(رباح الصادق تكتب) تعقيباً على الدكتور حمدنا الله .. بل النساء لهن منه

الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-16-2025, 05:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-07-2007, 06:55 AM

Basheer abusalif

تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 1500

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
(رباح الصادق تكتب) تعقيباً على الدكتور حمدنا الله .. بل النساء لهن منه

    هذا المقال كتبته رباح الصادق تعقيبا علي الدكتور حمدناالله في رده علي رشا عوض في مقالها لسيد أحمد خليفة الذي أعدنا نشره هنا سابقا.
    -------------------------------------------------------------------------

    بيننا

    تعقيباً على الدكتور حمدنا الله .. بل النساء لهن منه

    رباح الصادق


    في صحافة الأربعاء 1 أغسطس الجاري كتب الدكتور عبد الله حمدنا الله بعنوان (النساء ليس لهن منه) مداخلا كتابة الحميراء (رشا عوض) وكتابتنا حول العنف اللفظي ضد النساء، وجملة مقال الدكتور حمدنا الله تنصب في استنكار الدعوة لضبط الخطاب الموجه للنساء قانونيا، وفي مراجعات ونظرات نود أن نداخل بعضها في بيننا اليوم.

    وقبل أن نلج لب الموضوع نود أن نبتدر بإطارين أوليين، فلا يُظَن أننا غضبنا من الدكتور حمدنا الله غضبة تميمة كما وصف غضبتنا الأولى، إشارة للبيت (إذا غضبت عليك بنو تميم حسبت الناس كلهم غضابا) فتميم نفسها لم تعدم من استهزأ بها كالنواسي حينما عدها وغيرها وقال (ليس الأعاريب عند الله من أحد!) وآخر قال:

    ولو أن برغوثا على ظهر نملة تهدد أشياخ تميم لولت

    فنحن لم نغضب من الدكتور حمدنا الله، ولن نغضب منه بإذن الله، وقد سبقت منه أياد ونظرات حمدناها له مع غيرنا من أبناء الشعب السوداني فما فتئ ينظر بعين ممحصة وعقل مطلع، ومثل هذا الريادة قد غفرت لأهل بدر ما تقدم من ذنبهم وما تأخر.. وحسب المرء أن يجهد في أمر بلاده والتعريف بثقافتها حسبه من ذلك بدرية. هذا هو الإطار الأول.

    والإطار الثاني هو موافقتنا معه أنما القانون ليس الوسيلة الأفضل لكبح جماح العنف ضد المرأة سواء أكان ذلك جسديا أم معنويا ولفظيا. وإن كنا وافقنا عليه كأحد الكابحات مثلما تفعل مجتمعات كثيرة في الغرب الآن بحيث يكون للنيل من إثنية معينة أو من النوع النسائي، يكون لها مستتبعات ومساءلات وغرامات وما إليه. ولكن تلك المجتمعات ليست بالمثال الذي يقتدى لنا سواء في حقوق الإثنيات أو في حقوق النساء، فاللامساواة الثقافية فيها (وهذه تقاس بالخطاب وتقدير القيمة وما إليه) تفوق بدرجات كبيرة اللا مساواة الهيكلية (وهذه تقاس بالمناصب والتمثيل في هياكل الدولة والمجتمع). وفي مجتمعنا فإن خطاب القيمة أفضل من غيره، وهذا تدل عليه دراسات كثيرة منها دراسة الدكتور عبد الله علي إبراهيم في مقاله حول (ما وراء أحاجي المرأة السودانية) وما فتئنا نحتفي بالنظرات المقارنية في ذلك المقال التي ترى أن خطاب النساء في السودان ينتصر لمثال النساء (أو نظرة النساء لأنفسهن) في مقابل مجتمعات شرقية وغربية أخرى ينتصر فيها خطاب النساء لمثال للنساء (أو النظرة الذكورية لهن).. نعم القانون ليس الوسيلة الأفضل، ولكن قد تدفع إليه لحظات يائسة.

