الله عليك يا أمجد ياخ .. السرد الحلو , و اللغة الوقور المحتشدة بجميل المفردة و سلاسة الجملة و الفكرة التي تتزيا بالأدب . ثم .. ضحكت أقرأك و أنا أستمتع - كأغبش لعين - حال تبوأ فضلات الغبش مكاناً ما كان لهم ان يحلموا واطئيه حتى في أسوأ كوابيسهم ( وهم يعلم الله لا عندهم أب كباس و لا يحزنون .. فصاحبنا أب كباس ينام حيث المتخمون .. مالو و مال الهم ) . و عنّ لي أن أوسع الحكاية شوية - أيضاً كحال الغلابة الحاقدين - و أن امسرحها ( كوميديا سوداء ) .. فسرحت فيما سرحت فيه و رحلة لصديقتنا الـ " قارديا " .. مسحوقة صاحبتنا و ميتين أبو أهلها طالع هناك في أطراف المدن , تساكن الغلابة و تعاشرهم و تشاركهم فتات العيش و تزهج و تزهج و تزهج من قلة " العضة " فتقرر إنتهاز أول فرصة ( خروجٍ ) من هذه الإمعاء التعسة , فتنال مرادها قبالة القصر الأبيض على النيل الأزرق , حيث انزنق " الحاضن " الطيب هناك , و لم يسعفه القدر و لا الوالي ولا القيصر ولا أبو النوم بمكان يليق " مستراحا " يستريح فيه , فبهلها حيث هي بحمولاتها الآيدلوجية .. و إتفك ياخ . ثم تقوم المسكينة بعقد اتفاقا ( هجينا ) مع إحدى " الناقلات " المجنحة .. فتطير تلك الآفة بالآفة .. و تطير تطير حاملة لها .. و ترك حاطةٌ فوق أم رأس ذلك " الما لذ و طاب " .. و من ثم واجدة نفسها مبلوعة مُزدَردة هنيئا مريئا إلى حيث " مستقر و مكمن " . ( أحدهم جاء يوما بقائمة طعام قصرية جمهورية مهربة سرا إبان حكم المشير القائد الملهم أب عاج أخونا .. و كان بها أحجية قالوا أنها إحدى وجبات العشاء الرئاسية , و تحمل الرقم سبعة في قائمة الشرف الغذائي للرئيس الملهم .. تقول تلك الطلاسم الغذائية : بيض الأوز في أحشاء الكراكي ) . أي و الله .. أوز و كراكي .
نعود لصديقتنا القارديا سعيدة الحظ .. فنهنئها على إنتصاراتها الساحقة بالتخلص من طاغوت الفقر , و جلافيط المصارين التي استهلكها الفول و لواييق الملاحات و أطنان الأميبا و الفيروسات و السركارياز و أخواتها الكائنات الجرثومية .. تلك التي ما عادت مجهرية و لا دقيقة .. بل أليفة أليفة .. بعد أن دجنها الغُلب و العشرة الطويلة الممتازة في كنف أصحابها المواطنين الصالحين الصابرين القانتين المعدمين إلا العزة .
أما أمر صحة البيئة فهو من حال البلاد التي كل شأنها وباء .. يا كافي البلا .
شكرا للمتعة الموجعة يا أمجد ياخ .. و لا تحرمنا من هكذا حديثٌ في السياسة و أحوال العباد .. خفيفٌ على الوجدان .. ثقيلٌ في الميزان .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة