|
Re: والله انك أخف عليه من ريشة ...!! (Re: الطاهر ساتي)
|
ابي ... هذا المخلوق الممتلئ نورا .... وحبا .. وحنانا .. ورحمة ... اتى بي الى الدنيا هذه فكنت فرحته .. آخر العنقود من سبع بنات ضمن بهن دخول الجنة .. وكبرت فاصبح فرحتي ... تعهدني بالحماية والرعاية ... تولاني بالنصح والارشاد ... اصبح صديقي ... صديق تفصلني عنه خمسة واربعون عاما ... لكنه يفهمني كما لو كان في عمري ... يشعر بضيقي ... يتالم لالمي ... لم يضربني يوما ... لكن غضبه كان اكثر ايلاما من ضربه ... اتذكر جلساتنا انا وهو امام باب منزلنا ... هو في كرسيه العالي .. وانا في ( البنبر ) الصغير ... نتحدث طويلا عن الجو .. والجيران ... والاسرة ... اهمس له سرا باخباري ... دراستي .. اصدقائي ... اتذكر عندما اخبرته باول حب في حياتي بعد تخرجي من الجامعة بشهور ... كم كان متفهما ... كم كان قلقا على صغرى بناته ... كم كان ناصحا ...
مرت السنين .. كبرت الصغيرة ... هجرت العش الى عالم الغربة ... تقلصت الجلسات ... في كل اجازة كنت ارى الجسد اكثر وهنا ... والروح اكثر تعلقا بعالم آخر غير عالمنا ... كرهت غربتي لانها ابعدتني عنه وهو في اشد احتياجه لي .. وبرغم امتلاء المنزل ببناته واحفاده وكل يرعاه بقلبه قبل يده ... لكنني ادمنت ركوب الطائرة ذهابا وايابا كلما المت به وعكة .. لا ينتظم يومي الا بعد سماع اخباره ... اليوم شرب ربع كوب من العصير ؟؟؟ انها نعمة نحمد الله عليها ... اليوم جافاه النوم ؟؟ يجافيني نومي انا ايضا ... بت اخاف رنين الهاتف ... خصوصا اذا ما ظهر رقم السودان ... بت اتوجس الليل مخافة صبح لا اجده فيه ... لو استطعت لاخذت صحتي وبقية عمري واعطيته له ... لو استطعت لمسحت المه وداويت وجعه ... يؤلمني عجزي ويفتت روحي ... لا املك له غير الدعاء ...
ابي الحبيب ... شفاك الله وعافاك ... ابي الحبيب ... افديك بعمري ...
الاخ الطاهر ساتي ... اعتذر عن انحرافي بمسار بوستك الى اتجاه خاص جدا ... لقد اثارت الصورة التي وضعتها في صدره شجوني ... وجعلتني اغرق في دواخلي ... اباؤنا وامهاتنا ... هم مفاتيح الجنة ... فليغفر الله لنا ولهم ... ويرحمنا ويرحمهم ...
|
|
|
|
|
|
|
|
|