و يسألونك عن الروح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-23-2024, 02:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-24-2007, 11:51 AM

KOSTA
<aKOSTA
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 3138

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
Re: و يسألونك عن الروح (Re: KOSTA)

    و هذا موضوع ذو علاقة بأمر الروح و رأى بعض الفلاسفة الدارونيوين " من دارون " فيها للدكتور محمود الذوادى

    مقاربة اسلامية عربية في دراسة العلوم الاجتماعية للرموز الثقافية
    طعون في الاسس العلمية للمادية التاريخية - د.محمود الذوادي



    فالعقل الذي يتميز به الانسان عن سواه هو اذن حصيلة مباشرة لعالم الرموز ومن ثم فهذا الاخير هو بيت القصيد بالنسبة للمخلوق الانساني. فنقطة الفصل والقطيعة بين عالم الانسان وعوالم الكائنات الاخري هي بالتأكيد في مجال مدي تدرع كل منهما بالر موز الثقافية ومهارات استعمالها.
    ثامناً: مصدر تقديس الانسان في القرآن
    بكل وضوح، الانسان في القرآن هو خليفة الله في الارض اذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة وتبوأ الانسان لمكانة الخلافة لم يأت من عملية التطور التي نادي بها دارون واتباعه. وانما هي في نظر القرآن حصيلة لقرار الهي مقصود يتمثل في تفضيل الانسان بمحض اختيار الإله عن بقية الكائنات الاخري في هذا الكون المترامي الاطراف .. وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا (21).
    فالاختلاف في مسألة الانسان اختلاف جذري هنا. فبينما يؤكد القرآن علي التدخل السماوي المباشر في تشكيل طبيعة المخلوق الانساني من بداية عملية الخلق، تجنح الرؤية الداروينية الي استعمال مؤثرات حركة التطور الطبيعية كعوامل حاسمة في رسم شكل ومضمون الانسان كما عرف عبر العصور. وبذلك تجرد الداروينية صيرورة الانسان من تأثيرات عالم الماورائيات وتقطع بحدة روابط الانسان بالسماء. فالانسان من هذا المنظور والتطوري لا يمكن فهمه بموضوعية علمية الا اذا درس بعيدا عن المؤثرات الميتافيزيقية واللاموضوعية. ومن هذا المنطلق تزايد عدد المدارس الفكرية التي تأثرت شديد التأثر في دراستها للانسان ومجتمعه بالرؤية الداروينية فكانت المادية التاريخية والوضعية Positivism والتجريبية Empiricism من بين المدارس الفكرية الغربية التي شهدتها الساحة الثقافية والعلمية في القرنين التاسع عشر والعشرين في المجتمعات الغربية علي الخصوص.
    فكما ان خلق الانسان شديد الارتباط بعالم الماورائيات في النص القرآني فان الامر لا يختلف بالنسبة لتميز الانسان عن غيره من الكائنات . فعملية تكريم الانسان عملية مقصودة ايضا ميتافيزيقياً. فالانسان سيد كائنات هذا العالم في البداية والنهاية. فتكريم الانسان هو من نوع الامور المبدئية التي قررت من علٍ يوم استقبل الكون جنس الانسان.
    ولكن وقع هذا التكريم بمعطيات ذات طبيعية الهية (ميتافيزيقية) جعلت الانسان محل احترام وتقديس حتي من طرف الملائكة انفسهم فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجود الملائكة لآدم ما كانوا ليطالبوا به لولا حصول نفخ الروح الالهية في الانسان. وبعبارة اخري فان الانسان بومضة هذه الروح في طبيعته اصبح فعلا خليفة الله في الكون: اي العنصر الثاني في الاهمية بعد الإله الخالق. وهنا ينكشف بالضبط عمق الجانب الميتافيزيقي للانسان في التـصور الاسلامي. فريادة الانسان وسيادته في هذا الكون تعود في البداية والنهاية الي تلقيه بمفرده قدرا متميزا من الروح الالهية. ومن ثم فهو اكثر المخلوقات ترشحا لاخذ المسؤولية الكبري في هذا الكون إنا عرضنا الامانة علي السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا . لانه بسبب تلك النفخة الروحية السماوية اكتسب صفة الخلافة الامر الذي يفسر شرعية تولي الانسان للخلافة من بين كل الكائنات الاخري.

