اضحـــك ولــو فـي الصــين وانـت فـي ســــودان الانقاذييــــن!

Quote: مناظير سودان.. (مشكلة مافي)!! زهير السراج كُتب في: 2007-08-01 * استمعت الى حكايات وقصص كثيرة جدا، بعضها طريف تسيل لها الدموع من الضحك، واخرى تشيب لها الرؤوس من الحزن، عن السلع المضروبة التي تكتظ بها الاسواق السودانية!! * من أطرف ما سمعت، قصة مستورد معروف، سافر الى الصين وهو يحمل معه عينة لطبق من طقم عشاء فرنسي فاخر، يريد من الصينيين تقليده، ليبيعه في السودان ويكسب من ورائه المال الكثير، بعد ان يشتريه من الصينيين بثمن بخس، ولكن شاءت الاقدار أن يقع هذا الطبق على الارض ويتكسر، قبل ان يقابل المزور الصيني الذي سيقوم بعملية التزييف والتصنيع، فقام بلصق اجزاء الطبق بمادة لاصقة، ثم اعطاه للمزور الصيني ليصنع مثله، وبعد يومين جاءه الصيني يحمل الطبق المزيف بعد أن كسره وقام بلصق الأجزاء بمادة لاصقة، حتى يكون طبق الأصل للطبق الفرنسي، وهو يعتقد أن ذلك يرضي الزبون السوداني..!! * وقصة أخرى عن التاجر الصيني الذي قال لزبونه ناصحاً بعد أن وافق على طلبه بتخفيض قيمة البضاعة من خمسين دولاراً الى عشرة دولارات، بأن دخول هذه البضاعة الى مصر والسعودية مستحيل (impossible)، ولكن السودان مشكلة مافي (No problem). * وحكاية ثالثة مع بيان بالعمل (بلغة الجيش).. من زميلنا الكاتب عبدالله كرم الله الذي حضر الى الصحيفة ولم يجدني فترك رسالة طويلة يحكي فيها تجربته المأساوية مع بلف ماء (نصف بوصة)... مصنوع في الصين، اضطر لاستبداله خمس مرات خلال فترة وجيزة من الزمن. وأرفق مع الرسالة عينة من (البلف المضروب) الذي شبهه بـ(مصفاة البندورة). وطلب مني ان اقوم بتركيبه في احد مواسير الصحيفة، وادعو كبار المسؤولين ليتفرجوا على أحد نماذج العبقرية التي افلحت في استيراد مصفاة بندورة، واقناع المواطنين بشرائها باعتبار انها (بلف ماء).. وبلف جمهور المستهلكين المغلوب على امره!! * وحكاية رابعة عن حجارة البطارية الجافة (خارج حدود المواصفة)، التي تستنزف أموال المواطنين في القرى والمناطق النائية وهم في حاجة لأي قرش لشراء لقمة العيش!! * وخامساً عن طلمبات المياه... التي تباع على انها انجليزية، وهي لم تر انجلترا في حياتها!! * وسادسة عن معجون الاسنان الشهير الذي اضطرت الشركة المصنعة له، بطلب من وكيلها في السودان، الى تغيير شكل وحجم ولون العبوة أكثر من خمس مرات خلال فترة وجيزة لمكافحة التزييف والتقليد بدون فائدة تذكر. * وحكاية سابعة عن امواس الحلاقة والصابون... الخ. * عشرات القصص استمعت اليها من كافة قطاعات المجتمع، كلها تصب في فيضان السلع الردئية التي اغرقت السوق السوداني.. وطردت السلع الجيدة، لانخفاض أسعارها، وانتشارها في كل مكان!! وسيكون لنا مع كل قصة وقفة!! * ولكن.. أين جهات الاختصاص.. أين هيئة المواصفات والمقاييس.. أين جمعيات حماية المستهلك، أين نيابة حماية المستهلك... أين القانون.. أين الدولة؟ * هل ستظل تتفرج على المواطن السوداني، وهو يدعم الاقتصاد الصيني بتخليصه من أوساخ الصناعة الصينية، بينما الاقتصاد السوداني يحتضر بفعل فاعل لا يشبع من ما يقلع من الشعب السوداني!!