صدور أمر بالقبض على زميلنا مصطفى سري .. فلنتضامن معه ..

Quote: قراءات1 الغازي .... من حقوق الانسان الي حواف السلطة لندن مصطفي سري لا يختلف اثنان علي ان شخصية ( الغازي) مثيرة وتدعو للتامل ضمن تداعيات نخبنا السياسية ، ولا غرو في ان( الغازي) عرف السياسة بطرقه هو في التنقل من موقف الي اخر دون النظر الي خلفية المواقف الجديدة وهو يبحث عن سلطة مفقودة ، وغازي الذي كان اقرب الي اليسار خلال طلبه في جامعة الخرطوم احتفظ بمسافة من الانخراط في الحزب الشيوعي- بعلاقات مع هذا الحزب على خلفية ان شقيقه الاكبر كان من اعضاء الحزب الشيوعي ( بدر الدين ) الذي اختلف ثم انقسم عن ذلك الحزب في فترة باكرة من الخمسينات على ما يذكر، واصبح فيما بعد من اساطين نظام الرئيس الاسبق جعفر نميري ، وتتابعت اشواق( الشقيق الاكبر) لغازي بالنظم الشمولية فانضم الي حكومة عمر البشير بعيد نجاح انقلابه في الثلاثين من يونيو في العام 1989 وعين وزيرا لفترات طويلة في الصناعة الي ان اصبح مستشارا خاصا للبشير. لم تكن علاقة( الغازي) مع حكومة البشير- الانقاذ – في بداياتها مثل شقيقه انف الذكر ، بل حطي باعتقال السلطات له اذ تم اعتقاله في العام 1990 وظل لفترة ثلاث اشهر في بيت الاشباح ، ثم اطلق سراحه لنسمع بعدها انه اصبح رئيساً لمجلس ادارة احدي البنوك الخاصة ، ولفترة وجيزة غير انه اطيح به من رئاسة مجلس البنك ، لكن سر ذلك التعيين والاطاحة وعلاقة صعود عناصر المؤتمر الوطني الي مجلس ادارة البنك بعد التسهيلات التي منحها غازي ستطل واحدة من عقبرية التامر التي اشتهر بها ، وحبكة تلك القصة السمجة يعرفها هو ،وعلي العكس من ذلك فقد اشاع هو وسط المعارضة ان ابعاده يمثل جزءاً من مؤامرة السلطة عليه وانها عقدت تحالفات من الاسلامين اصحاب الاسهم الكبيرة والبنك الكبير ضده ، خاصة ان لديهم اليد العليا في الحكم ، وكان ذلك التأمر الذي صوره الغازي في تصريحاته المتواترة للصحف مدخلا رحبا له في التعاطي السياسي الواسع والمخاطرة في ذلك خاصة ان الاسلاميين في تلك الفترة كانوا يكشرون عن انياب واضراس تعض كل من كان يعارضهم او يرفع صوتا لا تحبذه السلطة ولعلنا لا نتقول زورا عليه وهنا يرد (الغازي) في حوار نشر في الزميلة (الراي العام )عندما ساله الصحفي الحاذق احمد يونس عن البنك السوداني الفرنسي ومعارضته للانقاذ فرد قائلا: (ـ لست جزءاً من القوى التي تحسب على الإنقاذ، ولم أكن عدواً لها، ومازلت أحمل هذا الفهم، واقعة إقالتي من البنك كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، أرجو أن لا تنكأ جراح صفحة طويتها في تاريخي وتاريخ علاقتي بالمحسوبين على القرار. ). وكنا مع ذلك الغازي في المعتقل ببيت الاشباح عام 1990، ولم نكن نسمع له جدلا سياسياً كما اعتاد المعتقلون يبدونه ويتبادلونه خلسة وبعيدا عن اعين حراس جهاز الامن ، وهي بالطبع القضية الاساس الذي يعتقل فيها من لديه ادنى نشاط سياسي ، وكنا نراه في كثير احيان يبتعد عن