    مصدر لاقامة الحياة
    تاسعاً: دور المقدرة الرموزية في فهم الانسان
    وردت مفردة الروح في القرآن بمعان مختلفة، ونقتصر هنا علي التعرض الي معنيين من معانيها كما جاءت في القرآن لنبرز ان دراسة الانسان ومحاولة فهم طبيعته تبقي ناقصة ومشوهة ان اسقطت الجوانب الميتافيزيقية ودلالاتها من اي اعتبار في التأثير علي كينونة الانسان وسلوكه. فالروح اتت في القرن بمعني: ما به حياة الانفس والمقدرة الرموزية للانسان. فالمعني الاول تفصح عنه آية يسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما أوتيتم من العلم الا قليلا . فالروح هنا هي مصدر اقامة الحياة في الكائنات الحية. وان هذه الاخيرة بما فيها الانسان، عاجزة علي بث الحياة في الموتي. فالروح كمصدر لاقامة الحياة هي اذن خصوصية الهية تتعدي قدرات كل الكائنات. فالمدلول الميتافيزيقي للروح لا يحتاج الي برهان. وان علاقة الوجود الانساني بالعالم العلوي علاقة مباشرة في المنظور الاسلامي. فمحاولة احداث القطيعة بينه وبين العالم الماورائي لا يمكن الا ان تكون قطيعة مصطنعة تضر في النهاية بمصداقية شفافية فهمنا وتعاملنا مع الكائن الانساني.
    اما المعني الثاني للروح والوارد في الآية المشار اليها اعلاه فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فهو يتمثل في تأويلنا فيما اطلقنا عليه سابقا بالطاقة الرموزية الهائلة التي يتميز بها جنس الانسان. ومن أهم ملامح هذه الطاقة هو تمكين الانسان من كسب واستعمال عدد ضخم من الرموز الثقافية أهلته بمفرده ليكون الكائن المفكر او العاقل وفتحت له ابواب المعرفة والعلم علي مصراعيها حتي لا يبدو ان لها حدودا. فهذه المقدرة الرموزية هي اساسا ما نسميه العقل.
    فنظرية عالم النفس المشهور جان بياجاي حول مراحل النمو العقلي او الذهني عند الطفل والصبي مثال علي تدخل عامل الرموز في تحديد المراحل الاربع التي تمر بها المقدرات العقلية عند الانسان حتي بلوغه اثنتي عشرة او خمس عشر سنة. وكذلك الشأن بالنسبة للعلماء المختصين بمقارنة عالم الانسان العقلي بعالم الكمبيوتر. فظاهرة الوعي بالذات Seyconsiousness التي يعرفها الانسان ويفتقد اليها حتي اذكي انواع الكمبيوتر لا يرجعها هؤلاء المختصون فقط الي ضخامتها عند الكائن البشري من جهة ومحدوديتها عند كل اصناف منجزات الذكاء الاصطناعي من جهة أخري، وانما يرون ان الفرق بين الاثنين يعود ايضا الي طبيعة تشابك تفاعل الرموز عند كل منهما. فعند الانسان يتميز تفاعل عدد الرموز الثقافية الضخم بتفاعل معقد بينها بسبب كثافتها من ناحية والقدرة المرنة للرموز علي التفاعل مع بعضها في نفس الوقت، وفي عديد الاتجاهات من ناحية ثانية. اما الكمبيوتر وحتي في اعقد الكمبيوترات التي توصل الي تصميمها اليوم العقل البشري فان الباحثين يقررون بان البون بين عالمي الانسان والكمبيوتر علي مستوي كثافة الرموز الثقافية والمقدرة والمرونة في استعمالها بون شاسع وشاسع جدا يعد ضرباً من الحلم التفاؤل بتقلص المسافة بين الاثنين حتي في الامد البعيد.
    فالعقل الذي يتميز به الانسان عن سواه هو اذن حصيلة مباشرة لعالم الرموز ومن ثم فهذا الاخير هو بيت القصيد بالنسبة للمخلوق الانساني. فنقطة الفصل والقطيعة بين عالم الانسان وعوالم الكائنات الاخري هي بالتأكيد في مجال مدي تدرع كل منهما بالر موز الثقافية ومهارات استعمالها. وبعبارة اخري فلُب الانسان او روحه او كنهه مطبوع ومتأثر في العمق بطبيعة الرموز الثقافية التي تميزه عن غيره من اجناس الكائنات الاخري، وكذلك الشأن في فهم وتفسير سلوك الانسان. فبدون اعطاء المعطيات الرموزية مكانتها المركزية في الطبيعة البشرية ومدي تأثيرها في تشكيل السلوك البشري فرديا وجماعيا فان فهمنا وتفسيرنا لذلك السلوك يبقي دائما قاصرا ومشوها.
