|
مايكل مور يطالب البيت الابيض بغسل ملابسه...وجورج بوش يطالبه بان يحترم نفسه!
|
أول صحيفة سودانية تصدر عبر الإنترنت من الخرطوم - أسسها خالد عز الدين و محمد علي عبد الحليم
-------------------------------------------------------------------------------- رئيس التحرير: طارق الجزولي
تلفون: 0912201125
--------------------------------------------------------------------------------
[email protected] Last Update 31 يوليو, 2007 09:00:54 PM مايكل مور يطالب البيت الابيض بغسل ملابسه
وجورج بوش يطالبه بان يحترم نفسه! عبد الفتاح سعيد عرمان [email protected] كان من حسن حظى أن اشاهد فيلم (سيكو) الذى يعرض فى دور السينما الامريكية هذه الايام، للمخرج السينمائى مايكل مورالذى انتج و اخرج من قبل (فهرنهايت 11 سبتمبر)، فمن هو مايكل مور؟
فى 23 ابريل 1954 يضع فرانك وفرونيكا مولودهما مايكل فى مدينة( فلنت-ميتشغان). ومايكل يرجع اصله الى ايرلندا التى قدم منها جده مور فى القرن التاسع عشر. وفرانك العامل البسيط ووالدته فرونيكا التى كانت تعمل سكرتيرة فى شركة (جنرال موتورز) ارادا لابنهما ان يكون قساَ كاثولكيا، و ابتعثاه الى مدرسة ( القديس باول لعلوم اللاهوت). ولكن كان لدى مايكل راى اخر، وبعد سنة واحدة ترك مدرسة القديس باول و ذهب لمدرسة (دافسون الثانوية) وفى تلك المدرسة برزاهتمامه بالسياسة والدراما، ونشط فى المدرسة وكتب اول عمل درامى له عن المسيح، ولم ينل اعجاب الكثيرين فى تلك المدرسة، و لكن الدعاية ضده لم تنجح، وكانت تلك اول مواجهة يكسبها مايكل.
وفى 1972 حينما بلغ مايكل مور سن الثامنة عشرة، وهى السن القانونية للتصويت فى الانتخابات، رشح مور نفسه لمقعد مجلس التعليم فى المدرسة، فى محاولة ادهشت الكثيريين لانه كان صغير السن، و لكن المفاجأة الاكبر انه حصل على العدد الكافى من الاصوات لنيل ذلك المقعد، وكان من اصغر الذين فازوا فى انتخاب حرعلى مستوى الولايات المتحدة الامريكية. و فى تلك الفترة التى شغل فيها ذلك المقعد، شن هجوما لاذعاَ على مدير المدرسة التى هو طالباَ بها، وقاد حملة ضد شركة (جنرال موتورز) لانها تلوث البيئة.
بعد ان تخرج مايكل مور من الثانوى ذهب لجامعة (ميتشغان) و هى من الجامعات العريقة، ولكنه كعادته متمرداَ على كل شىء تركها قبل إكمال السنة الاولى. وعمل ناشطا، ثم عمل فى جريدة ( صوت فلنت) و عمل محرراَ لتلك الجريدة التى بفضله تحولت لاحقاَ ل( صوت ميتشغان). و فى 1986 ذهب ليعمل محرراَ لجريدة ( الام جونز) فى سان فرانسيسكو، وهى جريدة سياسية تتبع لليسارالامريكى. وبعد اقل من سنة تمت اقالته كمحرر لتلك الجريدة لانه رفض نشر مقال عن متمردى الساندنيستا فى نيكاراغوا لانه كان يرى بان المقال يفتقد الدقة والمصداقية. و رفع دعوى ضد الجريدة و تم تعويضه بسبب الاقالة الغير مبررة.
عاد مور مرة اخرى لمسقط رأسه مدينة (فلنت) ووجد روجر سميث مدير عام شركة (جنرال موتورز) يسرح العمال من الشركة و فاق عدد المسرحين الثلاثة الاف عامل. وجد مور ضالته وباع بيته لينتج فيلماَ عن تلك الماسأة، واسماه " روجر و أنا". لاقى الفيلم نجاحاَ باهراَ و كسب به معركة العمال ضد (جنرال موتورز)، ووضعه الفليم تحت اضواء كاميرات الصحفيين و اجهزة التلفاز. وعمل فى العديد من اجهزة الراديو و التلفزيون منها ( البى بى سى، ان بى سى، و فوكس) و عمل مدة قصيرة مع رالف نايدر الامريكى اللبنانى الاصل الذى كان مرشحاَ للرئاسة فى 2004.
مايكل مور اخرج العديد من المسلسلات التلفزيونية، و كتب العديد من الكتب، كان اخرها و اشهرها و الاكثر مبيعا ( رجال بيض أغبياء) فى 2001 .
وفى 2002 انتج و اخرج فيلمه التوثيقى ( بولينج لاجل كولمباين) بعد حادثة مدرسة كولمباين الشهيرة. وحكى فى ذلك الفيلم عن ثقافة العنف و استحواذ الاسلحة فى امريكا ، وفاز الفيلم بجائزة الاوسكار فى 2003 كاحسن فيلم توثيقى.