المجادلات او يهاتر مع اشخاص بينهم من هو اصبح الان وزيراً مركزياً في الحكومة الحالية – وفي تلك الفترة التي نذكرها هنا كان هذا الوزير معارضاً للنظام وكانت له شنة ورنة- لذلك تلك الفترة القصيرة التي قضاها الغازي لم تكن فيها طعم للمعارضة السياسية اطلاقاً . وبصورة درامية ركب هذا الرجل موجة العمل المعارض ، واخذ يدفع بمقالات – لا اظن انه كاتبها ليس عن جهل ولكن ضعف المقدرة والصبر علي الكتابة- الي صحيفة الراي الاخر ، وكانت تلك صورة جديدة اراد المعارض الشديد الباس وفي غفلة ان يقدم نفسه الي الشارع السوداني ،بادعاء المعارضة من الداخل والتي كانت تعاني –مثلما الان – من الجرأة والاقدام ، وبراي الذين يعرفون الغازي انه اكثر من يملك قدرة على الهرج السياسي ، وخلط الاوراق ، واللعب بالبيضة والحجر . بادر ( الغازي) وفق ما رسم له من قبل النظام ان يقوم بخلط اوراق المعارضة في الداخل ، ويقدم نفسه لها ، ولانها – اي المعارضة وكما سبق ان ذكرت – كانت تتردد في الاقدام والجرأة في نشاطها ، وكما هو ديدن الاسلاميين ومن يعرفونهم في العمل الطلابي بالجامعات قدرتها الذكية في خلق اشخاص موهومين ، ومحبين للظهورالتلفزيوني وبشكل كرتوني ضد خصومهم ، ولذلك لم يكن من سبيل للاسلاميين في ظل المواجهة الشرسة مع الجيش الشعبي لتحرير السودان في حروبات الجنوب وجبال النوبة والنيل الازرق وشرق السودان والنشاط السياسي لمعارضة التجمع من خارج البلاد ، ان يقدموا تلك الشخصية على الاقل للراي العام الداخلي والعالمي بهدف ارسال رسالتين ، الاولي في الداخل بتصفية اي وجود وجيوب للمعارضة وتجفيف منابع عملها او تشيت جهودها وتضييق الخناق عليها ، ويمكن ان نقول انها نجحت الى حد ما في ذلك والشواهد كثيرة ليس هذا مجال ذكرها ، اما بالنسبة للراي العام العالمي الذي كان يضيق الخناق علي الاسلاميين خاصة بعد محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك والتي اتهم فيها النظام انذاك بالضلوع فيها ، فان الرسالة التي ارسلوها هي( ان هناك معارضة ومسموح لها بالعمل وتنشط وان ما يقوله العالم عن ان النظام يعتقل معارضيه ليس صحيحاً). لذلك لم يكن اطلاق لقب زعيم المعارضة السودانية على الغازي من باب الممازحة ، بل كان النظام وقتها يعني ما يعني ، والمدهش ان الغازي كان فخورا بعطايا لقب النظام له وكان جزلا بذلك ، وبعدها اصبح يتحدث كزعيم معارضة بتعيين من النظام ، وهذا يعني ان الاسلاميين ارادوا القول انهم يحكمون بخيارهم هم وبمعارضة عينوا زعيمها و اجازته سلطتهم للقيام بادوار مرسومة ، وتنسيق ، ولذلك تم افساح المجال له واسعاً في الصحف السيارة والفضائيات للتنفيس عن الجماهيرفي ان هناك صوتاً اخرفي البلاد، وهذه المعارضة المعينة انطلت علينا جميعاً سواءاً الذين تعاملوا في العمل العام من المعارضة في الاحزاب السياسية والمنظمات في النقابات ، وانفتح له الباب واسعاً ليعقد اللقاءات مع رجال السلك الدبلوماسي من الغربيين في الخرطوم ومقرري