    وفكر علماء النفس السلوكيين المعاصرين مثال من بين امثلة فكرية اخري علي القصور والتشويه. فالعقل عندهم ليس الا صندوقا اسود لا شيء فيه اي خلو من بذور الرموز الثقافية. فالغي بذلك او همس الي حد كبير اهم عامل حاسم تميز به الانسان. وهو عكس ما اكد عليه القرآن. فأول آية فيه رمز واضح لا يقبل التأويل علي اهمية مركزية عالم الرموز الثقافية في دنيا البشر. فآية إقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علّم بالقلم علّم الانسان ما لم يعلم . حبلي بالرمز الي مفاتيح اسوار عالم الرموز.
    فالقراءة والكتابة والعلم هي بالتأكيد خصائص يتصف بها الجنس الانساني دون سواه. اذ انها رموز من النوع الرفيع او المعقد الذي هو ليس في متناول بقية الكائنات ذات المستوي الأبسط من حيث تملكها واستعمالها لعالم الرموز الثقافية، فعالم الرموز الثقافية عند الانسان عالم فسيح ومتشابك. كما اشرنا. وتركيز القرآن في اول تخاطب بين السماء والنبي العربي صلي الله عليه وسلم علي الدعوة الملحة الي تعلم القراءة والكتابة وبذل الجهد لكسب رهان العلوم هو بدون ريب تركيز مقصود وبعيد كل البعد عن عامل الصدفة.
    كان يمكن ان يدعو القرآن محمدا في اول لقاء الي الفلاحة والي التجارة والي الصناعة.. لكن القرآن لم يفعل ذلك ودعا بشدة الي كسب رهان رموز اساسية: القراءة والكتابة والتعلم التي تفضي في نهاية الامر الي التجذر في رحاب المعرفة. ويبدو ان في هذا السياق القرآن لمسة نفسية. فعلم النفس الحديث يؤكد ان الانطباعات الاولي التي يسجلها الناس عن الاشخاص او الاشياء طالما تبقي معهم علي مستوي شعورهم الواعي وبالتالي تكون اقل عرضة للاهمال والنسيان. ومن هذه الرؤية لاسس التعامل مع نفسية بني آدم تأتي حكمة ومشروعية افتتاح القرآن ــ ككتاب سماوي موجه الي كافة البشر ــ بتلك الآيات المنادية بتبني وممارسة الرموز الثقافية الطليعية لعالم الرموز الثقافية عند الانسان. فتاريخ البشرية الطويل يشهد بان تقدمها تزامن دائما مع انتشار القراءة والكتابة والعلم بين فئاتها. فريادة الحضارة الغربية منذ عصر النهضة تؤكد مقولة اولي الآيات القرآنية. فرموز القراءة والكتابة والعلم هو السبيل لفك اغلال الجهل. وعندما يستمر الانسان في ملاحقة ظلمات الجهل بنور العلم والمعرفة فان اسرار الكون واسرار نفسه تبدأ شيئا فشيئا في الانكشاف، بذلك يحدث التحول الجسيم. يصبح قادرا علي تغيير العالم وتغيير نفسه بحرية اكثر رحابة وبتأثير اكثر عمقا وخطورة مما يمكن ان تمده به من قدرة علي التغيير مجرد الامكانيات الاقتصادية والمادية. وبعبارة اخري ففي المنظور ان القرآن يحتل العلم والقراءة والكتابة المكانة الاولي بالنسبة لتطور البشرية وتأتي انشطة الانسان الاخري في المقام الثاني من حيث دورها في تحريك عملية تقدم المجتمعات الانسانية. اذ ان المقدرة الرموزية التي كرم بها الانسان هي مقدرة بالتعبير القرآني مستمدة من الذات الالهية نفسه: فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فوقعوا له ساجدين . فهي طاقة فيها الكثير من جاه الإله وقدرته، انها الشحنة الروحية التي اودعها الله من ذاته في الانسان ليمكنه من تسخير عالم المادة لخدمته. ان تفاعل عالم الرموز الذي يمثله الانسان مع عناصر العالم وعناصر ذاته المادية يعبر احسن تعبير عن العملية الجدلية التي عرفها الانسان منذ كان والتي كانت دائما المحرك الرئيس لحركية الفرد والمجتمع.
