|
|
 رسالة الى السيد / مدير التلفزيون .. (( أوقف هذا العبث))
|
...
السيد / عوض جادين (( مدير قطاع التلفزيون ))
بعد التحية وفائق التقدير والإحترام
نعلم أخي الكريم أنك من المهتمين بإبراز الشكل السوداني الخاص الذي يعبر عنا .. لذا جاء انحيازك للدراما التي يتحفنا بها التلفزيون كل يوم وكل حين .. وبشتى صنوفها حتى دخل فيما دخل الصالح والطالح .. حتى أصبح الأمر مسخا ولم يعد مجرد تشجيع لأن التشجيع أخي الأستاذ له آلياته المحددة ونحن في عالم منفتح ينكشف على العالم أجمع ..
ما نراه أيها الأستاذ الكريم تجاوز حد التشجيع الى التبشيع .. وذلك لسبب بسيط جدا وهو أن كل ما يوصم بأنه دراما لايذاع ولا يبث .. إذ لابد للعمل الذي يمكن أن يبث عبر التلفاز أن يمر على لجنة متخصصة قادرة على تقييم هذا العمل لمعرفة مدى صلاحيته للبث ..
ثم لماذا لا تدعو بوصفك مديرا لهذا القطاع الحيوي كل الفرق التمثيلية التي بالبلاد أو على الأقل التي في العاصمة الى مسابقات درامية تنتقى منها الأعمال الفائزة لتجد طريقها الى البث .. حتى لا تضطر أخي لبث كثير من الغث الذي يوصف بأنه عمل درامي .. بينما هو خال تماما من أبسط قواعد العمل الفني ؟؟؟؟
لقد تجاوز الموضوع حد التشجيع ليصبح هرجا ومرجا .. وكل من هب ودب قد وجد طريقه الى التلفاز .. بل أن كثير من الموهمين قد أصبحوا نجوما في معترك لا وجيع فيه .. أسألك بالله بأن توقف هذا العبث وهذا العمل العشوائي الكبير ..
هل يعقل أخي أن يكون الحوار كله صراخ ونباح .. ولا يكون فيه فاصل للحديث الهادي المتزن الذي يأخذ فيه كل فرد دوره في الحديث بتناوب يجعل المشاهد يدرك مايقال ؟؟ وحتى لو علمنا نحن وعرفنا الحديث وفهمنا ما فيه (( وهي طايره )) .. كيف للآخرين من العالم العربي أن يفهموا هذا الحديث ليكونوا فكرة عن واقعنا ؟؟
هل نحن نتحاور هكذا ؟؟ وكأننا في سوق للماشية ؟؟ هل الدراما هي أن تشرك إحدى الفرقة الدرامية (( سائق الحافلة )) التي ينقلهم ليكون ممثلا ويسند له دور ؟؟؟ نعم هو جارنا وقد سألته عن ذلك فكان جوابه (( أكملوا بي العدد ووفوني حقي )) ..
لماذا يلجأ كل المخرجين الى إختيار المزابل الخرابات وأسوأ الخيارات المتاحة للتمثيل فيها ؟؟ أليس لنا مواقع وسيطة .. وهي كذلك تمثل واقعنا ؟؟ لماذا تحاولون وبإصرار وإمعان أن تصوروا للعالم بأنها قوم نعيش في هذه المزابل وبين هذه القمامة ...
نعم .. ندرك بأن هذا جزء من الواقع .. لكنه بالتأكيد ليس كل الواقع .. أتحفونا بمقامات من الواقع ولتدركوا أن هناك بيوتا من (( الجالوص )) لكنها روعة من الداخل في شكلها ونظافتها و التي تفوق مثيلاتها في أماكن توصف بأنها متحضرة ..
حتى الممثلين الذين تأتون بهم يكونون ممن خصهم الله بالنباح وعدم التمكن من قول جملة مفيدة .. رغم وجود السيناريو والمخرج والمهرج وكثيرون .. لكنها هي الكارثة ..
وهذا ليس معناه أن كل العاملين في الحقل الدرامي مهرجين .. ابدا فهناك ممثلين ومخرجين موهوبين حقا لكن الصالح والطالح في معاركة لا يعرف مبتداها ومداها .. بل أن هناك كثير من النصوص الجيدة والممثلين الذين أبدعوا .. لكننا شوهنا رصيدنا بهذه الأعمال التي لاترقى لأن توصف بأنها دراما ..
أستاذي الفاضل عوض .. رجاءا أوقفوا هذا العبث .. وشكلوا آلية تؤسس لأعمال لها قيمة وهدف .. قبل أن تعرض لنا أو تعرض علينا .. ودعكم من فرية التشجيع التي أضحت تبشيعا .. فرمضان قادم ونخشى أن يتسيد هؤلاء الساحة حتى ندمن هذا الغث ..
وأهتموا بالدراما من خلال إفساح أكبر قدر لها من الإهتمام والرعاية والصرف المادي عليها .. ثم بعد ذلك يتم بث الجيد منها عبر الهواء الطلق .. قوموا بعمل مسابقات درامية .. وأعرضوا علينا الأعمال الفائزة وليس الأعمال الفاسدة ..
ارحمونا يرحمكم الله .. ولو تماديتم في ذلك فعلى الدراما السلام
ولنا عودة ..
...
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
صلاح شكوكو
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست