|
انت بى صحك يا عثمان ميرغنى!النجم أقرب!
|
Quote: حديث المدينة
رغم كونها.. (معصومة)!!
عثمان ميرغني كُتب في: 2007-08-26 [email protected]
في الشقيقة دولة الكويت، قدمت أمس السيدة معصومة المبارك وزيرة الصحة –وهي أول وزيرة في تاريخ الكويت- استقالتها من منصبها.. إلى الشيخ ناصر المحمد رئيس الحكومة.. والسبب حريق اشتعل في مستشفى الجهراء بالكويت.. بالطبع الوزيرة ليست هي التي أشعلت النار، ولا هي مديرة المستشفى الذي اشتعل فيه الحريق.. وبترتيب الهيكل الوظيفي العادي ربما تكون هي أبعد شخص عن المسؤولية في هذا الحريق.. ومع ذلك قدمت استقالتها!! لم تأمر الوزيرة بتكوين لجنة تحقيق من موظفي الوزارة الذين يتبعون لها.. ويأتمرون بأمرها.. ليخلصوا إلى النتيجة التي تريدها.. ولم تنتظر وزارة العدل لتكون لجنة تحقيق.. ترفع أو لا ترفع تقريرها.. بكل ثقة قدمت استقالتها إلى رئيس الحكومة ورجعت مرة أخرى إلى قاعات التدريس في الجامعة التي كانت أصلاً ضمن طاقمها.. وقالت وزير الصحة الكويتية في خطاب استقالتها.. "إن المسؤولية السياسية والأدبية تحتم عليَّ بعد نشوب الحريق في مستشفى الجهراء تقديم استقالتي من المنصب الوزاري". وأنها مسؤولة عن الحالة (المتردية) التي وصل إليها القطاع الصحي.. تصوروا مستشفيات الكويت.. اعتبرتها الوزيرة (حالة متردية).. فما هو حال مستشفياتنا نحن.. البلد الذي لا يقدّم فيها الوزراء ولا وكلاء الوزارة استقالاتهم مهما كانت الكوارث.. الحالة التاريخية الوحيدة التي قدّم فيها وزير استقالته.. اتضح أنها مجرَّد استقالة محارب، عاد بعدها في موقع أرفع وبرتبة عسكرية أعلى.. وفي بداية الثمانينيات من القرن الماضي.. قدَّم وزير الكهرباء في الكويت أيضاً استقالته.. لأن الكهرباء -وبسبب عطل- انقطعت لمدة خمس ساعات (فقط لا غير).. بعد أن تعرَّض لمحاسبة قاسية من نواب مجلس الأمة الكويتي (البرلمان).. هذا هو منهج الحكم الرشيد.. العمل العام هو تكليف من أجل الشعب.. لكن الذي يحجب البصيرة ويمنح المسؤول إحساس الخلود في نصبه.. غياب المحاسبة والمسؤولية في هياكل الدولة.. أن يصبح الوزير حاكماً بأمره.. يقلب وزارته رأساً على عقب.. يدخل إليها من يشاء ويخرج منها من يشاء.. ويقرب إليه من يشاء ويبعد عنه من لا يجلب السعادة.. وثمة أمر آخر.. الساسة الذين ولدتهم أمهاتهم ساسة.. لا يستطيعون العيش بعيداً عن المنصب.. الخروج من المنصب خروج من الدنيا.. فيظل المسؤول يتجوَّل من منصب إلى منصب مهما فعل وفعل.. زواج كاثوليكي من المهد إلى اللحد.. هل رأيتم مسؤولاً واحداً، وزير مثلاً.. خرج من منصبه ورجع إلى دنيا الناس يمارس عمله الأول.. قلتها لوزير أُعفي من منصبه.. لماذا لا ترجع إلى الجامعة التي كنت أستاذاً فيها.. لتضرب قدوة صالحة.. ردّ عليَّ بكل صراحة أنه –بعد نعيم الوزارة– لا يستطيع.. وفعلاً بعد استراحة محارب قصيرة رجع للوزارة.. من المؤكد أن السيدة معصومة المبارك وزيرة الصحة الكويتية المستقيلة.. تعلم يقيناً أنها ليست مسؤولة عن الحريق في مستشفى الجهراء.. وأن استقالتها لا ترجِّع ما دمره الحريق.. لكنها مدركة أن مثل هذه القدوة في المنصب العام.. لا تُصلح الصحة وحدها.. بل الأمة كلها.. لأنها ترسي منهج حكم رشيد.. أمانة التكليف لا التشريف.. أما وزراؤنا في السودان –والحمد لله– كما قال الدكتور عوض الجاز وزير الطاقة والتعدين.. هم مسؤولون أمام الله وحده.. يوم القيامة فقط لا غير.. ويسقط البرلمان والصحافة والشفافية والحكم الرشيد..!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|