الشمالية اتخمت بالمشاريع المتلاحقة حتى تقيأت كجبار !

Quote: إستفهامات ما يجري في الشمالية ليس سداً أحمد المصطفي إبراهيم كُتب في: 2006-12-21 على مدى عدة شهور، وفي كل أسبوع ثلاث مرات وعلى طول الطريق من الخرطوم إلى مدينة جياد حيث يقيم صديقي الأستاذ أحمد محمد صالح المنصوري، وهو يحكي لي عن ظلم الدولة لأهله المناصير، ولا أملك إلا القليل من المعلومات عن الشمالية في ذلك الوقت. وزرت الشمالية بعد ذلك، ولكن الشمالية جداً حلفا ودنقلا في أغسطس الماضي، وكتبت عن ذلك خواطر نشرت في هذه الصحيفة. يوم الجمعة 8/12/2006 م تحققت واحدة من أمانيّ، وهي أن أرى سد مروي في رحلة الاتحاد العام للصحافيين. الذي رأى خزان سنار ورأى خزان جبل الأولياء وخزان الروصيرص، يحسب أنه لن يدهشه سد آخر غير السد العالي والذي غنى له عبد الحليم حافظ «نحن بنينا السد العالي»، بهذه العقلية ذهبت الى مروي لأرى كيف تبنى السدود، لأني لم أشهد بناء السدود التي ذكرت. لا داعي لتفاصيل الرحلة من طائرة وبص ورفقة طيبة وحسن استقبال وضيافة، فكل ذلك مرجو من إدارة تبني سدا بـ 1.9 مليار دولار. ولكن الجديد أن الذي في الشمالية الآن هو عمارة أرض حقيقية، فهناك طرق وجسور تربط بين الضفتين ستغير وجه الحياة في الشمالية «وهنا أعني المديرية الشمالية القديمة واسمها الحالي ولاية نهر النيل + الولاية الشمالية». فرح الناس بطريق شريان الشمال يحتاج عدة مضاعفات ليليق الفرح القادم بما يجري وهو: 1 / كبري شندي المتمة «وداعا للبنطون». 2 / كبري مروي كريمة «وقد رأيته بأم عيني والعمل فيه يسير طيبا «وكله بـ 12 مليون دولار فقط» وقد سبق لي عبور النهر بين كريمة ومروي بالبنطون «لا حول ولا قوة إلا بالله». 3 / كبري عطبرة أم الطيور، ومن يكتب فيه شعراً والبروف والمجذوب ذهبا للدار الآخرة. 4 / كبري دنقلا السليم «يا ربي فول السليم ح يرخص بعد الكبري؟». وكل كبري من هذه هو حياة منطقة كاملة، إذ بطرفي كل كبري منها طريق مسفلت يربط بمدينة أخرى، ويمر عبر قرى لم يكن لها رابط إلا قبلة الصلاة. مجموع هذه الطرق 956 كلم. وهذه قائمة الطرق وأطوالها: طريق عطبرة مروي 262 كلم، طريق كريمة دنقلا 172 كلم، طريق السليم حلفا وآه لو تم طريق من حلفا لأم الدنيا ليلتقي أبو الدنيا بأمها «أخواننا المصريون يقولون مصر أم الدنيا». وطريق شريان الشمال أو أم درمان الملتقى الذي كان بالخلطة الباردة، وهذا كان عيباً أساسيا يجري العمل فيه بخلطة ساخنة وبمواصفات جديدة وطوله 310 كلم، بالإضافة لطرق داخلية بمدن مروي وكريمة. كل ذلك حتى لا يغني صديقنا السر عثمان الطيب «ناعم ترابا على جسيماتن رقد». ما يجري هناك ليس سداً فقط، وإنما إعادة حياة وعمارة أرض كاملة. نواصل بإذن الله.