نص استقالة قيادى بحركة حق بسبب ملابسات ما جرى فى اتحاد جامعة الخرطوم

Quote: اليكم الحالمون يبكون جهراً..!! الطاهر ساتي كُتب في: 2005-12-20 * حكايات كتب المطالعة القديمة تتجدد في كتاب السياسة السودانية..!! * القط والفأر أبرما إتفاق سلام بينهما.. وعبرا عن فرحتهما بتنظيم رحلة نيلية.. ولكن ما بين الشاطئين قرر القط نقض الاتفاق والتهام الفأر بحجة إثارة الغبار في وسط المركب..!! * الحجة واهية وفطيرة وكاذبة.. والمراكب لا تعرف الغبار ولا تلامس التراب أصلاً..!! * وهى ذاتها الحجة التي تتخذها أقلام المعارضة وقواها السياسية هذه الايام لالتهام الحركة الشعبية وطموحاتها وقياداتها..!! * أقلام وقوى المعارضة تعيب على الحركة الشعبية انسحابها من تحالف المحامين المعارض.. وتهاجمها على تمسكها بأهداف وغايات إتفاقية السلام..!! * ولعل تلك الأقلام لم تقرأ اتفاقية السلام مثل قواها السياسية المعارضة.. ولو قرأت لعرفت بأن الحركة الشعبية ملزمة اولاً بعدم التحالف مع اعداء السلام.. ثانياً ملزمة بمشاطرة المؤتمر الوطني في كل مواقفه السياسية.. لأنها مواقف مستمدة من تفاصيل الاتفاقية..!! * وللحركة الشعبية ألف تبرير لرفض كل أنواع التحالف مع حزب الامة، طالما حزب الأمة لا يعترف باتفاقية السلام ولا يؤمن ببنودها.. ولا يزال يدعو للمؤتمر الجامع الذي يأتي بالحبيب رئيساً لمجلس الوزراء..!! * وللحركة الشعبية مليون سبب في عدم الدخول في تحالف مع الحزب الشيوعي.. لأن الحزب الشيوعي لا يريد الحركة سوى سلمٍ نحو السلطة لينفذ بها أجندته السياسية.. ولا يبالي بطموحات وآمال وآلام أهل الجنوب. * ولماذا تتحالف الحركة الشعبية مع الاتحادي الديمقراطي.. ومولانا لا يزال يسلك درب اللاجئ السياسي المتحفظ على بنود الاتفاق. * باختصار.. كل قوى التحالف تقف موقفاً سلبياً من اتفاقية السلام الموقعة بين الحركة والمؤتمر.. وهو موقف جدير بالرفض والاستنكار من قبل الحركة الشعبية التي قاتلت ربع قرن من الزمان لتصل الى هذه النتائج والمكاسب لأهل الجنوب والشمال معاً. * والتوترات التي تكاد تبلغ درجة العداء بين الحركة الشعبية والقوى المعارضة - وأقلامها - تكشف كل النوايا السابقة والسيئة التي كانت في نفوس التحالف إبان سنوات تحالفها مع الحركة الشعبية. * القوى المعارضة كانت تسعى لاتخاذ الحركة الشعبية مطية نحو رأس الدولة ورئاسة مجلس الوزراء والوزارات الاقتصادية.. ولم تكن في يوم من الايام تحمل الجنوب أو الجنوبي هماً أو هدفاً نبيلاً..!! * والقوى المعارضة التي كانت تتباهى بالقوى الفكرية والسياسية للحركة الشعبية إبان سنوات شهر العسل.. لم تكن تفعل ذلك إلا لتغطي به ضعفها السياسي.. والفكري.. والجماهيري.. والآن في ساحة الحريات المكشوفة عرفت حجمها ورصيدها الضئيل.. فحولت المباهاة إلى عداء..!! * والحالمون استيقظوا من ثباتهم، فوجدوا الحركة الشعبية ذات أهداف وطنية تتناقض مع أهدافهم الحزبية والذاتية، فشرعوا ينتقدون مواقفها السياسية التي تصب في مصلحة الوطن بعيداً الانتهازية..!! * ولأن حكومة الوحدة الوطنية في سنتها الاولى.. نتوقف قليلاً.. وكل عام سوف تكشف الحركة الشعبية لأصدقائها القدامى أنها ليست جمعية خيرية.. ولا حصان طروادة.. ولا (مغفل نافع)..!!