واحد يعضى لى عبد الرحمن الزومة فى نص راسو ينوبو من الله ثواب!!

Quote: وجه من الجنوب عبد الرحمن الزومة كُتب في: 2007-08-22 الأستاذ كور ماج شول هو نائب مفوض الاغاثة واعادة التعمير بحكومة جنوب السودان وممثل حكومة جنوب السودان فى مفوضية الاغاثة واعادة التعمير وهى واحدة من المفوضيات التى تم انشاؤها بمقتضى اتفاقية السلام الشاملة من أجل اعادة توطين النازحين واللاجئين من أبناء الولايات الجنوبية الذين اضطرتهم ظروف الحرب طيلة السنوات الماضية الى ترك ديارهم لذلك فقد كان انشاء هذه المفوضية من أهم الخطوات التى اتفق عليها مفاوضو( نيفاشا) وعليه فان النجاح فيها يعتبر مفصلياً وحاسماً لمعرفة مدى نجاح السلام لأنه اذا لم يتم اعادة ترحيل أولئك النازحين الى ديارهم التى نزحوا منها نتيجة للحرب واعادة تأهيلهم حتى يسهموا فى مناطقهم فهذا له معنى واحد وهو ان حالة الحرب لا تزال قائمة. لقد لفت الأستاذ كور ماج نظرى عندما كان يتحدث فى اللقاء الجماهيرى الذى نظم فى (بانتيو) حاضرة ولاية الوحدة يوم السبت الماضى على شرف الوفد الذى زار الولاية برئاسة الدكتور عوض أحمد الجاو وزير الطاقة وذلك من أجل الوقوف مع أهلها فى مواجهة الآثار التى خلفتها السيول والفيضانات خاصة فى جانب (الثروة الحيوانية). لم يكن ما قاله الأستاذ كور ماج كثيراً غير أن الكلمات البسيطة التى تكرم بها أمام الجماهير تميزت بشئ من الرزانة والعمق و (الحكمة). قال لهم ان (الموية خير من ربنا) وهى ليست كارثة وهى اى (المطر) امتحان وقال لهم ان المواد التى أتت بها القافلة التى جاءت من الخرطوم قليلة غير أنها اذا ما تم استخدامها بطريقة صحيحة فانها يمكن أن تحدث أثراً كبيراً لكن النقطة التى لفتت انتباهى فى حديث الأخ كور ماج هى قوله ان الانسان يجب أن يرضى بالقليل لأن (جشع الانسان لا ينتهى) وهى عبارة تساوي فى معناها المثل القائل (العين لا يملأها غير التراب!) واعتقد ان عدداً من الاعلاميين قد لفت نظرهم ما لفت نظرى فى شخصية السيد كور ماج لذلك فقد اقترح بعض منهم ونحن على متن الطائرة فى طريق العودة الى الخرطوم أن تتم دعوة السيد كور ماج للحديث معهم حول الزيارة وحول العودة الطوعية للنازحين الى جنوب السودان وبالفعل دعوت الرجل فلبى النداء فى سماحة وجاء الى (ركن الاعلاميين) فى الطائرة وتحدث اليهم حول شتى الموضوعات ولقد استمر حديثه حتى أعلن كابتن الطائرة بدء (الهبوط التدريجى نحو مطار الخرطوم). تحدث الرجل حول المهمة العظيمة التى يضطلع بها وشرح الخطط التى تم وضعها والخطوات التى تم اتخاذها من أجل ترتيب العودة الطوعية لأولئك النازحين وقدم احصائيات مفصلة حول عدد النازحين الجنوبيين وتعرض للمشاكل والمعوقات التى تعترض البرنامج ومنها التمويل. سألت الرجل عن نظرته للفترة التى قضاها النازحون الجنوبيون بين اخوانهم فى الشمال وعما اذا كانت تلك التجربة سيكون لها مردود ايجابى أم سلبى على مستقبل الوحدة بين الشمال والجنوب. حقاً لقد أذهلنى الرجل باجابته أو بالأحرى بنظرته الثاقبة والمتقدمة نحو المسألة. قال الرجل انه يعتبر تلك التجربة مفيدة جداً لأولئك النازحين فقد اكتسبوا خبرات عظيمة ستساعدهم فى بناء الجنوب. قال انه أخبر العديد من ولاة الولايات الجنوبية بذلك وأن عليهم أن (يستفيدوا) من أؤلئك النازحين. قال ان مكوث هؤلاء النازحين فى الشمال أكسبهم مقدرة على (الصبر) نتيجة للظروف الصعبة التى عاشوها وعلمتهم (قيمة القرش) وقيمة العمل. أفصح الرجل عن آراء غاية فى الرقى والمسئولية منها أن العلاقات الطيبة التى أقامها النازحون مع اخوانهم فى الشمال ستكون ذات مردود ايجابى على مستقبل السودان. قال انه يرى ان عائدات البترول لا يجب أن تذهب (فى المرتبات) بل فى انشاء البنى التحتية وقال ان أهل الجنوب يجب أن يقدروا ما تقوم به (وزارة الطاقة) من تنمية فى الجنوب (لأن عوض الجاز ما حيشيل معاه الشوارع) بل ستكون لأهل الجنوب ولأولادهم. انها نظرة حضارية تنطلق من رجل ينظر الى مستقبل الوطن وهو لا يرى أى مستقبل له الا فى وحدة الشعب والوطن.