    ومهما يكن من امر فان استعمال الروح في المعنيين المشار اليهما اعلاه في القرآن استعمال مشحون بالدلالات الميتافيزيقية. فالروح في آية يسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي تعني بوضوح لا لبس فيه ان محيي الكائنات هو الله. وان كل نفس ذائقة الموت . وان كل من عليها فانٍ . فمسألة حياة وفناء الكائنات بكل اصنافها قرار صادر من عل لا قدرة لغير الاله علي الحسم فيه. انه قرار ميتافيزيقي لا يحتمل التراجع فيه. نعم قد نجح العلم الحديث باكتشافاته المتراكمة في كل الميادين بما فيها ميدان الصحة في اطالة للعدل اعمار الناس. ولكن حتمية قانون الفناء ذي الطبيعة المورائية يبقي ساري المفعول علي الكائنات مهما طال بقاؤها علي قيد الحياة. فوجود الانسان واندثاره ذو علاقة مباشرة بالعالم العلوي في اي تحليل متعمق لقضية مصير الانسان. وان تجاهل الجانب الميتافيزيقي لكينونته يمثل تشويها وجهلا بطبائع الامور كما يقول ابن خلدون.اما معني كلمة الروح في ... ونفخت فيه من روحي فالمدلول الميتافيزيقي بيّن الملامح فيه ايضا. فالروح او المقدرة الرموزية الانسانية تستمد جذورها وطبيعتها من الذات الالهية .. من روحي اي ان معطياتها موجودة في واقع الانسان هنا علي الارض لكن اصلها في السماء، ومن ثم فهي مستمدة مباشرة من الله وعن قصد وتمييز من طرفه للوظيفة المتميزة التي تنتظر الكائن الانساني في هذا الكون المترامي الاطراف. فالمنظور الاسلامي يتعارض مع المذاهب الفكرية القديمة والحديثة التي تفرغ طبيعة الانسان من الرصيد الرموزي الهائل المودع فيه في اعمق تركيبته ككائن عاقل. فلا الداروينية ولا السلوكية Behaviarism ولا المادية التاريخية يمكن ان ترضي عنها الرؤية القرآنية. اذ ان تلك المذاهب الفكرية الوضعية تقلل من اهمية دور المقدرة الرموزية الانسانية في فهم سلوك الفرد وحركية المجتمعات فقط بل تصل احيانا الي حد انكارها اصلا. وتركز في المقابل علي دور العوامل الخارجية المادية التي تعتبرها الحاسمة والفاصلة في اي فهم وتفسير للسلوك الانساني فردا او جماعة.
    ان المادية التاريخية والسلوكية كفكرين معاصرين يمران باختبار عسير بالنسبة لمصداقية اسسهما العلمية اذ كيف لا يحدث ذلك في الامد القصير او البعيد، والحال انهما يهمشان او ينكران تماما الدور المهم للرموز في التأثير علي سلوك الافراد والمجموعات؟ ومما سوف يجبر الماركسية علي التراجع كمنظور علمي هو تراجعها كأنظمة سياسية في مجتمعات اوروبا الشرقية والاتحاد السوفييتي بطريقة لافتة للنظر من حيث سرعة تساقطها الواحد بعد الآخر. اما النقد للسلوكية فهو علي قدم وساق من داخل وخارج علم النفس. وبخصوص الداروينية فانها تعتبر اكثر فاكثر مجرد نظرية لا حقائق علمية ثابتة كما كان الامر من قبل عند الكثير من العلماء المتعاطفين مع الداروينية.

    بين القديم والحديث
    عاشراً : الرموز والمعرفة الانسانية المعاصرة
    هناك اتفاق في القديم والحديث بانه لا يملكن الحديث عن المعرفة الانسانية بدون الرجوع الي الدور الحاسم الذي تلعبه الرموز في ذلك. فلا مجال للعلم والتفكير والفهم والمنطق والابداع والبحث عن الحقيقة واكتشاف قوانين طبيعة الاشياء وصياغة المعادلات الرياضية وانكشاف اسرار الظواهر بايحاء حدسي.. بدون استعمال ومساعدة عالم الرموز الثقافية. كل تلك الانشطة وما شابهها تجري وقائعها داخل اطار العقل البشري، لان هذا الاخير يمتاز عن غيره بمواهب رموزية تفوق بكثير كيفا وكما ما تملكه بقية اجناس الكائنات الاخري. وهذا الذي جعل بكل تأكيد ظاهرة المعرفة الانسانية ظاهرة لا مثيل لها بين الكائنات الحية علي كل المستويات انها معرفة ذات طبيعة فريدة بسبب انفراد الكائن الانساني بعالم رموز ثقافية جد ضخم من حيث الحجم والنوع.
    لقد اشرنا منذ البداية ان الرموز الثقافية التي يتميز الانسان بها تقترن بمدلولات وظلال ميتافيزيقية. وهذا يعني ان المعرفة التي يتوصل اليها بنو البشر. ينبغي ان تحمل في طياتها وشائج ومعاني ما ورائية ايضا. اذ انها حصيلة مباشرة للمقدرة الرموزية عند الانسان. ورغم هذه المسلمات المنطقية لقضية المعرفة فان فلسفة واخلاقيات Ethics هيكل المعرفة المعاصرة عمدت الي اجتثاث الجانب غير المادي من رصيد المعرفة الانسانية . وتم ذلك اساسا علي ايدي الفلاسفة والعلماء المؤسسين للتوجه الجديد الذي تأثر به مضمون ومنهجية المعرفة الغربية المعاصرة. فنيوتن وجليليو وديكارت دعوا الي تأسيس معرفة اطلقوا عليها بالمعرفة الموضوعية Objective Knowledge فكلمة Objective مشتقة من كلمة Objectt والتي تعني الشيء الملموس ومن ثم صنفت الظواهر التي يمكن دراستها وبالتالي اقامة علم او معرفة حولها الي نوعين: (1) العناصر ذات الطبيعة الكمية Primary Quantity Elements و(2) العناصر ذات الطبيعة الكيفية Primavy Quanlity Elements وهكذا حصل تصنيف العلوم ايضا من طرف رواد الحركة العلمية المعرفية المعاصرة في الغرب الي نوعين: (1) العلم ذو الطبيعة الكمية Primary Quantity Science و(2) العلم ذو الطبيعة الكيفية Secondary Quality Science . وواضح من هذه التسميات ان اولوية البحوث والجهود العلمية ينبغي ان تتوجه في المقام الاول الي عالم الحس والكم ومنه تهميش او العدول التام عن دراسة الجانب الكيفي بما فيه الملامح غير الحسية للاشياء.
    ويمكن تفسير هذه الرؤية المعرفية الجديدة المسقطة للعناصر غير الحسية والمادية من اهتماماتها بسببين رئيسيين : (1) تصادم العلماء والفلاسفة مع سلطة الكنيسة و(2) تقدم الاكتشافات العلمية علي الخصوص في علوم الفيزياء والكيمياء والطبيعة. فصراع واختلاف مفاهيم الكنيسة حول موقع الارض وموقع الشمس في النظام الكوني كان علي طرفي نقيض مما توصل اليه العلماء يومئذ. فاقترن تفكير الكنيسة عندهم بالتفكير الغيبي الخيالي. وهكذا وقع تبرم العلماء من الجوانب غير المادية للاشياء . اما دور علوم الفيزياء والكيمياء والطبيعة في اقصاء الجوانب الماورائية للظواهر فهو يرجع اساسا الي ان الظواهر التي تدرسها تلك العلوم تخلو من الجوانب الرموزية والجوانب الشعورية الداخلية التي يتميز بها الانسان فجاءت رؤاهم لنظام العالم رؤي ميكانيكة تشبه آليات حركة الساعة. الامر الذي جعلهم يذهبون الي القول بان نسق العالم عبارة عن مجرد ساعة كبيرة. وبتحقيقها للنجاح الابهر في ميادينها اثرت مناهج وتصورات تلك العلوم الصحيحة علي رؤي ومنهجية ما يسمي اليوم بالعلوم الانسانية والاجتماعية . فتحاشي علماء النفس السلوكيون مثلا دراسة العمليات العقلية Cognitive Processes لانها في نظرهم تصعب دراستها بالمقاييس الحسية. وتحيز علماء الاجتماع من جهتهم الي اعتبار ان المؤثرات الخارجية ذات طبيعة قاهرة بالنسبة للسلوك الاجتماعي. وبذلك تبني الكثير من مختصي العلوم الاجتماعية والانسانية منظورا ميكانيكا للسلوك الانساني علي مستوي الفرد وعلي مستوي الجماعة فاصيب بذلك عالم الرموز في الصميم من حيث مدي تأثيره علي السلوك البشري وافرغ بالتالي اي مدلول غير حسي. منه يربط الانسان بعالم ما وراء الطبيعة من خلال مواهبه الرموزية.
    ولكن اطروحة المعرفة الحسية بدأت تشهد منذ الخمسينات انتقادات متزايدة بخصوص مصداقيتها كمعرفة. فمن ناحية موضوعيتها تكثف الهجوم عليها خاصة من طرف فريق ما يدعم بفلاسفة العلوم. وعلي مستوي ضيق مجال بحوثها فان الناقدين يجمعون بانه قد حان الوقت لتغيير نظرتنا الي العلم، وذلك يعني بالتحديد ادماج دراسة الظاهرات غير الحسية داخل حدود العلم. بذلك نكون قد مددنا في آفاق ظاهرة العلم. ويذهب البعض الي القول بان المخ البشري ينبغي ان يصبح نموذج المعرفة الانسانية الحقيقية: معرفة الجانب المادي منه والمتمثل في تشريحه العضوي ومعرفة الجانب الرموزي (العقلي) المميز للتجارب الانسانية ذات الطبيعة غير المادية.