    أول فكرة نود مداخلتها قوله إن النساء اللائي لمعن في أي مجال كن تابعات لرجال، فالفيلسوفات اللائي أخرجتهن الأستاذة آمال عباس في ردها على مقال الأستاذ صلاح الدين عووضة (منكوتات) من ماض الفلسفة اليونانية السحيق وقد عشن على هامشها وليس متنها، وكن تلميذات لفيثاغورس أو معلمات لسقراط فتعريفهن بالرجال وليس بكسبهن. ووالله إن هذا الذي ساقه الدكتور حمدنا الله هو الوجع الذي يقض مضجعنا، فمنذا الذي يحدد المتن والهامش؟!. إنه الخطاب الذكوري، وقد جرت القسمة منذ آماد بعيدة فجعلت للرجل (الكتابة) وللمرأة (الحكي) كما وصف بدقة الناقد عبد الله الغذامي في كتابيه عن (المرأة واللغة). والخطاب أو القلم الذكوري ظل دائما يصنف النساء كهامش، ولو جاء ذَكَرٌ بدون ما أتين به أثبته في المتن.

    وهذا هو ما أسمته بنت الشاطئ كما ذكرنا بمحنة الوأد العاطفي (وأقول: المعنوي)، فالنساء اللائي قبرن أحياء في بعض ثقافات الماضي، قبر ذكرهن ميتات بألا تدون آثارهن حتى ولو بززن الرجال. لقد أشار لهذا المرحوم الطيب محمد الطيب ببراءة وطهر من لا يصدق أن النساء كن يقذفن للهامش فقط لأنهن نساء!. في كتابه (المسيد) تتبع شيخات النساء، فوجد أسماءهن فقط ضمن الترجمة لتلامذتهن أو ذويهن الرجال. فشيخ نال العلم على يدي امرأة يترجم له ابن ضيف الله ولكنه يسقطها ويجعلها بهامش ترجمة تلميذها. وهنالك الشيخة أمونة بت عبود التي سميت باسمها مقابر و(حلة) قومها، ولكن الطيب انتبه لها فقط وهو يقرأ لرفاعة الطهطاوي. هل ذلك لأن الشيخة أمونة كانت في (هامش)؟ لا والله.. إنما همّشت.. همشتها الأقلام الذكورية التي لا تعتد إلا باللحية والشارب والعصا والجلباب والصوت الخشن.. وغير ذلك من مظاهر الذكورة فإن غابت غاب الاهتمام وغاب الرصد والتدوين!.

    نعم وعلى مر العصور حاول رجال ونساء بعث أسماء النساء اللائي برعن في مختلف ضروب المعرفة والفنون، ولكن التدوين بعد فوات الأوان لا يجدي كثيرا، لقد قبرت النساء بفعل الصلف الذكوري ولن يجدينا الآن نبش القبور. إن دقة تدوين السيرة النبوية أظهرت لنا أن أول مؤمن، وأول شهيد، وأعلم الناس بالدين كن نساء: خديجة وسمية والحميراء.. ولو اتبع ذلك النهج لما بعده من زمان، ولو لم تدخل رياح التقبير الذكورية، فإن النساء إن لم يسبق ذكرهن لما كان حالهن كالآن: في الهامش الذي تبرع بتسميته الدكتور حمدنا الله!.

    قال الدكتور إن ما ناله قاسم أمين في دعوته لتحرير المرأة أضعاف ما نالته النساء. وأن الشيخ بابكر بدري هو وتلامذته الذين نادوا لتعليم النساء وتكفلوا بمعركة تحريرهن. وهذا الذي قاله ليس خاطئا بمقاييس الإخبار المعروفة. ولكنه مجتزأ من مدونات تلك الأيام.