حقوق الانسان الذين كانوا يتوافدون ويزورون البلاد بين فينة واخرى ، وكنا جميعنا من صحافة ومعارضيين نرقص طرباً لتصريحه ونصف ذلك (الغازي) باشجع رجل ولد في السودان ، واظنه كان عندما يغادر الجمع منزله الذي يستقبل فيه الاجانب من اوروبيين وامريكان وامم متحدة ومنظمات حقوق الانسان العالمية يمد لسانه شبراً كبيراً ، ويقول في سره (اذهبوا فانتم الطلقاء). وادار( الغازي) بانتهازية يحسدها عليه الاسلاميون انفسهم، معركة اتحاد المحامين تحت اسم المعارضة ، واستطاع بتنسيق خفي مع النظام ان يلف حوله من اراد وشق صفوفها ، والمعارضة في الداخل كانت تسعى الى تفتح فجاً لنشاطها العلني في تلك المعارك ، لكنها اخطأت في ان تضع المعركة تحت إمرة ( الغازي )، والذي كان يرأس منظمة حقوقية للدفاع عن حقوق الانسان ، رغماً انه كان يخفي الكثير من سوءات القمع ويسكت عن اكثرها بشاعة ، ومع ذلك صدقناه وتعاملنا جميعاً – ولن اعفي احدا- في تلك الورطة التي وضعنا فيها النظام ، وتربع( الغازي) بلامنازع منافسا لقيادة اتحاد المحامين دون ان يقصد الفوز بمقعد نقيب المحامين وانما ادارة معركة وهمية مع النظام تشئ للراي العام الداخلي والخارجي ان ثمة فسحة من الحريات وهذا ما سينكشفه لاحقا بعيد اتفاقية السلام الشامل. وابلغ المعارك التي ارادها( الغازي )الصعود والقفز بها الى الامام في قيادة معارضة الداخل ، كانت في تجمع الداخل حيث ادعي كذباً انه يمثل القيادة العليا للمجلس الاعلى للتجمع بالداخل ، وهذه القيادة التي ادعاها( الغازي) لم تكن موجودة ضمن هيكلة التجمع بالداخل اصلاً ، وكان قصده ان تشتيت اذهان السودانيين داخل وخارج البلاد في معارك وهمية اختار مواقيتها هو ، لكن عندما فشل مسعاه بدأ في تنظيم جسد مواز لتجمع الداخل ونصب نفسه رئيساً لمكتبه السياسي وشخصية جنوبية رئيساً لذلك التنظيم الجديد لزوم الديكور وادعاء القومية ، مع انه يمثل اكبر استعلائي في الشمال ويكذب فعلاً وقولاً في مناصرة قضية السودان في جنوبه . ودلف ذلك (الغازي )في تطوره الانتهازي وصعوده السريع رغم قدراته المتواضعة ، بالحديث عن الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان ، واجرى تمارين تسخبن وسط النازحين من ابناء الجنوب وجبال النوبة في اواسط التسعينات بتمثليات ماهرة في الادعاء بانه الحارس الامين على قضايا النازحين وحقوقهم ، وجمع عدداً مقدراً من قياداتهم حوله مستغلاً اوضاعهم المأسوية والحوجة لمن ينصر قضيتهم – فما بالك عندما ياتي من محامي مفوه –وكان هذاهو السلم الذي صعد به( الغازي) واصبح هو المحفز السياسي له ليصل صيته الي قيادات الحركة الشعبية عن طرق ابنائها في مناطق النازحين الذين كانوا يعتقدون انه نصيرهم عند الفزع ، ليتفاجأ السودانيون ذات صباح اواخر التسعينات ان الغازي اصبح الناطق باسم رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان من الخرطوم – ولاحظوا انه لم يقل المتحدث باسم الحركة الشعبية في الخرطوم بل المتحدث