|
رويترز: استهداف العرب في تشاد وحرق منازلهم وصوامع غلالهم العملاقة تماماً
|
15تموز/يوليو2007 - آخر تحديث - 7:47 العرب في تشاد أيضا ضحايا للعنف والعنف المضاد جوز امير (تشاد) (رويترز) - أول ما تقع عليه أنظار زائري جوز أمير منظر مروع في شرق تشاد..
لقد أحرقت كل المنازل تماما وسويت بالارض وتحطمت الصوامع الطينية العملاقة التي كانت تستخدم في تخزين الحبوب كما أن الحشيش المحترق يشير الى الاماكن السابقة للمنازل. لقد أصبحت خالية تماما.
وشأن جوز أمير شأن القرى الاخرى في منطقة دار سيلا المتاخمة لمنطقة دارفور السودانية فقد دمرت خلال موجة من القتال العرقي منذ العام الماضي والذي حول تشاد الى مراة للصراع الدائر في السودان المجاور.
ولكن هناك اختلافا واحدا فقط..
ففي حين أن أغلب الهجمات التي تستهدف المستوطنات والمدنيين في هذه المنطقة النائية ينفذها العرب سواء من الجنجويد عبر الحدود أو من العرب التشاديين الذين يغيرون على جيرانهم من الافارقة.. فان جوز امير قرية عربية.
قال شهود عيان ان ميليشيا "توروبورو" الافريقية دمرت القرية في اطار العنف والعنف المضاد الذي حول هذه المنطقة ذات المزيج العرقي الى منطقة شديدة الالتهاب.
وقالت كلثومة محمد وهي من السكان المحليين التي شهدت الهجوم على جوز امير في ديسمبر كانون الاول لرويترز "أخذنا أطفالنا وهربنا من الرصاص والصواريخ التي كانت تتطاير في كل مكان. لم يكن هناك تحذير."
وعندما سئلت عمن كان وراء الهجوم أجابت "ميليشيا توروبورو...نحن العرب هنا أبرياء."
ويقول سكان عرب محليون ان ميليشيا غير عربية سوت قراهم بالارض وهم يقولون ان الاضطهاد والتحرش أصبحا جزءا من الحياة اليومية بشكل متزايد.
وعلى بعد عدة كيلومترات فقط من جوز أمير تقع قرية عربية أخرى يطلق عليها اسم أراديب والتي تضم مجموعة خلابة من الاكواخ الصغيرة المتراصة بين أشجار النخيل.
ولكن زكريا يعقوب شيخ القرية قال ان الحياة أصبحت صعبة بعد أن اتهم جيرانهم غير العرب سكان قريته بالتواطؤ مع ميليشيا الجنجويد العربية خلال العام الماضي.
وقال "توجهنا الى السلطات لنقول لهم اننا أبرياء...ولكن لاننا عرب فما زلنا نتهم بأننا نتعاون مع الجنجويد."
ومضى يقول "حتى اليوم يطلق علينا الناس اسم الجنجويد. لا يقولون ذلك أمامنا ولكن من وراء ظهورنا."
وتابع "هذا يؤلمنا حقا... نريد أن تكون علاقاتنا طيبة بجيراننا. نحن مسلمون صالحون والقران الكريم يحرم قتل الناس دون سبب."
السكان في قرية أراديب وضعهم فريد اذ ان قريتهم تقع قرب مخيم للاجئين السودانيين من دارفور الى جانب عدة مخيمات تضم تشاديين نازحين.
ومن المفارقات أن العنف العرقي الذي سبب نزوح عدد كبير من السكان هو الذي قرب بين مواقف الاطراف المتناحرة بعضهم بعضا.
ولكن التوترات تتصاعد.
وقالت كلثومة ابراهيم وهي أم شابة في أراديب "كنا مثل الاخوة مع القبائل الافريقية ولكن منذ أن وصلوا الى المخيمات لم تعد هذه هي الحال."
ويقلل السكان المحليون من العرب من شأن كون أن بعض التشاديين العرب تورطوا في هجمات وحشية على جيرانهم الافارقة في المنطقة. ولكن العرب الان أصبحوا لاجئين أيضا.
وتحقق مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في وصول ما بين 20 ألف و30 ألف تشادي عربي عبروا الحدود الى غرب دارفور خلال الشهور القليلة الماضية وهم يطالبون بالحصول على وضع اللاجيء.
وقال صامويل بوتروش من مفوضية اللاجئين "هناك مؤشرات عن وجود حركات جماعية من العرب التشاديين الى دارفور المجاورة في السودان." ويأمل هو ومراقبون اخرون أن تساعد معاهدة سلام تم توقيعها مؤخرا بين زعماء العرب والافارقة في دار سيلا في تهدئة العداوة بين الطرفين.
وأضاف بوتروش "ولكن بالنسبة للحياة اليومية فما زال هناك شوط طويل قبل أن يتعلم الناس الحياة معا مرة أخرى."
من ستيفاني هانكوك
Reuters (IDS)
|
|
|
|
|
|