وفاة 65 شخص وتأثر 401ر44 اسرة اغلبها بولاية الخرطوم حتى امس جراء السيول والامطار

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-08-2024, 04:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-03-2007, 06:36 PM

عبدالمحمود محمد عبدالرحمن
<aعبدالمحمود محمد عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-17-2006
مجموع المشاركات: 1443

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
Re: وفاة 65 شخص وتأثر 401ر44 اسرة اغلبها بولاية الخرطوم حتى امس جراء السيول والامطار (Re: اسعد الريفى)

    .
    الأخ أسعد؛
    نشرت الشرق الأوسط اليوم حول الموضوع ما يلي:

    http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=45&iss...rch=فيضان&state=true

    والصورة تلخص المحنة:



    Quote: مأساة متكررة
    الفيضانات في السودان.. تهجر الآلاف كل عام.. والمسؤولون لا يرون حلولا
    الخرطوم: اسماعيل ادم
    هجع سبيل آدم، وزوجته وأبناؤه الاربعة، إلى النوم في يوم دامس، في الحادية عشرة ليلاً، داخل منزلهم المتواضع بحي شعبي في مدينة أم درمان. كان كل شيء من حولهم يشابه ليالي السودان الممطرة، تماماً، سكت الهواء ولم يكن له صرير في فراغات المدينة، اندغم الهدوء في الظلام، ولكنه كان هدوءاً مثل ذلك الذي يسبق العاصفة. أكملت سحابة في الاتجاه القبلي (الشرق)، كل مراحل التعبئة، وانكسرت بروقها في الاعالي وانشقت عنها السماء وتدفقت مطراً هطولاً. حاصرت الامطار والمياه المتدفقة والسيول المنحدرة من فيافي غرب ام درمان الحي الفقير، كما السوار في المعصم، وبعد ساعات تلاشى كل شيء، خطت المياه الهادرة اسوار وحرم المنازل، وداهمت الغرف، ودورات المياه، وعاثت فيها فسادا، وبدأت المنازل تتساقط، منزلا تلو آخر، ومن بينها منزل سبيل. وبحلول الرابعة صباح اليوم التالي، صار الحي الشعبي أثراً بعد عين. لم يكن الحي الذي يقطنه سبيل وحده الذي تدمر وانما احياء كثيرة مشابهة في اطراف العاصمة، ومدن كثيرة غيرها.. وحتى الاسبوع الماضي، احصى السودانيون أكثر من 40 الفا و800 منزل منهار بالكامل، و50 الف انهيار جزئي، بسبب السيول والامطار هذا العام في كل ولايات السودان. وأحصوا ايضا 100 قتيل واصابة مثلهم، ونفوق 10 آلاف من الحيوانات، وتلف 6 طرق برية رئيسية على الاقل.
    وبلغت نسبة الأضرار بولاية الخرطوم وحدها 41% و29% في شمال كردفان. وتتناقص النسبة في الولايات الاخرى، ولم يسلم جنوب السودان الذي يعتبر اكثر المناطق قدرة على امتصاص ضربات السيول والفيضانات هذه المرة من السيول المدمرة، فطال حتى ملكال ثالث اكبر مدن الجنوب. هذا المشهد يتكرر بوتيرة تكاد تكون كل عام، وتحدث نفس الخسائر، وسط صمت حكومي، ومبادرات شعبية لا تكاد تجدي نفعا.. فالمسؤولون لا يتحركون الا بعد ان «يقع الفأس في الرأس» كما يقول المثل السوداني، وسط غياب لخطط ناجعة لمنع تكرار الكارثة أو الحد من آثارها المدمرة للعام المقبل أو الذي يليه. ويرمي البعض منهم اللوم على الطبيعة باعتبار ان الفيضانات لا مفر منها، كما ان الحلول غير متوفرة كما الميزانيات المالية.