    لقد أثبت الدكتور محمد عمارة في دراسته وتحقيقه للأعمال الكاملة لقاسم أمين، أن دعوة قاسم أمين لتحرير المرأة كان وراءها تتلمذه على يدي الشيخ محمد عبده. وأن قاسما بكتابه (المصريون) الصادر 1894؛ كان يحتوي على نظرات قمة في التقليدية عن المرأة، والانقلاب الذي حدث في كتابه (تحرير المرأة) سنة 1899م كان بسبب اعتناقه للأفكار الجديدة لدى الشيخ محمد عبده. ولكننا (نظن) أن موقف الشيخ محمد عبده ذلك وراءه امرأة!.. فهذا ليس جديدا في التاريخ الإسلامي، ولدى كل من تقدمت آراؤه باتجاه النساء: (فتش عن المرأة) التي نقلته تلك النقلة!. والعكس ليس دائما صحيحا، فالمجتمع يتبّرع بنقل الأفكار الحاطة بالنساء وتوزيعها يمنة ويسرة، هذه الأفكار يقف ممتحنا لها بعض ممن يحبون أن يتوافق الفكر مع الواقع. هكذا فعل الإباضية وكانت على رأسهم (غزالة)، وفعل الإمام ابن حزم فكان متقدما باتجاه النظر للنساء ومعلماته كن نساء، وفعل الإمام الصادق المهدي وقال في كتابه الأخير (حقوق المرأة الإسلامية والإنسانية): "السبب المباشر في فتح ذهني لرؤية منصفة للمرأة تأثري البالغ بوالدتي السيدة رحمة عبدالله". لأن ما رآه من رجحان عقلها ناقض ما قرأ.

    وهذه (الرحمة) المذكورة هي هي التي أشار لها الدكتور حمدنا الله بالناقدة الأدبية ذات الصالون وهي بنت إحدى أعرق الأسر في أم درمان وسألنا لو كنا سمعنا بها؟!... نعم سمعنا بها وبزوجات المناضلين اللائي جاروهم وربما فاقوهم صلابة. ونضيف أن الشيخ بابكر بدري نفسه ما كان وقف موقفه ذاك لولا تأثره البالغ بالحاجة مدينة بنت محمد دياب: والدته التي سار خلفها مبايعا للمهدي، ومقاتلا في جردة ود النجومي، وذلك باعترافه في مذكراته (حياتي) ولا يخفى لذي قلب أو مستمع شهيد أثرها عليه وعلى تكوينه، وعلى حمله لراية رفعة النساء!. فهل نقول إن رحمة أو مدينة هامش؟!. نعم همشهما التاريخ، ولكن الله يرى، وذوو البصائر!.

    ولا شك لدينا أن قاسم أمين، سواء أكانت وراءه أو وراء أستاذه امرأة أم لم تكن، قد عاصر أخريات نادين بمثل ما نادى به أو بادرن، ولكنهن ذهبن ضحية التقبير الذكوري. مثلا الأستاذ شعبان يوسف يكتب عن ملك حفني ناصف (باحثة البادية) ويصفها بـ (الرائدة المنسية)، وكانت مي زيادة (وكان وشيخه من مرتادي صالونها)، وهدى شعراوي، وغيرهن، وسيأتي اليوم الذي يذكر فيه الناس قاسم أمين وحسب.. والنساء: يمتنعن! بتعبير الأستاذ عووضة الذي عنى أنهن ليس لهن من الفلسفة شيئا: وبتعبيرنا الذي نعني به أنه ليس لهن من الذكر في المنطق الذكوري شيئا!.

    هذه الحقيقة تتبدى كل يوم وفي كل ملف ترى فيه النساء يغزلن خيوط اليوم، والرجال يلتفحون النسيج آخره!. وتذكّر بها دراسة الدكتور سيد حامد حريز عن (الحكاية الشعبية لدى الجعليين). وقد صدر بحثه بتأكيد أن القص الشعبي لدى الجعليين فن خاص بالنساء ويقص الرجال شذوذا عن العرف. وبالرغم من ذلك فإنه جمع من 29 راو وكانت النساء اثنتين فقط!! الأولى تلميذة صغيرة والثانية مسنة رفضت تسجيل اسمها. فحكاية الرجال للقصص على أرض الواقع شذوذ عن العرف، ولكن تدوين القصص من النساء في المقابل شذوذ في عرف التدوين!!. أنظر أيها الدكتور حمدنا الله: هكذا كن الأصل في متن الواقع، ولكن الهامش لدى التدوين!!.