باسم رئيسها ومؤسسها- ولعلنا نتذكر ذاك المؤتمر الصحافي الشهير الذي اقامه في مكتبه ، وكان ذلك الحدث هو القفز بالزانة والمنعطف التاريخي العظيم له ، بل كان ذلك الحدث له ما بعده في تراكم حسابه في بنكه الانتهازي، و هذا ما اراده هذا الغازي بان يحصد ما زرعه طوال سنواته المتقافزة ببهلوانية يحسده عليها لاعبو السيرك العالميين. ولعل ظهور( الغازي) بعيد اتفاقية السلام وكأنه هو الذي خاض غمار التفاوض انابة عن الحركة الشعبية وجادت به عبقريته في التفاوض وتوقيع الاتفاقية ، اذ سرعان ما ابعد اصحاب الوجعة الحقيقيين واصبح يتحدث عن الاتفاقية حتي ظننا جميعاً انه صحايها او الوكيل الشرعي لها ، ولا غرو ان اي شخص يمكن ان يحض على ضرورة تنفيذ الاتفاقية ويحشد لها التاييد لكل الشعب السوداني ، لكن( الغازي) كان ملكياً اكثر من الملك وكاثوليكاً اكثر من البابا، وكل تصريحاته ظل يزايد فيها على القوى السياسية الاخري ، وبمهاترات فجة احرجت قيادات الحركة انفسهم واحليكم الى ما قاله في احدى تصريحاته لنبين لكم كيف يفكر (نبي السلام الجديد) وعلى القراء ان يحكموا فقد سأله الصحافي حول العلاقة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بالقول( البعض في الحركة الشعبية يقول إنك ذهبت بعيداً في علاقتك بالمؤتمر الوطني.. يعني إنك صرت ملكياً أكثر من الملك؟ وكان رد الغازي الاتي : ( الحركة الشعبية مع شركاءهافي الحكم المؤتمر الوطني في إتفاقية السلام، وفي حالة الخلاف فهنالك آليات نص عليها الإتفاق، أي عضو في الحركة الشعبية يدعي معارضة هذه الحكومة هو بالضرورة خارج الحركة الشعبية.. سندافع عن حكومة الوحدة الوطنية وسنعض عليها بالنواجذ.. )، وهذا اقتباس من الزميلة (الراي العام )، في حوارها مع الرجل. ولكن رؤية القيادات الحقيقية للحركة لديها قول غير الذي افتأ فيه الغازي بقوله المعوج ، وهي منشورة في اكثر قضايا السودان تعقيدا ، ونعلم ان الحركة في مقاتلتها او دخولها التفاوض لم تكن تقوم بنزهة حتي ياتي امثال هذلاء ليقدموا لاعضاء الحركة الشعبية دروس في الوطنية او معرفة كيفية ادارة الصراع مع خصم شرس اصبح شريكا في تنفيذ اتفاقية السلام ، وليس كما يردد الغازي حليفا استراتيجيا ، والتي تعبر عن تفريغ لحلمه فقط . وانظر عزيزي القارئ الى ما نطح به( الغازي) في وجه السودانيين خاصة من الجنوب ودارفور و دون خجل أفتي برؤيته حول احداث اللاجئين في القاهرة قبل عامين ، حتي المؤتمر الوطني لم يجرؤ للحديث بذلك الاستفزاز وهنا نشير الي تصريحه لوكالة انباء الشرق الاوسط (ان الازمة الاقتصادية والبطالة هي التي دفعت هؤلاء السودانيين للخروج من بلادهم طلباً للجوء وليست الحرب الاهلية الدائرة في دارفور او الحرب السابقة في الجنوب). (الغازي) في تناقضاته في رؤية القضايا السياسية منذ ان اوهمنا بانه المعارض من الدرجة الاولي ، لكن سرعان ما انتكس عن ارائه تلك بسرعة تفوق سرعة الضوء فانطروا لتصريحين متناقضين الاول لصحيفة (الزمان اللندنية ) التي اجرت معه حوارا ابان زيارته الي بريطانيا ، وساله الصحافي عن رؤيته حول عودة الصادق المهدي بعد اتفاق جيبوتي التي وقعها مع النظام انذاك فرد (واقول بثقة ان الصادق المهدي يقف ضد القمع والاستبداد ويتوهم من يعتقد بانه سينضم الي حكومة الرئيس عمر البشير.) لكن انظروا في حوار اخر عن رايه في ذات الشخصية وكان رده(إن ديموقراطية نيفاشا ليست صينية غداء تتعدد فيها الصحون لك أن تختار منها ما تأكله وتترك الباقي، بل هي وجبة عسكرية متكاملة، تؤكل كلها أو تترك كلها). وما لا يعرفه( الغازي) عن الحركة الشعبية لتحرير السودان انها لا تعادي حلفائها بتلك الفجاجة والضحالة الفكرية والسياسية ، وهي ليست من القوي التي تتنكر لمواقف الاخرين واسهاماتهم مع انها تحتفظ بحقها وموقفها المستقل في رؤيتها وفلسفتها في القضايا السياسية ، وهذا معلوم ، ولديها اتفاقات مع غالب الاحزاب السودانية التي كانت تنضوي تحت لواء التجمع الوطني الديموقراطي بما فيها حزب الامة الذي خرج عن التجمع باتفاقه مع المؤتمر الوطني في جيبوتي الي المؤتمر الشعبي في المذكرة الشهيرة بجنيف وانتهاءا بالمؤتمر الوطني باتفاقية السلام الشامل ، وموقف الحركة من اتفاقية حزب الامة معروف ونشر في حينه ، غير ان الحركة تؤكد احترامها للقوي السياسية وما زالت تتعامل معها ، وفي ذات الوقت تتصارع معها وفق الصراع السياسي المعروف بكل احترام ودونما اسفاف ، لكن الغازي يقوم يوميا بهرج سياسي بغرض دق اسفين بين الحركة الشعبية وتلك القوي السياسية ليصل في نهاية المطاف الي عقد تحالف استراتيجي مع المؤتمر الوطني ولانه ظل يعمل بالتنسيق مع بعض المنتمين في الحركة وهم قلة لكن في مواقع مؤثرة ، وبالتنسيق مع قيادات متنفذة في المؤتمر الوطني . وفي معركة انتخابات النقابات بعد ان بدأت الحركة الشعبية تدشن نشاطها السياسي الواسع في البلاد ، كان علي الحركة ان تختار حلفائها في معارك النقابات ، وذات الشئ مكفول للمؤتمر الوطني ، ونذكر جيدا ان الراحل دكتور جون قرنق ظل يردد ان الحركة لن تتخلي عن حلفائها في التجمع الوطني ، ولذلك كان له اسهامه المعروف في مفاوضات القاهرة بين المؤتمر الوطني والتجمع الوطني الديموقراطي ، والذي افضي الي الاتفاقية المعروفة باسم اتفاقية القاهرة ، ولم يغب الراحل قرنق عن اي اجتماع لقيادة التجمع حتي وهو في اوج التفاوض ، لانه يعرف التعامل مع العهود ، لكن من الذي قلب الموازين واثار الضبابية في مواقف الحركة بعد مقتل الراحل قرنق ، وهل كان موقف الحركة بعد تلك الهزة العنيفة التي تعرضت لها تبديل الحلفاء او التخلي عن القدماء من حلفائها ؟ عقدت الحركة عدة اجتماعات لكادرها العامل في النقابات ، اتحاد المزارعين ، العمال ، المعلمين ، الموظفين والمحامين ، وهناك من يفترض ان الحركة ليس لها وجود في قواعد تلك الفئات – مع ان ذلك ليس صحيحا – لكن اذا افترضنا انه موجود فما الذي تفعله حركة سياسية تتلمس التحول الي تنظيم سياسي ؟ اليس البحث عن تحالفات مع البرامج التي تقترب من برنامجها ؟ لذلك فان الحركة ادركت ان التحالف يجب ان يعقد مع القوي صاحبة المصلحة في التغيير ، وتحقيق التحول الديموقراطي ، وبالطبع لن يكن من بينهم المؤتمر الوطني في المعارك النقابية ، اذ ان المؤتمر الوطني يعلم ان الذي يربطه مع الحركة الشعبية هو الشراكة في اتفاقية السلام وتنفيذها ضمن حكومة الوحدة الوطنية والاليات المتفق عليها في تنفيذ الاتفاقية ، وللمؤتمر الوطني حلفاؤه . لذلك اتجهت الحركة لعقد تحالفاتها مع القوي السياسية في التجمع الوطني الديموقراطي ، والذي يشارك جزءا من احزابه في حكومة الوحدة الوطنية الي جانب حزب الامة ، وانتظمت اجتماعات في دور تلك الاحزاب بما فيها دار الحركة في الديوم الشرقية ، وكان يشرف علي قطاع الشمال حينها الفريق عبد العزيز ادم الحلو – رجل المهام الصعبة في الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان – واتفقت القوي السياسية علي برنامج المعركة النقابية في كل المواقع ، وما ان بدأت المعركة تستبين ، تحرك لوبي المؤتمر الوطني عبر محاور عديدة اولها من الحزب نفسه في تشويش المعركة بالتزوير ، ورفض تغيير قوانين النقابات الي اللوبي الذي استحدثه داخل الحركة الشعبية قبيل توقيع اتفاقية السلام بفترة قصيرة بقيادة صديقنا ( الغازي ) ومعه قلة من الانتهازيين الذين اظهروا الولاء للحركة ، التي لم تتفحصهم ، الي جانب بعض الذين التحقوا بالحركة بعد انشقوا عنها في التسعينات وعادوا اليها قبيل الاتفاقية بايام قليلة ، مما وضع علامات استفهام كبيرة لدي العديدين خاصة في الجيش الشعبي والذين ارتضوا ذلك الواقع علي مضض . ابتدر( الغازي) معركته في النقابات بتصريحات سالبة ، ضد القوي السياسية عبر تلك الوكالة المعروفة الانتماء والتوجه والمرامي ، والتي افرد لها ، الغازي تصريحات متواترة احيانا تحت مسمي مصادر عليا في الحركة الشعبية ، الي جانب البيانات المفخخة التي كانت تجد طريقها الي الصحف واحياناً الي جهازي التلفزيون والاذاعة ، ولعل صياغة تلك البيانات لا تنطلي علي من لديه عقل ، لكن تغافلت الحركة او اغفلت بسبب الزحام وكثافة الضوضاء الذي كان يفتعله المؤتمر الوطني الذي كان جاهزا لا دارة المعركة ، وبدات الضبابية والشكوك والريبة تنتاب قيادات الحركة العاملة في سكرتارية النقابات ، وفي قيادة قطاع الشمال مما دفع بهم الاجتماع مع ذلك (الغازي) الذي حاول ان يصير ملكيا اكثر من الملك في حضور الملوك انفسهم الذين خاضوا معركتي الحرب والسلام ، لكنه كعادته اتفق مع قيادات قطاع الشمال لكنه في اليوم التالي حنث عن اتفاقه وذهب الي تلك الوكالة وصرح لها بتصريحات كاذبة عن موقف الحركة حول معركة نقابات العمال . غير ان القضية المركزية والتي اظهرت ان (الغازي ) اصبح ينسق علي اعلي المستويات كانت في معركة المحامين ، اذ انه خلق جسما موازيا لما يعرف بمحامي السودان الجديد ، واستخدم الاموال بالتنسيق مع المؤتمر الوطني وتلك القيادات القليلة الموالية – تحت الطاولة – مع المؤتمر الوطني ، وقطع المؤتمر الوطني وعدا (للغازي ) بان يصبح نقيبا للمحامين اذا افلح في عقد تحالف بين الحركة والمؤتمر الوطني لخوض المعركة ، وعزل القوي السياسية ، ولعل تصريحه للزميلة (الراي العام ) فيما بعد يفضح ذلك المسعي اذ رد علي سؤال التحالفات مع القوي السياسية في انتخابات المحامين فرد ()، الحركة الشعبية ليست معارضة لحكومة الوحدة الوطنية لتنسق مع من (سموا أنفسهم بالمعارضة)، نحن جزء لا يتجزأ من حكومة الوحدة الوطنية، ولا يمكننا أن نكون حكومة ومعارضة معاً.). كانت تلك رؤية (الغازي) ومن ذكرناهم من المصفيين الجدد للحركة الشعبية والذين لم يلقوا حظاً في التعاطي السياسي وكما انهم يفتقدون الرؤية والجرأة معً اومن هم عاطلي الموهبة والحنكة السياسية والتنصل من الالتزام ، في ادارة معركتهم داخل الحركة الشعبية ، وهم الان يغفلون ان المؤتمر الوطني الذي يأتمرون بأمره مازال يحتفظ بحلفائه القدامي والجدد ، وانظروا ماذا قال (الغازي) في ذات الصحيفة حول ذات الموضوع وادعي انه الوصي علي عرش الحركة (لقد حذّرت زملائي في الحركة بأن مثل هذا خرق لمبادئ إتفاقية السلام، وأرى أن تخوض الحركة الانتخابات وفق برنامجها، وأن تقبل التحالفات شريطة الإلتزام باتفاقية السلام.)، وتلك كذبة بلغي سنولي الرد عليها ، لان (الغازي ) فاقد للمقدرة ويمتلك ضحالة فكرية وسياسية. ولكن قبل ذلك نورد له نصا اخر في رده علي سؤال عن انه يخالف خط الحركة الشعبية الاستراتيجي فقال (ـ أنا ملتزم بخريطة الطريق (إتفاقية السلام)، وأعبر عن فكر الحركة الشعبية بلا زيادة أو نقصان، وأتحدى أياً من كان أن يبرز لي تصريحاً يخالف الإتفاقية، أنا لا أعير بالاً لحديث (القعدات الخاصة)! ) هذا رد لمن ظل يكذب في اجهزة الاعلام المقرؤة والمرئية انه قيادي في الحركة وهو يعلم انه يكذب لانه ليس في المكتب السياسي او المجلس الوطني الانتقالي ، كما انه ليس في قيادة قطاع الشمال ، فكيف يرفع الابيرق لمن يخالف اتفاقية السلام داخل حزبه افتراضاً . واستطاعت تلك الطغمة المتأمرة ان تضيق الخناق على الذين قدموا انفسهم وضحوا بعمرهم دون ان يتكالبوا على المناصب والسلطةعندما اتتهم تحبو لكنهم ركلوها باقدامهم في زهد نادر نجده الان بين حياة البشر ، وهم الذين قادوا الحركة والجيش الشعبي في اصعب المواقف ولم تنل منهم قناة ، واذكر ان اجتماعاً محضوراً لقيادات الحركة في القرين هولدي فيلا اتفق رئيس الحركة الفريق سلفاكير ميارديت – حسب ما نقله لي احدي القيادات التي حضرت الاجتماع – ان تخوض الحركة انتخابات المحامين بقائمتها دون ان تعقد تحالفاً اية جهة سياسية ، واتفق الجميع علي ذلك ، لكن في اليوم التالي صرح احدهم للصحف واظنه (الغازي) بان الحركة ستعقد تحالفاً مع المؤتمر الوطني وعندما تم زجره اصدرت مجموعته المفترضة تقديرا انها ضمن عضوية الحركة بياناً دعت عضوية محامي السودان الجديد التصويت لصالح مرشحي المؤتمر الوطني ، وتلك كانت القشة التي