    فالآلاف مثل سبيل وعائلته خرجوا من منازلهم وباتوا بلا مأوى.. ومثلهم خلال السنوات الماضية.. لكن سبيل كان محظوظا رغم تدمير منزله المكون من ثلاث غرف وصالون ومتجر يطل على الشارع، لكنه حمد الله على سلامته وعائلته من الأذى الجسدي، وفي الصباح الباكر انتقلوا الى منزل تحت التشييد مجاور للحي يملكه أحد اقربائهم، ونصبوا بداخله خيمة لا تقي هجيرالشمس إلا قليلاً، وخيموا تحتها. يروي سبيل، 50 عاما، القصة بكل تراجيديتها ويتساءل: إلى متى ستستمر حالة النزوح هذه، ويقول لـ«الشرق الاوسط»: «كل حصيلة عمري تحت الانقاض»، وتساءل مرة اخرى عما إذا كان ما تبقى من عمره سيمكنه من إدخار مبالغ لاعادة بناء منزله المدمر تماماً. وتروي الخرطوم ضمن قصص الدمار، بسبب السيول والفيضانات، وبحزن عميق قصة «الحاجة آمنة» وهي امرأة مسنة على مشارف السبعين تعول يتامى، وقد استجابت لطلبهم ان غسلتهم بماء المطر عندما بدأ يهطل ولفتهم بمنشفة وجلست الى جوارهم تتدوال معهم قصص المطر، واشتد الهطول، وسال الماء الى داخل المنزل فتبدل حالهم من سمر الى هلع وخوف. وعندما بدأت المنازل تتساقط الى الارض اسرع احد الجيران الى نجدتها هي وصغارها فأخرجهم من المنزل تحت الامطار.. آواهم الى منزل آخر في الحي المجاور، وعاد الجار على الاثر وانشغل مع اهل الحي في محاولة يائسة لكسر الشارع الاسفلتي الذي حجز المياه في الحي، ولكن الحاجة آمنة لم ترد لصغارها ان «يبيتوا جوعى» ، فعادت لدارها لجلب حليب لصغارها او طعام خوفاً من ان يبيت الصغار وهم جوعى، ولكن القدر كان لها بالمرصاد فانهار عليها المطبخ، وغمرتها المياه فماتت الحاجة آمنة تحت الانقاض.
    ويقول متخصصون في البناء إن سبب غرق الحي وانهيار منازله ليس لغزارة الامطار فحسب وانما لخطأ في انشاء الشارع المرصوف بالاسفلت الذي تسبب بحجز المياه في الحي، وعدم تصريفها، فتسربت المياه الى داخل المنازل ما ادى الى انهيار بعض المنازل انهياراً تاماً.
    وتحدد تقارير وزارة الري السودانية سنوات الارقام القياسية للفيضانات في اعوام 1946، و1988، و1990 ، و1994 ، و1996، و2003، و2006، وهذا العام 2007، ويعتبر فيضان العام 1988 هو الاكثر تدميرا للقرى والمدن والمزارع، فقد ضربت مساحات واسعة من السودان، ولكن المسؤولين في وزارة الرى يقولون ان حجم الماء الوارد من مياه النيل وفروعه كان في العام 2006 الاكبر حجما مقارنة بالاعوام القياسية الاخرى للفيضان، ويتوقعون ان يفوق فيضان هذا العام كل النسب والمعدلات السابقة، وينوهون الى ان الاضرار التي وقعت حتى الان بسبب الفيضانات والسيول فاقت اضرار العام الماضي.
    وتأتي فيضانات السودان من الانهار والمجاري المائية الكثيرة المنتشرة في البلاد، منها نهر النيل وفروعه في الشمال والجنوب ابرزها: النيل الابيض الذي يتدفق من منطقة البحيرات في أوغندا وبورندي واهم فروعه، بحر السوباط المتدفق من اثيوبيا وبحر الزراف، وبحر الجبل، وبحر العرب المتدفق من دارفور وولاية بحر الغزال في جنوب السودان وكردفان.
    وينساب النيل الابيض المعروف لدى عامة الناس في السودان بـ«الابيض الهادئ» ببطء الى الشمال بطول اكثر من 2000 كيلومتر الى ان يلتقي بأكبر فروع نهر النيل عند العاصمة الخرطوم في منطقة اطلق عليها اسم «مقرن النيلين». وتقول وزارة الري السودانية ان حرم النيل الابيض يتراوح بين الـ5 الى 7 كيلومترات على الضفتين، «وهذا ما يفسر غرق الكثير من المناطق والجزر على ضفتيه في سنوات الفيضانات القياسية» طبقا لخبير مياه في الوزارة تحدث لـ«الشرق الاوسط» وقال ان «احتلال السكان لحرم نهر النيل وفروعه في البلاد هو المشكلة التي لا حل لها».