    ولهذا قالت إحدى الناقدات أن الحداثة (وقد استندت على التدوين) هي محض تمجيد للذكر وجنسويته.. وهي وما بعدها تركز في كل يوم مفهوم أن النساء وجدن على الهامش، وأن الرجال هم الذين رفعوا عن النساء أغلالهن وإصرهن لما برزت دعوة رفعه. لهذا كان يأسنا شديدا لأن مقابلة إرث كامل من الكتب والأقلام والأحداث لا يمكن أن يتم عبر صيحات كهذه التي نطلقها. وتمنينا أن يسعف القانون: وكفى بك داء أن ترى الموت شافيا! لأن القانون لن يحيي ضمير الصلف الذكوري الميت بل يزيده مواتا!..

    لكن، وحتى لو لم تكن صيحاتنا هذه ذات بال: وكانت غضباتنا (التميمية) تتوارى أمام النمال والبراغيث الذكورية ?ناهيك عن أسودها ذات اللجج ونمورها ذات الأنياب!- (ونحن هنا لا نقصد الذكور ولكن نقصد الذكوريين منهم والنساء اللائي لففن لفهم وهم جزء مقدر)، وأمام النسيان المستمر و(الإنساء) المقصود، فإننا نكتفي بموافقة الدكتور حمدنا الله جزئيا بأن النساء ليس لهن من التدوين، وإن لم تدون فعلا ما فإنه ينمحي كأن لم يوجد! ولكن لهن أكثر مما نتخيل من الفعل الحقيقي الذي سقط وحاول الدكتور أن يذكّرنا ببعضه، وبعضه لا يعلمه هو ولا نحن، ولكن يعلمه رب العباد:

    كم كم من فقيرة وزاهدة فينا نسوها

    كم من راية رافعات ليها كم درسوها

    كم ذاكرات وكم كاتبات كتيـــر دسوها

    عِن رب العباد ما بنسى إن بخسوها

    **

    كم خيلا تجقلب وينشكر حمـــــّاد

    وكم نسوان تدرّب والرجال غمّاد

    كم صالحات تكرّب تقوى الله زاد

    واقفات في المبادي وصاينات للبلاد

    وليبقَ ما بيننا


    http://www.alsahafa.sd/Raay_view.aspx?id=38274
                  

08-07-2007, 07:01 AM

Basheer abusalif

تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 1500

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (رباح الصادق تكتب) تعقيباً على الدكتور حمدنا الله .. بل النساء لهن منه (Re: Basheer abusalif)
                  

08-07-2007, 07:10 AM

Basheer abusalif

تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 1500

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (رباح الصادق تكتب) تعقيباً على الدكتور حمدنا الله .. بل النساء لهن منه (Re: Basheer abusalif)

    ًو هذا هو مقال الدكتور عبدالله حمدناالله بالصحافة
    ----------------------------------------------------------------------

    النساء ليس لهن منه
    د.عبدالله حمدنا الله


    * حتى لا تنتاشني أقلام السيدات الفضليات اللواتي خرجن علينا في يوم السبت الماضي في غضبة تميمية، أقول العنوان أعلاه ورد في سياق موجب وليس سياق سالب تجاه قضايا المرأة، وهو مجتزأ من قصيدة لحافظ ابراهيم، قالها عند خروج أول مظاهرة نسائية قادتها هدى شعراوي، ومطلعها:
    خرج الغواني يحتججن ورحت أرقب جمعهنه
    فإذا بهن تخذن من سود الثياب شعارهنه
    طبعاً، الذي يريد أن يأخذ النص بمعزل عن سياقه التاريخي، وأثره وأمثاله في الاصلاح الاجتماعي، والسير بقضية المرأة خطوات متقدمة، الذي يريد ذلك سيتحدث عن الثقافة الذكورية، والفاظ العنف ضد المرأة، غير متحسب الى أن ما لاقاه قاسم أمين مثلاً اضعاف ما لاقته هدى شعراوي.
    والسيدات الفضليات اللواتي خرجن علينا، هن الاستاذة/ رشا عوض، التي افترعت هذا الموضوع من قبل، حيث أثارها- وفقاً لما قالته الفضلى رباح الصادق- العنف اللفظي ضد النساء الذي يمارسه عدد من قادة الرأى في بلادنا، كالاستاذ سيد أحمد خليفة، وعثمان ميرغني، والبوني، وصلاح الدين عووضة، وتساءلت إلام يستمر بدون مساءلة قانونية (الصحافة- السبت 28 يوليو 2007م).
    السيدة رباح من جانبها لم تقصر، وإن كانت أرحب نظراً، حين نظرت الى الفاظ العنف ضد المرأة ليس قاصراً على الرجال، فالنساء أيضاً كاتبات ومبدعات يرتكبن ذات المحظور، وهو النظر إلى صفات الرجولة بوصفها المعيار الامثل الذي تقاس به النساء، مما يعد انهزاماً نسائياً منتشراً بأكثر مما يمكن حصره في أسماء معدودة (ذات الصحيفة).
    السيدة رشاد عادت في صحيفة «السوداني» في ذات اليوم الذي كتبت فيه الفضلى رباح في «الصحافة»، لتكتب حواراً مستفزاً انتهى متسامحاً، منتصراً للمرأة حين سحب الرجل سؤاله في نهاية لها ألف وجه غير تلك التي بدأت سافلاً يناسبها رأسها، وكأنها عادت عن المساءلة القانونية عن رأى وليس حمل سلاح، لكن مجرد الركون الى الحوار عودة الى الاصل الذي نرجو ألا تنال منه دعوة السيدة رباح الى ضبطه، مما يفتح أبواباً من الخير إغلاقها، مع الايمان بأن ضابط الخطاب، الوعي والمسؤولية واحترام الآخر.
    غير بعيد عن هذا استفزازاً صلاح عووضة للفضلى آمال عباس، حين ذهب الى عدم وجود فيلسوفات بين النساء، الأمر الذي دفع آمال عباس الى محاولة استقصاء فيلسوفات على مر التاريخ، لم تذكر منهن إلا فيلسوفات من عهد اليونان، عشن على هامش الفلسفة وليس في متنها، وما كتبته آمال عباس يسلكها وفقاً لمقولات زميلاتها تحت طائلة استعمال ألفاظ العنف ضد المرأة، ويسلكها تحت المنهزمات للثقافة الذكورية، فجميع من ذكرتهن إما من المدرسة الفيثاغورسية الذي هو رجل بالطبع، او معلمات لسقراط، فتعريفهن بالرجال، وليس بكسبهن النظري.
    على كل حال ليست هذه القضية، فوعي الرجل والمرأة أصبح فوق هذا بكثير، لكن القضية الاخطر، أن الحساسية المفرطة لدى بعض كاتباتنا أحالتنا الى ردة تاريخية، نعوذ من ذكرنا- وهن نيرات الفكر ذات اسهامات رصينة- أن يقعن في مثلها، فقد تجاوزت الحركة النسائية طفولتها التي بدأت فيها وكأن قضيتها الاولى ضد الرجل، خاصة حين وجهت سهامها نحو دائرتها الأقرب، وهى قانون الاحوال الشخصية.
    لكن طبيعة الحركة النسائية السودانية التي كانت أكثر اعتدالاً من سائر الحركات النسائية في الوطن العربي، وأكثر وفاءً والتصاقاً بمجتمعها، وعدم مصادمته، اضافة الى الانتقال الكبير الذي احدثه حصول المرأة على حقوقها السياسية بعد ثورة اكتوبر، جعل الحركة تنتقل من همومها المحدودة الى مجال أرحب، حينئذٍ تحولت القضية من رجل وامرأة الى قضية مجتمع يواجه تحديات واقعه على كليهما، تتمثل في التحديث والاصلاح الاجتماعي ونشر الوعي. القضية اصبحت ليست حق من يؤخذ ممن، القضية قضية مجتمع تقرر فيه الحقوق والواجبات وفق مصلحة المجتمع نفسه، وكل رجعة إلى قضايا طفولة الحركة النسائية هى سباحة ضد التيار، وخصوصاً إذا صحبتها دعوات الى المساءلة القانونية، أو ضبط الخطاب، دون بيان محددات الضبط.
    هنا سؤال أرجو ألا يدخل ضمن الثقافة الذكورية، أو استعمال الفاظ العنف ضد النساء، مما يعرض لدعوى المساءلة القانونية، وهو أيهما أكثر خدمة لقضايا المرأة في السودان على المستوى العملي والنظري؟ هل هو الرجل أم المرأة؟
    تظل المرأة تفخر ونحن معها بنساء السودان، لكن هل نزعت إحداهن نزوعاً ايجابياً لخدمة قضية المرأة في زمن متقدم، مثلما فعل الشيخ بابكر بدري؟ وبالمناسبة وهذا اسوقه للباحثين، ليس الشيخ بابكر بدري وحده من وقف ذلك الموقف، بل تلامذة بابكر بدري ممن يمكن أن نسميهم بالبدرية وقفوا ذات الموقف، أمثال شيخ البنا وشعره في تعليم المرأة، وعبيد عبد النور (يا أم ضفائر قودي الرسن) وهلم جرا.
    بل على المستوى النظري هل كتبت احداهن مثلما كتب محمود حمدي عن قضايا المرأة قبل خمس وسبعين سنة، وهل ادرعت إحداهن بالجرأة التي ادرع بها، بما فيهن كاتبات اليوم، ويمكن أن نسوق غير هذا كثيراً.
    الحساسية المفرطة لا يجب أن تصرفنا عن القضية الاساس، وهى أن الرجل والمرأة معاً مواجهان بقضايا التخلف والإصلاح الاجتماعي، وهى قضايا مشتركة لن يسكت أحد عن مواجهتها اتقاءً للحساسية الزائدة، فما عاد استرضاء المرأة عن طريق حرير الكلام، أو ضعفها، مبرراً للسكوت.
    ارجو ألا يفهم من مواجهة المرأة للرجل بأنه هروب من تاريخها، إذ ان تاريخ المرأة السودانية ناضر ومشرق، لكن كثيراً ما أشعر بقطعية بينه وبين حاضر النساء اللاتي لم يسعين إلا لمعرفة المشهورات منهن، وإلا فهل بحثن عن تلك التي كان زوجها مطارداً يخدم القضية الوطنية في وقت باكر، وجاء الأمن لتفتيش منزله، وكان معهم سوداني حدثته نفسه بزوجة المناضل ولكنها لقنته درساً ظل مدى التاريخ حين قالت له: في سبيل من شرد صاحب هذا المنزل؟
    هل عرفت الحركة النسائية زوجة ذلك الوطني الذي جاء البوليس إلى منزله وكان غائباً، وفي المنزل وثائق تكشف عن كثير من جوانب الحركة الوطنية السودانية، فما كان من تلك الزوجة إلا أن القت بالأوراق في حفرة الدخان، وقعدت عليها محتملة ناراً لا تحتمل.
    هل سمعت النساء ببنت احدى اعرق الاسر في ام درمان التي كان لها صالون ادبي يرتاده كبار المثقفين، وهى تنتقد هذا، وتوجه هذا، وكان نقدها صائباً وهى التي لم تتلق من التعليم غير اليسير، كانت مي زيادة السودان.
    هل سمعت النساء بفلانة، وفلانة، وفلانة، إلى أن تدرك شهرزاد الصباح.
    سيداتي الفضليات، الحركة النسائية السودانية تصالحت مع مجتمعها منذ وقت مبكر، ولا فكاك من هذا التصالح، فلنتحاور بهدوء لمصلحة الجميع، بدلاً عن تحول الأنامل إلى مخالب، والدعوة إلى المساءلة القانونية في قضايا الرأى. وما أراها إلا دعوة نكد بابها الشر، ومن الخير إغلاقه.



