واحد يعضى لى عبد الرحمن الزومة فى نص راسو ينوبو من الله ثواب!!

Quote: هذه المياه عبد الرحمن الزومة كُتب في: 2007-07-18 ان موسم الفيضانات هو موسم قديم فى كل الدنيا ونحن فى السودان نعرفه ولقد خبرناه منذ أقدم العصور و الفيضان مهما فعل من أضرار فهو فى النهاية خير وبركة. ان هذا المطر الذى ينزل مدراراً تتمنى بعض البلدان أن يصب عليها حتى ولو اقتلع كل منازلها. صحيح أنه على الدولة أن تعمل على تخطيط المدن والقرى فى أماكن بعيدة عن مجارى السيول اذ أن هنالك مقولة مفادها أن السيول لا تعتدى على أحد وان الناس هم الذين يجلسون فى طريقها و صحيح أيضاً انه على الدولة أن تحتاط بقدر ما تستطيع لمكافحة آثار تلك الفيضانات والسيول وذلك بالاستعداد منذ وقت مبكر غير أنه فى بعض السنوات فان معدلات الأمطار والفيضانات من الواضح أنها قد تفوق المعدل المعتاد بشكل كبير وهو أمر يبدو أنه واقع هذا العام لذلك فقد كان من غير اللائق وغير المناسب أن يصور البعض تلك الحوادث وكأن تلك الفيضانات قد أرسلها الله خصيصاً (لفضح) استعدادات الدولة لمجابهة الخريف ويهملون تماماً المجهودات الضخمة التى قامت بها الدولة ممثلة فى كل أجهزتها خاصة الأجهزة الشرطية مثل الدفاع المدنى والذى ظل يعقد الاجتماعات ويقوم بالتحضيرات منذ وقت طويل وهى مجهودات كانت تتم تحت سمع وبصر الشعب ووسائل الاعلام وحتى عندما وقعت الفيضانات واجتاحت السيول بعض المناطق فى ولاية الخرطوم فان الدولة وعلى أعلى مستوياتها كانت هنالك مواسية للمنكوبين ومقدمة لهم المعينات وقد كان البروفيسور الزبير بشير طه وزير الداخلية قد تحرك بعد وقت قليل من عملية الاجتياح الى المناطق المنكوبة فى شرق النيل وفى صحبته أركان حرب الوزارة من كبار قادة الشرطة ومديري جميع الفروع فقدموا الخيام والغذاء والدواء ولقد (خاد) وزير الداخلية فى الطين والوحل ليصل الى المنكوبين وظل موكب وزير الداخلية يجوب كل المناطق المنكوبة فى أنحاء الولاية أيضاً فقد خف نائب رئيس الجمهورية الشيخ على عثمان محمد طه ومعه كبار المسؤولين الى منطقة (أم ضواً بان) باعتبارها من أشد المناطق المتأثرة وتفقدها وكل المناطق المنكوبة، وشاهده العالم كله على شاشات التلفزيون وهو جالس على (البرش) فى مسيد البادراب ومعه الشيخ الطيب الجد وهم يشربون (اللبن) تحفهم السكينة وهم يحتسبون كل ما حدث لهم ولم يظهر عليهم الجزع ولا الخوف باعتبار أن ما حدث كان قضاء وقدراً وحتى حرم السيد الرئيس السيدة (وداد) طافت على المناطق المنكوبة بالطائرة ونزلت وواست الأهل وكذلك فعلت أمينة المرأة الأستاذة رجاء حسن خليفة وكان كل هؤلاء المسؤولون يذكرون المواطنين الذين تعرضوا لتلك النكبات أن يصبروا ويحتسبوا ويطلبوا من الله العون ويشكروه على كل حال ولقد كان المواطنون عند حسن الظن بهم فقد أعلنوا فى كل مكان أنهم راضون بقضاء الله ممتثلون لحكمه ولقد أخبرنى السيد اللواء أحمد امام التهامى مدير قلم المرور أن الناس كانوا يقابلون المسؤولين بالتهليل والتكبير فى كل مكان وهذا هو بيت القصيد ذلك لأن وسائل الاعلام وقادة الرأى عليهم واجب أخلاقى ودينى فى مثل هكذا مواقف وهو مساعدة الناس على أخذ الدروس والعبر ومقابلة مثل هذه الكوارث أولاً بالشكر لله على قضائه وعلى لطفه فى ذلك القضاء لأن الأمر كان من الممكن أن يكون أسوأ من ذلك ونحن نشاهد ما يجرى فى العالم نتيجة لمثل هذه الفيضانات. غير أن تصوير الأمر بواسطة البعض وكأنه معركة بين قوى الطبيعة والحكومة فهذا أمر غير طيب ونسيان لحقائق حياتية وعقدية أساسية لكننى عندما أستعرض بعض حملة الأقلام وبعض السياسيين فى هذا البلد وهم يتناولون هذه الأحداث على النحو الذى نشاهده لا أستغرب ما يصدر منهم من (خفة) وتهافت لايحسدون عليه ولا أملك الا أن أسأل الله اللطف. Çã