    حادي عشر: عالم الرموز الثقافية والعلوم العقلية الحديثة
    ظهر منذ العقدين الاخيرين علي الخصوص فرع جديد من العلوم يهتم اساسا بفهم آليات العقل البشري وكيفية طبيعة عملها مثل آليات تعلم اللغة واستعمالها. وتم ويتم نفس الشيء بالنسبة لفهم آليات ظاهرات التفكير والتذكير والنسيان والذكاء والابداع وادراك الذات واصبح يطلق علي هذا الفرع من العلوم ذات العلاقة القوية بالانسان مسمي العلوم العقلية.
    ونظرا لموضوع البحث الرئيس الذي يتمثل في فهم انشطة العقل المختلفة فان جهود عدد من العلوم المهتمة بدراسة الانسان قد تضافرت لسبر اغوار العمليات العقلية عند الكائن الانساني من ناحية وعمليات الذكاء الاصطناعي في الحاسبات والكمبيوتر.. من ناحية اخري. ويأتي في طليعة هذه العلوم علم اللسانيات والفلسفة وعلم النفس وعلم الانثروبولجيا وعلم الاجتماع والاعلامية وغيرها من التخصصات المهتمة بميدان الذكاء الاصطناعي.
    وجاء بروز هذه العلوم كرد فعل، كما اشرنا سابقا، خاصة علي موقف علماء النفس السلوكيين الذين همشوا دور العقل وانشطته في التأثير علي السلوك الانساني فكان العقل عندهم صندوقا اسود كما اصبح معروفا فالسلوك البشري هو انعكاس للمؤثرات الخارجية ليس الا .
    ولعل نقد عالم اللسانيات الامريكية المشهور نوام تشامسيكي للسلوكيين في تفسيرهم لآليات تعلم اللغة عند الانسان كان الحدث البارز الذي ساهم في حفز المختصين في العلوم الانسانية علي الخصوص للاهتمام اكثر بعالم الرموز التي يحتضنها عقل الانسان.
    فمقولة تشامسيكي بالنسبة لظاهرة تعلم اللغة عند الانسان تتعارض مع ما يذهب اليه المنظور السلوكي بهذا الصدد فهو يرجع اليات تعلم اللغة واستعمالها الي استعدادات ومواهب نظرية في العقل البشري. بينما يفسر السلوكيات ذلك بالمؤثرات الخارجية التي تتلخص في المكافآت والعقوبات .
    ومما زاد في تطور هذا الفرع الجديد من العلوم هو توسع الاختراعات للكثير من اصناف اللآلات الجديدة ذات المقدرة الذكائية المحدودة فلهذه المخترعات انعكاسات مباشرة علي الاهتمام المتزايد في محاولة تفكيك وفهم آليات العقل البشري. فالمصالح متبادلة بين الطرفين هنا. فمن جهة يساعد سبر اغوار آليات العقل الانساني علي اختراع وصناعة ادوات ومستحدثات جديدة اكثر تطورا علي مستوي المقدرة الذكائية الاصطناعية . ومن جهة أخري ، فان استمرارية تفرد الانسان بطبيعة ذكائية تفوق بكثير ذكاء الكائنات الحية الاخري والادوات المصنوعة ينبغي ان تطرح علي العالم والمفكر علي الخصوص اطروحات ابستيمولوجية وتعطشا علميا يساعدان علي انجاز مكاسب اكبر في التعمق في فهم الغاز المخلوق الانساني.