    http://www.alsahafa.sd/Raay_view.aspx?id=38150
                  

08-07-2007, 07:24 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (رباح الصادق تكتب) تعقيباً على الدكتور حمدنا الله .. بل النساء لهن منه (Re: Basheer abusalif)

    لرشا عوض ورباح الصادق .. ومثيلاتكن!!

    لنا مهدي عبدالله


    قرأت منذ يومين رد الحبيبة رباح الصادق على دكتور عبدالله حمدنا الله في الصحافة حول العنف اللفظي ضد النساء!

    http://www.alsahafa.sd/Raay_view.aspx?id=38274

    و كان هو قد رد بدوره على مقال الحبيبة رشا عوض رداً على الأستاذ سيد أحمد خليفة في صحيفة السوداني

    http://www.alsudani.info/index.php?type=3&id=2147519577

    فأتت كلماتي الموجوعة هذه!

    قال اخرسي

    ولتكف الحروف

    فبعض النساء خواء

    وبعض النساء افتراء

    وبعضهن الخلوف

    قال اخرسي

    ولتئني بعيدا

    ولا بأس لو لف فتق الجراح الصديدا

    ولتخنعي

    فتمرد بعض الحريم مهين

    ولتخلعي

    ثوب فهم و دين

    ولتنكصي

    فكيان قرارك في الآفلين

    ولتنكثي

    عهد درب مكين

    لا تخرجي بل توخي القعودا

    فكل النساء هلام

    وكل النساء انهزام

    ولتربطي تاء تحتٍ بسحتٍ

    وبؤس القدومِ

    وشؤم كبوم

    وعار

    ونار

    تحفّ الديار

    وهم و غم

    وثوب فناء

    إذا ما كف عن ناجذيك الحياء

    فقرّي وراء ستار النوافذ

    وعضي على قاهريك النواجذ

    وإياكِ لو نور فكر رآكِ

    فوجهك عورة

    وعقلك فوْرة

    فواو ونون

    تحيي

    تميت

    و واو و نون

    هراوة قمع مقيت

    يكفّن إبداع (أنثى) ب(تاء)

    ووجه الجمال تحنّط –قسراً-كالمومياء

    وقدس القداس

    حريم الحرم

    ولتخرسي

    ولتحطّي القلم!
                  

08-07-2007, 07:45 AM

Basheer abusalif

تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 1500

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (رباح الصادق تكتب) تعقيباً على الدكتور حمدنا الله .. بل النساء لهن منه (Re: Basheer abusalif)

    شكرا استاذ منصور المفتاح
    كنت اود نقل القصيدة التي كتبتها (لنا مهدي) هنا ايضا وسبقتني انت بذلك فلك الشكر و التقدير علي المتابعة.
    المقالات و شكل النقاش مجمله نقاشا جميلا و يفتح نوافذا جديدة لفهم متقدم في التعامل (الذكوري أو الانثوي)، انا اتفق مع أن الرجل السوداني يحمل تقديرا اكثر للمرأة، لكن واقع تعبيراته و بعض ممارساته تنفي ذلك و بالاخص في مسألة العنف اللفظي، فالبعض يقوم بذلك العنف، و البعض الاخر يدافع عنه، فالسؤال هل سبب ذلك قناعات دفينة أو مترسبة لدي بعض الرجال بهذا (الهامش) مكانة للمرأة في المجتمع، أم هو وعي ناقص بأن العنف اللفظي هو في الحقيقة (عنف) ايضا؟ بل و أشد.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de