    اما «النيل الازرق»، المعروف في السودان بـ«الازرق الدفاق» فيتدفق من قمم الجبال الاثيوبية بانحدار شديد خاصة في موسم الفيضان الى داخل السودان بطول نحو 1500 كيلومتر، كما تتدفق كل فروعه من ذات الجبال الاثيوبية ومنها نهر الدندر الذي يصب فيه في وسط البلاد، ويمر النيل الازرق بمنطاق الكثافة السكانية والمناطق الرزاعية وسط البلاد الى ان يلتقي بالنيل الابيض في المقرن، لينشأ من هناك نهر النيل المعروف الذي يتدفق شمالا بطول اكثر من 1500 كيلومتر الى ان يصب في «بحيرة ناصر» الممتدة في مساحة شاسعة جنوب مصر وشمال السودان وقد تكونت بعد قيام اكبر سدين مائيين في مصر هما: سد اسوان، والسد العالي.
    ويتأثر بفيضان نهر النيل، بفرعيه الرئيسيين «النيل الابيض والنيل الازرق»، نحو اكثر من نصف سكان السودان في الوسط والشمال والجنوب، وفي المقابل يشكل شريان الحياة بالنسبة لهم خاصة سكان شمال السودان وهي منطقة غير ممطرة اغلب اشهر السنة، بل ان نهر النيل يشق صحراء واسعة في الشمال، تسمى صحراء «بيوضه» شرق النهر، وتسمى «السافل» في الجانب الغربي منها، وتتمثل الاضرار في الغالب في هدم المنازل تلف مساحات واسعة من المشاريع الزراعية، وشجر النخيل في شمال البلاد.
    ومن الانهار الرئيسية في البلاد نهر «عطبرة» وهو ينبع من الهضبة الاثيوبية في دولة اثيوبيا ويشق الجانب الشرقي من البلاد، اي ما يعرف بأرض البطانة، وهي زراعية ورعوية وتتمدد في مساحة ثلاث ولايات هي القضارف وكسلا ونهر النيل، ويصب نهر عطبرة في نهر النيل الرئيسي عند مدينة عطبرة شمال الخرطوم، ويسمونه «الاتبراوي»، وهو يغذي نهر النيل بحوالي 10% من نسبة مياهه الكلية، ويتضرر من فيضانه من عام الى آخر سكان البطانة ونهر النيل بطول حوالي 700 كيلومتر. وهناك نهر «القاش» الذي ينحدر هو الآخر من الهضبة الاثيوبية بسرعة تفوق سرعة كل الانهار السودانية حيث يمر بمجموعة قرى سودانية على الحدود مع اثيوبيا، ويشق مدينة كسلا ثاني اكبر مدينة في شرق السودان الى نصفين تماما، ويسير شمالا الى ان ينتهي الى حوض اسمه حول اروما يتملئ بمياه القاش يستغلها السكان في ري المناطق الزراعية هناك بما يعرف بالري الفيضي. ويجتاح القاش مدينة كسلا كل عام وتتضرر منه كل عام آلاف الاسر، وقد فشلت كل الحكومات في ترويض هذا النهر الجامح، كما فشلت من قبل جهود قام بها الهولنديون ثم البريطانيون لترويضه.
    وفي الخصوص، يقول حيدر يوسف، مدير مياه نهر النيل بوازرة الري: «لا يوجد حل جذري لمشكلة فيضان نهر القاش»، ويمضي في حديثه لـ «الشرق الوسط» ان الحل الجذري يكمن في ترحيل مدينة كسلا وهذا بعيد المنال. ويقول ان الطمي يحول مجرى النهر من عام لآخر لذلك لا بد ان تقع الخسائر من فيضان الى اخر، ويضيف ان الهولنديين جربوا من قبل ترويض القاش وفشلوا في العام 1929 ثم جاء الانجليز ولم يستطيعوا فعل شيء وكذلك الحكومات الوطنية المتعددة. ويقول ان القاش «قدر ممتد» يجب التعايش معه بايجابية وبالاستفادة من دروسه.