وبعده بسنة واحدة اطلق مور فيلمه الاكثر إثارة، جدلاَ، سخرية، ونقداَ لاذعاَ لادارة الرئيس جورج بوش، و هو فيلم ( فهرنهايت 11 سبتمبر) الذى برهن فيه بالوثائق بان ما حدث من هجوم ارهابى على برجى مركز التجارة العالمى ماهو الا سوء إدارة و سياسة يقف على راسها الرئيس بوش، وتحدث ايضا عن العلاقة التى تربط اسرة بن لادن باسرة بوش وهى علاقة الاستثمارات الكبيرة. وكشف ايضا عن الذرائع التى اتخذت لغزو العراق للتغطية على فشل الداخل. هذا الفيلم اغضب الرئيس بوش حتى دفعه بان يطلب من مايكل مور ان يحترم نفسه، فى مؤتمر صحفى كان مور حاضراَ له.
ويبدو ان مور عمل بقول ماو تسى تونغ " اذا غضب اعداءك منك فهذا يعنى انك قمت بعمل جيد" . قام مور باعداد، إنتاج، و اخراج فيلم عن نظام الصحة الامريكية (سيكو) يعرض حاليا على شاشات دور العرض الامريكية، كشف فيه مور عن سوءات نظام الصحة الامريكى وعلى الرغم من ان الراسمالية الامريكية حققت بعض النجاح فى مناحى اخرى ولكن مور يميط اللثام عن وجهها القبيح وهى تتاجر حتى فى صحة الامريكيين. وفى امريكا يموت ثمانية عشر الف شخص لان ليس لديهم المقدرة على العلاج ( اى ما يعادل 6 مرات ضحايا احداث 11 سبتمبر). ويضح كل الادراة الامريكية منذ عهد الرئيس الراحل نيكسون وحتى الادراة الحالية فى مقعد ساخن، قوامه الحقيقة لانها وحدها هى التى تنجى صاحبها. و قدم وثائق و شهادات بعض الذين عملوا مع شركات الصحة و بعض المواطنين الذى تم الالقاء بهم فى قارعة الطريق لانهم عجزوا عن دفع فواتير المستشفى، هذا يحدث فى مستشفى عريق مثل مستشفى كالفورنيا. و يعقد مقارنة مابين دول مثل كندا،فرنسا، بريطانيا، كوبا وفى هذه الدول العلاج يقدم مجانا. و فى بريطانيا بعد حصول المريض على العلاج اللازم اذا لم يكن عنده المال الذى يستقل بها تاكسيا الى بيته تدفع له المستشفى اجرة التاكسى! و فى كندا كذلك. و فرنسا ذهبت ابعد من ذلك فذوى الدخل المحدود الذين لا يجدون زمن لغسيل ملابسهم او تحضير وجباتهم فى البيت، ترسل الحكومة من يغسل لهم ملابسهم وتحضير وجبة الطعام لهم ايضا، ولذلك فى نهاية الفيلم اخذ مايكل مور ملابسه للبيت الابيض لتغسلها له الحكومة!!
وفى سخرية موجعة و مؤلمة يذهب مور و معه ثلاثه من طاقم انقاذ تبرعوا لانقاذ الضحايا بعد تفجير مركز التجارة العالمى فى نيويورك، ورفضت الحكومة علاجهم لانهم لا يعملون لديها! ذهب مور بهم الى قاعدة غوانتانامو التى يعالج فيه معتقلى القاعدة مجاناَ! على حساب دافع الضرائب الامريكى. طلب مور من على القارب الذي يستغلونه و عبر المايكروفون من حراس القاعدة ان يسمحوا له بالمرور نحو المستشفى لان معه ثلاثة من الذين انقذوا ارواح العديدين عقب تفجير مركز التجارة العالمى، و قال لهم لا نريد منكم سوى نفس العناية الصحية التى تقدم لمعتقلى القاعدة! و عندما لم يابه به الحراس قرر الذهاب الى كوبا التى تصفها الادارة الامريكية " بجزيرةالشيطان". ووجد مايكل و رفاقه الجزيرة و لكنهم لم يجدوا الشيطان. بل تم علاج من معه فى مستشفى العاصمة الكوبية( هافانا) مجانا كما يتم علاج الكوبيين، و مور و من معه غير مصدقين ان يكون العلاج مجاناَ فى دولة من دول العالم الثالث مثل كوبا، و امريكا دولة العالم الاول تفشل فى علاجهم. وبكت احدى الامريكيات التى تم علاجها حينما ذهبت للصيدلية لشراء دواء يتم بيعه لها فى امريكا بمائة وعشرون دولاراَ(120) يتم بيعه لها فى كوبا بسته سنتات (اقل من دولار امريكى) و هى غير مصدقة قالت هذا يسىء لنا كامريكيين.
و عندما انتهى العرض خرجنا جميعنا من القاعة التى لم اشهدها مكتظة بالمشاهدين من قبل، خرجنا و كان على رؤسنا الطير.
|
|
|
|
|
|
|
|
|