    العلم.. والجوانب الحسية
    رغم هذا التوجه العلمي الجديد لفهم العقل البشري من خلال فهم عالم رموزه فاننا نري ان رواد هذه العلوم العقلية لا يزالون مقصرين في مدنا بالمدلولات التي تتجاوز العالم الحسي الاتي بالنسبة للرموز الثقافية التي يتميز بها الانسان. فقد بينا في هذه الدراسة بان للرموز الثقافية كاللغة والتفكير والقيم والعقائد الدينية.. مدلولات غير مادية تتعدي الوظائف العملية التي يتطلبها الوجود الانساني في حياته علي الارض . ففكر العبقري يمكن ان يكتب له الخلود عندما يحفظ ويصان في لغة مكتوبة علي الخصوص. كما ان تخليد صوت وصورة الانسان اصبح ممكنا بواسطة ترميزهما وتسجيلهما في اشرطة كاسات او كاسات فيديو. فمثل تلك المعطيات حول الجانب الاخر للرموز تتصف بالواقعية المجسمة. فمن الصعب انكار ما للغة والفكر من مقدرة علي تخليد الانسان. رغم ذلك فان هذا الجانب الاخر للرموز لا يزال يلقي التجاهل من طرف الجيل الجديد من العلماء المهتمين بدراسة الرموز الثقافية والعمليات العقلية عند الانسان . نعم هناك محاولات، كما اشرنا، لتغيير الرؤية التقليدية للعلم بحيث يصبح هذا الاخير يهتم بدراسة الجوانب الحسية (الموضوعية) وغير الحسية للتجربة الانسانية، الي حد ان البعض من هؤلاء العلماء اصبح يدرج التجارب الصوفية. وما شابهها للبحث العلمي ذي الرؤية والابستيمولوجية الجديدتين. تلك بالتأيد خطوات محمودة لاصلاح ابستيمولوجية العلم الحديث وأسسه. ولكنها لا تزال محتشمة بسبب الظروف الدينية والاجتماعية التي ولد فيها رصيد المعرفة الغربية المعاصرة. فلا ينتظر ان تقع القطيعة بالسرعة المطلوبة بين الرؤية العلمية التقليدية ورؤية علمية اخري مقابلة. هذه الرؤية ينبغي ان تقوم علي مبدأ رئيس يتمثل في ان العلم يجب ان يفتتح الباب علي مصراعيه لدراسة كل شيء بما فيها ما يسميه العلم الحالي بالجوانب غير الحسية او غير المادية للظواهر . اي ان حالة الطلاق بين ظاهرات العالم المحسوس والعالم غير الملموس يجب ان تنتهي الي غير رجعة. وبذلك يبدأ عهد علم جديد ذو رؤية جديدة تضع حدا لحالة القطيعة المفتعلة التي فرضتها ظروف خاصة للحضارة الغربية المعاصرة. والرؤية العربية الاسلامية الاصيلة للعلم تنسجم كل الانسجام مع الرؤية الجديدة المنتظرة ولو علي الامد البعيد. فمن خصوصيات العلم العربي الاسلامي اهتمامه بظواهر عالم الحس من جهة والعلم غير الملموس من جهة اخري. كما ان طبيعة المعرفة العربية الاسلامية تجمع في رصيدها النقل والعقل. بهذه الرؤية للمعرفة الانسانية يوضع حد لعملية البتر (بين الحسي وغير الحسي) التي لا يزال يعرفها العلم الحديث.
                  

العنوان الكاتب Date
و يسألونك عن الروح KOSTA05-03-07, 00:05 AM
  Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-03-07, 00:10 AM
    Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-03-07, 00:20 AM
      Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-03-07, 00:22 AM
        Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-03-07, 00:24 AM
          Re: و يسألونك عن الروح محمد على طه الملك05-03-07, 00:44 AM
            Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-03-07, 08:51 AM
            Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-03-07, 08:57 AM
            Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-03-07, 08:58 AM
              Re: و يسألونك عن الروح هاشم أحمد خلف الله05-03-07, 12:47 PM
                Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-04-07, 01:44 PM
                Re: و يسألونك عن الروح sudania200005-04-07, 03:55 PM
                  Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-04-07, 10:15 PM
  Re: و يسألونك عن الروح Yasir Elsharif05-03-07, 12:43 PM
    Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-04-07, 01:39 PM
      Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-04-07, 01:52 PM
        Re: و يسألونك عن الروح محمد على طه الملك05-04-07, 02:25 PM
          Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-04-07, 08:46 PM
            Re: و يسألونك عن الروح نيازي مصطفى05-04-07, 10:02 PM
              Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-04-07, 11:03 PM
                Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-05-07, 09:32 AM
  Re: و يسألونك عن الروح Yasir Elsharif05-06-07, 09:16 AM
    Re: و يسألونك عن الروح osama elkhawad05-06-07, 09:34 AM
      Re: و يسألونك عن الروح Yasir Elsharif05-06-07, 01:49 PM
      Re: و يسألونك عن الروح Ahmed El Gasim05-06-07, 01:57 PM
        Re: و يسألونك عن الروح bint_alahfad05-06-07, 02:47 PM
        Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-06-07, 09:23 PM
    Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-06-07, 07:58 PM
      Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-06-07, 08:12 PM
        Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-06-07, 08:34 PM
        Re: و يسألونك عن الروح Frankly05-06-07, 08:36 PM
          Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-07-07, 06:38 PM
      Re: و يسألونك عن الروح Yasir Elsharif05-06-07, 08:49 PM
        Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-06-07, 09:35 PM
          Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-06-07, 10:58 PM
        Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-07-07, 09:53 PM
          Re: و يسألونك عن الروح Yasir Elsharif05-07-07, 10:03 PM
  Re: و يسألونك عن الروح Yasir Elsharif05-07-07, 07:05 AM
  Re: و يسألونك عن الروح Dr. Ahmed Amin05-08-07, 06:12 AM
    Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-08-07, 10:41 PM
  Re: و يسألونك عن الروح أبو ساندرا05-08-07, 01:23 PM
    Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-08-07, 10:44 PM
      Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-09-07, 08:48 AM
      Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-09-07, 09:03 AM
      Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-09-07, 09:04 AM
        Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-09-07, 08:56 PM
          Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-09-07, 09:46 PM
  Re: و يسألونك عن الروح مزمل التريكى05-09-07, 09:50 PM
    Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-10-07, 08:40 AM
  Re: و يسألونك عن الروح Yasir Elsharif05-09-07, 10:32 PM
    Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-10-07, 09:15 PM
  Re: و يسألونك عن الروح سلمي النصري05-10-07, 06:09 AM
    Re: و يسألونك عن الروح osama elkhawad05-10-07, 07:47 AM
    Re: و يسألونك عن الروح محمد مختار جعفر05-10-07, 08:26 AM
      Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-10-07, 08:52 AM
      Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-15-07, 11:49 PM
    Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-10-07, 09:18 PM
      Re: و يسألونك عن الروح osama elkhawad05-11-07, 07:01 AM
        Re: و يسألونك عن الروح محمود الدقم05-11-07, 03:57 PM
          Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-17-07, 09:22 AM
  Re: و يسألونك عن الروح محمد مكى محمد05-11-07, 11:38 AM
    Re: و يسألونك عن الروح Yasir Elsharif05-11-07, 12:43 PM
      Re: و يسألونك عن الروح Haydar Badawi Sadig05-11-07, 02:41 PM
        Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-17-07, 09:31 AM
    Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-17-07, 09:25 AM
  Re: و يسألونك عن الروح محمد مكى محمد05-11-07, 03:01 PM
    Re: و يسألونك عن الروح القلب النابض05-11-07, 03:08 PM
      Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-17-07, 09:58 AM
    Re: و يسألونك عن الروح Yasir Elsharif05-11-07, 09:39 PM
      Re: و يسألونك عن الروح osama elkhawad05-12-07, 04:35 AM
        Re: و يسألونك عن الروح osama elkhawad05-12-07, 08:06 AM
          Re: و يسألونك عن الروح عيدروس حجر05-12-07, 08:32 AM
            Re: و يسألونك عن الروح مجدي عبدالرحيم فضل05-12-07, 08:50 AM
              Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-17-07, 10:39 AM
            Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-17-07, 10:27 AM
          Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-17-07, 10:03 AM
      Re: و يسألونك عن الروح Yasir Elsharif05-13-07, 08:56 AM
        Re: و يسألونك عن الروح osama elkhawad05-14-07, 06:14 AM
          Re: و يسألونك عن الروح Yasir Elsharif05-14-07, 08:09 AM
            Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-15-07, 09:04 AM
              Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-15-07, 11:23 PM
                Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-15-07, 11:34 PM
                  Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-15-07, 11:45 PM
            Re: و يسألونك عن الروح محمود الدقم05-16-07, 12:31 PM
          Re: و يسألونك عن الروح محمود الدقم05-16-07, 04:05 AM
            Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-16-07, 09:05 AM
  Re: و يسألونك عن الروح Yasir Elsharif05-16-07, 10:29 AM
  Re: و يسألونك عن الروح Yasir Elsharif05-16-07, 12:13 PM
  Re: و يسألونك عن الروح Yasir Elsharif05-16-07, 12:22 PM
    Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-17-07, 10:43 AM
      Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-17-07, 10:48 AM
      Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-17-07, 10:50 AM
        Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-17-07, 10:54 AM
          Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-17-07, 10:57 AM
  Re: و يسألونك عن الروح محمود الدقم05-17-07, 05:14 PM
  Re: و يسألونك عن الروح محمود الدقم05-17-07, 05:34 PM
    Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-17-07, 06:36 PM
    Re: و يسألونك عن الروح محمود الدقم05-17-07, 07:35 PM
      Re: و يسألونك عن الروح osama elkhawad05-18-07, 08:04 AM
        Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-18-07, 03:46 PM
          Re: و يسألونك عن الروح KOSTA05-18-07, 03:57 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de