    وتزيد السيول «طين الفيضانات بلة»، فهي ـ حسب تعريف المهندس الاستشاري حسن أحمد حمد، مدير شركة سيماك العالمية ـ المياه التي تأتي من مناطق ومصبات ومصادر تجمع بعيدة، ومساراتها تتغير سنوياً تقريباً بتغير طبيعة تضاريس الأراضي في أطر محدودة نتيجة الرياح والتعرية السطحية للتربة. ويؤكد العلماء انه لم يتأت حتى الآن منهج واضح للتنبؤ بالسيول توقيتاً أو مواقع، وعليه فما اكثر المياه المكونة للسيول في السودان الذي يطول فيه فصل الخريف الممطر لاكثر من 11 شهرا في الجنوب، وبين 4 الى 8 اشهر في الوسط والشرق. ويشير المهندس حسن أحمد حمد لـ«الشرق الاوسط» الى ان كل المواقع التي ضربتها السيول في الآونة الأخيرة في السودان تشترك في سمات أساسية، هي انها تقع في مسارات سيول قديمة قد تكون متوقفة لسنين طويلة، او ان المنطقة المتأثرة في عموميتها تقع إما في سهول ممتدة أو سفوج جبال أو تلال.
    هذا العام، وفي خضم تحذيرات وزارة الري من ارتفاع مناسيب النيل وروافده وخطورة الفيضان المتوقع وارتفاع معدلات الامطار في الهضبة الاثيوبية، ومع توالي العمل ليلا نهارا لتعلية الجسور والمصدات، احتدم جدل عنيف حول ما اذا كان بالإمكان تفادي آثار السيول والفيضانات او التقليل من آثارها، على الاقل. يعتقد المسؤولون ان تعرض السودان لمثل هذه الكوارث امر طبيعي، ولكن يرون ان الجهود فقط يجب ان تصب في عملية تقليل الخسائر بالاستفادة من التجارب السابقة. يقول حيدر يوسف مدير مياه نهر النيل بوازرة الري لـ«الشرق الاوسط» في هذا الشأن ان السيول والفيضانات ظاهرة طبيعية ناتجة عن الامطار وفيضان الانهار، والسودان أرضه مسطحة يصبح فيه حرم الفيضان واسعا جداً.. لذلك فان تكرار تعرض البلاد الى السيول والفيضانات وما تخلفه من أضرار يعتبر قدرا من أقدار السودان التي لا فكاك منها. وأضاف فقط يمكن الحديث عن التقليل من حجم الامتداد من عام لآخر وبالاستفادة من تجربة الفيضان الى آخر. وقال «نحن نعيش في المشكلة».
    ويرى المسؤول في وزارة الري السودانية ان الخسائر الكبيرة تنجم ليس بسبب ضخامة حجم الفيضانات في الاراضي السودانية وانما بسبب وجود المباني في حرم الانهار. ومجاري السيول، كما ان معظم الخزانات الموجودة في البلاد انشئت لأغراض الزراعة وليس لاغراض صد المياه او تصريفها لتفادي اضرار السيول والفيضانات. ويتفق اللواء شرطة عوض وداعة مسؤول الآلية التنفيذية لدرء السيول والفيضانات في حديث لـ«الشرق الاوسط» حول كوارث السيول والفيضانات في البلاد مع من يرون ألا مفر للسودان من تعرضه للسيول والفيضانات من عام لآخر بسبب تعدد الأنهار التي تشق أراضيه. وثمة قول آخر للمهندس مختار مكي محمد، حيث يرى أن ما ينتج من تدمير للمنازل والقرى جراء الامطار هو في المقام الأول سوء تخطيط، وغياب تام للسلطة الهندسية، وعدم وجودها الدائم والمستمر في المناطق السكنية للمتابعة والاشراف ومتابعة التصديقات لكافة المباني، وغياب الخارطة الشاملة لتخطيط المدن المتبع في جميع انحاء العالم، والذي يصاحبه من تخطيط للمجاري والإنارة والخدمات جميعها. هذا الغياب التام للسلطة الهندسية على الشارع في الخرطوم ترك الحبل على الغارب فالكل يبني بطريقته ودون أية متابعة أو محاسبة وبالطبع فإن جهل المواطن جعله يبني في مناطق للسيول ومناطق منخفضة، وجاءت الطامة الكبرى من جراء بناء الطرق الاسفلتية الاخيرة التي بها كثير من الاخطاء الهندسية ولم يراع في كثير منها تصريف المياه والامطار وانخفاض مباني السكان.
