمشين والذين يخشون دخول الأماكن المغلقة والمسورة والتي لا تغشاها إلا الصفوة .
|
|
|
|
|
|
|
|
|