قصمت ظهير بقاء القائد عبد العزيز ادم الحلو الي جانب قضايا اخري جعلته يتواري وهو ياسي الي ما وصل اليه الحال داخل الحركة التي سكب فيها عرقه ودمه لاجل المهمشين والشعب السوداني لياتي (الغزاة) ليسرقوا الثورة من بنوها. من اكبر الاخطاء التي تحاسب عليها الحركة الي جانب انها قبلت (الغازي) في صفوفها ، وتغافلها للكثيرين من الذين نبهوها عن مضرة ذلك الرجل ، الا ان قياداتها اصرت علي اختياره ضمن اعضائها في البرلمان ، ورغم حجم المؤامرات التي ظل ومازال يحيكها ضد الحركة بغرض تصفيتها ، الا انها لا تزال متمسكة به ، ولم تعاقبه وتبعده من صفوفها ، الي ان افتضحت مؤامرته الدنئية بالمسرحية الهزلية سيئة الاخراج مع المؤتمر الوطني في جلسة البرلمان قبل الذهاب الي عطلته في يوليو الجاري ، باسقاط عضوية رئيس كتلة الحركة الشعبية رئيس لجنة الاتصالات والاعلام والناطق باسم الحركة ونائب امينها العام في قطاع الشمال السابق القائد ياسر سعيد عرمان ، ولا يعلم (الغازي) ان قيادات امثال ياسر عرمان وعبد العزيز ادم الحلو ونيهال دينق نيهال وباقان اموم واخرون كثر لا تسيل لعابهم وتلمع اعينهم لبريق السلطة ، وواهم هذا (الغازي ) عندما يعتقد انه كسب معركة اصلا هي خاسرة وبائرة بتلك الدناءة والخسة والخبث ، وعض اليد التي مدت اليه . المضحك ان (الغازي) تقول انه في اسقاط عضوية عرمان لايجامل في تنفيذ اتفاقية السلام الشامل ، ودون خجل تلأ بيان اسقاط العضوية وكذب على بعض اعضاء البرلمان في التجمع الوطني بان اسقاط عضوية عرمان جاءته من قيادات عليا في الحركة الشعبية ، وهو يعلم ان عضويته هو في البرلمان اتت به الي مقاعد البرلمان وان الذين خاضوا غمار المفاوضات كان من بينهم ياسر عرمان ، والمدهش ان صلاح كرار الذي ينتمي الى المؤتمر الوطني صوت ضد اسقاط عضوية عرمان الى جانب 139 عضواً اخر من الذين صوتوا او امتنعوا عن التصويت ، وبفعلته تلك اراد ان يشق صف الحركة الشعبية ، لكنه هو لا يعرف الحركة وتاريخها . ان (الغازي) المعروف بتهريجه السياسي اضحي مضحكة للاطفال قبل الكبار وافتضح امره جليا ونتسال ماذا قدم حتي الان خلال عضويته للبرلمان وهو نائب لاهم لجنة وهي الخاصة بالتشريع وامامه اكبر ترسانة من القوانيين المقيدة للحريات ، بل لم نسمع له كلمة في مواجهة القمع اليومي الذي يمارسه حلفاؤه في تنظيم المؤتمر الوطني ، وليت القيادات في الحركة ان تتوقف حيال تلك الفرية والتامر لتنظف صفوفها ، لان المعارك القادمة وصراعها مع مؤمرات المؤتمر الوطني ستكون اشرس كلما اقتربت معركة الانتخابات والتصويت لتقرير المصير ، لان تامرات (الغازي) لن تتوقف في اسقاط او تشويش مواقف الحركة السياسية ، وليته هو ان يعلن انضمامه علانية للمؤتمر الوطني ليختم حياته السياسية فيه ، وسيمنح جائزة كبري فيما قام به من خدمات جليلة لصالحه في المعارك الدنئية ، واظن افضل جائزة له منحه وزارة خصماً من نصيبها ، لينطبق عليه المثل (يا غازي ما غزيت) ، واي عزو هذا