    ولكن المهندس الاستشاري حسن أحمد حمد يلفت الانتباه الى ان أغلب الأذى من السيول التي تضرب البلاد يتأتى من عنصر المفاجأة مع السرعة الهائلة للسيل الجارف، ليصادف مباني طينية ضعيفة في القرى الريفية لن تتحمل هذه القوة فتنهار. ولتفادي الآثار المدمرة للسيول بإقامة جسور حول القرى البعيدة، يقول المهندس «قد يكون ذا جدوى في حدود ضيقة» وحسب رأيه «الأسهل هو اختيار المواقع المرتفعة منذ بدء إنشاء تلك المباني» ويستشهد بقول شاعر لم يذكر اسمه «السيل حرب على المكان العالي». ويرى الخبير حسن ان الدمار بسبب الفيضانات يأتي لوجود البناء الهش في المنخفضات المتاخمة للنهر. ويعتقد مدير مياه النيل ان السودان استفاد من تجاربه السابقة خاصة التي سجل فيها النيل ارقاما قياسية، واكثر الدروس المستفادة كانت من آثار فيضانات العام 1988 الاكثر تأثيرا على المباني والسكاني والمزارع والثروة الحيوانية في جميع انحاء السودان وعلى مدى تاريخ الفيضانات. وقال ان السكان عرفوا كيف يستفيدون من نشرات التنبؤات الموسمية الخاصة بالامطار، كما صاروا لا ينشئون مباني مكلفة في حرم النيل، ومجاري السيول، مثلما كان يحدث قبل فيضان العام 1988. ومن الدروس المستفادة ايضا ـ كما يقول ـ ان الدولة وفرت في العام 1992 اجهزة لنظام الانذار المبكر والرصد المبكر، وهذا ساعد كثيرا في توفير المعلومات عن الامطار المحتملة ووضع الاحتياطات. غير ان المهندس حسن أحمد حمد يقول «ببساطة بواسطة التخطيط السليم للقرى والأحياء، وعدم منح أي تصاريح بناء في الأراضي القريبة، قد يتعذر هذا.. وهنا لا بد من وضع الجسور المحاذية للنهر في الريف أو الحضر، مع التدقيق المناسب في مواصفات البناء في كليهما».
    ويطرح حيدر يوسف ان من المعالجات والمشروعات الكبيرة تحت الدراسة هي مشروعات تنفيس نهر النيل، ومنها: مشروع وادي المقدم غرب ام درمان لتنفيس نهر النيل يخلق مجرى للوادي ليمتلئ بالمياه وتمر غرب المدينة الى ان تصل الى الولاية الشمالية. ويعتقد خبراء في التخطيط المعماري ان طريقة العمل في السابق كانت افضل، عندما كانت عبر هندسة البلديات مما سهل المحاسبة، ولكن الان هذه المهام توكل الى مقاولين لا خبرة لهم ويقومون بحفر هذه الجداول بطريقة عشوائية مما يكون عبئاً زائداً على المواطنين من توالد الناموس والذباب، وليس هناك من يحاسبهم على اخطائهم. وهنا يقول المهندس حسن احمد حمد إن العلة تتجسد في عمية تصميم المصارف. ولكن اللواء شرطة عوض وداعة يرى ان غالب مسؤولية الخسائر تقع على عاتق المواطنين لأنهم لا يستجيبون لتوجيهات الدولة بعدم الإقامة في حرم الأنهار ومجاري السيول، ويقول «هم يتحملون نسبة 70% من حجم الخسائر. لقد هيأت الدولة الكثير من المواقع البديلة للسكان الذين يسكنون في مجاري السيول وحرم الأنهار غير ان السكان لم يستجيبوا لارتباطهم بالأرض» كما يؤكد ضرورة إخضاع الأعمال الانشائية من سكن وغيره الى الخرائط الكنتورية التي توضح مجاري ومخاطر البناء والتشييد في بعض المناطق.
    كما يلفت وداعة الانتباه الى ان انواع البناء في أغلب مدن وقرى السودان هو من النوع الهش.. اما الطين النيئ أو الحشائش فكلها لا تصمد أمام اجتياحات السيول والفيضانات لأنها رغم هشاشتها لا تخضع للمعايير الهندسية. كل شخص يبنى حسب المزاج.. الموقع الذي يريده ونوع المواد المستخدمة في البناء وكيفية تنفيذ البناء.
    كما يلفت النظر الى ان الحروب والكوارث التي ظلت تلازم السودان لسنوات طويلة جعلته بلدا فيه أعداد هائلة من النازحين يتحركون داخل السودان من المدينة الى القرية وبالعكس، وفي حركتهم هذه تجدهم يقيمون مؤقتاً في مجاري السيول والفيضانات مما يعرضهم ذلك الى الدمار من عام الى آخر. وقال «أغلب الأضرار الآن في المناطق التي يسكنها النازحون خاصة في المدن وتحديداً مدن العاصمة الخرطوم».
    ويعلق المسؤولون الفشل على شماعة الميزانيات الضعيفة، إذ يقول المهندس عبد الوهاب محمد عثمان وزير التخطيط العمراني بولاية الخرطوم، ان ميزانية التنمية السنوية في الولاية لا تكفي لاقامة سد ترابي كبير ناهيك من مصارف دائمة، وقال ان حل المعادلة يحتاج الى «حاوي». ويظل الجدل «البيزنطي» مستمرا.. والحلول والخطط ترسم ايضا على مجاري السيول.. ولا يزال البعض ينام تحت سقف بيته.. ثم يصحو في الصباح ليجد نفسه في العراء. وتتكرر المأساة كل عام.

    .
                  

العنوان الكاتب Date
وفاة 65 شخص وتأثر 401ر44 اسرة اغلبها بولاية الخرطوم حتى امس جراء السيول والامطار اسعد الريفى08-03-07, 05:54 PM
  Re: وفاة 65 شخص وتأثر 401ر44 اسرة اغلبها بولاية الخرطوم حتى امس جراء السيول والامطار عبدالمحمود محمد عبدالرحمن08-03-07, 06:36 PM
  Re: وفاة 65 شخص وتأثر 401ر44 اسرة اغلبها بولاية الخرطوم حتى امس جراء السيول والامطار اسعد الريفى08-03-07, 07:19 PM
  Re: وفاة 65 شخص وتأثر 401ر44 اسرة اغلبها بولاية الخرطوم حتى امس جراء السيول والامطار اسعد الريفى08-03-07, 07:25 PM
  Re: وفاة 65 شخص وتأثر 401ر44 اسرة اغلبها بولاية الخرطوم حتى امس جراء السيول والامطار اسعد الريفى08-04-07, 04:28 AM
  Re: وفاة 65 شخص وتأثر 401ر44 اسرة اغلبها بولاية الخرطوم حتى امس جراء السيول والامطار اسعد الريفى08-04-07, 04:34 AM
  Re: وفاة 65 شخص وتأثر 401ر44 اسرة اغلبها بولاية الخرطوم حتى امس جراء السيول والامطار اسعد الريفى08-04-07, 04:38 AM
  Re: وفاة 65 شخص وتأثر 401ر44 اسرة اغلبها بولاية الخرطوم حتى امس جراء السيول والامطار اسعد الريفى08-04-07, 05:01 AM
  Re: وفاة 65 شخص وتأثر 401ر44 اسرة اغلبها بولاية الخرطوم حتى امس جراء السيول والامطار اسعد الريفى08-04-07, 05:40 AM
  Re: وفاة 65 شخص وتأثر 401ر44 اسرة اغلبها بولاية الخرطوم حتى امس جراء السيول والامطار ahmed haneen08-04-07, 05:52 AM
  Re: وفاة 65 شخص وتأثر 401ر44 اسرة اغلبها بولاية الخرطوم حتى امس جراء السيول والامطار اسعد الريفى08-04-07, 07:59 AM
  Re: وفاة 65 شخص وتأثر 401ر44 اسرة اغلبها بولاية الخرطوم حتى امس جراء السيول والامطار اسعد الريفى08-04-07, 10:02 AM
  Re: وفاة 65 شخص وتأثر 401ر44 اسرة اغلبها بولاية الخرطوم حتى امس جراء السيول والامطار اسعد الريفى08-04-07, 04:39 PM
  Re: وفاة 65 شخص وتأثر 401ر44 اسرة اغلبها بولاية الخرطوم حتى امس جراء السيول والامطار اسعد الريفى08-05-07, 00:39 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de